هل ابليس من الملائكة

سنستعرض اليوم سؤالا هل إبليس من الملائكة، وذلك من خلال مقالنا في موسوعة، إذ يعد هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي يطرحها الناس على المواقع الدينية، وسنستعرض في المقال وجهات نظر أهل العلم والدين وتفسيراتهم لآيات الله، مع ذكر الأدلة الصحيحة للإجابة بوضوح.

يقوم العلماء والشيوخ بالرد على استفسارات الناس المتعلقة بأمور الدين والحياة، ودور أهل العلم ضروري في منع الالتباس في المفاهيم وتوضيح معاني آيات القرآن الكريم، لذلك يعد الشيوخ والعلماء رسلا يحملون رسالة نشر العلم وتنوير الناس بشؤون دينهم.

وإن طاعة الله لازمة في كل شيء مع الابتعاد عن ما نهى الله عنه، فقال العلماء بأن دور إبليس على الأرض هو إغواء الناس وابعادهم عن طريق الله، إذ إنه يجمل لهم ملذات الدنيا وما فيها من متاع، حتى يقعوا في المعاصي والذنوب. لذلك يقوم العلماء دائما بتذكير الناس بأن إبليس وجماعته شياطين مطرودون من رحمة الله وعلينا عدم الانسياق وراء وساوس الشيطان، وأن يحصن الناس أنفسهم بتلاوة القرآن وأداء الصلوات، وذلك ابتغاء لمرضاة الله.

يتم تناول سؤال ما إذا كان إبليس من الملائكة وفقا لأقوال أهل العلم، ويتم توضيح ما إذا كان لإبليس ذرية وهو أب لهم أم لا، ويتم تناول كل هذا بالتفصيل في الفقرات التالية.

هل ابليس من الملائكة

سؤال ما إذا كان إبليس من الملائكة من بين الأسئلة التي أحير فيها العلماء في تفسيرها. تنوعت تفسيرات أهل العلم حولها، حيث يرى البعض أنه من الملائكة ويقول البعض الآخر أنه من الشياطين. لذا سنستعرض لك فيما يلي آراء أهل العلم والدين:

• فسر بعض العلماء أن هناك مجموعة من الملائكة يطلق عليها اسم الجن، وأن إبليس كان من ضمن تلك الجماعة، وبعد أن كفر واستكبر تم لعنه وطرده من جنة الله عز وجل، ثم جاءت من ذريته الشياطين.
• قام بعض العلماء بتفسير أيات من القرآن الكريم لمعرفة ما إذا كان إبليس من الجن أم لا. وتم ذلك من خلال استشهاد بآية رقم 27 في سورة الحجر التي تقول “والجان خلقناه من قبل من نار السموم”. فسر الشيخ ابن تيمية معنى الآية بأن إبليس خلق من النار، بينما خلقت الملائكة من النور. إبليس كان يعيش مع الملائكة والجن حينما أمرهم الله بالسجود له، ولكنه تعارض وعلى إثر ذلك أخرجه الله من جنته.

دلائل من القران توضح هل كان ابليس من الملائكة أم لا

• أشار العلماء إلى أن إبليس خلق من النار، وقبل أن يلعن ويطرد كان رئيس الملائكة، وكان اسمه عزرائيل، وكان معروفا بجهوده ومعرفته، وهو من الملائكة الذين لديهم سلطة وشأن، كان يوسوس في السماء والأرض، ثم شعر بالفخر والتكبر بسبب أعماله وجهوده والمكانة العالية التي حظي بها في جماعته، فعندما أمر الله ملائكته بالسجود له، تكبر ورفض السجود لله، فتم طرده ونفيه من الجنة، وأصبح بعد ذلك شيطان ملعون من قبل الله ومطرود من رحمته حتى يوم القيامة.
• في كتاب تفسير المنار للشيخ محمد عبده، الذي يعد معجما لتفسير آيات القرآن الكريم، يذكر أنه لا توجد تفسيرات واضحة للتأكيد على ما إذا كان إبليس من الملائكة أم من الشياطين، فآيات القرآن تشير إلى أن إبليس كان جزءا من فئات متعددة تندرج تحت اسم الملائكة.
• أشار الشيخ القرطبي إلى أن إبليس ليس من الملائكة، بل هو من جماعة الجن. استنادا إلى قول الله تعالى في الآية رقم 50 من سورة الكهف: “وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ۗ أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو ۚ بئس للظالمين بدلا”. يدل هذا الآية بوضوح على أن إبليس من الشياطين ولا يمكن أن يعتبر من الملائكة، فإن الملائكة هم الذين أطاعوا الله وسجدوا، بينما إبليس كان يعصي ويتكبر. وهو من جماعة الجن، وهو أب للشياطين والجن.
• علماء الفقه قاموا بتفسير أيات الله بأن إبليس كان من الجن وكانت جميعهم مع الملائكة عندما أمرهم الله بالسجود، ولكن الله أشرف فقط على الملائكة في هذه الآية تكريما لهم واستهانة من إبليس وعشيرته.

هل ابليس من الملائكة أم الجن

تنوعت الآراء والتفسيرات حول تفسير آيات الله وذكر إبليس في بعض السور، حيث تم تفسيره بأنه من الجن في بعض الأحيان ومن الملائكة في بعض الأحيان الأخرى، ولكن هناك علماء يتبعون الكتاب وسنة الرسول في التفسير، وذكروا أن إبليس من الجن وليس من الملائكة، واستندوا في ذلك إلى سببين

• أشار الشيخ الشنقيطي إلى تفسير قول الله في سورة الكهف “إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه”، حيث يذكر بوضوح أن إبليس كان من الجن، وأن الآية جاءت بشكل صريح ومباشر
• وكما وصف إبليس في الكتاب والسنة بأنه كان متمردا وعاصيا لأوامر الله، خلق من النار وهو يأكل ويشرب وله ذرية وعشيرة، فهو من طائفة منفصلة عن الملائكة لا تشبههم في الصفات.

هل إبليس له أب وأم

اختلف بعض الفقهاء حول ما إذا كان إبليس من الملائكة أم لا وما إذا كان لديه أبناء وعشيرة، فقال بعضهم إنه هو الأب وأن أبناءه جاءوا بعده، وقال آخرون إنه عندما طرد كان مع عشيرته، واعتمد بعض العلماء على آيات القرآن الكريم في تفسيراتهم، وهذا ما سنناقشه فيما يلي:

• تفسير ابن البصري لإبليس هو أنه أبو الجن، سواء كانوا ملائكة أو شياطين، وهكذا هم الذين آمنوا بالله والذين كفروا، والبصري وابن عباس استندا في تفسيرهما على الآية رقم 50 من سورة الكهف.
• ذكر الشيخ عبد العزيز رحمه الله في كتاب مجموع الفتاوى بالاتفاق مع أهل العلم والفقهاء أن إبليس هو الأب، حيث بعد تمرده وعصيانه على ربه وطرده من جنته، أتى بذريته من الشياطين.
• شرح الشيخ ابن عثمنين الآية رقم 15 من سورة الرحمن” وخلق الجان من مارج من نار” بأن إبليس، الشيطان، خلق من النار، بينما خلقت الملائكة من النور، ولكنهم جميعا من نفس الفئة، وهذا يشير إلى وجود نسل لإبليس قبل أن يطرد.
• بعض العلماء يقولون إن لإبليس كان لديه ذرية قبل تمرده وخروجه من الجنة. يستند ذلك إلى قول الله تعالى في الآية رقم 299 من سورة الكهف. هذه الآية تشير بوضوح إلى وجود قبيلة لإبليس أثناء وجوده في الجنة. وعلى الرغم من اختلاف العلماء، فإنهم يتفقون على وجود ذرية وعشيرة لإبليس توسوس للناس لارتكاب المعاصي ومخالفة أوامر الله.

بهذا نختم مقال اليوم الذي كان بعنوان هل إبليس من الملائكة مع ذكر آراء العلماء المختلفة، وتفسيرات بعض آيات القرآن الكريم، وناقشنا بعض آراء العلماء المستمدة من الكتاب والسنة، وأشرنا أيضا إلى صحة وجود عشيرة وقوم لإبليس.

لمزيد من المقالات، يرجى زيارة موقعنا الموسوعة العربية الشاملة:

1-ما هي اسماء الملائكة وصفاتهم