الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

لماذا يستحب للصائم عندما يخاصمه شخص ان يقول اني صائم

لماذا يعتبر مناسبا للصائم أن يذكر أنه صائم عندما يتشاجر مع شخص ما؟ يعتبر هذا السؤال واحدا من أكثر الأسئلة التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث في الفترة الأخيرة، وذلك بسبب اعتقاد الكثيرين بأن الصيام يقتصر على الامتناع عن تناول الطعام والشراب فقط، وهذا هو ما يفهمونه من الصيام.

بالرغم من أن هذا ليس الهدف المطلوب من الصيام، إلا أن الإنسان يتعلم من الامتناع عن الطعام والشراب كيفية الشعور والتعاطف مع الآخرين، وخاصة الفقراء. ومع ذلك، ليس هذا هو الهدف الوحيد من الصيام، فعندما يصوم الفرد، فإنه لا يمتنع فقط عن الأكل والشرب، بل يمتنع عن كل شيء يغضب الله.

وبناء على ذلك، ستحتوي الجمل التالية على جميع المعلومات اللازمة حول قضية الصيام والرد الصحيح الواجب عند تعرض الصائم لموقف سيء أو كلمة مسيئة من شخص آخر، والمزيد من ذلك في مقالنا على الموسوعة .

لماذا يستحب للصائم عندما يخاصمه شخص ان يقول اني صائم

يعرف الصوم لدى اللغويين بأنه الامتناع عن الطعام والشراب، أما في الاصطلاح فهو عبادة تقرب بها العبد إلى ربه، ويمتنع العبد عن المفطرات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، ومن الجدير بالذكر أن الإمساك يشمل جميع المفطرات وأسبابها، وسنتعرف على السبب من ذلك في الفقرات التالية مع توضيحه بالدلائل والبراهين.

  • قد أخبرنا أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم قال في حديثه الشريف “الصيام جنة، فإذا كان أحدكم صائما فلا يتكلم بكلمة بذيئة أو جاهلة، وإن شتمه أحدهم أو قاتله فليقل إني صائم.
  • قد نهى حبيبنا المصطفى عن الرفث وهو وما فحش من الكلام، والصخب وهو الصياح والصراخ، بالإضافة إلى الخصام، فإذا تعرض الصائم للسب أو الإساءة، أو حتى قتله شخص ما، أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يخبره بلسان رسول الله بأنه امرؤ صائم، وذلك ليحد من خصامه معه، أو يشعر قلبه بحديث رسول الله.
  • يقول العبد أنه صائم، لكي يؤكد صيامه ويبتعد عن فعل المعاصي والآثم، وبنذر الشخص المسيء أنه سيصمت حتى لا يبطل صيامه فقط، وهذا القول الباطل، بالإضافة إلى أنه يذكر نفسه ويهذبها كصائم لكي يبتعد ويمنع نفسه من فعل المعاصي والآثم.

لا يجوز للصائم شتم أحد

  • سبق وأشرنا إلى أن الصيام يعني الامتناع عن تناول أي شيء يفطر الصوم ويقلل من أجره، وخاصة أن الشتم والسب محظوران في الأوقات العادية ولا يجوز فعلهما أثناء الصيام، ولكنهما لا يفسدان الصوم بالضبط، بل يقللان من أجره.
  • بالإضافة إلى ذلك ، إذا استمر الصائم في ممارسة هذه الأعمال ، فلن يحصد سوى الجوع والعطش ، ومن المؤكد أن هذا ليس هو الهدف من صيام العبد ، ولهذا يساعد الصوم في تعزيز قدرة العبد على ضبط شهواته وحفظ لسانه وصون أفعاله ، أي أن الصوم يهذب روح العبد ويروضها.
  • وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الصائم يحظى بمكافأة من صيامه في الجوع والعطش، وكذلك القائم يحظى بمكافأة من قيامه في السهر، وهذا يثبت أنه يمكن أن يفقد العبد صيامه دون أن يحصل على أي فائدة منه.
  • بوجود الله يجزي على الأعمال، فالحسنة تضاعف بعشرة أضعافها والله يضاعف لمن يشاء، قد روي عن أبو هريرة رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديثه الشريف: “كل عمل لابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، ولرائحة فم الصائم أفضل عند الله من رائحة المسك”، فالصيام هو ما تقدره الله أجره.

الحكمة من الصيام

  • فرض الله تعالى الصوم كتابة على المسلمين المقتدرين، وهو فرض مفروض على كل مسلم مقتدر وبالغ، وخاصة في شهر رمضان. أما صيام النوافل فهو مستحب عند الله ورسوله، سواء كان صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، حتى يحيي سنة رسول الله.
  • أو يمكن أن يكون صيام يوم عرفة مختلفا عن صيام السنة العادية. ويجب التأكيد على أن الصيام هو أحد الوسائل التي تعلم الناس وتوجههم، حيث يعمل على غرس جميع خصائص الشريعة الإسلامية في نفوس البشر، مثل الصبر والخوف من الله، والاهتمام بأن الله يراقب عباده.
  • بالإضافة إلى أن الصيام يعزز قدرة العبد على مواجهة نفسه وزيادة قوته العزيمية وقوة إرادته، فإنه يساهم في إيجاد شعور الرحمة والإحسان للآخرين، إذ يشعر بمعاناة الفقراء والمحتاجين.
  • روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كل عمل لابن آدم يضاعف، فالحسنة بعشر أمثالها، وتصل إلى سبعمائة ضعف، وقال الله تعالى: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، وللصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولكن رائحة فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك” .

أهمية الصيام في حياة المسلم

من الجدير بالذكر أنه بعيدا عن جميع الأمور التي ذكرناها للصيام، والتي تعتبر السبب الرئيسي لصيام العبد، فإن فوائد الصيام لا تنحصر في الجانب الديني فقط، بل يعود الصيام بالعديد من الفوائد التي يكاد يكون من المستحيل عدها على الصائم، ومن أهم هذه الفوائد ما سيتم ذكره في الأسطر التالية.

حماية القلب

  • يعزز الصيام الصحة القلبية للصائم والشرايين، وذلك بسبب تحسن أداء القلب نتيجة قلة الجهد الذي يبذله القلب لضخ الدم إلى المعدة، ويقلل من نسبة الدهون في الدم.

الحد من نسب الكوليسترول في الدم

  • الصيام يساهم في تقليل نسبة الكوليسترول في الدم، وذلك نتيجة لتقليل تراكم الدهون في الجسم، مما يحسن صحة الأوعية الدموية ويقلل من فرصة حدوث جلطات.

تخليص الجسم من السموم

  • الصيام يساهم في تطهير الجسم من السموم الموجودة فيه، إذ يسبب امتناعنا عن تناول الطعام والشراب إخراج جميع المواد الضارة المتراكمة في الجسم، مما ينظف الجهاز الهضمي.

تعزيز صحة الجهاز الهضمي

  • الصيام هو أحد العلاجات الفعالة لتعزيز صحة الجهاز الهضمي، حيث يساعد على علاج مشاكل القولون العصبي وعسر الهضم والانتفاخات والحموضة، ويساهم أيضا في تقوية أغشية الجهاز الهضمي.

في النهاية، عندما يخاصم الصائم شخصا، يفضل أن يذكر أنه صائم لأن السب يؤثر على أجر الصيام. إذا استمر الشخص في السب، فإنه لن يحصل على أجر الصيام فحسب، بل سيعاني من الجوع والعطش. بالإضافة إلى ذلك، يوصي رسول الله بقول “اللهم إني صائم” لترويض النفس وتذكيرها.

كما يمكنك عزيزي القارئ قراءة المزيد من المواضيع، من خلال الموسوعة العربية الشاملة :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى