الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

الفرق بين إن شاء الله وبإذن الله

كثير من الناس يخلطون بين المصطلحات مثل عدم التمييز بين إن شاء الله وبإذن الله في الاستخدام والدلالة، لذا يجب على الشخص، خاصة المسلم، عدم الخلط في دلالتهما نظرا لاختلاف المعنى بينهما، وربما يكون السبب الشائع للخلط بينهما هو التشابه الطفيف بينهما كمصطلحات مستقبلية، أو لأنهما قد ذكرا في القرآن الكريم، وفي الأسطر القادمة سنقدم لكم في مقالنا عبر موسوعتنا، الاختلاف الواضح بين المصطلحين.

الفرق بين إن شاء الله وبإذن الله

عند الفقهاء، قد يشعر بوضوح بالفرق الكبير بين المصطلحين، أما بالنسبة للعامة، فلا يوجد فرق بين اللفظين، خصوصا نظرا لأن مصطلح المشيئة يشبه إذن الله للشيء إلى حد كبير، وخلال الأسطر القادمة سنوضح الفرق بينهما بشكل مبسط جدا وهو كالتالي:

إن شاء الله

  • يستخدم إن شاء الله في الأعمال التي يعتمد علينا كبشر، أي أعمال لا نتدخل فيها بشكل شخصي. فقد أشار الله تعالى إلى ذلك في كتابه الكريم في قوله في سورة البقرة في الآية رقم 70 ” قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون ” أي أنهم سيقومون بالفعل وهو ذبح البقرة.

بإذن الله

  • يشير مصطلح بإذن الله إلى كل ما هو خارج إرادة الإنسان وقدرته، وهو ما خلقه الله وأراده، وأشار الله تعالى إلى ذلك في سورة البقرة في الآية رقم 97 قائلا: “قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله علىٰ قلبك بإذن الله”.
  • قال محمد بن جرير الطبري في تفسير الآية السابقة أنها نزلت في اليهود الذين ادعوا أن سيدنا جبريل هو عدوهم بينما سيدنا ميكائيل هو وليهم، وقد قيل أن السبب وراء ذلك هو أنهم كانوا يناقشون النبي صلى الله عليه وسلم بشأن نبوته، فإنما هذا هو إرادة الله وهو من اختاره.

بأذن الله كيف تكتب

  • يكتب بإذن الله بكسر الهمزة كما ورد الله في كتابه الكريم، حيث قال الله تعالى في أكثر من موضع، ومنها في سورة الأنفال في الآية رقم 66 “الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا، فإن كان منكم مائة صابرة يغلبون مائتين، وإن كان منكم ألف يغلبون ألفين بإذن الله، والله مع الصابرين.
  • لقد ذكرتها أيضا في العديد من المواضع والتي تفيد نفس المعنى. قال الله تعالى: “فلما دخلوا علىٰ يوسف آوىٰ إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين” (سورة يوسف الآية ٩٩)، أي أن الأمن من الله.
  • من الآيات السابقة، ندرك أن مصطلح “بإذن الله” يستخدم للإشارة إلى الأحداث التي حدثت بمشيئة الله وإرادته، ويمكن أيضا استخدامه للحديث عن التأويل للأحداث المستقبلية التي قد تحدث بإذن الله.

الفرق بين إنشاء الله وإن شاء الله

  • أشار الفقهاء إلى أن الكتابة الصحيحة هي إن شاء الله، دون إضافة الجمع بين الفعل وحرف الشرط، بسبب أن المصطلح في حالة الجمع يصبح “إنشاء” والإنشاء هو البناء أو الخلق وفقا لسياق الجملة، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم “إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين” سورة الواقعة الآية 35، وجاءت “إنشاء” بمعنى الخلق والإيجاد، وهذا يعني أن المقصود هو خلق وإيجاد الله، ونعوذ بالله العظيم.
  • بالنسبة لكتابة عبارة “إن شاء الله” مفصولة، فإن المعنى يكون بحسب إرادة الله عز وجل. وذكر في معجم المعاني أن “شاء” يعني الإرادة، لذا المقصود هو إرادة الله ومشيئته، وهذا هو المعنى المقصود.
  • بالإضافة إلى ذلك، فإنها تكتب في القرآن الكريم مفصولة، وذلك لأنها جملة شرطية، وأداة الشرط هي “شاء”، لذا يكون الأمر مشروطا بإرادة الله.
  • أشار الله تعالى إلى ذلك في كتابه الشريف عندما خاطب نبينا المصطفى في سورة الكهف في الآيات رقم 23 و 24 “ولا تقولن لشيء إني سأفعل ذلك غدا، إلا إذا شاء الله.
  • وفقا لقول القرطبي، المعنى الذي يعتبره صحيحا وملائما هو رأي بن عطية والأخفش والكسائي، وهو أن الاستثناء في هذه الآية ليس لغرض اليمين أو الحلف، بل هناك حذف في الجملة وتفسيره هو “ما عدا” أو “إلا أن” بمعنى إلا إذا شاء الله أو إلا إذا قلت إن شاء الله، والمقصود هو ذكر مشيئة الله وليس النهي.
  • كما أشار محمد الطاهر بن عاشور إلى أن المشيئة هي إرادة الله.
  • وقال الشيخ بن عثيمين إن إذن الله له نوعان شرعي وكوني، وقد أشار إلى ذلك في قوله تعالى في سورة البقرة في الآية رقم 97: “قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين”.

الفرق بين إن شاء الله وما شاء الله

  • هناك اختلاف كبير بين المصطلحين “ما شاء الله” و “إن شاء الله”، حيث يستخدم “ما شاء الله” كمصطلح فقهي للتعبير عن الفرح والثناء، ويستخدم أيضا على نطاق واسع بين الناس لصد الحسد، أما المعنى الأول فهو الأكثر صحة واحتمالية.
  • كما هناك أخطاء في طريقة كتابتها، فهناك من يكتبها بهذه الصورة “مشاء الله” بينما الكتابة الصحيحة هي ما شاء الله وفقما ذكر في القرآن في سورة الكهف في الآية رقم “39.
  • أما بالنسبة لإرادة الله، كما ذكرنا فإنها تستخدم للتعبير عن الأفعال المستقبلية التي ليس لنا تحكم فيها بشكل شخصي، ولكن نذكر إرادة الله فيها.

حكم قول بإذن الله بدلا من إن شاء الله

سئل الشيخ بن عثيمين رحمه الله عن جواز استخدام “بإذن الله” بدلا من “إن شاء الله” في الحلفان، فكان جوابه كالتالي:

  • تمت الإذن والاستباحة بالاستبدال بين اللفظين نظرا لأنهما يفيدان نفس المعنى، وقد ذكر اللفظان في القرآن الكريم بنفس المعنى في قوله تعالى: “ورسولا إلىٰ بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله” في سورة آل عمران آية رقم 49.
  • في سورة إبراهيم، أشار الله في الآية رقم 11 بأنه ليس لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله، وفي سورة القصص، قال الله في الآية رقم 27 بأنك ستجدني إن شاء الله من الصالحين، ومن هذا نجد التقارب الشديد بين الكلمتين.
  • وبناء على ذلك تمت الموافقة على استخدام بإذن الله بدلا من إن شاء الله.

في النهاية وعندما نصل إلى نقطة الختام في مقالنا الذي تناول موضوع توضيح الفرق بين إن شاء الله وبإذن الله، نشير إلى أن الاختلاف الأساسي هو أن إن شاء الله يعبر عن مشيئة الله فيما يتعلق بأمرنا المرتبط به، بينما بإذن الله يستخدم للإشارة إلى الأحداث التي تحدث بدون تدخل منا ولا نستطيع التحكم فيها، وقد أقر الشيخ بن عثيمين استخدام بدلا من إن شاء الله مع وجود تقارب في المعاني التي تعبر عن نفس المعنى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى