العلاقات و التعارفالناس و المجتمع

السخرية والاستهزاء بالآخرين من الإضرار

السخرية والاستهزاء بالآخرين من الإضرار

كيف يمكن أن يتسبب السخرية والاستهزاء بالآخرين في إلحاق الأذى بالأشخاص؟ وكيف يؤثر التنمر على حياة الفرد وحياة عائلته؟ هذا هو موضوع مقالنا اليوم في موقع الموسوعة، وسنشير أيضا إلى الأدلة الشرعية التي تؤكد حرمة السخرية وتأثيرها النفسي.

  • تسعى كل المؤسسات الحقوقية إلى تقليل الأثر السلبي الذي يحدث على الأفراد في المجتمعات المختلفة.
  • ذلك يتم عن طريق تعزيز الوعي في المجتمع وتوضيح أهمية احترام الحالة النفسية للأشخاص المحيطين بهم.
  • وكما أوصت جميع الأديان السماوية، يجب علينا احترام مشاعر الآخرين.
  • في الأديان السماوية، يحرم بشكل كامل التسبب في الأذى النفسي والبدني بجميع أشكاله.
  • الاستخفاف والتهكم على الآخرين يسبب ضررا نفسيا
  • السخرية والاستفزاز يؤثران سلبا على الحالة النفسية والتعامل مع الآخرين، وحتى على تحقيق النجاح في الحياة.
  • لذلك تم إطلاق العديد من الحملات التوعوية التي تنادي بوقف التنمر.
  • من أجل جعل العالم مكانا هادئا ومستقرا أكثر، يجب أن يتعايش الجميع في سلام.
  • وعرف علماء اللغة الاستهزاء بأنه القول أو الفعل الذي يقلل من شأن الشخص، ويكون الحديث في صورة مزاح وهزل، ولكنه يحمل في طياته معان جادة.
  • ويتم استخدام الاستهزاء بتصرفات الشخص أو حديثه أو ملابسه أو لونه أو مظهره، وسواء كان الاستهزاء مباشرا أو غير مباشرا، فإن كلاهما يعبر عن التنمر.
  • يؤثر التنمر بشكل كبير على العديد من الأطفال، حيث يتراجع ويتباعد العديد من الذين تعرضوا للتنمر، ويصبحون يخافون من التجمعات.
  • يؤثر التنمر بشكل كبير على ثقة الشخص بذاته وبقدراته ومواهبه.
  • غالبا ما يتبلور الفرق بين المزاح والسخرية، حيث أن المزاح لا يسبب أذى نفسيا ولا ينتقد أي شيء.
  • إذا أدى المزاح إلى احتقار الشخص لنفسه أو خجله، فهذا يصنف دائما تحت باب السخرية.

السخرية والاستهزاء بالاخرين

  • جميع الأديان السماوية وضعت حدا قاطعا لإيذاء الأفراد أو حتى الحيوانات.
  • فإن الإيذاء بجميع أشكاله وأنواعه ممنوع تماما، سواء كان الإيذاء بالكلمة أو الفعل.
  • ذلك ترحما على عباد الله، وكل من يستهزئ بالآخرين يتعرض لعقاب الله عز وجل.
  • بفضل قوانين مكافحة التنمر، يتعرض من يستهزئ بالآخرين للعقاب المجتمعي والعقاب الإلهي.
  • ونهى الله تعالى في العديد من الآيات القرآنية عن السخرية والاستهزاء بأي شكل من الأشكال.
  • وأتى النهي صريحا وواضحا، ووصف القرآن الكريم هذا الفعل بالفعل الفاسق.
  • قال الله تعالى في سورة الحجرات: “يا أيها الذين آمنوا، لا يستهزئ قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن، ولا تلمزوا أنفسكم، ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان، ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون (11)”.
  • وجه الله عز وجل النهي بشكل خاص للنساء، بناء على الاعتراف العام بأن النساء هن الأكثر عرضة لارتكاب هذا الخطيئة.
  • إزدراء الأشخاص وتقليلهم والسخرية من تصرفاتهم وأقوالهم، ينشر العداء والكراهية في النفوس.
  • ولا أحد يعرف أيهم أقرب إلى الله، فالتقوى هي المعيار الوحيد للأفضلية عند الله عز وجل.
  • لا يجب أن نستهين بأي شخص لأنه فقير أو لأنه قبيح الهيئة أو لأنه يقوم بأي فعل لا يعجبنا.
  • بسبب أن السخرية والاستهزاء بالآخرين يسببان ضررا نفسيا، فإن الله عز وجل يهدد كل من يسخر من عباده.
  • يحذر من ويل لكل همزة لمزة في سورة الهمزة (1)، والويل يعني التهديد بالعقاب الشديد.
  • يعاقب الله بشدة كل ساخريه، ولا يسامح الله أبدا خدامه.
  • ومن الممكن أن تكون السخرية رمزية، ولا تكون صريحة، كأن يصف أحدهم شخصا بالجنون عن طريق حركة يده.
  • وجميع أنواع السخرية المباشرة وغير المباشرة محظورة في الدين الإسلامي.
  • وذلك بسبب تأثيرها السلبي الكبير على النفس البشرية.
  • من غير المسموح لأحد أن يطلق على شخص لقب يسبب له الحزن أو يحمل معاني سلبية.
  • كأن أحدهم يلقب بالغراب، وهذا إشارة من القائل إلى الفقر وسوء الحظ.
  • والله عز وجل نهى عن هذا السلوك، فقد قال في سورة الحجرات “ولا تنابزوا بالألقاب (11).

موضوع عن السخرية والاستهزاء

  • التنمر والسخرية والاستهزاء لهم تأثير سلبي كبير على الأفراد والمجتمعات أيضا.
  • ولذلك ومنذ قرون عديدة، دعت جميع الأديان السماوية إلى تحريم هذا الفعل.
  • وكانت السخرية دائما في التراث فعل الكفار والفاسقين والظالمين والجبابرة.
  • قال الله تعالى في سورة المطففين: “إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون، وإذا مروا بهم يتغامزون، وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين” (29-31).
  • ويهدد الله بالعقاب والعذاب الشديد للساخر والمستهزئ.
  • مع زيادة الآثار السلبية لهذه الظاهرة، رفعت العديد من المنظمات الحقوقية التي تهتم بحقوق الإنسان شعار “لا للتنمر.
  • وذلك لزيادة الوعي المجتمعي بخطورة التنمر.
  • فقد سلطت الدراسات الحديثة الضوء بشكل كبير على الأثر النفسي الهائل على الأفراد، والذي يمكن أن يصل إلى مرحلة الانتحار.
  • فإن تأثير الكلمة ليس سهلا في الاندثار، ويكون له تأثير نفسي وروحي أكبر بكثير من تأثير الفعل.
  • المؤمن الذي يتحلى بلسان طيب لا يقول إلا خيرا، ويبتعد تماما عن الأقوال الخبيثة المشينة.
  • السخرية والاستهزاء بالآخرين يسببان ضررا نفسيا للفرد والمجتمع على حد سواء.
  • يغيب عن بال الكثير من الناس الأثر السلبي الكبير الناتج عن حديثهم، ويسخرون ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
  • وقد وصفهم الله تعالى في سورة التوبة قائلا: “إن سألتهم ليقولون إنما كنا نخوض ونلعب، قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم، إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين.
  • وصف الله تعالى أعمالهم بأنها جريمة، وبالكفر بعد الإيمان، وحذر من هذه الأعمال التي تسبب فساد المجتمعات.
  • قال الشاعر محمود الغزنوي (فلا تستهين بأي إنسان عساه .. وأنا له إله العالمين ولا تعلم .. فلو القدر عند الله خاف عن الخلق .. كما خفت عن علمهم ليلة القدر).
  • لا يحق لك أن تستهين بأي شخص أو تقلل من قدره ومكانته بأي وسيلة، فقد تكون مكانته عند الله عز وجل أفضل من مكانتك.
  • إذا قمت بالاستهزاء والسخرية، فسوف ينفر المجتمع منك ويبتعد الجميع عنك، وسوف تتعرض في يوم القيامة لعقاب الله الحي الذي لا يموت.

أضرار السخرية

يؤدي الاستهزاء والسخرية إلى آثار سلبية كثيرة على الأفراد والمجتمعات بشكل عام، ومن ضمن أضرارها:

  1. السخرية والاستهزاء بالآخرين من الإضرار النفسي.
  2. تفسد السخرية العديد من المفاهيم الهامة والأساسية في المجتمع.
  3. تؤثر على حالة الحب والمودة والتراحم والود بين الأشخاص.
  4. ينشر مشاعر النفور والكراهية والبغض والرغبة في الانتقام.
  5. كلما ازدادت أفعال وأقوال السخرية والاستهزاء في المجتمع، كلما زادت مشاعر الحقد والضغينة.
  6. يصبح المجتمع أكثر قسوة، ويتلاشى السلام بين الأفراد وبين المجتمعات.
  7. من يتعرض للسخرية، فإنه يشعر بالحزن باستمرار، وتتطور مشاعره الداخلية حتى يشعر بالاهانة والغضب.
  8. يسيطر على كل من يتعرض للسخرية الشعور بالضعف والهوان.
  9. من يسيطر عليه الرغبة في السخرية والاستهزاء بالمحيطين به، قلبه يموت.
  10. ويكون غافلا عن أمره، فلا يخشى الله ولا يخاف عقاب الله.
  11. لقد أكد الله على شدة استهزاء المستهزئين وكيف سيأتي يوم القيامة محملا بذنوبه.
  12. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: ما رأيك في صفية كذا وكذا؟ قال: غير مسدد، أي قصيرة، ثم قال: “لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته”.
  13. بإشارة صغيرة حذر رسولنا الكريم السيدة عائشة من الوقوع في إثم كبير، فكيف بمن يسخر ولا يراعي أحد في حديثه!.
  14. الاستخفاف والتندر بالصفات السيئة كانت منتشرة بشكل كبير في الجاهلية وبين الكفار.
  15. وقد جاء الإسلام الحنيف وحذر من التمييز العنصري والاستهزاء بالآخرين، وقام بتحريمها تماما.
  16. “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا فرق بين العربي والأعجمي، ولا بين الأبيض والأسود إلا بالتقوى”.”.
  17. في يوم القيامة، يأتي المستهزئ ويجد جبالا من الذنوب لا يعلم عنها شيئا، وذلك نتيجة لسانه واستهزائه بكل المحيطين به.
  18. يبتعد الجميع عن سوء اللسان، خوفا من إيذائهم، ويكون المستهزئ وحيدا في النهاية.
  19. بالإضافة إلى ذلك، يفقد الشخص مروءته ورجولته، ما يعني فقدان جميع معاني الشهامة والوقار.

وهكذا تعرفت على كيفية السخرية والاستهزاء بالآخرين وتأثيرهم النفسي، ويمكنك قراءة كل جديد في الموسوعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى