الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

كم كانت الدعوة سرا

السيرة النبوية الشريفة مليئة بالدروس المهمة التي يمكن استخلاصها لكل المسلمين. لذلك، من الضروري أن ندرسها ونتعلم منها في كل جانب. يتساءل العديد من المسلمين عن السبب وراء سرية الدعوة في البداية وكم كانت سرية؟ وكيف انتقلت الدعوة إلينا؟ سنقدم إجابات واضحة وشافية لهذه الأسئلة في هذه المقالة على موقع الموسوعة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهم مراحل الدعوة التي مر بها رسول الله حتى وصلت إلينا اليوم الإسلام.

كم كانت الدعوة سرا

رسولنا الكريم المصطفى صلى الله عليه وسلم عانى كثيرا حتى وصل إلينا ديننا الإسلامي الحنيف، إذ واجه بطش الكافرين وظلمهم لسنوات طويلة، وسعى لنشر رسالته بأفضل طريقة ممكنة.

  • رسولنا الكريم أتم رسالته رغم كل الصعاب التي واجهها، فهو خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى عاتقه مسؤولية كبيرة جدا.
  • إن الله اختاره ونصبه في هذا المنصب، وكان رسولنا الكريم مجتمعا بين الكلام الحكيم والحكمة، ومحبا للدين وهذه الدعوة السمحة.
  • أنزل الله الوحي على رسوله الكريم لدعوة البشرية بأجمعها لعبادة الله وحده بلا شريك له.
  • وبدأ رسول الله بدعوة أهله وقبيلته، وكانت الدعوة في البداية مع قبيلته قريش.
  • ومرت الدعوة بعدة مراحل، وبدأت كدعوة سرية.
  • لم ينشر الرسول صلى الله عليه وسلم رسالته علنا، بل اختار أن يدعو المقربين والمحيطين به سرا في البداية.
  • ثم استمرت الدعوة سرا لمدة ثلاث سنوات، حتى جاء الأمر من الله بعدها للجهر بها.
  • وكان رسولنا الكريم يدعو في هذه الفترة فقط الأشخاص المقربين منه، مثل زوجته السيدة خديجة وأصحابه.
  • كان مقر الدعوة في البداية في منزل السيدة خديجة، ولكن عدد المسلمين زاد تدريجيا، وهنا انتقل مقر الدعوة إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم.

كم عدد من أسلم من الصحابة في الدعوة السرية

لم تستمر مرحلة الدعوة السرية طويلا، بعد ثلاث سنوات فقط جاء الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يعلن ويجهر بالدعوة. ولا شك أن مرحلة الدعوة السرية كانت واحدة من أهم مراحل الدعوة الإسلامية.

  • في الدعوة السرية، يؤمن عدد قليل من الأشخاص المقربين من رسول الله، ويتبعونه ويصدقونه لأنه الصادق الأمين الذي لم يكذب أو يغش في حياته أبدا.
  • أطاعت عقولهم وأرواحهم وأجسادهم الأمر الإلهي على الفور، فكانوا من أكثر الناس إيمانا وصدقا.
  • وكان من بين أوائل الذين أسلموا خديجة بنت خويلد، وأبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، زيد بن حارثة، عثمان بن عوف، الزبير بن العوام، أبو عبيدة بن الجراح، الأرقم بن أبي الأرقم وغيره.
  • يقول بعض المؤرخين أن عدد المسلمين في هذه الفترة بلغ 40 رجلا وامرأة.
  • وكان المسلمون الأوائل في هذه الفترة لا يقومون بأداء شعائرهم الدينية علانية، خوفا من تعدي الكفار.
  • ولم يجتمعوا في بيوت كبار الصحابة، بل كان منزل الأرقم بن أبي الأرقم هو المكان الأساسي لتجمعهم، وكان منزله قادرا على استقبال الصحابة وهو كان في هذا الوقت من الشباب الصغار في السن.

لماذا بدأت الدعوة سرا

كان هناك حكمة كبيرة وراء الاحتفاظ بالدعوة سرية في البداية، حيث كان من الصعب على رسول الله أن يعلن دعوته، خوفا على المسلمين من اضطهاد كفار قريش.

  • كان المسلمون يصلون في الخفاء، وعندما يحين موعد الصلاة يختبئون من قومهم.
  • وظل الأمر هكذا حتى جاء أمر من الله بالجهر في الدعوة إلى عبادة الله.
  • قال الله تعالى في سورة الحجر “فبين بما تمر واصرف عن المشركين (94).
  • إن هذه الآية هي أمر صريح من الله تعالى، حيث يأمر نبيه بإخبار قومه بالدعوة إلى الإسلام، وتم نقل الدعوة الإسلامية من دعوة سرية إلى دعوة علنية.
  • عندما نزلت هذه الآية على رسول الله، ذهب فورا إلى قومه وأخبرهم بما أمرهم به الله عز وجل.
  • وكان هناك حكمة كبيرة وراء ابقاء الدعوة سرية في البداية، فكان من الضروري التريث قليلا والتفكير في عواقب الإعلان عن الدعوة بشكل علني.
  • في هذا الوقت، كان المسلمون قلة قليلة ولم يكون لديهم القوة لمواجهة ظلم واضطهاد الكفار.
  • كانت الدعوة الإسلامية جديدة، والمسلمون الأوائل الجدد لم يكونوا يعرفون الكثير عنها، وقد يشعرون باليأس والإحباط إذا تعرضوا لهجوم كبير في بداية الدعوة.
  • وعند دراسة الحالة والمجتمع الذي نشأ فيه رسول الله، نجد أنه من الضروري أن يتم تحكم الفكر السلمي في الأمر في البداية، لأن قبيلة قريش في هذه الفترة، والمجتمع بشكل عام يعيشان في ظلم وجهل شديد.
  • كان الفساد يحيط بهم من كل جانب، وكان من الصعب مواجهة كل هذا في بداية الدعوة.
  • ومن أجل ضمان إيمان المسلمين برسول الله واستقرار قلوبهم، تم تأجيل الجهر بالدعوة قليلا، وذلك لضمان انتشار الدعوة وعدم إعاقتها.
  • وعندما جاء الأمر بإعلان الدعوة علانية، اختار رسول الله أكثر المواسم التي تكون فيها مكة المكرمة مزدحمة للغاية، وذلك لكي يستمع إلى دعوة ورسالة الله أكبر قدر ممكن من القادمين.
  • الأشخاص الذين سيقومون بنشر الدعوة بشكل طبيعي، لكل من يعرفهم.

مراحل دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم

تمر دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث مراحل رئيسية، وتختلف طبيعة الدعوة والطرق والوسائل المستخدمة فيها، اعتمادا على تغير الحدث وتغير الزمان والمكان.

  • المرحلة الأولى: الدعوة سرية، واستمرت هذه المرحلة لمدة ثلاث سنوات، وكانت في مكة المكرمة.
  • كانت ذات أهمية كبيرة في هذه الفترة، بسبب عجز المسلمين الأوائل عن مواجهة قسوة الكافرين.
  • في هذه المرحلة، لم يخف الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته، بل قام بإعلانها لجميع من حوله ومن يثق بهم.
  • قال الله تعالى في سورة الشعراء إنذر عشيرتك الأقربين (214).
  • في هذه الفترة، كانت الدعوة مخصصة للمقربين فقط، ولعشيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • المرحلة الثانية: كان لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم حكمة واسعة جدا، وكان يعلم أن الدعوة لله تحتاج إلى صبر وتأن، وتحتاج إلى تفكير جيد قبل اتخاذ أي قرار جديد.
  • وبدأ تدريجيا في إخبار المحيطين به، حتى جاء أمر الجهر للجميع.
  • ثم ذهب رسول الله إلى الكعبة المكرمة ودعا الجميع للإيمان بالله وحده لا شريك له.
  • المرحلة الثالثة: عندما انتشرت الدعوة الإسلامية بشكل كبير، وعندما أصبحت المسلمين أكثر قوة وزاد عددهم، بدأت مرحلة جديدة للدعوة.
  • ثم قام المسلمون بالدفاع عن حقوقهم وبدأوا في مواجهة المعتدين والكفرة.
  • تم الاعتراف بالمسلمين وقوتهم، وذلك بداية من صلح الحديبية.
  • ثم بعد ذلك، كان يتم محاربة أي شخص يرغب في مواجهة الدعوة الإسلامية، ومحاربة أي شخص يرغب في إلحاق الضرر بالمسلمين أو من يحاربهم ولا يرغب في الاعتراف بهم.
  • وهنا كانت مرحلة الغزوات، التي شارك رسول الله في الكثير منها.

دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم

دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم للإسلام كانت دعوة محملة بالدروس المستفادة، حيث تدرس كل فعل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم ويمكن استفادتها بطرق مختلفة.

  • قال الله تعالى في سورة الأنبياء “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (107)”.
  • رسول الله هو رحمة من الله، فقد أراد الله أن يهدينا ويخرجنا من الظلمات إلى النور والهداية.
  • نحن محظوظون بوجود الصادق الأمين الذي عانى كثيرا ليصل إلينا الدعوة بأكملها.
  • قال الله تعالى في سورة سبأ “أرسلتك لتكون بشيرا ونذيرا لجميع الناس، ولكن معظم الناس لا يعلمون.
  • جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لينقل الناس من الجهل إلى العلم والنور والهداية.
  • دعاهم لعبادة الله وحده بترك عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع.
  • وجههم للقيام بالأعمال الصالحة وتجنب المنكرات، لتنقية أنفسهم وأجسادهم.
  • ونزل القرآن الكريم على نبينا الكريم، وهو دستور أمتنا ووسيلة للتعرف على الشعائر والمعتقدات الدينية.
  • والإيمان بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، يضمن للشخص الجنة ونعيمها.
  • فجاء رسولنا بالهداية وكان هو خير الأنبياء وخاتمهم.
  • واستمر في الدعوة إلى الله، فكل ما نحتاجه في حياتنا الدنيا أو في الآخرة، سنجده في دعوة رسولنا، وفي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
  • وكفى بتكريم الله عز وجل لنبينا في سورة القلم “وإنك لعلى خلق عظيم (4)”.

وهكذا أوضحنا كم كانت الدعوة سرية والأسباب وراء عدم الإعلان عنها في البداية.

يمكنك الاطلاع على مقالات مشابهة من خلال موقع الموسوعة العربية الشاملة عبر الروابط التالية:

  • مدة إقامة الرسول في مكة (مدة دعوته في مكة)
  • سرد قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالتفصيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى