اين نزلت سورة لقمان وسبب نزول وتسمية سورة لقمان والدروس المستفادة منها

اين نزلت سورة لقمان ؟ يبحث الكثير من المهتمين بأمور الدين عن إجابة هذا السؤال لذا سنوفرها لمن من خلال مقالنا اليوم، وتعتبر سورة لقمان من السور الرائعة في القرآن الكريم، ترتيبها في المصحف السورة السورة رقم 31 تقع في الجزء الحادي والعشرين، ويرجع السبب في تسميتها بهذا الاسم إلى ذِكر لقمان ضمن آياتها، نزلت هذه السورة بعد سورة الصافات وقبل سورة سبأ وليستوفي الحديث حقه عن هذه السورة سنتناول شرح كل ما يخصها من خلال سطورنا التالية على موسوعة.

جدول المحتويات

اين نزلت سورة لقمان

نزلت سورة لقمان في مكة المكرمة وهي سورة مكية، ولكنها تختلف عن باقي سور القرآن الكريم بأنها سورة مكية تحتوي على ثلاث آيات مدنية، فقد نزلت في مكة باستثناء الآيات رقم 27 – 28 – 29، إذ نزلت هذه الآيات في المدينة المنورة.

سورة لقمان

سورة لقمان هي السورة الواحدة والثلاثون من سور القرآن الكريم، وعدد آياتها 34 آية.
سورة لقمان تقع في الجزء الحادي والعشرين، ونزلت بعد سورة الصافات .
سميت السورة بهذا الاسم نظرا لاحتوائها على قصة لقمان ووصاياه لابنه.
هي السورة السابعة والخمسون من حيث ترتيب النزول.
هي سورة مكية باستثناء ثلاث آيات مدنية.
تعود سبب نزول هذه الآية إلى رغبة قريش في إرباك النبي وسؤالهم عن لقمان وابنه، فأنزل الله هذه السورة كإجابة للنبي وتوضيح لهم.

سبب تسمية سورة لقمان

يعود سبب تسمية سورة لقمان بهذا الاسم إلى احتوائها على قصة لقمان وولده والنصائح القيمة التي قدمها له، حيث يعتبر لقمان أحد الرجال الصالحين.

سبب نزول سورة لقمان

يتسع العديد من المهتمين بالدين لمعرفة السبب وراء نزول سورة لقمان، فكل سورة في القرآن الكريم تحمل دلالة ومعنى تم تنزيلها بسبب ما، ويقول بعض العلماء أن السبب الرئيسي لنزول هذه السورة هو سؤال أهل قريش للنبي صلى الله عليه وسلم عن قصة لقمان مع ابنه وكان هدفهم من السؤال هو الاختبار وإظهار التعنت، ولهذا السبب أنزل الله عز وجل سورة لقمان للرد على هؤلاء الأشخاص، وتضم السورة قصة لقمان وتوصياته لابنه، وتم ذكر هؤلاء الأشخاص في بداية الآيات حيث ذكرهم الله عز وجل بقوله: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله}، ويجب أن نذكر أن بعض العلماء أشاروا إلى أسباب نزول بعض آيات سورة لقمان وسنقدم ذلك في الفقرات التالية

تفسير نزول آيات سورة لقمان

بعض الفقهاء قد فسروا سبب نزول بعض آيات سورة لقمان على النحو التالي:

جوبير بن العباس قال بشأن سبب نزول قول الله تعالى: “ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا ۚ أولٰئك لهم عذاب مهين”، أن هذه الآية تنطبق على نضر بن الحارث، الذي كان من أعداء الإسلام والمسلمين بشراسة، إذ كان يسعى دائما للتصدي عن دعوة الرسول ﷺ واستغلال مركزه السياسي بين الناس، فقد كان سيد القوم.
أفسر ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد سبب نزول قوله تعالى: “إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير” على أنها نزلت في أحد الأشخاص الذين يعيشون في الصحراء عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض الأشياء الغيبية التي لا يعرف إلا الله تعالى.
أشار ابن جرير أن قوله تعالى: وإن كانت في الأرض أشجار يعادل عدد أقلامها، وإن البحر يمده بسبعة أبحر بعدها، لن تنفد كلمات الله. إن الله عزيز حكيم.” هذه الآية نزلت في أهل الكتاب بعد قوله تعالى: “ويسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.” ونزلت هذه السورة بعد أن سألوا النبي – عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم – عن الروح وتم توضيح أن أمرها مختص بالله عز وجل.

مقاصد سورة لقمان

احتوت سورة لقمان على العديد من المقاصد من ضمنهم الآتي:

إظهار حكمة الله تعالى سواء في الأقوال أو الأفعال خاصة في القرآن الكريم.
تشبيه الذين يستهزئون بكلام الله عز وجل والذين يشغلون أنفسهم بغيرهم بالأغبياء.
تساهم السورة في علاج العقيدة التي امتلكها المشركين الذين ابتعدوا عن توحيد الله عز وجل.
توضح الآيات مزايا وجماليات الدين الإسلامي التي يفقدها المبتعدون عن الدين.
تشير الآيات إلى أن الدين المناسب للناس هو الدين الإسلامي.
نلاحظ في الآيات إشارة إلى قدرة الله عز وجل في الإبداع في الخلق.
تبدأ السورة بالحديث عن هدى القرآن الكريم وشموله للخير والحق.
تتحدث الآيات عن قدر الحكمة التي أعطاها الله عز وجل للقمان، حيث أمره بشكره تعالى.

وصايا لقمان لولده

لقمان هو أحد الرجال الصالحين الذي أعطاه الله عز وجل الحكمة بسبب صدقه مع الله عز وجل، وذكر الله تعالى بعض الوصايا التي أعطاها داوود عليه السلام لابنه، وكان يفتتح النصيحة بالقول يا بني ليفتح بهذه الطريقة قلبه للاستماع وليتحدث بها عن مشاعره وأحاسيسه، ومن بين الوصايا التي قدمها داوود لابنه هي:

التحذير من الوقوع في الشرك: تظهر هذه الوصية في قوله تعالى: “وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني، لا تشرك بالله، فإن الشركة ظلم عظيم”، ويدل هذا الأمر على ضرورة تربية الأبناء على العقيدة السليمة وتعزيز قيمة توحيد الله عز وجل في جميع جوانب الحياة.
الأمر ببر الوالدين وحسن معاملتهم: تظهر هذه الوصية في قوله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهي ضعيفة وضعيفة وأنفقت في عامين مشكورا لي ولوالديك إلى المصير ، وإذا جاهداك لتشاركني ما ليس لك به علما فلا تطعهما واصطحبهما في الحياة بلطف واتبع الطريق من أناب إليه ثم إلى مرجعكم حتى أخبركم بما كنتم تعملون}.
الحث على استشعار وجود الله عز وجل في جميع الأمور: سيحاسب الله عز وجل جميع الأفراد على أعمالهم في الآخرة سواء كانت حسنة أو سيئة، ويتجلى ذلك في قوله تعالى: “يا بني إنها إن تكن مثقال حبة من خردل فتكون في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله، إن الله لطيف خبير”.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: هذه الوصية تظهر من خلال قوله العزيز: {يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور}.
البعد عن التكبر والتفاخر: تظهر هذه النصيحة في قوله تعالى: {ولا تستكبر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا، إن الله لا يحب كل من يتكبر ويفتخر، وكن متواضعا في مشيك وخفف من صوتك، فإن أسوأ الأصوات هي صوت الحمير}.

القيم المستفادة من سورة لقمان

احتوت سورة لقمان على العديد من النصائح والتوجيهات التي يجب على الوالد أن يتأكد من ترسيخها في أذهان أبنائه لضمان تنشئتهم بشكل صحيح، ومن بين النصائح التي وردت في سورة لقمان ما يلي:

بداية القيم كانت في قوله تعالى : يا بني، لا تشرك بالله، فإن الشرك هو ظلم عظيم، وهذه القيمة هي واحدة من أهم القيم التي يجب على المربي التأكيد عليها أثناء تربية أطفاله لضمان استقرار إيمانهم لأي سبب، خاصة في المرحلة التي ينتقل فيها الشباب من الطفولة إلى البلوغ.
القيمة الثانية التي نستخلصها من سورة لقمان هي قيمة بر الوالدين وحسن معاملتهم، وقد اختص الله الأم بالبر في الآيات، نظرا للدور الشاق الذي تقوم به لتربية الأطفال حتى قبل ولادتهم، كما قال تعالى: “ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا علىٰ وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير”.
القيمة الثالثة تظهر في الدعوة إلى اتباع الحق من قبل الله عز وجل في قوله: {وٱتبعۡ سبيل منۡ أناب إليۚ ثم إلي مرۡجعكمۡ فأنبئكم بما كنتمۡ تعۡملون}، ففي سنوات المراهقة، يحتاج الطفل إلى الانتماء إلى مجموعة معينة وهذا يعزز أهمية توجيه المربي للطفل ليتبع أصحاب الحق.

الدروس المستفادة من سورة لقمان

من النقاط المهمة التي يجب التركيز عليها عند الحديث عن سورة لقمان، هي الدروس التي يمكن استخلاصها من هذه السورة المباركة، حيث تحتوي على بعض الدروس الهامة التي يجب على كل مسلم أن يتعلمها، ومن هذه الدروس:

القيمة الرابعة التي نستخرجها من سورة لقمان هي ضرورة مراقبة الله عز وجل للتعرف على قدراته وأن الله هو الذي يعلم الغيب وما يخفي وتظهر هذه القيمة من خلال قوله تعالى: {يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأتي بها الله، إن الله لطيف خبير}.
يتناول الدرس القادم أهمية أداء الصلوات المفروضة وضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على البلاء. تظهر هذه القيمة في قوله تعالى: “يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك، إن ذلك من عزم الأمور”. وتعتبر الصلاة ركنا من أركان الإسلام وواحدة من الفروض التي لا يمكن تجاهلها.
من الدروس المستفادة أيضا من سورة لقمان أهمية عدم التفاخر وضرورة تجنب الكبر، فالتكبر من السمات المذمومة التي يجب على المسلم ألا يتحلى بها، وقد ظهر هذا الدرس في قوله تعالى: “ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا، إن الله لا يحب كل مختال فخور”.
درس آخر يتعلم من السورة هو ضرورة الاعتدال في الكلام وعدم رفع الصوت أثناء الحديث، وذلك كما ذكر في قوله تعالى: “اقصد في مشيك واغضض من صوتك، فإن أصوات الحمير أقل قيمة من الأصوات الأخرى.

وبهذا نكون قد قدمنا لكم جميع التفاصيل المتعلقة بسؤال عن مكان نزول سورة لقمان، وفي هذه النقطة نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا لهذا اليوم. نأمل أن نكون قد استطعنا توفير محتوى مفيد وواضح بشأن استفساركم، وأن يكون قد أعفاكم عن الحاجة إلى مواصلة البحث. في النهاية، نشكركم على متابعتكم الجيدة لنا، وندعوكم لقراءة المزيد من الموسوعة العربية الشاملة.

المراجع

الوسوم