القوانينالقوانين والحكومات

ما هو القانون الجنائي

سنأخذكم في جولة قانونية وقضائية للإجابة على سؤال: ما هو القانون الجنائي الذي يعتبر أحد الفروع الأساسية في حالات القتل والاغتصاب وما شابه ذلك؟ فدور القوانين في الأساس هو تنظيم العلاقات بين الأفراد وإعادة الحقوق إلى أصحابها بناء على الأدلة والمستندات. تختلف عقوبات القانون الجنائي من بلد إلى آخر، ويهدف هذا القانون إلى منع انتشار الفساد داخل المجتمعات من خلال عقوباته الرادعة. سنأخذكم في جولة في الموسوعة للتعرف على هذا القانون بشكل أكثر تفصيلا.

ما هو القانون الجنائي

  • يدرك الخبراء في القانون الجنائي أنه “أحد فروع القانون المتعلق بالجريمة، بالإضافة إلى أنه يتم تعريفه على أنه مجموعة من القوانين التي تصدرها السلطة العليا الممثلة في الدولة بشأن التصرفات الشائنة التي تهدد أمن وسلامة المجتمع، ويختلف القانون الجنائي عن القوانين المدنية لأنهما في العصور السابقة كانتا شيئا واحدا.

أساليب القانون الجنائي

  • هناك خمسة أساليب ثابتة لتنفيذ القانون الجنائي في البلدان التي لديها قانون جنائي، وسنستعرضها كالتالي:

القصاص

  • وهو مشتق من الشريعة الإسلامية التي أوجبت قبل ظهور القوانين الجنائية ضرورة تنفيذ العقوبة في الجاني بالتمام والكمال، لكي يتحمل معاناة وضرر الذي تسببه للآخرين، فالقاتل يعاقب بالإعدام، ولقد ذكرت كلمة القصاص بشكل مباشر في الآية 179 من سورة البقرة “ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون.

التعجيز

  • فرض عقوبات قاسية على المتهم يهدف إلى منعه من ارتكاب هذه الجرائم مرة أخرى، وتختلف هذه العقوبات من بلد إلى آخر. على سبيل المثال، في بعض البلدان، يمكن أن يكون الردع هو الحكم بالسجن لمدة 25 عاما، وفي بعض البلدان الأوروبية، يمكن أن يحكم على المتهم بالسجن مدى الحياة أو بدفع غرامات مالية كبيرة، وتختلف هذه العقوبات حسب نوع الجريمة الجنائية.

التعويض

  • هو الذي يستخدمه المجرم لدفع مبلغ مالي لتعويض الأضرار النفسية أو الجسدية التي تعرض لها الضحايا، وهذه الطريقة تكون ملائمة في حالات الاحتيال والتزوير، حيث يجب على المتهم أن يعيد المبلغ الكبير الذي حصل عليه من المتضررين.

الردع

  • وتهدف إلى فرض عقوبة بالحبس أو غرامات باهظة تجعل المتهم يتجنب ارتكاب الجريمة مرة أخرى طوال حياته.

إعادة التأهيل

  • يهدف إلى استغلال زائدة الطاقة لدى المجرمين بدلا من تكريسها واستخدامها في الجريمة، من خلال تعليمهم بعض المهارات التي يمكنهم الاستفادة منها بدلا من اللجوء إلى القتل أو السرقة للحصول على المال.

تسمية القانون الجنائي

  • يختلف تسمية القانون الجنائي من بلد إلى بلد، ففي فرنسا يسمى القانون العقابي.
  • أما في معظم البلدان العربية فهناك تسمية موحدة لتسميته بقانون العقوبات.
  • وفي الكويت يسمى “بقانون الجزاء”.
  • وفي لبنان وسوريا والأردن يطلق عليه “الشريعة الجزائية” و “القانون الجزائي.
  • يسمى في تونس بقانون “المجلة الجزائية التونسية”.

تطور القانون الجنائي

تم تطوير القانون الجنائي في مرحلتين، حيث سبق أن أشرنا إلى أن القانون الجنائي والمدني كانا في السابق يختلطان بسبب تشابههما، ثم تطور القانون الجنائي، وقد اتخذ هذا التطور مرحلتين هما:

مرحلة الانتقام الفردى

  • في هذه المرحلة، كانت القبائل تتحارب وتعتدى على بعضها البعض بدون اللجوء إلى القوانين.
  • كانت تنتهي هذه الهجمات إما بقتل الجاني أو التوصل إلى تسوية لإجراء الصلح.
  • كانت السلطة الخاصة بتطبيق العقوبات في القبائل تكون بيد زعيم القبيلة نفسه، الذي يتمتع بسلطة كبيرة داخل القبيلة تسمح له بذلك.
  • بعد التطور النسبي للقانون الجنائي ظهرت نظام الدية وأيضا القصاص.

مرحلة الانتقام للدولة

  • في هذه المرحلة، قامت الدولة بإصدار القوانين لتنظيم العلاقات والحد من الجرائم، في البداية كان القانون الجنائي يخص الجرائم التي تتعلق بالدولة فقط، ثم تطور ليشمل الجرائم الأخرى، وكان من أبرزها التكفير.
  • بعد ذلك، تطور النظام الجنائي ليشمل الجرائم الأخرى، وبدأ القانون الجنائي في فرض نظام عقوبات قاس دون الاهتمام بفكرة إعادة تأهيل المجرم.

مرحلة الإنسانية

  • وهي المرحلة التي بدأتها أوروبا بعد الثورة الفرنسية، وكان الهدف منها تأسيس قيم العدل والخير والجمال.
  • تم بدأ هذه المرحلة تحديدا في القرن الـ18، ومنهم:
  • مونتيسكو هو من كتب روح القوانين، وفي هذا الكتاب قام بانتقاد نظام العقوبة الصارم السائد حينها.
  • روسو، الفيلسوف الفرنسي الذي كتب كتاب العقد الاجتماعي، قام بتقليل العقوبات وعدم القسوة المطلقة على المجرم وحرمانه من الحياة بشكل نهائي.
  • سيزاري بيكاريا هو صاحب كتاب العقوبات والجريمة الذي يشجع على معاقبة المجرم لحماية مصالح المجتمع ومنع وقوع الضرر والفساد، ووضع القوانين التي تمنع المجرم من العودة إلى الجريمة مرة أخرى.

المرحلة الحديثة

  • بعد زيادة الجرائم في القرن التاسع عشر، ظهرت نظرية في إيطاليا تركزت على الجاني والعوامل التي تؤدي إلى ارتكابه لتلك الجرائم، سواء كانت عوامل نفسية أو بيئية بسبب قسوة ظروف الحياة. وبناء على ذلك، توصلت تلك النظرية إلى أنه يمكن التنبؤ بسلوك الجاني قبل حدوث الجريمة واتخاذ جميع التدابير الوقائية لمنعها.

أهمية القانون الجنائي

فوائد القانون الجنائي تتمثل في الآتي وهى:

  • حماية مصالح الفرد والمجتمع، حيث إذا تركت الجريمة دون رادع أو عقاب، فسيؤدي ذلك إلى نشر الرعب والخوف في نفوس الناس، وبالتالي فقدان مصالحهم في هذا الوضع المضطرب.
  • تأسيس قواعد العدالة بين الأفراد يعتبر أمرا معروفا، حيث إن القوانين في أي مكان في العالم لا تفرق بين الأشخاص وتهدف إلى تحقيق المساواة بينهم، فإذا ارتكبت أي خطأ، فستتعرض للعقاب بغض النظر عن أي نفوذ أو سلطة تمتلكها.
  • توفير الأمن والسلام لجميع أفراد المجتمع، وبالتالي توفير بيئة استقرار داخل المجتمع تشجع على الإنتاج وتحقيق التقدم الاقتصادي.
  • من بين فوائد القانون الجنائي أيضا مكافحة الجريمة عن طريق الحد من وقوعها واتخاذ جميع التدابير الوقائية إن أمكن قبل وقوع الجريمة.

خصاص القانون الجنائي

  • يتميز القانون الجنائي بأنه يعتبر جميع الناس متساوين، حيث يجعلهم جميعا متساوين دون أي اعتبارات شخصية أو ما يشابه ذلك.
  • يحمل القانون الجنائي صفة السياسة فيما يتعلق بالالتزام والضرورة لتطبيقه دون الرجوع في ذلك.
  • يعتبر القانون الجنائي أكثر تحديدا من القوانين المدنية التي تكون فضفاضة، على عكس القوانين الجنائية التي تحدد أنه في حالة وقوع أذى لشخص ما، فإنه يجب الرد على هذا الأذى وفقا للعقوبة المنصوص عليها في القانون الجنائي.

أقسام القانون الجنائي

ينقسم القانون الجنائي إلى نوعين وهما:

القصد الجنائي

  • هذا القسم يتعامل مع الجرائم التي ترتكب بدافع ما وبتخطيط مسبق، مثل جرائم القتل والسرقة، وكلما ظهرت أدلة على أن الجاني كان ينوي إلحاق الضرر بالمجني عليه بشكل متعمد، كلما زادت العقوبة في شدتها.

الفعل الجرمي

  • ويشتمل الفعل الجرمي على الأدوات المستخدمة في الجريمة، والتهديدات التي سبقت وقوع الجريمة، ويعاقب عليها القانون الجنائي في هذا الحال إذا ظهرت أدلة تفيد بذلك.

القانون الجنائي السعودي

  • لا زال القانون السعودي الجنائي متمسكا بالشريعة الإسلامية والقرآن الكريم الذي يعد أول دستور أرسى قيم العدل، بالإضافة إلى كونه يستمد قوانينه أيضا من الأحاديث النبوية الشريفة بجانب القرآن.
  • يتضمن القانون الجنائي السعودية ثلاثة أساليب وهم:
    • تطبيق الحدود، وهي مستمدة مباشرة من القرآن الكريم، مثل رجم الزاني والزانية.
    • القصاص هو عقوبة تطبق بمبدأ القرآن العين بالعين والسن بالسن.
    • التعزيز هو العقوبات التي تم استبدالها بالسجن والغرامة في قضايا مثل الرشوة أو الاتجار في المخدرات.

تاريخ القانون الجنائي

  • تعتبر الحضارة السومرية أحد أقدم الحضارات التي اهتمت بتأسيس نصوص القانون الجنائي في عام 2050 ق.م.
  • وفي عهد الرومان، تم تطوير القوانين الجنائية ووضع قوانين لمعالجة جريمة السرقة التي كانت منتشرة في ذلك الوقت.
  • أما في العصور الحديثة، فقد تم استقاء مبادئ القوانين الجنائية من الشريعة والنصوص العالمية.

وحتى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي قدمنا فيه ما هو القانون الجنائي، بالإضافة إلى طرقه المستخدمة من العصور القديمة وخاصة بظهور الإنسان الأول، وقد تعرفنا على تطوره وأهميته في المجتمع وتقليل انتشار الجريمة التي تعوق تقدم المجتمع وتزيدها اضطرابا، وقد ألقينا الضوء أيضا على أقسام القانون الجنائي والقانون الجنائي السعودي الذي لا يزال يعتمد على قواعد الشريعة الإسلامية.

كما يمكنك الاطلاع على المزيد عبر هذه المواضيع:

  • عقوبة السب والشتم في السعودية وفقا للقانون الجديد لعام 2021
  • الأحوال الشخصية السعودية الجديدة ومحتوى القانون 202

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى