اهداف الشراكة المجتمعية وضوابطها والنتائج المترتبه عنها
هدفنا اليوم في هذه المقالة هو التحدث عن الشراكة المجتمعية ودورها في تطوير التعليم والمجتمع. فالشراكة المجتمعية بين المدرسة والمجتمع والأسرة تسهم بشكل كبير في تحسين العملية التعليمية وتأثيرها الإيجابي على الطلاب وأولياء الأمور والمجتمع. ولا يقتصر تطبيق الشراكة المجتمعية على العملية التعليمية فقط، بل يمكن تطبيقها في جميع المجالات. وسنتركز في هذه المقالة على الشراكة المجتمعية في مجال التعليم، وسنستعرض تعريف الشراكة المجتمعية وضوابطها وأهدافها وأهميتها وأنماطها والعوامل التي يجب توافرها لتطوير المشاركة المجتمعية بين الأسرة والمجتمع والمدرسة، بالإضافة إلى نتائج هذه المشاركة على كل منهم وعلى الطلاب.
تعريف الشراكة المجتمعية في اللغة
- التعاون هو مصطلح عربي يعني العمل مع الشركاء في عملية التنمية
- شركاء كلمة تعني المساواة بين الأشخاص.
- كلمة تستخدم في جميع المجالات وليست مقتصرة على مجال معين.
- لم يتم تحديد المعنى حرفيا مثل جميع المفاهيم التي تندرج تحت العلوم الإنسانية.
تعريف الشراكة المجتمعية اصطلاحًا
تختلف آراء الناس حول تعريف الشراكة حيث قام كل شخص بتعريفها وفقا لمجاله الخاص، ومن بين التعريفات التي استخدمت في الشراكة المجتمعية ما يلي:
كل ما يقدمه أفراد المجتمع من أنشطة لخدمة المجتمع في مختلف المجالات لا يقتصر المشاركة المجتمعية على الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات، بل تشمل الجميع، ومن بين هذه المجالات:
- المجال التعليمي.
- المجال السياسي.
- المجال الاجتماعي.
- المجال الثقافي.
هي أداة يتم استخدامها للتقدم والرقي بالمجتمع ورفع مستوى المعيشة للمواطن عن طريق تطوع الأفراد أو المؤسسات لتقديم المساعدات سواء بالعمل أو التبرع بالمال أو طرح الأفكار والآراء التي تساهم في تقدم المجتمع والعمل على تجاوز العقبات، ومن بين المؤسسات التي تقدم المساعدة:
- منظمات المجتمع المحلي.
- المنظامت غير الحكومية.
- تعني المشاركة المجتمعية مشاركة جميع المؤسسات وأفراد المجتمع والعمل معا لتنفيذ جميع الأعمال بهدف تحقيق الفوائد المتبادلة بينهم، مثل المشاركة في السلطة والعمل والمعلومات وغيرها.
التعريف في المجال التعليمي
- هي علاقة تكاملية بين المدرسة وأسرة ومجتمع تهدف إلى التعاون بينهم لبنية كل ما يتعلق بالعملية التعليمية من نشاطات وفعاليات وبرامج تأهيل الطلاب للتفاعل مع المجتمع إلى جانب متابعة كل ذلك لتحقيق الفاعلية التامة لكل منهم.
- الهدف من هذه العلاقة المتكاملة هو دعم العملية التعليمية بالاعتناء بالقيم والعادات والتقاليد ومعايير المجتمع وقواعده، وتحقيق الأهداف النفسية والتربوية المرجوة من العملية التعليمية.
أطراف الشراكة المجتمعية
- الطالب.
- الأسرة.
- المدرسة.
- المجتمع.
ضوابط المشاركة المجتمعية
هذه بعض القواعد التي تحكم العلاقة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع والمشاركة المجتمعية بينهما
- يجب أن يكون هناك توافق بين المشاركات المجتمعية والأنظمة الأخرى في الدولة، ولا يجب أن تكون مخالفة للشرع.
- تتناسب مع العادات والتقاليد الاجتماعية في المجتمع.
- يجب على المشاركين الالتزام بجميع اللوائح والتعاميم.
- يجب أن تكون الشراكة متناسبة مع الفئات المستهدفة ومراعاة الاختلافات والاحتياجات الفردية للطلاب.
- ضمان الأمان والسلامة للحفاظ على سلامة الطلاب.
- يتم التنسيق بين المشاركين وإدارة المدرسة عند تنفيذ جميع المشاركات.
اهداف الشراكة المجتمعية
- المساهمة في تحسين العملية التعليمية وزيادة إقبال الطلاب على التعلم.
- يجب أن يشترك جميع الفئات في مكافحة ومعالجة التحديات التي تواجه المدرسة بشكل خاص، وعملية التعلم بشكل عام.
- العمل على تنمية مهارات وقيم الحياة لدى الطلاب.
- تعزيز مفهوم المواطنة وفكرة الانتماء للطلاب.
- تنمية المسئولية المجتمعية عند الطلاب.
- يعمل المعمل على تطوير وتحسين العملية التعليمية وتحقيق تطور في الأداء التعليمي.
- تطوير العلاقة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع وتعزيزها.
- تعزيز فكرة العمل التطوعي وزيادة الجهود في جميع مجالات التطوع.
- مشاركة الأسرة في العملية التربوية والتعليمية.
- المشاركة المدرسية في توجيه سوق العمل في المجتمع وتأهيل الطلاب لمجالات متنوعة.
- أثبتت الدراسات أهمية العمل التطوعي في زيادة اهتمام الطلاب بالتعلم وتحقيق النجاح الدراسي.
أهمية الشراكة المجتمعية
- تبادل الثقة بين المدرسة والأسرة والمجتمع.
- بناء شخصية متكاملة للطلاب.
- تفخر الأسرة والمدرسة والمجتمع بجميع الإنجازات التي حققوها.
- تعزيز المشاركة المجتمعية وتحمل المسؤوليات المترتبة على المشاركة.
- تطوير مهارات الأسرة في التعامل مع الأبناء بالطريقة المثلى ومراعاة الاختلافات الفردية بينهم.
- تبادل خبرات جميع الأطراف المشاركة.
- استثمار مهارات وقدرات الأسرة والمدرسة والمجتمع بالطرق التي تحقق تقدم المجتمع وتطوره.
- تطوير البرامج التي تقدمها المدرسة وزيادة فعاليتها والاستفادة منها.
أنماط الشراكة المجتمعية
شراكة الوالدين
- مساعدة المدرسة والمجتمع للأسرة لتتمكن من تعزيز العلاقة بينها وبين الأبناء.
- يتم تعزيز العلاقة بين الأبناء والوالدين من خلال توفير الرعاية والحب وتشجيعهم.
التواصل بين المدرسة والأسرة
- يسهل تبادل الآراء والخبرات والمعرفة بين الأسرة والمدرسة.
- يعزز التواصل بينهم الثقة المتبادلة، مما يساهم في التوصل إلى وسيلة تفاهم مشتركة لتحقيق أهداف الشراكة المجتمعية.
التطوع
- تتطوع أفراد المجتمع للعمل وتقديم المساعدات بكل الوسائل المتاحة مثل تبادل الخبرات والمعرفة والعمل من أجل خدمة المدرسة وتنمية المجتمع وتطويره.
تعزيز التعلم
- يتم تعزيز الأطفال من قبل الأسرة من خلال متابعة أدائهم للواجبات المنزلية والمهام المدرسية.
- الهدف من التعزيز الأسري هو استمرار عملية التعلم وتعزيزها وتطويرها.
صنع القرارات
- تشارك الأسرة والمجتمع مع المدرسة في تحديد المشكلة وحلها.
- العمل على تطوير المجتمع بالوصول إلى الحلول وتبسيطها، ليكون اتخاذ القرار أكثر مرونة وسهولة.
المشاركة مع المجتمع المحلى
- تعاون المدرسة مع المجتمع بهدف بناء بعض المفاهيم وتطوير علاقات متبادلة بينهما.
- تنظيم المجتمع ليكون بيئة مناسبة تدعم أهداف المدرسة لرفع جودة التعليم والمجتمع.
عوامل تحسين الشراكة بين المدرسة والأسرة والمجتمع
يمكن للمدرسة الاعتماد على بعض الآليات لتعزيز الشراكة بين مختلف أطراف الشراكة المجتمعية، وتشمل هذه الآليات:
قواعد البيانات
تحديد قواعد البيانات للمدرسة والمجتمع يساعد على معرفة خصائص المجتمع الذي تتواجد فيه المدرسة، وكذلك معرفة الجهات التي يمكنها المساهمة في جعل المشاركة المجتمعية أكثر فعالية. لتحديد قواعد بيانات المجتمع، يمكن اتباع الخطوات التالية:
- تعرف وحدد المؤسسات في المجتمع المحيط بالمدرسة، سواء كانت مؤسسات ثقافية أو تجارية أو صناعية أو أمنية.
- معرفة الأشخاص الذين يمكنهم المساهمة والمشاركة في الأمور الأولوية.
- تحديد الأشخاص الفاعلين بالمجتمع.
- يتم عقد اجتماعات دورية لجميع الشخصيات المجتمعية حيث يتم مناقشة كيفية التعاون بينهم وبين المدرسة.
- يشارك رجال ونساء الطبقة البارزة في جميع فعاليات وأنشطة المدرسة لتعزيز الشراكة بينهم وبين المدرسة وتشجيعهم على دعمها.
- أعرب الشكر للشخصيات والنماذج المشاركة من خارج المجتمع.
- الحرص على دعوة أولياء الأمور للمشاركة في الأنشطة والأعمال التطوعية في المدرسة.
- تقديم رسائل الشكر للرجال والسيدات العاملين في المجتمع لدعمهم ومساعدتهم يجب أن تكون مقدمة بأسماء طلاب المدرسة.
- نحرص على المشاركة في العروض والمهرجانات التي تقيمها مؤسسات المجتمع في جميع المناسبات.
الذكاء الاجتماعي في التواصل
يجب أن تكون المدرسة ذكية اجتماعيا عند التواصل مع المجتمع وأولياء الأمور، وتركز على النقاط التالية:
- أن يشعر أولياء الأمور بالتقدير والاحترام الشديد لهم.
- الاستماع لكل أراء وأفكار أولياء الأمور.
- تقبل المدرسة النقد الذي يقدمه أولياء الأمور.
- تحرص على أن يكون الحوار المتبادل إيجابيا.
- تواصل المدرسة مع أولياء الأمور بشكل مستمر.
- تعزز المدرسة ما يقدمه أولياء الأمور من جهود ومشاركات فاعلة مع المدرسة.
- اختيار وسائل الاتصال المناسبة مع أولياء الأمور.
التفاعل بين منسوبي المدرسة وأولياء الأمور
يجب على المدرسة أن تهتم بتدريب المعلمين الخاصين بها على كيفية التعامل بإيجابية مع أولياء الأمور واستخدام الطرق المناسبة للتواصل معهم وجذبهم للمشاركة في الأنشطة المدرسية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الخطوات التالية:
- التعاون بينهما لفهم كيفية تعليم الطلاب واختيار أفضل الطرق لذلك.
- مشاركة أولياء الأمور في جميع الأنشطة والفعاليات المدرسية التي تقام يوميا.
- معرفة وفهم اتجاهات وثقافة المجتمع حول التعليم والمدرسة.
- توضع خطط التعاون بين المدرسة وأفراد المجتمع ويتم تطويرها باستمرار لتتناسب مع تغيرات المجتمع.
تقويم الجهود المبذولة باستمرار
على المدرسة أن تقوم بتقويم الجهود المبذولة عن طريق ما يلي:
- اختيار وسائل وآليات مناسبة لتشجيع مشاركة أولياء الأمور.
- مشاركة أولياء الأمور في جميع الفعاليات والأنشطة في المدرسة.
- اختيار الخطط المدرسية المناسبة لتحقيق أهداف المدرسة.
النتائج المترتبة على الشراكة المجتمعية
مستوى الطلاب
- زيادة تحصيل الطلاب وتقدمهم دراسيًا.
- الاستمرار في الحضور وزيادة الرغبة والدافعية للتعلم.
- القدرة على مواجهة صعوبات التعلم والتعامل مع الآخرين.
- تطور علاقات الطلاب الاجتماعية وتحسنها.
- إحساس الطلاب بالأمان النفسي وزيادة ثقتهم بأنفسهم.
- يحرص الطلاب على إيجاد فرص تعلم جديدة.
مستوى المدرسة
- تعزيز فهم الانتماء للوطن لدى الطلاب وزيادة فخرهم به والعمل على تقدمه والحفاظ عليه.
- تطور المناخ المدرسي بحيث يكون مفتوحا على المجتمع والأسرة.
- تعزيز جهود ولي الأمر ومشاركتهم في تطوير المدرسة.
- توفير احتياجات المدرسة.
- تطور العملية التعليمية وتقدمها.
- تعزيز التواصل الإيجابي المتبادل بين أعضاء الهيئة التدريسية وأولياء الأمور.
- تتغلب المدرسة على جميع المشاكل التي تواجهها وتحرص على وجود الحلول المناسبة.
- تراجع معدل تسرب الأطفال من التعليم وزيادة معدل التعليم بين الأطفال.
- انخفاض معدل غياب الطلاب عن المدرسة وزيادة حرصهم على الحضور باستمرار ورغبتهم في التعلم.
- الاهتمام بمتابعة المشكلات السلوكية والتحصيلية للطلاب ومعالجتها.
- زيادة الخدمات التي تقدمها المدرسة وتحسينها بشكل ملحوظ.
مستوى الأسرة
- تنمية مهارات ومعارف الأسرة.
- تنمية وتعزيز مفهوم الانتماء والمواطنة لدى الأسر.
- يجب على الآباء مساعدة أطفالهم في تطوير شخصياتهم وتوجيه هواياتهم بشكل صحيح وفقا لقدراتهم الفردية.
- ارتفاع معدل النتائج التحصيلية والاختبارات للطلاب.
- الحرص على الاستفادة من إمكانيات المدرسة والخدمات التي تقدمها.
- زيادة قدرة الأسرة على معرفة وتحديد اهتمامات الأبناء ومساعدتهم في تطويرها.
- توفير جو أسري يساهم في تطوير شخصية الأبناء وتنمية شخصيتهم.
- يجب استغلال قدرات ومساهمات أولياء الأمور لدعم البرامج المدرسية.
- يمكن للأسرة مساعدة أبنائهم في تنظيم واستغلال الوقت بأفضل الطرق.
- يتمكن الأهل من إدراك الاختلافات بين الأبناء والتعامل معهم وفقا لهذه الاختلافات.
مستوى المجتمع
- مشاركة الأسرة والمدرسة تسهم في مواجهة المشكلات الاجتماعية.
- زيادة الارتباط بين الطلاب وتلبية احتياجات المجتمع.
- تولي الجمعية اهتماما بتوفير جميع احتياجات المدرسة من موارد.
- استخدام مرافق المدرسة واستفادة منها.
- اهتمام المجتمع بتطوير أساليب التدريس.
- تطوير مؤسسات المجتمع لتواكب الأنشطة الطلابية.
- توفير كل ما ينمي مهارات الطلاب.
- العمل على ربط المناهج التعليمية بمتطلبات سوق العمل.
للمزيد من المعلومات عن اهداف الشراكة المجتمعية يمكن قراءة الموضوع التالي: