الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
أي قوم بدأ الغلو بالصالحين وعبادتهم
يتساءل الجميع عن القوم الذين بدأوا بممارسة الغلو في الصالحين وعبادتهم، وهذه العادة التي تدفع الناس إلى الانجراف في الشرك والغلو في حق الصالحين. والغلو في الصالحين يعني المبالغة في توقير شخص ما حتى حد الركوع وتقبيل أقدام الصالحين للحصول على بركتهم، وهناك العديد من الأشكال التي تختلف من حقبة زمنية إلى أخرى
من هم الذين ظهرت لديهم هذه العادة؟ وما هو حكمها في الإسلام؟ وما هي طبيعة مظاهرها؟ سنشرح ذلك في مقالنا في موسوعة، فتابع المقال معنا
أي قوم بدأ الغلو بالصالحين وعبادتهم
- يذكر أن قوم نوح كانوا أول من انتهكوا حقوق الصالحين، ويذكر أنهم عاشوا في جنوب العراق القديم، وحاليا في مدينة الكوفة
- وقد ذكر ابن عباس أن دعوة نوح لقومه استمرت لمدة 10 قرون متتالية
- وكان الناس في ذلك الوقت مؤمنين بالله تعالى، ثم تغيرت حالهم كثيرا وتبعوا عبادة الأصنام واستمروا في عبادتها لعدة قرون بعد إيمانهم
- ونستدل بهذا على قول الله تعالى في سورة نوح في الآية رقم 23 (وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا)، وكانت هذه الأسماء التي ذكرت جميعها من أسماء الصالحين في قوم نوح
- وعند وفاتهم يصور لهم الشيطان أصناما، وتعبد هذه الأصنام بتوقيرها مع مرور الوقت
- اختلفت طوائف قوم نوح في العبادة، فقد عبدت كل طائفة منهم صنما آخر وقدمت لهم القرابين وعبدوه بدلا من الله
- سيدنا نوح عليه السلام هو أحد أول الرسل، ويذكر أنه الأب الثاني للبشرية بعد سيدنا آدم
- ونستند بقولنا بالحديث التالي: رجلا قال: يا رسول الله، هل آدم كان نبيا؟ قال: نعم مكلما، قال: فكم كان بينه وبين نوح؟ قال: عشرة قرون
- ولد سيدنا نوح بعد وفاة سيدنا آدم بمدة 126 سنة، وعاش نوح 1000 سنة ما عدا خمسين عاما، وكان ممتنا جدا لله
- دعا نوح قومه لعبادة الله، وتعرض نوح لأذى شديد من قومه، وكان قومه من أظلم الناس، واستمروا في ظلمهم حتى دمرهم الله، ونجا نوح ومن معه
معنى الغلو
للتطرف معنى لغوي واضح ستجده في القرآن وسنة النبي وسنقدمه لك في هذا الفقرة
- كلمة الغلو تعني الزيادة، وتستخدم أيضا للإشارة إلى الزيادة، ونذكر لكم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: “احذروا الغلو في الدين، فقد أهلك الأمم السابقة بسبب الغلو في الدين”
- وفي سورة النساء، الآية رقم 171، ينص الله تعالى على قوله: “يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق، إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، فآمنوا بالله ورسله، ولا تقولوا ثلاثة، انتهوا خيرا لكم، إنما الله إله واحد، سبحانه أن يكون له ولد، له ما في السماوات وما في الأرض، وكفى بالله وكيلا.
- حب الأنبياء وتقدير الصالحين أمر جيد، ولكن لا يجب أن نتجاوز في حبهم حتى نشركهم مع الله، فنحن نتبع رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام ونتابع الأنبياء ونتعلق بالصالحين دون زيادة
- العبادة حق لله وحده، لا شريك له، ولم يتخذ الله صاحبا، ولكنه أرسل لنا الأنبياء والهدى للصالحين ليدعونا إليه
- فلا يحل لنا أن نبني مسجدا فوق قبورهم، ولا نطلب المساعدة والعون من أهلها دون الله، فهذا بدعة مرفوضة
- يجب أن نعاملهم كالمسلمين بدون تمييز، ولا يجب أن نقم ببناء قبورهم أو مساجدهم، ولا ننظم احتفالات بجوار قبورهم للتبرك بها، فهذا من أشكال الشرك بالله
ما الواجب علينا تجاه الأولياء والصالحين بـيـت الـعـلـم
تم طرح سؤال من قبل كثير من الناس حول واجبنا تجاه الصالحين، وسنجيبكم عليه فيما يلي:
- يجب على المسلمين الصالحين أن يستلهموا من حياة الذين تركوا أثرا كبيرا في الإسلام والمسلمين، ويجب أن نقتدي بأصحاب رسول الله أبو بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب وغيرهم
- فكرة الغلو تكمن في حبنا لهم وتقليدنا لهم ولكن لا ينبغي أن نتجاوز هذا الحب؛ فلا يجب أن نقبل قبر صحابي، أو نتوسل ونطلب المساعدة والدعم من أحد الصالحين متركين الله سبحانه وتعالى
المراد بالولي هو
يتساءل الكثيرون عن هوية أولياء الله الصالحين، هل هم أشخاص محددين أم لا، وهذا ما سنقدمه لكم فيما يلي:
- الأولياء الصالحون هم أهل التقوى والذين شهد لهم بالإيمان، وهم معروفون أيضا بأهل الصلاح والاستقامة، وينطبق عليهم قول الله تعالى في آية 62 من سورة يونس “ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون”
- وفي سورة الأنفال الآية 34 ذكر الله أنهم ليس لديهم أي سبب لعذبهم وهم يمنعون أنفسهم من دخول المسجد الحرام وليسوا أولياء الله، فإن أولياء الله هم المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون
- لذلك، يتم تعريف الأولياء على أنهم الأشخاص المتقين لله تعالى ولا يشركون به أحدا، ويبتعدون عن المعاصي، هؤلاء هم أولياء الله
- ولا يجوز الدعاء لهم مع الله، أو البناء على قبورهم، ونستدل بقول النبي محمد عليه الصلاة والسلام: “لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
- وقد قال نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام: “إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك
اختر مما يلي ما يعد من أوجه بطلان الغلو في الأولياء والصالحين وعبادتهم
يعتب هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي يطرح على الطلاب في معاهد الدين والمدارس، فما هي أوجه بطلان الغلو في الأولياء والصالحين؟
- التشدد في الدين على النفس: يعني الابتعاد عن المنهج الديني المعتدل الصحيح
- من خصائص الخوارج التشدد وضعف الفقه وصعوبة الدين وترك التيسير.
- الغرور والتعالي: تعد من الصفات التي تنطبق على الذين يتعصبون في الدين، مثل من يظن نفسه صاحب علم واسع ويتعالى وهو ضعيف الفقه وقليل الحيلة، ويرى أنه قد امتلك علوم الأولين والسابقين وهو جاهل
- الغلو لرأي عالم: إنها صورة منتشرة على نطاق واسع في العصر الحديث حيث يتفق رأيه مع رأي عالم، دون البحث ويتناقض مع آراء العلماء الآخرين دون بحث
- من المرجح جدا ومنطقيا أن يكون العالم الذي انحاز له أخطاء في التفسير
- بالتالي قد يحدث ارتباك واضح، وقد يتخلف الشخص الذي يكره رأيه الصحيح عن الحق
مظاهر الغلو
هناك نوعان رئيسيان من الغلو، الغلو الاعتقادي والغلو العملي وسنصنفهما لك كما يلي:
- الغلو الاعتقادي: تعتبر من الأنواع الأكثر خطورة في الغلو، وتؤدي إلى الكفر والشرك، ونتيجة لظهور جماعات متطرفة مثل الشيعة، والعامل الرئيسي لحدوثها هو الابتعاد عن أحكام الدين السليمة
- ومن أمثلة الغلو العقدي غلو الشيعة وغلو الخوارج، حيث يقومون بتكفير المسلمين بسبب معارضتهم لمذهبهم العلمي أو الاجتماعي أو السياسي
- الغلو العملي: وهو مرتبط بالحم الجزئي، وله نوعان يتمثلان في: الابتداع في الأصل الذي شرعه الله، فتجد أصحابه يصلون صلاة سادسة
- المبالغة في الشرع ، وهذا ينتج عن فهم ضعيف للدين ، وليس له علاقة بمعتقد الشخص ويمكن أن يهتدي أفراد أسرته بسهولة ، مثال على ذلك هو قيام النبي برمي 3 جمرات صغيرة في الحج
- ونجد أشخاصا يخالفون السنة ويرمون بدلا من الجمرات أحجارا كبيرة وغيرها من أشكال رمي الحصى
وبهذا نكون قد أوضحنا لكم إجابة سؤال أي قوم بدأ الغلو بالصالحين وعبادتهم وأخيرا أحب أن أقول أن الدين سهل وليس صعبا، يجب علينا احترام الأنبياء والصالحين، ولكن هذا لا يعني أن نطلب المساعدة منهم، اطلب المساعدة من الله وستجده دائما معك ونتمنى أن ينال موضوعنا إعجابك
يمكنك الاطلاع على مقالات الموسوعة العربية الشاملة:
- معنى الغدوة والروحة وشيء من الدلجة
- مجاوزة الحد المشروع في الدين يسمى
- كيف تعرض الشرك في أمة نوح عليه السلام
- ما صفات الصالحين في القرآن
المراجع