التعليموظائف و تعليم
من آداب المجلس
هناك مجموعة من آداب المجلس التي يجب مراعاتها، فالدين الإسلامي لم يترك شيئا سواء كان كبيرا أو صغيرا في الأمور الدينية والدنيوية للمسلمين إلا وتناولها ووضع لها قواعد يجب اتباعها وعدم التخلي عنها، حتى يتبع المسلمون ما هو جائز ويتركون ما نهى عنه الشرع، وهناك مجموعة من الآداب التي تناولها الدين الإسلامي مثل آداب قراءة القرآن وآداب الزيارة وآداب دخول المسجد وآداب دخول المنزل وآداب الطعام، بالإضافة إلى آداب المجلس التي سنستعرضها لكم في هذا المقال على موقع موسوعة، وذلك من خلال السطور الواردة هنا.
من آداب المجلس
- خلق الله تعالى الناس ليتعاونوا مع بعضهم البعض، فلا يمكن لأي إنسان أن يعيش بمفرده، لذلك من الواجب عليه مخالطة الناس ومجالستهم.
- وعلى الإنسان أن يختار من يجالسه، فالمجالس المليئة بالخير والبركة لن تتكون إلا بوجود جلساء صالحين، أما المجالس المليئة بالمعصية فحضورها من الجلساء الفاسدين.
- فعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنما مثل الصديق الحميم وصديق الشر كالشخص الذي يحمل العطر والذي ينفخ النار، فالشخص الذي يحمل العطر: إما أن يعطيك وإما أن تشتري منه وإما أن تشم منه رائحة جميلة، وصديق الشر: إما أن يحرق ملابسك وإما أن تشم رائحة كريهة).
- إن الأصدقاء الصالحين يفيدون الإنسان في دينه ودنياه، حيث لا يشجعونه إلا على الخير، ويحاولون أن يمنعوه من كل شر يضره أو يضر غيره، ويحثونه على فعل الفضائل، ويذكرونه بما نسيه منها، وهذا هو العكس تماما لما يحدث في جلسات السوء.
-
فعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يجلس قوم في مجلس ولم يذكروا الله فيه إلا رأوا حسرة يوم القيامة).
- وعن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يقيم أحدكم رجلا من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن توسعوا وتفسحوا).
- تعد آداب الجلسة من أهم الآداب التي يحثنا الدين الإسلامي على الالتزام بها، مثل أي نوع آخر من الآداب في مواقف مختلفة.
- يجب الالتزام بهذه الأداب في جميع أنواع المجالس العلمية والدينية والاجتماعية ومجالس العمل.
أنواع آداب المجالس
حدد الدين الإسلامي آدابا يجب الالتزام بها في المجالس الشرعية
- يجب على الشخص أن يلقي تحية الإسلام عند دخوله إلى المجلس وعند مغادرته. فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – عن أبي هريرة: “إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، وإذا أراد أن يقوم فليسلم، فإن الأولى ليست بأحق من الآخرة”.
- يجب عدم تجاوز الحضور للوصول إلى وسط الجلسة، بل يجب الجلوس في نهايتها، تماما كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقد قال جابر بن سمرة -رضي الله عنه-: “عندما نذهب لرؤية النبي -صلى الله عليه وسلم-، يجلس أحدنا حيث ينتهي الجلسة.
- من الضروري أن لا يطرد أحد عن مجلسه لكي يجلس مكانه، ويجب أن يترك المجال للتنفس في المجلس بحسب سعته، فقد نقل الإمام أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقام الرجل الرجل عن مجلسه ثم يجلس فيه، بل افسحوا فيفسح الله لكم).
- عدم جلوس شخصين معا إذا لم يعطوا مساحة بينهما، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يجوز لرجل أن يفصل بين شخصين دون إذنهما).
- إذا كان المجلس يتألف من ثلاثة أشخاص فلا يجوز لاثنين منهم التهامس في الحديث وتجاهل الثالث، حيث يسبب ذلك حزنه. عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا كان ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث).
- الحفاظ على أسرار المجلس وعدم إفشائها.
- يجب أن تكون المجالس خالية من ارتكاب المعاصي مثل الغناء والعزف والنميمة والغيبة وكل ما يغضب الله.
- عدم احتكار أي شخص للحديث، بل يجب أن يتاح الفرصة لبقية الأشخاص الجالسين للمشاركة في الحديث، ويجب على الأشخاص الجالسين أن يستمعوا بشكل جيد للمتحدث وألا يقاطعوه، وكذلك يجب على المتحدث أن لا يتحدث بشكل مبالغ فيه حتى لا يشعر الأشخاص الجالسين بالملل.
- على الجالسين أن يكثروا من ذكر الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- عند وجود اللغط في المجلس، ينبغي على الحاضرين ذكر كفارة والدعاء والصلاة على رسول الله.
- من الأفضل عدم الجلوس في الطرقات أو المناطق المخصصة للراحة أو العبادة أو أمام الأبواب، ويجب على كل شخص اختيار مكان مناسب للجلوس.
- عدم السخرية من أي شخص يجلس، وكذلك عدم النوم في الجلسة والحرص على عدم رفع الصوت فيها.
آداب المجلس في سورة المجادلة
- قرأت سورة المجادلة من الآية 11 إلى الآية 13، وهي واحدة من آداب المجالس وتشمل الاستراحة والاستمتاع في المجالس.
- فقد قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا، إذا قيل لكم أن تفسحوا في المجالس، فافسحوا لتفسح الله لكم. وإذا قيل لكم انشزوا، فانشزوا ليرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات. والله بما تعملون خبير.
- أمر الله عباده من خلال هذه الآية بالتصرف بإحسان تجاه بعضهم البعض في المجالس، ففي هذا التصرف الحسن هناك دليل على التواضع وسعة الصدر والاهتمام بالآخرين.
حديث عن آداب المجلس
هناك مجموعة من الأحاديث النبوية التي تناولت آداب المجلس وهي:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عندما يدخل أحدكم إلى المجلس، فليسلم، وعندما يرغب في القيام، فليسلم. لا ينبغي أن يفضل الأول على الآخرة.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قام أحدكم من مجلس ثم عاد إليه، فهو أحق بالجلوس فيه.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه: إذا حدث رجل رجلا بحديث ثم التفت فهو أمانة.
- روى الإمام أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه، ولكن افسحوا يفسح الله لكم).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من جلس في مجلس، فتحدث كثيرا وقاله قبل أن ينهي مجلسه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا أنه سيغفر له ما كان قد تحدث في ذلك المجلس).
- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من لم يذكر الله تعالى ولا يصلي على نبيه في المجلس الذي جلس فيه، فعليه تحمل عقوبة، فإن شاء الله يعاقبه وإن شاء الله يغفر له).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر، حتى تمزجوا بالناس، لكي لا يحزن ذلك).
- عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “لا يجوز للرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما”.
- قال النبي – صلى الله عليه وسلم – لأبي سعيد الخدري: احذر الجلوس على الطرقات، فقالوا: ليس لدينا بديل، فنحن نجلس هنا للحديث. فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: إذا كنتم لا تستطيعون إلا أن تجلسوا على الطرقات، فاعطوا حقوق الطريق. فقالوا: ما هي حقوق الطريق؟ فقال: اخفض النظر، واجتنب الإيذاء، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر.
وهكذا نكون قد انتهينا من مقالنا الذي تحدثنا فيه عن آداب المجلس باستخدام القرآن الكريم والسنة النبوية، تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.
للمزيد يمكن الإطلاع على:
المراجع