الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

متى تعقد نية صيام القضاء

متى يتم تحديد نية صيام القضاء؟ هذا السؤال يتكرر بكثافة على جميع مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، حيث يتزايد عدد الأسئلة المتعلقة بأحكام شهر الصيام، شهر رمضان الكريم، قبل حلوله. وبما أن الدين الإسلامي الحنيف هو دين يسير وغير معقد، فقد وضع الله تعالى الأحكام والضوابط بطريقة سهلة ومناسبة للإنسان وطبيعته، ولا يجب أن يكون هناك أي مشقة أو تعب على المؤمنين. ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، وزيادة الاستفسارات المتعلقة بصيام القضاء، سنقدم في مقالنا المعلومات الكاملة حول صيام القضاء وموعد تحديد النية، وذلك من خلال مقالنا على موسوعتنا .

متى تعقد نية صيام القضاء

روي عن عمر بن الخطاب من حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الأعمال تعتمد على النيات، وكل إنسان يحصل على ما نوى، فمن كانت هجرته لله ورسوله، فإن هجرته لله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو لامرأة ينكحها، فإن هجرته لما هاجر إليه. وبناء على أن جميع الأعمال تبدأ بالنية، فإن صيام القضاء يبدأ بالنية، وفيما يلي سنحدد موعد النية لصيام القضاء.

  • يبدأ العبد نية الصيام الواجب والذي يعتبر صيام القضاء أحد فروعه، من مغيب الشمس في اليوم السابق لليوم المقصود بالصيام، وحتى قبل طلوع الفجر لليوم المقصود بالصيام، ولا يجوز للعبد أن ينوي قبل مغيب الشمس أو بعد طلوع الفجر، أو أثناء بزوغه، أو حتى وقت الأذان الثاني للفجر
  • وذلك بسبب أنه يفضل أن تعقد النية في النصف الثاني من الليل، فعندما يطلع الفجر على العبد، يجب عليه أن يكون صائما أو مفطرا، وهذا يعتمد على آخر نية قد تكون قد صنعت قبل الفجر، ويجدر بالذكر أيضا فيما يتعلق بنية القضاء، فلا يمكن اعتبار نية الصيام صحيحة إذا صنعت في النهار أو بعد انقضاء جزء من اليوم.
  • علي الرغم من كون أن النية يمكن أن تعقد في أول الليل ووسطه وأخره، فإن أتي العبد بأي مفطر من مذهبات الصيام، بعدما كان قد نوي الصيام وذلك بعد طلوع الفجر سواء كان من أكل أو شرب، فيتمثل حكم تبييت نية الصيام من الليل، إلى حكمين وفقا لما أورده جمهور الفقهاء، وهذان القولين هما الأتي ذكرهما.
    • أتجه المالكيون والشافعيون والحنابلة، إلى أن تبيت نية صيام الفرض كصيام شهر رمضان، أو أيام قضائه.
    • أما الرأي الثاني للحنيفية، فهم يؤيدون أن تبييت النية في الصيام يكون لمن يصوم بشكل مستمر، أما في رمضان فيجب أن تكون النية قبل الزوال.

هل يجوز تغيير نية صيام القضاء

  • وبناء على ما ذكره الدكتور علي فخر أمين دار الإفتاء المصرية، في حال بدء الصيام بنية قضاء الصوم، وتواجد العبد في وضع الصيام، لا يمكن للعبد تغيير النية في ذلك الوقت، وذلك بسبب أنه قد ألزم نفسه بنية صيام القضاء مسبقا.
  • أما إذا كان الصائم يتردد في تحديد نية صيامه قبل أذان الفجر، فإنه قد يكون قد نوى صيام قضاء يوم من أيام رمضان، ثم قرر تغيير نيته لصيام يوم من أيام شوال، وإذا أذن الفجر فلا مانع من ذلك، ففي هذه الحالة يمكنه صيام قضاء رمضان في شوال ويحصل على الأجر في الاثنين.

نية صيام القضاء بعد الفجر

  • يمكن للعبد أن ينوي الصيام بعد الفجر أو حتى عند بلوغ الضحى إذا كان الصيام نافلة، وسيتم إثابته على صيام اليوم عندما ينويه، طالما لم يفطر.
  • في حالة صيام الفروض والقضاء، لا يمكن للعبد أن ينوي بعد طلوع الفجر، بل يجب على العبد أن يبيت نية صيام هذا اليوم قبل الفجر، سواء كان الصيام فرضا أو كفارة أو قضاء، فمن الضروري تبييت النية قبل الفجر.

هل يجوز الصيام القضاء بدون نية

  • كما ذكرنا سابقا، فإنه لا يمكن صيام أي فرض أو قضاء دون تحديد نية الصيام قبل أذان الفجر، وذلك لأن الصيام البديل يتطلب إتمامه بنفس طريقة الصيام الفرض، وعلى سبيل المثال كما أخبرتنا أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم ينو الصيام قبل الفجر، فلا صيام له.
  • وبالطبع، هذا هو العكس تماما لصيام النوافل، فلا يجب أن ننوي الصيام فيه، يمكن النية في أي وقت ما لم يتناول العبد أي شيء يفطر.

من يباح له الفطر في رمضان ويجب عليه القضاء

  • يعتب الدين الإسلامي دينا سهلا وميسرا، فقد وضعت تعاليم الدين وفقا لما يتناسب مع الطبيعة البشرية، فلا يحمل فيها أي ضرر أو شقاء، فقد أباح الله الإفطار في شهر رمضان للعديد من الأشخاص في بعض الحالات المحددة.
  • بما أن الله سمح بالإفطار للمسافر والمريض والحامل والمرضعة والحائض، لكن يجب عليهم أن يقضوا هذه الأيام وصيامهم.

حكم تأخير قضاء رمضان

تضم الشريعة الإسلامية العديد من الأحكام التي تنهي الخلافات حول تأخير صيام قضاء شهر رمضان للأشخاص الذين يشملهم مبدأ الإفطار في رمضان من الأصل، وسنذكر فيما يلي جميع الأحكام التي أوردها الفقهاء بشأن هذه المسألة.

  • وفقا للفقهاء، يحق للمسلم تأجيل صيام قضاء شهر رمضان إلى أي وقت في السنة، شرط ألا يدخل شهر رمضان الآخر قبل أن يكمل الأيام المفروضة عليه، وهذا ما اتفق عليه أئمة الإسلام الأربعة.
  • بالإضافة إلى أنه يمكن للعبد أن يصوم تطوعا قبل أداء الصيام المفروض عليه، حيث أن الصيام المفروض ليس مشروطا بمدة محددة أو وقت محدد، بالعكس من الصيام التطوعي الذي يتم وفقا لأيام محددة سنويا، وذلك وفقا لما أفاد به نبينا الحبيب.
  • بالإضافة إلى وجود حجة في السنة النبوية تؤكد على إمكانية تأخير صيام القضاء، وذلك استنادا إلى قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: “كنت أدي الصوم المفروض من رمضان، ولم أستطع قضائه إلا في شعبان، بسبب انشغالي برسول الله صلى الله عليه وسلم أو بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

في النهاية ومع وصولنا لنقطة الختام في مقالنا الذي أجاب عن سؤال متى تعقد نية صيام القضاء فنكون قد أجابنا بأن صيام القضاء يسري عليه حكم فرض الصيام، أي أن نية الصيام يجب أن تعقد منذ بعد غروب الشمس في اليوم السابق لليوم المراد صيامه، وممتدة مدة عقد النية حتي قبل بزوغ فجر اليوم المراد صيامه.

كما يمكنك عزيزي القارئ الاطلاع علي المزيد من المواضيع من خلال الموسوعة العربية الشاملة :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى