الصحة النفسيةصحة

ما هو السلوك الايجابي

غالبا ما تجد لافتات تنصحك بأن تكون إيجابيا، بالإضافة إلى النصائح التي يقدمها لك البعض بالتحلي بالإيجابية، مما يدفعك للتساؤل، ما هو السلوك الإيجابي؟ وكيف يمكنني أن أكون إيجابيا؟ وما تأثير ذلك على النفس والآخرين؟ كل تلك الأسئلة ستجد إجاباتها في المقال التالي من الموسوعة، فتابعونا.

ما هو السلوك الايجابي

  • قال الله تعالى في سورة آل عمران “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”، فإن كتاب الله عز وجل مليء بالعديد من الآيات التي تدعو إلى اعتماد الإيجابية، ونلاحظ أن لفظ الحزن غير مرغوب فيه. وربما الحكمة وراء ذلك هي أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان ليكون شقيا أو تعيسا.
  • وتشمل السلوك الإيجابي مفاهيم متعددة، لا يقتصر على التفاؤل فقط. الإيجابية تعني عدم الصمت عن الحق، والدفاع عن الآخرين، وتحمل المسؤولية وغيرها من الصفات التي يجمعها البعض تحت مفهوم السلوك الإيجابي.
  • من المؤكد أنك رأيت شخصا يعتدي على طفله في الشارع، على سبيل المثال. فما هو أول شيء سيقوم به الناس الذين حوله؟ بالطبع، سيقومون برفع هواتفهم لتصوير الموقف. نادرا ما تجد شخصا يتحدث مع الأب أو يدافع عن الطفل. وتكون العبارة الشائعة على ألسنة الجميع: “لا دخل لي بالأمر.
  • وليس هذا فقط، فكم منا يفقد حقه بسبب عدم الكلام عنه وعدم المطالبة به. كم منا يكتم أفكاره ولا يرغب في الإعلان عنها خوفا من التعرض للاستهجان أو الرفض!.
  • ومن كل ما سبق ذكر يمكن أن نعرف السلوك الإيجابي على أنه تلك الفعل التي تدفع صاحبها للتعبير عن ما بداخله بشكل فعال دون تعارض مع حقوق الآخرين، وبلا خوف من الرفض، وكذلك يحمل الشخص الإيجابي ثقة عالية تساعده في اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية، سواء كانت إيجابية أم سلبية، وهو يرفض فرض الأمور عليه بالقوة.

أنواع السلوك الإيجابي

أما عن أنواع السلوك الإيجابي فهو ينقسم إلى نوعين:

  • النوع الأول: وهو السلوك الفطري الذي ينبع من الإنسان بشكل طبيعي، مثل حمايته للطفل عند تعرضه للخطر أو الأذى، أو إنقاذه للآخرين في حالة اندلاع الحرائق، وغير ذلك.
  • النوع الثاني: وهو السلوك المكتسب الذي ينبع من الإنسان بسبب تأثره بسلوكيات شخص آخر واتخاذه قدوة، أو هو الفعل الذي يتعلمه وينفذه في مواقف مشابهة مثل مساعدة المحتاجين والتصرف بلطف مع الكبار والرحمة مع الصغار.

فوائد السلوك الإيجابي

  • يساعد السلوك الإيجابي صاحبه على التعامل والتواصل مع الآخرين بشكل جيد وواضح وفعال.
  • بالإضافة إلى ذلك، يساعد في تكوين شخصية قوية تنظر إلى الأمور من زواياها الإيجابية.
  • يمنح صاحبه ثقة عالية بالنفس، بالإضافة إلى ثقته في أن الفرصة لا تزال متاحة أمامه.
  • عندما يحقق الإنسان شعورا بالسعادة، فإنه يصبح أكثر قدرة على التعامل مع واقعه بشكل مرض.
  • يساعد الإنسان على التعبير بصراحة عن آرائه وأفكاره دون أن يكون تحت سلطة الآخرين.
  • يمكن للإنسان أن يفكر بشكل إبداعي وبذلك يكتسب مهارة البديهة.
  • ينشئ للفرد شخصية مستقلة قادرة على تحقيق النجاحات، مهما تعثرت.
  • يعتبر اتباع منهج الله عز وجل وسنة رسوله الكريم على الأرض أمرا محببا، حيث حث الله تعالى ورسوله على التفاؤل والتمسك بالسلوكيات الإيجابية.
  • أظهرت الدراسات العلمية أن الإيجابية تساعد الإنسان على عيش حياة كريمة خالية من الضغوط والمشاكل النفسية، مما يؤدي إلى تأخير ظهور علامات الشيخوخة.
  • يعمل السلوك الإيجابي على الحد من مظاهر العنف المنتشرة في المجتمعات، كما يقلل من الأمراض التي تنتشر فيها وهي الأمراض النفسية والاجتماعية.
  • يوجد علاقة مباشرة بين الأمراض التي يصاب بها الإنسان وبين سلوكه، فكلما كان الإنسان يتمتع بنظرة إيجابية لكل ما يدور حوله، قلت فرص إصابته بالأمراض الناجمة عن قلقه وتوتره وضغطه النفسي مثل ارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية.

كيفية تعزيز السلوك الإيجابي

ربما تتساءل الآن عما إذا كان السلوك الإيجابي يحمل جميع تلك الفوائد، فكيف يمكننا تعزيزه، وهذا ما سنقدمه لكم في السطور التالية

توكل على الله

  • لكي تعزز سلوكياتك الإيجابية وتزيد من ثقتك ويقينك بنفسك، عليك أن تعتمد على الله في جميع أمورك دون أن تشك في ذلك.

اجعل كلماتك إيجابية

  • يجب أن تتذكر أن كلماتك لها تأثير كبير على الآخرين. فالكلمة الطيبة هي صدقة، وقد تكون أحيانا مؤذية وتجرح القلب، وأحيانا أخرى تكون علاجا للجراح. فكن سببا للشفاء للآخرين.
  • كلماتك الإيجابية التي توجهها للآخرين تؤثر فيهم بشكل كبير، حيث تزيد من ثقتهم بأنفسهم وتزيد رغبتهم في التحدث معك والاستماع إليك.
  • الأمر ليس مقتصرا على حديثك مع الآخرين فقط. بل ينبغي أيضا أن تحفز نفسك وتبتعد عن بعض الكلمات السلبية مثل “لا يمكن”، “لا أستطيع”، “لن أتمكن من”. فكلها تقمع عزيمتك وتقتل رغبتك الداخلية وتقلل ثقتك بنفسك. الإيمان يجعلك تعرف أنه لا يوجد شيء مستحيل ما دامت لك مساعدة من الله عز وجل.

ابتعد عن السلبيين

  • ستواجه في حياتك نوعين من الأشخاص، الأول يشجعك ويثير الحماسة داخلك، والثاني يقلل من عزيمتك ويزيد من إحباطك، وبالتالي يمنعك من التفكير الإبداعي والابتكار، فعليك أن تبتعد تماما عن النوع الثاني.
  • إذا كنت ترتبط بأشخاص سلبيين يكرهون الخير للآخرين ويكرهون رؤيتهم سعداء، ستشعر بمشاعر الإحباط والبؤس، لذا يجب أن تبتعد عنهم قدر المستطاع حتى لا يؤثروا سلبا عليك.

تحكم في غضبك وانفعالك

  • اجعل غضبك وانفعالك حافزا للنجاح، ولا تدعها تسيطر عليك وتمنعك من المثابرة.
  • تذكر أنه سيتم لقائك بالكثير من المستفزين من حولك، فتصبر في التعامل معهم، ولا تسمح لتأثيرهم عليك أن يسيطر عليك حتى لا يحتلوا مكانا للكراهية والحقد أو أي مشاعر سلبية في قلبك.

واجه مشكلاتك

  • من العوامل المهمة التي تعزز السلوك الإيجابي هو مواجهة المشكلات وعدم الهروب منها، بل يجب أن تتعرف عليها جيدا لتتمكن من حلها والتخلص منها وتأثيراتها بسرعة.
  • عند مواجهتك لمشكلاتك وحلها، يجب عليك أن تتعلم منها وتسعى لاستخلاص الدروس المستفادة منها لتجنب تكرارها في المستقبل.

التزم بالقيم الإيجابية

  • قيمك الإيجابية هي التي ستجعل سلوكك إيجابيا، مما يمكنك من التعامل في مختلف الظروف والمواقف.
  • يمكن تعزيز تلك القيم من خلال قراءة الكتب أو مشاهدة البرامج التي تعزز تلك السلوكيات. عندما تستمر في ذلك يوميا، سيقوم عقلك بتخزين كل ما يتلقاه من الكلمات، وسيظهر ذلك بشكل تلقائي في سلوكك في المواقف المختلفة التي تمر بها.

قيم سلوكياتك

  • يجب أن تقوم بتقييم سلوكك ومقارنته في الماضي بسلوكك الحالي، لتتمكن من تصحيح أخطائك وتجنب الأخطاء التي ارتكبتها.

مواصفات مكتسبي السلوك الإيجابي

يتميز الأشخاص الذين يتبعون السلوك الإيجابي في حياتهم بمجموعة من الصفات ومنها:

  • يصبحون أكثر قدرة على تحمل تبعات أفعالهم ومسؤولية كل ما يقومون به.
  • تزداد لديهم ثقتهم بأنفسهم بشكل كبير.
  • يستطيعون اختيار الطريقة المفضلة لهم في التعامل مع الآخرين.
  • صرحاء وواضحين في كلامهم وآرائهم.
  • عادة ما يظهر الاحترام في أقوالهم أو أفعالهم تجاه أنفسهم والآخرين.
  • لا يمكن إقناعهم بتغيير آرائهم بسبب تمسكهم الشديد بها.
  • لا يهتمون بآراء الناس ولا يعتبرونها أساسا يجب الالتزام به.
  • يتمتعون بالقدرة على تحديد أهدافهم ويعرفون كيفية تحقيقها.
  • يستمعون جيدًا لحديث الآخرين ويهتمون به.
  • لديهم قدرة عالية على التواصل بصورة مرئية مع الآخرين.
  • يظهرون اهتمامهم بالآخرين من خلال استخدام كلمات تعكس ذلك في حديثهم.
  • يدعون الطرف الآخر للمشاركة معهم في مختلف المواضيع.
  • لا يحاولون فرض آرائهم، بل يعبرون عنها فقط.
  • يتحدثون دائما بصوت منخفض وإذا اقتضى الموقف، فإن نبرة الصوت يمكن أن تتغير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى