الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

حكم قتل الأبناء خوفا من الفقر

يتناول هذا المقال حكم قتل الأبناء خوفا من الفقر من خلال موقع موسوعة، ويشرح لماذا ذكر الله رزق الآباء قبل رزق الأولاد في الآية الكريمة، بالإضافة إلى تأكيد أن رزقنا مضمون من الله وأسباب زيادة الرزق في الإسلام.

جدول المحتويات

حكم قتل الأبناء خوفا من الفقر

في عهد الرسول – صل الله عليه وسلم –، انتشرت ظاهرة قتل الأطفال من قبل الآباء الذين يبررون ذلك بضيق معيشتهم وعدم قدرتهم على توفير المال اللازم لهؤلاء الأطفال. نزل الإسلام كرحمة للناس لينقلهم من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان.

  • أنزل الله – سبحانه وتعالى – نهيا واضحا وحازما بعدم قتل الأبناء خشية الفقر، فإن الله هو الرازق الذي يضمن الرزق لعبده قبل ولادته إلى الكون.
  • قال الله – تعالي – في كتابه العزيز: “قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ” (الأنعام، الآية: 151).
  • تحدد الآية الكريمة ما هو محرم من قبل الله، فبعد تحذير من الشرك بالله واعتراف بالتوحيد، جاء أمر ببر الوالدين وإحسانهما، ثم تم تحريم قتل الأبناء خوفا من الفقر.
  • وعدنا الله بأنه سيرزقنا نحن وأولادنا، وذكر “ابن الجوزي” – رحمه الله – في تفسيره أن المقصود بهذه الآية هو دفن البنات أحياء خوفا من الفقر، والذي يطلق عليه ظاهرة ادبن البنات.
  • وأوضح ابن كثير أن الكفار كانوا يقتلون أبناءهم الإناث خوفا من العار، ويقتلون الذكور أيضا بسبب الفقر.
  • يكفل الله رزقنا أثناء وجودنا في بطون أمهاتنا. أخبرنا النبي محمد – عليه الصلاة والسلام – أنه بمجرد بلوغ الجنين أربعين يوما في رحم أمه، ينفخ فيه الروح من قبل ملك موكل من الله، ويأمر بكتابة رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد.
  • ذلك يعني أن قتل الأبناء خشية من الفقر يهدد جوهر عقيدتنا، فكيف يمكننا القيام بذلك؟، والله هو الذي جعل من أسمائه الرازق لنقترب منه، وندعوه به.

لماذا قدم رزق الآباء على رزق الأولاد

قد يتساءل البعض عن سبب تفضيل رزق الآباء على رزق الأبناء في الآية الكريمة التي ذكرناها في بداية المقالة:

  • يعزو الله – تعالى – سبب قتل الأطفال إلى الظروف الصعبة التي يعاني منها الآباء.
  • لذلك أراد الله طمأنة الآباء بأنه سيرزقهم هم أولًا، فقال: يقول “نحن نرزقكم”، ثم يذكر رزقه لأولادهم بقوله “وإياهم”.
  • تميز ذكر الآباء على الأبناء في الآية الكريمة من حيث الأهمية، لأنهم هم من يتعاملون معها، وهم الفقراء الذين يعانون.
  • للتقديم أيضا حكمة أخرى، وهي جعل الأبناء سببا في رزق آبائهم، حيث يكون الأبناء هم من يجلبون الرزق لآبائهم .
  • ونظرا لأن الخطاب يستهدف الأغنياء، ذكر الله – سبحانه وتعالى – الأغنياء في البداية، ثم ذكر الأولاد بعد ذلك، وذلك في قوله تعالى: “ولا تقتلوا أولادكم خوفا من الفقر، فإنا نرزقهم وإياكم، فإن قتلهم كان خطيئة كبيرة” (سورة الإسراء الآية 31)
  • كلمة “خشية” تستخدم للإشارة إلى الخوف من أمر لم يحدث بعد، فإذا قاموا بإنجاب الأولاد، فهذا يعود إلى خوفهم من الفقر بسبب كثرة الأولاد.
  • كأن كل ما يحتاجونه هو ضمان رزق أولادهم دون رزقهم، لذلك يقدم رزق الأولاد ويكفله لهم، ثم يأتي بذكر الآباء.

ضمان الرزق من الله

يعتقد العديد من العلماء والأئمة أن الرزق محدود ومضمون من قبل الله للعبد، ونقدم لكم بعض هذه الآراء:

  • في كتابه “منهاج العابدين”، قام الإمام أبو حامد الغزالي بتمييز نوعين من الرزق، وهما: الرزق المضمون والرزق المقسوم.
  • الرزق المضمون: يتجلى ذلك في الطعام والجسم، فهذا النوع من الرزق هو فعل الله لعبده مثل الحياة والموت، ولا يمكن لأحد منع حدوثهما.
  • الرزق المقسوم: يحدث بسبب عوامل مختلفة، ولا يحتاج العبد إلى طلبه، بل هو بحاجة إلى رزق مؤكد من الله ومضمون لنا.
  • القرآن يحتوي على العديد من الآيات التي تطمئن العبد بأن رزقه بيد الله ولا يمكن لأحد منعه عنه، ومن بين هذه الآيات قوله تعالى في سورة هود: “لا يوجد أي حيوان على الأرض إلا أن رزقه بيد الله ويعلم مكان إقامته ومخزنه، كل ذلك مدون في كتاب مبين” (الآية 6).
  • عند الحديث عن كل ما يعيش على الأرض، يشمل ذلك جميع الحيوانات التي وعدتها الله بأن رزقها مضمون، وهو العليم بمأواها الدائمة، أي مكانها المعتاد الذي تقيم فيه ليلا ونهارا، وأما مستودعها فهو المكان الذي تدفن فيه بعد موتها.
  • ضمان الرزق من الله لا يعني أن نتواكل ولا نسعى في الأخذ بالأسباب، ونجتهد لنوفر لنا معيشة أفضل، حتى أنه أمرنا بالسفر وترك أوطاننا من أجل الرزق، ووعدنا أن سعينا هذا سيرى، ولا يضيع سدى.
  • هناك علاقة وثيقة بين العمل والرزق، وتعتمد هذه العلاقة على السبب والنتيجة. كلما سعينا لكسب الرزق وبذلنا جهودنا وبحثنا، زادت فرصنا في تحقيق الرزق، وأعد الله لنا الأسباب لذلك. وقد جاء الإسلام لتعزيز هذا المعنى، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما أكل أحدا طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يديه.
  • خلقنا الله لنعمر الأرض وبالتالي يستمر الإنسان في العمل والسعي والسعي لكسب الرزق الحلال ويتعرض للفتن ويتحدى اختبارات دينه حتى يميز الله بين الخبيث والطيب، ويحصل على الجزاء في الدنيا والآخرة.

أسباب زيادة الرزق

هناك العديد من الأسباب التي تزيد من الرزق، ومن بين هذه الأسباب:

  • إخراج الصدقات:
  • هناك وعد قرآني بأن من ينفق ماله في سبيل الله سيجعل الله له تعويضا، ولن يضيع ما أنفقه سدى. في قوله تعالى: “من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة، والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون”، فإن ما تنفقه لن يعيد الله لك بالمثل بل سيجعله أضعافا مما أنفقت.
  • سورة الواقعة:
  • من السور التي أخبرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – أنها تجلب الرزق، فقد ورد عنها أن قراءتها تحميك من الفقر والعوز، لذلك يجب علينا أن نستغل فضائلها وأن لا نكسل في قراءتها يوميا.
  • تقوى الله:
  • أخبرنا الله في الكتاب العزيز أنه سيوفر لمن يتقيه مخرجا من كل ضيق ويرزقه من حيث لا يتوقع. قال الله تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب”
  • صلة الرحم:
  • إحدى أهم أسباب زيادة الرزق هي صلة الرحم، فالأقربون أحق بالمعروف، ويعرف الصالح بحسن معاملته لأهله. قال النبي محمد في الحديث الشريف: “من يرغب في زيادة رزقه وتوسعة آثاره، فليصل رحمه”، فمن يحافظ على صلة الرحم ينال رزقا وفيرا وعمرا طويلا وبركة في حياته
  • الاستغفار:
  • الاستغفار هو واحد من أكبر الأسباب المرتبطة بالرزق، حيث يزيل الله الهموم ويخفف البلاء، فقد قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن فضل الاستغفار: “من استمر في الاستغفار، جعل الله له مخرجا من كل هم ومشكلة، ورزقه من حيث لا يتوقع”.
في النهاية، نود أن يوضح المقال كل النقاط المتعلقة بحكم قتل الأبناء خوفا من الفقر من خلال الموسوعة العربية الشاملة
للحصول على المزيد من الموضوعات المشابهة، يمكنك الاطلاع على الروابط التالية
  • دعاء للرزق بالمال الحلال والفرج مكتوب
  • ما هي السورة التي تجلب الرزق والسعادة؟
  • تجربتي مع أفضل دعاء لفتح أبواب الرزق مجربة
  • دعاء مكتوب بعد صلاة الظهر لتحقيق الحوائج والرزق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى