أكلات و مشروبات

الفرق بين العلم والمعرفة

غالبا ما يحدث للكثير منا الخلط بين العلم والمعرفة. ويعود ذلك إلى أن مفهوم العلم يرتبط في الغالب بالمعرفة. الخطأ الشائع الذي يقع فيه الناس هو عدم التفريق بينهما واعتبارهما ذات المعنى. ولكن في الواقع، لكل منهما معنى مختلف تماما واستخدام خاص به. في المقالة التالية، سنوضح الفرق بين العلم والمعرفة.

الفرق بين العلم والمعرفة

هناك العديد من الفروق بين العلم والمعرفة، سواء في السمات أو التعريف أو حتى الاستخدامات وغيرها من الفروق التي تجعل كل منهما مصطلحا فريدا بذاته، ولكن كما ذكرنا من قبل، من الشائع جدا الخلط بينهما، وربما ستوضح الأسطر القادمة الفرق بينهما.

العلم

  • يشير العلم إلى وصف دقيق لجميع الظواهر الكونية والحوادث التي تحدث حولنا من جميع الجوانب، ويتم ذلك الوصف أو التفسير باستخدام الأدوات العلمية.
  • وإضافة إلى تعريف آخر أشار إليه الكثير من العلماء بأنها تشمل مجموعة المفاهيم والقوانين التي تترابط بشكل وثيق، وتكون نتيجة للتجربة العلمية والملاحظة والبحث، وبالإضافة إلى ذلك، يتميز العلم بأنه عملية منظمة.

المعرفة

  • تهدف المعرفة إلى التعامل مع المعنى الشامل، والمعنى الشامل يعني أنها لا تركز على أي من العلوم بشكل محدد، بل تعمل على احتواء وتجميع جميع العلوم بتخصصاتها المختلفة، فالمعرفة تشمل وتكون أشمل من العلم.
  • بالإضافة إلى المعرفة والخبرة التي يكتسبها نتيجة للتجارب اليومية، فإن المعرفة تعتمد في المقام الأول على الحقائق والنتائج العلمية التي يصل إليها الفرد من خلال تجاربه الشخصية.

خصائص العلم

الحقائق العلمية قابلة للتغير والتعديل

الحقائق العلمية هي نتيجة تجارب الإنسان، ولذلك فهي قابلة للصواب والخطأ، وبناء على ذلك فإن الحقائق العلمية نسبية وليست مطلقة، وتحتاج دائما إلى التغيير والتعديل، وسيتم توضيح السبب وراء ذلك في الأسطر القادمة

  • نتائج التجارب هي نتيجة فعل الإنسان، وهو قد يخطئ وقد يصيب.
  • الأدوات المستخدمة في أدوات البحث ووسائلها.
  • تتكامل البحوث الفعلية بين الفروع المختلفة للعلم، مما يدفع إلى الحاجة لعمل المزيد من التجارب والبحوث.

الشمولية والتعميم

  • عندما بدأ العالم الوراثي مندل بأبحاثه، اختار أن يبدأ بدراسة نبات البازلاء، ومن خلاله وضع قانوني الانفصال والتوزيع العشوائي، ولكن الجدير بالذكر أنه قام بتعميم تلك النتائج وفرضياته على جميع الكائنات الحية، بدءا من الإنسان.
  • بالإضافة إلى ذلك، تم تطبيق قوانين الغازات مثل بويل وشارل وجايلوساك على جميع الغازات، وشملت قاعدة أرخميدس كل شيء يطفو أو يغرق، أي أن النتائج والنظريات العلمية تبدأ متجزئة وتنتقل تدريجيا من الجزء إلى الكل.

العلم مصحح لنفسه بنفسه

  • العلم يتميز بتطوره واستمراره وتجديده المستمر، وهذا هو العامل الرئيسي في تغيراته العلمية المتسارعة، حيث تختلف تفسيرات العلماء بناء على أي براهين علمية جديدة، مثل الذرة والكروموسومات وغيرها.
  • والجدير بالذكر أنه يجب عدم إغفال الحركة الديناميكية للعلم، وعليه يجب دراسة التغيرات التي حدثت على مر العصور في بعض الظواهر والمسائل العلمية لتوضيح اختلافاتها وتطورها.
  • عدم التصديق الكامل في الحقائق العلمية المثبتة حتى الآن بسبب استمرار تطور وتغير العلم.
  • العمل على تصحيح النتائج العلمية بشكل مستمر لمواكبة استمرارية العلم، خصوصا إذا تواجد ما يغير تلك الحقيقة المثبتة.
  • تحسين مهارات البحث المستمر في مختلف المجالات العلمية لمواكبة التغيرات الحاصلة في المعرفة.

التراكم أساس العلم

  • عندما يبدأ الباحث في دراسة مسألة ما، لا يبدأ من الصفر، وإنما يبدأ من نقطة انتهاء الباحثين السابقين. لذلك، يحتاج الباحث إلى الرجوع إلى أبحاث العلماء السابقين ومصادرهم. بالمثل، يمكن مقارنة العلم بالبناء، حيث يقوم الباحث ببناء المعرفة من حيث توقف الباحثين السابقين في المجال.
  • ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الحقائق العلمية الجديدة تحل محل الحقائق القديمة، حيث تصبح الحقائق القديمة التي تغيرت مجرد تاريخ، وقد يكون من الجيد استخدامها في بعض الأحيان، مما يؤدي إلى:
    • ليست هناك حقائق علمية مؤكدة وإنما هي عرضة للتغير والتعديل بشكل مستمر.
    • تطورات العلم تؤدي إلى زيادة حجم مجالات البحث العلمي.
    • يجب أن يتم نقل المعرفة بعناية، وأن يتم نقل المعلومات العلمية الصحيحة، وتوعية تلك العقول بأن تلك الفروض قابلة للتغيير والتعديل.
    • يتطور العلم باستمرار ويتضخم، مما يجعل من الصعب مواكبته والتعرف على كل ما يتضمنه، ولهذا يجب الحرص على محاولة نشر الأدلة العلمية والتجارب وغيرها بشكل مستمر وبطريقة سريعة لضمان وجودها وعدم اندثارها.

العلم مجرد دقيق

  • العلم يتميز بأنه عملية ذات درجة عالية من الموضوعية والحياد، حيث لا يكون العالم أو الباحث متحيزا لفرضية معينة أو لباحث آخر على حساب فرضيات أخرى، بل يعمل الباحث على تحديد طرق دراسته للمسألة العلمية بدقة قائمة على الأساليب والأدوات العلمية، ويبتعد تماما عن الذاتية في الفروض والأبحاث العلمية.
  • بناء على ذلك، لا يمكن للباحث العلمي أن يفرض النظرية وتعارضها في نفس الوقت، بل يجب أن تكون فرضياته نتيجة أبحاث وتجارب دقيقة، تعطي نتائج صريحة ودقيقة، ونتيجة لذلك، قد ركز الباحثون على الفارق في تاريخ العلوم بناء على مرحلتين
    • المرحلة الأولى تأتي قبل الجانب العلمي، حيث يتم استخدام اللغة الكيفية والوصفية، أي اللغة العادية.
    • أما المرحلة الثانية، فهي تعتمد على المبدأ العلمي، وتكون اللغة الأساسية فيها هي اللغة العلمية مثل الرياضيات الكمية.
  • ولهذا، يقوم الباحث بالبحث العلمي بطريقة دقيقة خالية من أي ميول أو أهواء شخصية.
  • وصف النتائج العلمية ومفاهيمها بصور ولغة علمية.
  • العمل على تقديم الحقائق بشكل علمي، وتحليل الظواهر وتفسيرها بطريقة علمية.
  • حرص على تسجيل الملاحظات بدقة عالية.

يتصف العلم بالعالمية

  • لا يعتبر العلم مقتصرا على شخصية محددة، ولا حتى على العالم الذي أثبت حقائق علمية أو فسر ظواهر معينة، فالعلم ملك للجميع، وهو تراكمي، حيث يستمر الباحثون في الاستفادة من نتائج الباحثين السابقين، وبمجرد انتشاره وظهوره للنور، يصبح ملكا للجميع، وقابل للاستخدام من قبل أي شخص أو هيئة في العالم في أبحاثهم.
  • ومع ذلك، يجب أن نذكر أنه يوجد احتمالية بقاء بعض النتائج والأبحاث العلمية مخفية عن العالم، وذلك للحفاظ على مصلحة الجميع، ومن الممكن أن يستغل بعض الأشخاص هذه النتائج والأبحاث بشكل خاطئ.

خصائص المعرفة

تتواجد العديد من خصائص المعرفة التي تميزها عن العلم، وتؤكد على أن العلم والمعرفة كيانان مختلفان ومنفصلان عن بعضهما البعض، ومن أبرز مزايا المعرفة هو ما سنذكره في الأسطر القادمة:

  • يستطيع الشخص فهم الظواهر والأحداث المحيطة به عن طريق المعرفة.
  • تعد المعرفة أحد العوامل المساعدة للوصول إلى القوانين العامة.
  • تتميز هذه الميزة بقدرتها على التصنيف والتخصيص، مما يتيح لصاحبها تجزئة المعرفة إلى أجزاء وفقا للأقسام التي تحتويها.
  • يسهل الحفاظ على استمرارية المعرفة بسبب إمكانية التخزين، حيث يمكن حفظ المعرفة سواء في الكتب أو في الوسائل الإلكترونية الحديثة.
  • تساعد المعرفة في تمييز جميع مجالات وأقسام العلم عن بعضها البعض.
  • يساهم الأشخاص الذين يمتلكون المعرفة في فهم التجارب السابقة للاستفادة منها.
  • المعرفة تتميز بالعالمية، فهي ليست حكرا على فرد معين، بل هي ملك للجميع.
  • تفيد الأفراد في التمسك بعادتهم وتقالديهم.
  • تعتبر من وسائل بث الأمان في النفوس، حيث يكتسب الفرد ثقة وراحة عندما يتمكن من الوصول إلى معلومة محددة.

أهمية العلم والمعرفة

على الرغم من وجود اختلافات بين العلم والمعرفة، إلا أنهما يقدمان فوائد مشتركة للأفراد والمجتمعات، وسنتعرف على هذه الفوائد في الأسطر القادمة.

  • يساعد العلم والمعرفة الأفراد على توسيع آفاقهم والبقاء على اطلاع دائم على المستجدات، مما يساعدهم على التكيف مع التغيرات المحيطة بهم، بالإضافة إلى مساعدتهم في قدرتهم على تحليل المشاكل التي يواجهونها بشكل منتظم ومنظم.
  • عندما يكتسب الفرد مستوى عال من المعرفة والمعرفة، فإن هذا يساهم في نجاحه وتفوقه، ويعود بذلك بشكل أكبر على المجتمع من خلال التقدم والتطور.
  • نظرا لأن المعرفة والعلم هما عاملان رئيسيان في نجاح الأفراد وتقدمهم، فهما يجعلانهم أكثر قدرة على تحمل المسئولية.
  • يعتبر العلم ونظرياته أحد العوامل التي تساهم في تقليل وجود الفقر في المجتمعات، نظرا لأن العلم والفرضيات تشكل أساسا لتقدم المجتمعات وتطورها.
  • يساهم العلم في تطوير الأفراد وتعزيز تفكيرهم، فبفضل العلم والمعرفة، تتغير الآراء بشكل إيجابي نحو الصواب.
  • يعمل العلم والمعرفة على تقليل وجود الأفكار السلبية والرجعية، التي تكون أساس تخلف وتراجع المجتمعات.

في النهاية وعندما نصل إلى نقطة الختام في مقالنا الذي تناول الفرق بين العلم والمعرفة، نشير إلى أن الاختلاف يكمن في أن المعرفة هي شاملة وشمولية أكبر من العلم، فهي تحتوي على جميع مجالات العلم، بينما العلم هو جزء محدد من المعرفة، وكما أشار رسولنا الحبيب إلى فضل العالم على العابد مثل فضل القمر على باقي الكواكب، فإنه العامل الأساسي في إضاءتهم وبدونهم تصبح هؤلاء الكواكب مظلمة.

كما يمكنك الاطلاع علي المزيد من المعلومات من خلال الموضوعات الأتية :

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى