الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

الفرق بين الصنم والتمثال

في هذا المقال سنوضح الفرق بين الصنم والتمثال قبل أن يرسل الله الأنبياء لدعوة الناس لعبادته وحده. كان الناس يعبدون الأصنام ويجعلونها آلهة ويؤدون العبادة أمامها ويقدمون القرابين لها. كانت الأصنام تمثل إنسانا أو حيوانا. على الرغم من دعوة الأنبياء للتوقف عن عبادة الأصنام وعبادة الله وحده، إلا أن بعضهم استمر في الضلالة ورفضوا الدعوة بزعم أنها تقليد من الأجداد. استمرت هذه العبادة في العرب حتى أرسل الله محمد صلى الله عليه وسلم فأنهى تلك العبادة. هناك فرق بين مفهوم الأصنام والتماثيل سنوضحه في السطور التالية على الموسوعة.

جدول المحتويات

الفرق بين الصنم والتمثال

  • الصنم هو الكلمة المفردة لكلمة أصنام، وهو التمثال المصنوع من الخشب أو الحجر أو المعدن، وكانت الأصنام تصنع للعبادة بدون الله.
  • فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف: اذهبوا إلى قوم يعبدون الأصنام لهم.
  • التمثال هو ما يتم نحته من الحجر أو النحاس وما شابههما، ويتم نحت التماثيل لتكون مشابهة للإنسان والحيوانات وغيرها.
  • وبالتالي، يكمن الاختلاف بين الأصنام والتماثيل في أن الأصنام تصنع للعبادة، وتؤمن بأنها إلهة.
  • بالنسبة للتمثال، فهو شكل من أشكال الأصنام، حيث يمكن أن تكون الأصنام حجارة أو حيوانات أو أشخاص، معنى الصنم أعم وأشمل من معنى التمثال.
  • وهناك كلمة أخرى يخلطها البعض بمفهوم الأصنام والتماثيل وهي الأوثان.
  • كلمة الأوثان تشمل جميع الآلهة التي كان يعبدها الناس في العصور قبل الإسلام، ويمكن أن يكون هذا الوثن إنسانا أو حيوانا أو نباتا أو شيئا غير حي.
  • فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا الله، لا تجعل قبري مكان عبادة لأي شيء آخر غيرك، فالوثن هو كل ما يعبد سواك بغض النظر عن شكله أو مادته.
  • أما الأصنام فهي أشياء غير حية ولا تحتوي على روح، هي تماثيل لا تضر ولا تنفع، ولا تسمع ولا تتكلم.
  • في الماضي، كانت الشعوب القديمة مثل البابليين والآشوريين والكنعانيين وغيرهم يعبدون التماثيل المجسدة بأشكال حيوانات، طيور أو إنسان. كانوا يؤمنون أن روح الإله تتواجد في تلك التماثيل عندما تصنع.
  • في الخلاصة، الأصنام هي تماثيل تصنع فقط للعبادة، أما التمثال إذا لم يكن مصنوعا للعبادة فإنه مجرد ظاهرة فنية ولا يعني أكثر من ذلك.

حديث طمس التماثيل

  • عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ الْأَسَدِيِّ قَالَ : قال لي علي بن أبي طالب: هل أرسلك على ما أرسلني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أن لا تترك تمثالا إلا أن تمحوه، ولا تضع قبرا مشرفا إلا أن تسويه.
  • يعني هذا الحديث أنه يجب مسح التماثيل إذا كانت تحتوي على روح لشخص أو حيوان، سواء كانت داخل المنزل أو خارجه.
  • تزول حرمة وجود التمثال إذا قطع رأسه أو طمست معالمه.
  • فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : الصورة ناقصة إذا تم قطع الرأس، فلا تعتبر صورة.
  • وعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جاءني جبريل وقال: إني جئتك البارحة ولم يمنعني أن أدخل البيت الذي كنت فيه إلا أنه كان في باب البيت تمثال الرجال، وكان في البيت قماش يستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فأمره أن يقطع رأس التمثال الذي في الباب حتى يصبح مثل شجرة، وأمره أن يقطع الستر ويصنع منه وسادتين ممزقتين، وأمره أن يخرج الكلب)” ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الكلب طفلا للحسن أو الحسين تحت نضد له، فأمر بإخراجه.
  • قال الشيخ ابن عثيمين وأجمع جمهور أهل العلم أن التماثيل المحرمة هي تلك التي تجسد أشكال الحيوانات.
  • واستنادا إلى حديث جبريل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “فمر برأس التمثال يقطع، فيصير كهيئة الشجرة
  • والمقصود بالطمس هو إزالة معالمها بوضع لون آخر عليها أو طمسها من خلال الحفر على وجهها.
  • بخصوص وجود التماثيل في المنزل، فهي محظورة لأن الملائكة لا تدخل المنزل الذي يحتوي على تماثيل.
  • فعَنْ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تماثيل”.

ما حكم التماثيل في المتاحف

  • هناك خلاف بين العلماء بشأن حكم وضع التماثيل في المتاحف.
  • فريق معين يقول إن الأحاديث التي تنص على تحريم التماثيل تمنع إقامتها لأي غرض، سواء كانت لتمثيل الشجاعة والعقل، أو لتخليد ذكرى المصلحين وقادة الجيوش والملوك.
  • وفريق آخر سمح بوجود تلك التماثيل في المتاحف إذا كان الهدف منها هو دراستها ودراسة الحضارات القديمة والتعرف على تاريخها.
  • تلك الأشياء لا تتعارض مع الإسلام، حيث لم تكن مصممة للعبادة أو التعظيم، بل تساعد على تحقيق أهداف علمية وعقائدية ودينية.
  • ومع ذلك، يحرم الإسلام عرض الجثث البشرية للموتى، لأن ذلك يعتبر انتهاكا للكرامة الإنسانية.

حكم وضع التحف في المنزل

  • يتم تحديد قرار وضع التحف في المنزل للزينة بناء على نوعية تلك التحف.
  • إذا كانت هذه التحف مصنوعة من المخلوقات ذات الأرواح، سواء كانت على شكل إنسان أو حيوان أو طائر، فلا يجوز وضعها في المنزل.
  • إذا كانت هذه القطع الفنية مجسدة في شكل جامد بدون روح مثل الأشجار، يمكن وضعها في المنزل.
  • وذلك استنادا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “فمر برأس التمثال فليقطع حتى يصبح كهيئة الشجرة”.
  • من غير المسموح وضع التحف المصنوعة من الفضة في المنزل، حتى لو كانت تمثل أجسادا صامتة.
  • نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تناول الطعام والشراب في أواني مصنوعة من الفضة والذهب.
  • فعن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: لا تشربوا في أواني الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحونها ، فإنها للكفار في الدنيا ولكم في الآخرة
  • كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام: من يأكل ويشرب في أواني من الذهب والفضة فإنه يجرجر النار في بطنه من جهنم.

وهنا نصل إلى نهاية مقالنا الذي شرح الفرق بين الصنم والتمثال، وتناول حكم صناعة التماثيل وعرضها في المتاحف، وحكم وضع التحف في المنزل، استمروا في قراءة المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى