الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

المقصود بالظلم هو

ما يقصد بالظلم؟ هذا السؤال يعد واحدا من أهم الأسئلة التي تم طرحها على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث في الآونة الأخيرة، خاصة أنه يجب على جميع العباد معرفة مفهوم الظلم ومعناه، لكي يتجنبوه، خاصة أن الله تعالى قد حرم الظلم ومنعه ونهى عنه.

حتى أن جميع الديانات السماوية تنادي بمكافحة الظلم، وتهدف رسالتها إلى إزالة الظلم عن المظلومين، وأن تكون مصدرا للنور والأمل بالنسبة لهم، وأفضل مثال على ذلك هو الشريعة الإسلامية التي تقف بقوة أمام المظلومين لتكون لهم أملا.

ونظرا لكثرة الأسئلة المطروحة حول الظلم، مثل أنواع الظلم وكيفية ذكر الظلم في القرآن الكريم وسنة النبي الكريم، ستحتوي الجمل التالية على جميع المعلومات الممكنة حول الظلم، مع توضيح إجابات لجميع الأسئلة الأخرى، من خلال مقالنا في الموسوعة .

المقصود بالظلم هو

قال النبي صلى الله عليه وسلم في أحد أحاديثه الشريفة التي رواها لنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه: “احذروا الظلم، فإن الظلم ظلمات في يوم القيامة”. حثنا النبي على تجنب السلوك غير الأخلاقي، والظلم هو واحدة من تلك السلوكيات السيئة، وقال إن الظلم يجلب ظلمات لصاحبه في يوم الحشر، تمنعه من التوجيه الصحيح، ولذلك فإنه يحرم علينا، فما هو تعريف الظلم بالضبط، وسنتعرف على ذلك معا في الفقرات التالية.

  • عرف اللغويين الظلم لغا : يجب أن يتجاوز الظلم الحد، ويشتق منه “ظلمة” و”ظلما”، وخاصة أن الظلم هو مصدر حقيقي، ويشتق اسم الفاعل من الظالم والمظلوم، واسم المفعول منه هو المظلوم، والأصل فيه هو وضع الشيء في غير مكانه.
  • الظلم اصطلاحا : يكون الشيء في موضع غيره أو محله، سواء كان بزيادة أو نقصان، أو حتى في وقت أو مكان غير محددين.
  • بالإضافة إلى أن الظلم يعني انتهاك حق الآخرين بدون سبب مشروع، وهذا ما يعرف بالجور، وأيضا يمكن تعريفه بأنه التصرف بشكل غير عادل في حاجة الآخرين أو تجاوز حدود العبد.

الفارق بين الظلم ومترادفاته

هناك العديد من المترادفات لمصطلح الظلم، وتحتوي على معان قليلة مختلفة قليلا عن الظلم في حد ذاته، ولذلك سنعمل على التفرقة بينها، ونوضح العوامل المختلفة، كما سيتم ذكره في الأسطر التالية.

الظلم والجور

  • ما يمكن أن يذكر هو أن الجور هو العكس التام للعدل في الحكم، خاصة أنه في سيرة السلاطين يقال “جار الحاكم في حكمه، والسلطان في سيرته”، أي أنه انحرف عن العدل في الحكم.
  • الظلم هو إلحاق ضرر غير مستحق وغير معاقبة، ويمكن أن يكون الشخص المارق هو من يرتكب الظلم، والظلم هو منح الحق بصورة غير كاملة، أما الجور فهو الابتعاد عن الحق تماما.

الغشم والظلم

  • يعتبر الغشم نوعا من الظلم، وفي معظم الحالات يتصف به الحكام والولاة، ويكون سبب ذلك هو أن ظلمهم يكون عاما، ويقال “غشمني” في المعاملة، ويضيف “ظلمني” فيها.
  • بالإضافة إلى ذلك، قال أبو بكر الصديق: “الغشم اعتسافك الشيء”، ثم قال: يقال: “غشم السلطان الرعية يغشمهم”. بينما قال الشيخ أبو هلال رحمه الله: “الاعتساف خبط الطريق على غير هداية، فكأنه جعل الغشم ظلما يجري على طرائق الظلم المعهودة”.

الهضم والظلم

  • الهضم هو منح صاحب الحق جزءا من حقوقه وليس الكامل، فإنه لا يتم هضم جميع حقوقه، وبالتالي يشترط النقصان في الهضم، بينما الظلم يستند إلى ظلم البعض أو الجميع، وقد ذكر الله تعالى في سورة طه الآية 112 “فلا يخاف ظلما ولا هضما.
  • والمقصود من الآية هو أنه قد استوفى حقه تماما دون نقص، وذلك بسبب أن أصل الهضم في اللغة هو النقص، وكما قيل للأرض المنخفضة هضم.

أنواع الظلم الثلاثة

قسم الفقهاء الظلم إلى ثلاثة أقسام مختلفة، وهي ظلم يحدث بين العبد وربه، وظلم العبد لنفسه، وظلم العبد لغيره، وفيما يلي سنتعرف سويا على هذه الثلاثة أنواع.

ظلم العبد لعلاقته مع ربه

  • هذا الظلم مبني على كفر العبد وشركه ونفاقه، إذ قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة لقمان، الآية 13: “إن الشرك لظلم عظيم”، وكما قال الله تعالى في سورة هود، الآية 18: “ألا لعنة الله على الظالمين”، والمقصود بالملعونين هم المشركين.
  • بالإضافة إلى قول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الزمر الآية 32 “فمن أظلم ممن كذب على الله”، وفي سورة الأنعام الآية 93 “ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا”، فالشرك والكفر ونفاق الله تعالى هو أعظم ظلم يقوم به الإنسان.

ظلم العبد لغيره

  • يقول الله تعالى في القرآن الكريم في سورة الشورى، الآية رقم 42، “إنما السبيل على الذين يظلمون الناس”. وكما قال في سورة الإسراء، الآية رقم 33، “ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل.
  • بالإضافة إلى قول الله في سورة الشورى في الآية الأربعين “وجزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفا وأصلح فأجره على الله، إنه لا يحب الظالمين”، فإن جزاء المسئ سيئة مثلها وعقاب الله، فإن الله لا يحب الظالمين.

ظلم العبد لنفسه

  • كثير من العباد يقومون بارتكاب الظلم لأنفسهم ، فقد قال الله تعالى في سورة فطار في الآية رقم 32: “فمنهم ظالم لنفسه” وقال في سورة القصص في الآية رقم 6: “قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له ۚ إنه هو الغفور الرحيم.
  • بالإضافة إلى ما ذكره الله في سورة البقرة في الآية رقم 231 “ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه”.

الجدير بالذكر في كافة الأنواع الثلاثة للظلم، هو أن العبد بمجرد أن يبدأ في الظلم، فيكون قد بدء في ظلم نفسه أولا، فقد قال تعالي في سورة البقرة في الآية رقم سبعة وخمسين ” وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ “.

ذم الظلم والنهي عنه

تواجد العديد من البراهين التي تحث العباد والمسلمين تحديدا على ترك الظلم وتجنبه، والجدير بالذكر أن هذه البراهين جاءت في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله الكريم، وسنتعرف في السطور التالية على كلاهما.

ذم الظلم والنهي عنه في القرآن الكريم

  • توجد العديد من الآيات التي تحرم الظلم وتندد به، مثل قول الله تعالى في سورة غافر الآية رقم 31 “وما الله يريد ظلما للعباد”، وقوله في سورة فصلت الآية رقم 46 “وما ربك بظلام للعبيد.
  • بالإضافة إلى ما ذكر في آية رقم 102 من سورة هود “وكذٰلك أخذ ربك إذا أخذ القرىٰ وهي ظالمة ۚ إن أخذه أليم شديد”، وفي آية رقم 42 من سورة سبأ “ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون”.

ذم الظلم والنهي عنه في السنة النبوية

  • روى أبو ذر الغفاري عن رسول الله قائلا: “قال الله تبارك وتعالى: يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرما بينكم، فلا تظلموا.. إلى نهاية الحديث.
  • بالإضافة إلى قول أم المؤمنين عن رسول الله: “من ظلم قيد شبر من الأرض، فإنه سيحاصره في سبعة أراض”. وكما روى جابر بن عبد الله عن النبي قائلا: “احذروا الظلم، فإن الظلم سيكون ظلمات في يوم القيامة، واحذروا الجشع، فإن الجشع أهلك الأمم السابقة، حيث سفكوا دماءهم وأحلوا محارمهم”.

في النهاية ومع اقترابنا من نقطة النهاية في مقالنا الذي أجاب عن سؤال معنى الظلم هو، فقد أوردنا أن الظلم عموما يعرف بوضع الشيء في غير موضعه، أو التصرف في شيء بدون حق، أو الجور وتجاوز الحدود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى