الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
اثرت ام المؤمنين نفسها على
في هذا المقال سنوضح إجابة سؤال حول أم المؤمنين نفسها وعلى ماذا أثرت؟ كانت السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقبت بأم المؤمنين، وكانت لها منزلة عظيمة خصها بها الله سبحانه وتعالى، وكانت أكثر نساء الأمة فقها وذكاء وسرعة بديهة، بالإضافة إلى شجاعتها التي قادتها للمشاركة في المعارك دون خوف، وأشهرها معركة أحد حيث قامت بمعالجة الجرحى المسلمين وسقيهم الماء، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبها بشدة وكانت لها مكانة خاصة به، وأحد أهم صفاتها كانت الإيثار، حيث كانت تفضل غيرها على نفسها، وسنشرح واحدة من تلك المواقف في السطور التالية على موسوعة.
اثرت ام المؤمنين نفسها على
- عندما جلست امرأة فقيرة وابنتيها مع السيدة عائشة رضي الله عنها، اختارت ابنتيها نفسها عليها
- فعن عائشةَ رضي اللَّهُ عنها قَالَتْ: جاءت إلي امرأة فقيرة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، ثم أعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلي تمرة أخرى لتأكلها. فأطعمتها ابنتاها، وشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما. فأعجبتني حالتها، فذكرت ما قامت به أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: إن الله قد أوجب لها بهذا العمل الفضيل الدخول الجنة، أو أعتقها به من النار، وهذا حديث صحيح رواه مسلم.
شرح حديث أن الله قد أوجب لها بها الجنة
- عندما أتت امرأة فقيرة ومعها ابنتيها، قدمت لهن ثلاث تمرات كطعام لهن. وعندما رفعت المرأة التمرة إلى فمها لتأكلها، طلبتها ابنتيها من شدة جوعهما، فقامت المرأة الفقيرة بتقسيم التمرة بينهما.
- في هذا الفعل الذي ظهر فيه إيثار ابنتي الفقيرة على نفسها، قد أبهرت السيدة عائشة رضي الله عنها، وقدمت السيدة عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما قامت به المرأة، فقال عليه الصلاة والسلام إن الله تعالى جعل لهذه المرأة دخول الجنة أو العتق من النار.
- على الرغم من الجوع الذي تشعر به تلك المرأة، فإن عاطفة الأمومة تجبرها على حرمان نفسها لإطعام ابنتيها التمرة التي يشتهيانها.
- لم تفكر المرأة في نفسها بقدر ما دفعتها عواطفها للعطف والرحمة تجاه ابنتيها.
- وليس من الغرابة أن تكون تلك التمرة سببا في دخول المرأة الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من استطاع منكم أن يتصدق بشق تمرة ليدخل الجنة، فليفعل ذلك”.
اشتهرت السيدة عائشة رضي الله عنها
تشتهر أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها بالعديد من الصفات التي جعلتها النموذج المثالي للمرأة المسلمة، ومن أبرز تلك الصفات ما يلي:
- كانت السيدة عائشة رضي الله عنها شديدة الكرم والسخاء، وقد اكتسبت تلك الصفة من أبيها وزوجها عليه الصلاة والسلام. وقد ورد في الأثر: “كان عبد الله بن الزبير أحب البشر إلى عائشة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر. وكان أبر الناس بها. وكانت لا تحتفظ بشيء مما يأتيها من رزق الله، بل تتصدق به. فقال ابن الزبير: ينبغي أن يؤخذ على يديها. فقالت: أيؤخذ على يدي؟! على نذر إن كلمته”.
- كانت رضي الله عنها تكثير عباداتها، وكانت تصلي صلاة الضحى وصلاة الليل والتراويح جماعة بانتظام، بالإضافة إلى صيامها.
- كانت امرأة شديدة الحياء، حيث كانت ترتدي حجابها عند زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت تستحي من أولئك الذين دفنوا بجواره.
- كانت شديدة الغيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قالت رضي الله عنها: “استؤذنت هالة بنت خويلد؛ أخت خديجة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعرفت استؤذان خديجة، فشعر بالارتياح لذلك فقال: اللهم هالة بنت خويلد، فمتعت فقلت: وما تتذكرين من عجوز من عجائز قريش، حمراء الشدقين، هلكت في الدهر فأبدلك الله بخير منها.
- كانت شجاعة أميرنا الأبية تشارك في المعارك في سبيل الله ولا تخشى الموت، وشاركت في عدة معارك بارزة منها غزوة أحد ومعركة الجمل.
- كانت تتميز بالتواضع الشديد في التعامل مع جميع الناس، وكانت رضي الله عنها ترتدي الملابس التي يرفض الخدم ارتدائها.
- كانت تؤثر على نفسها ومن أبرز مواقفها عندما وافقت على طلب سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بأن يدفن بجوار زوجها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأبيها أبي بكر الصديق.
فضائل السيدة عائشة
من فضائل السيدة عائشة -رضي الله عنها- التي خصها الله بها
- اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته بتوجيه من الله عز وجل، وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي: “رأيتك في المنام ثلاث ليال متتاليات؛ جاءني الملك بقطعة حرير وقال: هذه زوجتك، فكشفت وجهك، وإذا هي أنت. فقلت: إن كانت من عند الله، فهي لنا”.
- هي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة، فقد قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم أن هذه هي زوجتك في الدنيا والآخرة، وأتى بها في خرقة حرير خضراء.
- لم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة غير عذراء.
- الله منحها نعمة نزول الوحي في بيتها دون غيرها.
- كانت أم المؤمنين لها مكانة خاصة في قلب زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان يعرف بشدة حبه لها، حيث روى البخاري: “كان الناس يتسابقون في هداياهم في يوم عائشة، يسعون بها لمرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
- وجب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحبها، فقال لفاطمة رضي الله عنها: “ألست تحبين ما أحب؟!” فقالت: نعم، فقال: “فأحبي هذه”، أي عائشة.
- رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لمريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون بارتفاع مكانتهما، وعلى عائشة فضل عظيم كفضل الثريد على سائر الطعام، وذلك وفقا لقوله: ((كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)).
- تكرمها الله سبحانه وتعالى بأن جعلها أما لجميع المؤمنين.
- توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزل عائشة، فقالت عائشة: “من نعمة الله علي أن رسول الله توفي في بيتي وفي يومي، وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين روحي وروحه عند وفاته”.
علم السيدة عائشة
- السيدة عائشة -رضي الله عنها- كانت تتمتع بأعلى درجات الفقه بين نساء الأمة، فقد كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يستشيرونها ويطلبون فتواها، وإذا أخطأوا كانت تصحح لهم خطئهم، وقد قال أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-: “لم يكن هناك حديث صعب بالنسبة لنا من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، فإذا سألنا عائشة -رضي الله عنها- فإننا وجدنا عندها العلم في ذلك.
- بلغ عدد الأحاديث الشريفة التي روتها السيدة عائشة رضي الله عنها في مسندة 2210 حديثا.
- تمكنت رضي الله عنها من جمع علوم القرآن والحديث.
- روى البخاري 54 حديثا لها، وروى مسلم 69 حديثا لها، وأخرج الشيخان 174 حديثا لها.
وهنا نصل إلى نهاية مقالنا، حيث أوضحنا إجابة سؤال عن تأثير أم المؤمنين نفسها؟ وأوضحنا صفات ومكانة السيدة عائشة وعلمها. تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.
المراجع