مرحلة الطفولة هي مرحلة النمو الأهم التي يجب متابعة تطوراتها السلوكية والعقلية باستمرار، يبدأ الطفل في اكتساب المهارات خلال تلك المرحلة، لذلك يتطلب إخضاعه لبعض التدريبات لتنمية نمو حواسه بشكل طبيعي، ونعرض في مقالنا اليوم كيف يمكننا معرفة سلامة دماغ الطفل من خلال موسوعتنا ونذكر علامات احتمال إصابته بالتوحد، كل هذا سنقدمه في السطور التالية.
كيف اعرف ان مخ طفلي سليم
تحرص الأم على رعاية أطفالها منذ ولادتهم، وقد تتساءل بعض الأمهات عن علامات سلامة عقل الطفل، وبناء على ذلك، ذكر الأطباء اختبار تحديد النمو العقلي للطفل وسنقوم بذكره فيما يلي.
- يقول أطباء الأطفال إن الأم يمكنها اكتشاف المهارات العقلية للطفل من خلال اختبار منزلي بسيط.
- تقوم الأم بجلب سبحتين بألوان مختلفة وتضعهما أمام أعين الطفل مع الحفاظ على مسافة بينهما وبين الرضيع تتراوح بين 20 إلى 25 سم.
- عندما يتفاعل الطفل مع ألوان السبحتين ويبدأ في النظر إليهما، تقوم الأم بتبديل كلتا السبحتين من مكانهما الأصلي.
- إذا لوحظ أن عين الطفل تتابع لونا واحدا من السبحتين، فهذا يعني أنه يدرك اللونين واختار واحدا منهما، وهذا يشير إلى نمو عقله وإدراكه بشكل طبيعي.
- إذا لاحظت الأم عدم تفاعل أو إدراك الطفل لأي لون من السبحتين، يجب أن يخضع للفحوصات الطبية.
كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد
من الضروري أن تقوم الأم بمتابعة أطفالها منذ الولادة، من خلال ملاحظة تفاعل جميع الحواس مع البيئة المحيطة، فإذا تم مراقبة الطفل، فإنها تساعد في اكتشاف الإصابات الجسدية أو السلوكية في مرحلة الطفولة، وبذلك يمكن علاج الطفل في وقت مبكر وتجنب العديد من التعقيدات.
- التوحد هو اضطراب في مجموعة من السلوكيات التي تجعل الطفل معزولا وغير اجتماعي، وقد يشعر بالخوف من التجمعات البشرية ويعاني من الرهاب الاجتماعي وصعوبة التواصل مع الآخرين.
- يمكن للأم أن تدرك إصابة طفلها بالتوحد من خلال انعزاله المستمر عن الآخرين، سواء كانوا أطفالا أو أفرادا من العائلة، ورغبته المتكررة في الجلوس واللعب بمفرده.
- في وسط حشد من الأطفال، يظهر الطفل وحده مع لعبته الخاصة، مما يدل على معاناة الطفل من التوحد.
- يلاحظ أن الطفل يشعر بالغضب المستمر تجاه والديه وإخوته، ولا يرغب في أي تلامس جسدي مع الأشخاص القريبين أو الغرباء.
- يجدر بالذكر أن الأطفال المصابين بالتوحد غالبا ما يتأخرون في الكلام بسبب رفضهم الاندماج مع الأطفال.
- عند ملاحظة الآباء لهذه العلامات، يجب عليهم استشارة اختصاصي في تعديل سلوك الأطفال.
كيف أعرف أن طفلي مايتكلم
لمعرفة إذا كان الطفل لا يتكلم أم هو هادئ يمكن ذلك من خلال اتباع الإرشادات التالية.
- الخجل من سمات الأطفال، حيث يمكن ملاحظة أن الطفل يتحدث في المنزل مع العائلة لكنه يخجل من الغرباء وهذا أمر طبيعي.
- يبدأ الطفل في اكتساب كلمات بسيطة خلال السنة الأولى ويبدأ في تكرار الكلام، وعندما يصل إلى سنتين يبدأ في نطق كلمة أو كلمتين، وفي السنة الثالثة تصبح الجملة مكونة من ثلاث كلمات أو أربعة، حيث يتعلم الفتيات اللغة بشكل أسرع من الذكور بسبب تواجدهم الدائم مع الأم، ولكن كلاهما يتحدثان بوضوح عند بلوغهم سن الثلاث سنوات.
- قد يعود عدم قدرة الأطفال على الكلام إلى وجود إصابة في الأذنين، مما يجعلهم غير قادرين على سماع الأصوات المحيطة حتى يتعلموا اللغة وبالتالي لا يتحدثون.
- من الضروري أن تتابع الأم سلوكيات طفلها عن طريق محادثته والتحقق مما إذا استجاب للصوت أم لا، والتحدث المستمر مع الطفل يساعد في تطوير لغته.
- إذا كانت لدى الطفل مهارات حركية ولكنه لا يتحدث بشكل كاف، يجب أن نقضي وقتا يوميا معه في سرد القصص والحكايات لكي يستمع إلى الأصوات ويبدأ في تعلم الكلام.
متى يحتاج الطفل تعديل سلوك
بعض الآباء يعانون من رفض تجاه فهم حقيقة معاناة الطفل من تشتت وفرط حركة، وهذا الإهمال يمكن أن يسبب مشاكل جسدية للطفل على المدى البعيد، لذا هناك علامات تشير إلى حاجة الطفل إلى جلسات تعديل سلوك.
- لا يزال بعض الناس يعتقدون أن الأطفال ليس لديهم وعي بالمشاكل والأزمات المحيطة بهم، وهذا اعتقاد خاطئ، حيث يتأثر الطفل بمشاعره بما يحيط به، وتوجد بعض الأطفال الذين يعانون من التوحد نتيجة لتعرضهم لبيئة غير صحية مليئة بالتوتر والقلق والتوترات السلبية، وبالطبع يؤثر ذلك على صحة نفسية الطفل ويبدأ في الانعزال وتجنب التفاعل مع الآخرين.
- تحدث السلوكيات المتغيرة للطفل نتيجة لعاملين، إما بسبب مشكلة جسدية عضوية أو بسبب تعرضه لصدمة نفسية، وفي كلا الحالتين يجب مراجعة أخصائي نفسي.
- في البداية، يجب على الأم أن تتابع نوم الطفل خلال الليل. إذا لوحظ أن الصغير لا ينام بالمعدل الطبيعي الذي يحتاجه أو يستيقظ أثناء النوم، فهذا دليل على شعوره بالخوف والاضطرابات النفسية بسبب تعرضه للعنف أو رؤيته له، وهذا يتطلب زيارة أخصائي تعديل سلوك.
- الغضب والكذب والانفعالات المستمرة هي إشارات على وجود مشكلة نفسية للطفل جعلته شخصا عدوانيا.
جلسات تنمية مهارات وتعديل سلوك
في الأونة الأخيرة، كان الآباء يعتبرون حركة الطفل وتفاعلاته بمثابة أعمال شقاوة ومزح من قبل الأطفال. ولكن في الحقيقة قد تكون تلك السلوكيات إشارة للمشاكل التي يعاني منها الطفل مثل الانشغال الذهني أو فرط الحركة الذي يجعله مختلفا عن الأطفال العاديين، وذلك يظهر في تفاعلاته مع أقرانه في المدرسة. ولكن يمكن للاستشاريين والمتخصصين في تعديل السلوك وتطوير المهارات التعامل مع هذه المشكلة بشكل علمي وسليم حتى يعود الطفل إلى حالته الطبيعية.
- في الوقت الحاضر، يتوفر العديد من مراكز تنمية مهارات الأطفال وتحسين السلوك، حيث يتم تقديم بعض التدريبات التي تقلل من انفعالاتهم وتساعدهم على التفاعل والاندماج في المجتمع
- تقوم المراكز بعقد جلسات لغوية لمساعدة الأطفال الذين يعانون من تأخر في الكلام والتلعثم، كما يحصل الطفل على تدريبات تنمي القدرات الذهنية.
- هناك بعض الأطفال الذين يعانون من فرط حركة وتشتت الانتباه، ويتم خضوع الطفل لجلسات تعديل السلوك التي تشمل عرض صور للتعرف عليها وإعطاء الطفل بعض المهام التي يجب عليه تنفيذها بشكل منظم وأولوي.
- تساعد تلك الجلسات في تعزيز استجابة الحواس، بما في ذلك السمع والبصر والتحدث، ويتم تعديل السلوك من خلال وضع محفزات للطفل للامتثال للأوامر، ويتم تطبيق عقوبات حتى يدرك الطفل أن سماع أوامر الوالدين أمر ضروري ويمكنه الحصول على مكافآت. ومن خلال ذلك، يتم تعديل السلوكيات الغير مرغوب فيها.
- على ساحة أخرى، يقوم الطفل بتنمية بعض المهارات الحركية للأطراف والجسم.
- هناك أيضا علاج عن طريق الموسيقى والمرئيات، حيث يتم الجلوس والاستماع للأغاني ومشاهدة الرسوم المتحركة للتفاعل والتعرف على التأثيرات الخارجية من خلال الرؤية والصوت للشخصيات الكرتونية.
- تستغرق عملية استجابة الطفل لتلك الجلسات وقتا طويلا، وغالبا ما لا يتقبل الأطفال حديث أخصائي تعديل السلوك، ولكن خلال الجلسة سيدرك أن غضبه وصراخه لن يحقق ما يريده، فهذا يتطلب صبرا من الآباء، وفي النهاية سيتم تعديل سلوك الطفل بالكامل حتى يصبح هادئا ومطيعا وناجحا في دراسته.
هكذا نختم مقال كيف أعرف أن مخ طفلي سليم الذي عرضنا من خلاله متى يحتاج الطفل لتعديل سلوكه، نتمنى أن نكون سردنا الفقرات بوضوح ونأمل في متابعتكم لباقي مقالاتنا.