الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

معلومات عن صلاة الاستسقاء

صلاة الاستسقاء هي صلاة نافلة يؤديها المسلمون في حالة جفاف شديد وعدم تساقط المطر، بهدف طلب رفع البلاء من الله تعالى، ومن خلال الموسوعة سنقدم معلومات حول صلاة الاستسقاء وبعض الشروط والأحكام التي يجب توفرها لصحة الصلاة.

جدول المحتويات

معلومات عن صلاة الاستسقاء

تعتبر صلاة الاستسقاء من السنن المؤكدة على المسلم، أي أنها ليست من الصلوات الخمس الفرض، ويقوم المسلم بأداء صلاة الاستسقاء لطلب الفرج وتخفيف معاناة الجفاف الذي يجتاح الأرض بدون هطول المطر لفترة معينة.

  • صلاة الاستسقاء هي سنة مؤكدة عندما يكون هناك قلة في الأمطار، وقد قال ابن قدامة عن صلاة الاستسقاء أنها سنة ثابتة ومؤكدة وفقا لسنة النبي وخلفائه.
  • يتفق العلماء على أن الخروج للاستسقاء عند ندرة المطر واستمرار الجفاف سنة نبوية مؤكدة ولا يوجد خلاف بين علماء المسلمين في ذلك.
  • تؤدي صلاة الاستسقاء جماعة في وقت محدد، مثل صلاة العيدين، وإذا فاتتك صلاة الاستسقاء لا يمكن تعويضها.
  • تكون صلاة الاستسقاء ركعتان لأجل إثبات الحاجة والنية، يصلي الإمام ركعتين مع الناس في وقت عدم توفر الماء.
  • يبدأ الإمام الركعة الأولى بسورة الفاتحة، ثم سورة الأعلى، وفي الركعة الثانية يبدأ بسورة الغاشية بعد الفاتحة.
  • تعتبر صلاة الاستسقاء مثل صلاة العيد تماما، حيث يكبر فيها سبعا في الركعة الأولى، وخمسا في الثانية.
  • لا يشترط لصلاة الاستسقاء أذان، وكذلك لا يشترط الأذان لخطبتها، وتنادى لها بالصلاة جماعة.
  • يُستحب قبل الخروج إلى الصلاة: التوبة، والصدقة، والتخلص من الظلم، والمصالحة بين المتخاصمين، وصيام ثلاثة أيام، ثم الخروج في يوم محدد لذلك، ويخرج الأطفال والشيوخ والعجائز.
  • عندما ينتهي الخطيب من خطبته، ينصح بأن يغير ثوبه حتى لو كان شالا أو عباءة، ويجب على المصلين جميعا أن يغيروا أرديتهم، وذلك بوضع ما على يمينهم على شمالهم والتوجه نحو القبلة، ويكونوا في حالة الدعاء مع رفع اليدين.
  • يفضل أداء صلاة الاستسقاء في أي يوم من أيام الاثنين أو الخميس، لأنها الأيام التي يرفع فيها الأعمال إلى الله، وهي أيضا أيام صيام سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

صلاة الاستسقاء يوم الجمعة

إذا أمر ولي الأمر بالاستسقاء بعد صلاة الجمعة، فإن طاعته واجبة، وعلى أهل العلم رغم اختلافهم في وقت أفضلية أدائها أنهم متفقون على جواز أدائها في أي وقت غير أوقات الكراهة وليس بعد صلاة الجمعة، ويعتقد المالكية أنها لا تصلى بعد الجمعة.

  • يعتقد الجمهور أنه يجوز الصلاة في أي وقت ما عدا أوقات الكراهة، والخلاف بينهم هو في أفضل وقت للصلاة، باستثناء المالكية الذين يعتقدون أن وقت الصلاة هو من وقت الضحى حتى الزوال، ولا يجوز الصلاة قبله ولا بعده
  • الشافعية والحنابلة يرون أن الزكاة لا تختص بوقت محدد، بل يمكن دفعها في أي وقت من الليل أو النهار، باستثناء الأوقات المكروهة على أحد الجوانب، وهذا هو ما ذكره الشافعي وأكده الجمهور وصححه المحققون
  • قطع برأي الشافعية صاحب الحاو، وصححه الرافعي في المحرر، وصاحب جمع الجوامع، واستصوبه إمام الحرمين
  • استدلوا بأنها ليست مقتصرة على يوم مثل صلاة الاستخارة وركعتي الإحرام وغيرها.
  • تجوز في أي وقت عند الجمهور أن تصلى بعد الجمعة، وإذا أمر بها ولي الأمر، فمن الواجب طاعتها حتى على الرغم من أن بعض الفقهاء يرون كراهية صلاة بعد الجمعة .
  • وفقا لما ورد في الفواكه الدواني للنفراوي المالكي، يجب أن نطيع الأمراء في المكروه والمعصية. بالنسبة للمعصية، يحظر طاعتهم وفقا لقوله: “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”. أما فيما يخص المكروه، فإن طاعتهم مطلوبة، وهذا يتعارض مع رأي ابن عرفة الذي لم يعتبر الكراهية ملزمة ولم يعتبر عدمها محرما وفقا للقرطبي.
  • عندما يأمر ولي الأمر بصلاة الاستسقاء في أي وقت، يجب أن يتم الطاعة، وإذا أمر بها بعد صلاة الجمعة، يصلي الإمام ركعتين من صلاة الاستسقاء بعد صلاة الجمعة، ثم يلقي خطبتين بعدها. وإذا قام الإمام بصلاة ركعتي استسقاء ولم يلقي خطبتين بعدهما لكي لا يطيل على الناس، فلا مانع، لأن الخطبة بعد صلاة الاستسقاء مستحبة وليست واجبة أو شرطا لصلاة الاستسقاء.
  • قال ابن قدامة في المغني: نظرا لأن الخطبة غير ملزمة، حسب جميع الروايات، يمكن أن يفعلها من شاء ويتركها من شاء

دعاء صلاة الاستسقاء

الدعاء في صلاة الاستسقاء وصلاة الاستخارة واجب، ويفضل أن يرفع الإنسان يديه في صلاة الاستسقاء للدلالة على الخشوع واللجوء إلى الله، وهي من الأدعية المستجابة، فأدعية صلاة الاستسقاء هي:.

  • روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك، أن رجلا دخل المسجد يوم جمعة من باب كان نحو دار القضاء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما، ثم قال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يغثنا، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال: (اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا).
  • روى الإمام أبو داود في سننه عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا في الاستسقاء قائلا: (اللهم اسقنا غيثا مغيثا، مريئا مريعا، نافعا غير ضار، عاجلا غير آجل)، فأطبقت السماء عليهم.
  • ذكر الإمام أبو داود في سننه عن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يطلب المطر يقول: (اللهم اسق عبيدك وحيواناتك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت).

حكم صلاة الاستسقاء

يفضل أداء صلاة الاستسقاء في الصحراء، وهي مجازة في المسجد، حيث يذكر أن صلاة الاستسقاء تعتبر من الصلوات النافلة، وتطبق عليها بعض الأحكام الشرعية مثل صلاة العيدين

  • قال النووي في المجموع متحدثا عن الاستسقاء: من السنة أن يصلي في الصحراء بدون خلاف، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فيها، ولأنها متاحة للجميع من البالغين والأطفال والنساء الحائض والحيوانات وغيرهم، فالصحراء هي المكان الأوسع والأكثر لطفا لهم
  • وقال الحطاب في مواهب الجليل وهو مالكي : أطلق أصحابنا صلاة الاستسقاء في الصحراء ولم يقيدوها بمكة فقط كما في صلاة العيد، والواضح أنه لا فرق، وأن أهل مكة يصلون صلاة الاستسقاء في المسجد الحرام تماما كما يفعلون في صلاة العيد
  • وفي الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية: وبالنسبة لأنواع الاستسقاء، فقد تم استسقاء مرة واحدة في المسجد بدون صلاة الاستسقاء، ومرة أخرى خرجوا إلى الصحراء وأدوا ركعتين بهم، وكانوا يستسقون بالدعاء بدون صلاة، وهكذا فعل خلفاؤهم، فجميع هذا حسن وجائز
  • قال ابن قدامة في المغني: من الأفضل أن يشربوا بعد صلواتهم، وفي يوم الجمعة يتوجب على الإمام الدعاء على المنبر وقيادة الصلاة
  • قال القاضي: استسقاء ثلاث مرات، يكمل بالخروج والصلاة على ما وصفناه، وبعدها يأتي استسقاء الإمام يوم الجمعة على المنبر، حتى يقول: والثالث: أن يدعو الله تعالى عقب صلواتهم، وفي خلواتهم 
  • يجوز أداء صلاة الاستسقاء في المسجد؛ ولكن الأفضل هو الخروج إلى الصحراء لأدائها
  • الصلاة لطلب المطر صحيحة بدون خطبة، ولكن من المستحب أن يأتي بها قبل الصلاة أو بعدها.
  •   قال ابن قدامة في المغني: وهو مخير في إلقاء الخطبة قبل الصلاة وبعدها، وقيل لا يخطب، وإنما يدعو ويتضرع؛ لقول ابن عباس: لم يخطب مثل خطبتكم هذه، لكنه لا يزال يدعو ويتضرع. وأيا ما فعل من ذلك، فهو جائز؛ لأن الخطبة ليست واجبة، وفقا لجميع الروايات، فإنه إذا أراد فعلها، فليفعل، وإذا أراد تركها، فليتركها. انتهى منه بتصرف بسيط.
  • يفضل لأهل الاستسقاء أن يتركوا أغراضهم في أماكنها حتى يحين الوقت الذي يرغبون في تغيير أو خلع ملابسهم. وقد قال النووي في المجموع: قال الشافعي وأصحابه: يجب تركها في مكانها حتى يتمكنوا من خلع ثيابهم. وقد قال بعضهم: يجب تركها في مكانها حتى يعودوا إلى منازلهم. وهذا ليس اختلافا، بل يفضل تركها في مكانها حتى يعودوا إلى منازلهم وحتى يتمكنوا من خلع ملابسهم. سواء كانوا يخلعون ملابسهم فور وصولهم إلى المنزل أو بعد ذلك.

في الختام، تمت مناقشة بعض المعلومات حول صلاة الاستسقاء والأحكام اللازمة لأدائها، والأدعية الخاصة بها.

يمكنك الاطلاع على المزيد من المواضيع ذات الصلة بهذا المحتوى من خلال موقع الموسوعة العربية الشاملة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى