الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

لماذا صلاة الاستسقاء يوم الاثنين والخميس

إن صلاة الاستسقاء هي صلاة النافلة، يقوم المسلمون بأداء صلاة الاستسقاء للتماس الغيث من الله، عندما تحل الجفاف على الأرض، ولكن لماذا يتم أداء صلاة الاستسقاء يومي الاثنين والخميس؟ سنقوم بالإجابة على هذا السؤال من خلال الموسوعة، كما يمكننا القول أيضا أن صلاة الاستسقاء ليست مقتصرة فقط على طلب المطر، بل تتضمن أيضا الدعاء لتحقيق الاحتياجات وتخفيف الهموم والمحن.

جدول المحتويات

لماذا صلاة الاستسقاء يوم الاثنين والخميس

بالتأكيد، صلاة الاستسقاء ليست من فروض الصلاة على المسلم، ولكنها سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حالة عدم هطول المطر لفترة طويلة قد تؤدي إلى جفاف الأراضي الزراعية.

  • يقول ابن عبد البر عن صلاة الاستسقاء: واتفق العلماء على أن الخروج إلى الاستسقاء عند احتباس ماء السماء وتمادي القحط، سنة مسنونة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يوجد خلاف بين علماء المسلمين حول ذلك.
  • يسمح لسكان الأرض بأن يؤدوا صلاة الاستسقاء بناء على أمر الحاكم، ويدعون للمحتاجين أن يغيثهم الله بفضله، وأن يزيل معاناتهم ويرحمهم برحمته لأن المسلمين جميعهم جسد واحد وبناء واحد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان، يدعم بعضه بعضا ويتصل بين أصابعه). وقال عليه الصلاة والسلام.
  • أوضح بعض العلماء أن صلاة الاستسقاء يومي الاثنين والخميس، لأن الأعمال ترفع إلى الله في تلك الأيام.
  • أشار بعض المفسرين والفقهاء إلى أن صلاة الاستسقاء تقام في أيام الاثنين والخميس بسبب أنهما يومان مستحبان للصيام سنة على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • أول من توجه إلى صلاة الاستسقاء هو سيدنا موسى عليه السلام عندما توقف المطر عن الأرض.
  • يذكر أن بعض العلماء يشير إلى أن سبب عدم هطول المطر هو تجمع بخار الماء من المحيطات والبحار في السحب بإرادة الله، وقد يتم تكوين الماء في الجو ويمطر على الناس بإرادة الله، القادر على كل شيء، كما ذكر في آية 82 من سورة يس “إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون”.
  • يفضل قبل الخروج لأداء صلاة الاستسقاء جماعة أن يبدأوا بالتوبة والصدقات، وترك المظالم، والمصالحة بين المتخاصمين، وصيام ثلاثة أيام، ثم الخروج في اليوم المحدد لذلك، ويجوز للصبيان والشيوخ والعجائز الخروج، ويجوز أيضا إخراج البهائم والصغار.

طريقة صلاة الاستسقاء

نظرا لأن صلاة الاستسقاء ليست منتشرة كثيرا في مجتمعنا، يتساءل بعض المسلمين باستمرار عن كيفية أداء صلاة الاستسقاء بالطريقة الصحيحة.

  • ينبغي على الإمام أن يصلي ركعتين مع الناس في حالة عدم توفر الماء (جفاف) وخارج أوقات الكراهة، حيث يبدأ في الركعة الأولى بسورة الفاتحة، ثم يتلو سورة الأعلى، وفي الركعة الثانية يستبدل سورة الأعلى بسورة الغاشية.
  • تكون صلاة الاستسقاء مشابهة لصلاة العيدين، حيث يكبر الإمام فيها سبع تكبيرات في الركعة الأولى، وخمس تكبيرات في الركعة الثانية.
  • تقام صلاة الاستسقاء جماعة مثل صلاة العيدين ولها أيضا وقت محدد لا يمكن تأجيله مرة أخرى.
  • لا يشترط أذان لصلاة الاستسقاء، وكذلك لا يشترط أذانا لخطبتها، وينادى بالصلاة جماعة.
  • عندما ينتهي الإمام من الخطبة، ينصح بأن يغير الخطيب ثوبه ويغيرون المصلين جميعا أرديتهم، وذلك بأن يضعوا يمينهم على صدورهم ويستقبلوا القبلة ويدعون الله ويرفعون أيديهم في الدعاء لكي يستجاب لهم من خلال خشوعهم في الصلاة والدعاء.
  • قالت السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها: شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلة المطر، فأمر ببناء منبر في المصلى، ووعد الناس بيوم سيخرجون فيه، فخرج حين طلعت الشمس وحمد الله، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حينها: (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا الله، يفعل ما يشاء، اللهم لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا المطر، واجعل ما أنزلت علينا قوة وبلاغا إلى حين).
  • رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه بعد هذا الدعاء، ثم استدار للناس وأظهر ظهره وقلب رداءه.

أحكام صلاة الاستسقاء

هناك بعض الأحكام التي يجب اتباعها أثناء أداء صلاة الاستسقاء، وأيضا قبلها وبعدها، حيث يجب على الفرد الالتزام بها بالكامل ليكون مطابقا للسنة المؤكدة التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الأحكام.

  • حكم الاستسقاء للمسافر هو أن يصلي صلاة الاستسقاء إذا احتاج إليها، تماما كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان يستسقي عند الجدب ويطلب من الله الغيث للمسلمين. فإذا احتاج سكان البادية إلى الاستغاثة بسبب الحاجة، يشرع لهم صلاة الاستسقاء، وبنفس الطريقة، إذا احتاج المسافرون إلى ذلك، يشرع لهم أن يستغيثوا بربهم، كما قال الله سبحانه: “ادعوني أستجب لكم
  • بخصوص قاعدة تحويل المرأة رداءها في صلاة الاستسقاء، إذا كانت المرأة تظهر بملابسها المفتوحة عند تحويلها للرداء في صلاة الاستسقاء وينظرون إليها الرجال، فيجب عليها عدم القيام بذلك؛ لأن ارتداء الرداء بشكل صحيح هو سنة، وإظهار الجسد أمام الرجال يعتبر فتنة ومحرم، أما إذا لم تظهر جسدها فمن الواضح أن حكمها مثل حكم الرجل؛ لأن هذا هو القاعدة الأصلية، ويتساوى الرجال والنساء في الأحكام، ما لم يكن هناك دليل يشير إلى وجود اختلاف بين الجنسين في هذا الأمر
  • ليس من الشرعية الذهاب إلى الجبل لذبح ذبيحة للأستسقاء، فالذبح مخصص لله وحده ولا يوجد هدف آخر بذلك. لا يوجد قبر يذبحون عنده ولا اعتقاد آخر في الجبل. إنما كان الفعل مجرد صدفة بدون قصد، لذا لا يوجد مانع والذبيحة مخصصة لله وحده. ولكن ليس هناك حاجة للذهاب إلى الجبل لأجل ذبح ذبيحة للأستسقاء.
  • في الواقع، لا يوجد صحة لقاعدة ذبح الأضحية بعد صلاة الاستسقاء، بل هذا الحكم فقط ينطبق على عيد الأضحى وأيام نحر منى، أما في عيد الفطر فلا يوجد ذبح، وإذا كان لديه ضيوف أو دعا أقاربه وقدم لهم وجبة من الذبيحة لتناولها معه فلا مشكلة، وإذا جاءه ضيوف فلا بأس، ولكن اعتبار ذلك تعبدا بذبح الأضاحي بعد عيد الفطر فهذا ليس له أصل.
  • في الحقيقة، لا يجوز للمسلمين أن يقدموا خطبة لصلاة الاستسقاء أو خطبة العيد قبلها. يجب أن تلي خطبة العيد صلاة العيد مباشرة، أما صلاة الاستسقاء، فقد جوزها بعض العلماء والفقهاء أن يتم تأخيرها أو إقامتها بعد صلاة العيد.
  • فيما يتعلق بحكم رفع اليدين في الدعاء في صلاة الاستسقاء وغيرها، فإن رفع اليدين في الدعاء بشكل عام هو الأفضل والمستحب، لأنه من أسباب استجابة الدعاء، لذا نرفع اليدين في الدعاء في المواضع التي رفع فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل صلاة الاستسقاء وخطبة الاستسقاء وفي جميع المواضع التي ندعو فيها نرفع أيدينا.
  • هناك أماكن أخرى لم يرفع فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه في الدعاء، مثل صلاة الفريضة، لا أعلم ماذا رفع فيها بين السجدتين ولا قبل السلام ولا بعده.
  • كانت من الأخطاء أن يتم الطواف بالأبقار ثم ذبح بعضها في سبيل الاستسقاء، فهذا ليس له أصل، بل هو نوع من البدع، فالهدف هو التقرب إلى الله من خلال صلاة الاستسقاء والدعاء والاستغاثة به، وإذا قاموا بذبح ضحايا أو تصدقوا بالصيام أو تصدقوا بالنقود أو الحبوب أو التمور، فلكن لا يجب أن يختاروا مكانا يوهمهم بأنهم يعبدون فيه.
  • لا يهم إذا كانت البقرة أو الناقة أو الغنم سكنت أو أقيمت أو دفنت بها رجل صالح، فليس الغرض من ذلك. فإن دورانهم بها في الوادي أو في الجبال ليس له أصل صحيح، بل هو بدعة ولا حاجة له. المقصود هو التقرب إلى الله في أي مكان يذبح فيه الحيوان، سواء كانت بقرة أو ناقة أو غنمة. إذا كان الهدف هو إعطاء الصدقة والتقرب إلى الله، فليكن كذلك، على أمل أن يرحمهم الله كما رحموا الفقراء وأحسنوا تجاههم. فإن الصدقة هي مطلوبة خاصة في حالة الاستسقاء. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما يرحم الله عباده الرحماء” وأيضا “من لا يرحم لا يرحم

وحتى هنا نحن قد وصلنا إلى إجابة السؤال لماذا تكون صلاة الاستسقاء يومي الاثنين والخميس، حيث أنها تكون فقط في تلك الأيام التي يرتفع فيها الأعمال، وقد تعرفنا على بعض المعلومات حول طريقة وأحكام صلاة الاستسقاء.

يمكنك الاطلاع على المزيد من المواضيع ذات الصلة بهذا المحتوى من خلال موقع الموسوعة العربية الشاملة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى