التعليموظائف و تعليم

من نتائج المجادلة الناجحة

في هذا المقال سنوضح إجابة عن سؤال من نتائج المجادلة الناجحة هي؟ عندما يثار الحديث عن موضوع ما، يتحاور الناس مع بعضهم البعض، وقد يكون الحوار هادئا عندما يتفق أطرافهم في وجهات النظر. أما إذا اختلفوا في وجهات النظر، فإن الحوار يتحول إلى جدال، حيث يسعى كل طرف إلى إثبات صحة وجهة نظره، ولذلك يقدم الأدلة والبراهين التي تدعم رأيه وموقفه تجاه الموضوع. وحتى تكون المجادلة ناجحة، يجب أن تنتهي إلى نتيجة معينة، وسنوضح ذلك في السطور التالية على موسوعة.

جدول المحتويات

من نتائج المجادلة الناجحة

  • المجادلة هي أحد أساليب الحوار بين الناس، فقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة الكهف: “ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا”.
  • يمكن تعريف المجادلة على أنها حوار وتفاوض وتنازع بهدف الفوز، حيث يشارك فيها طرفان أو أكثر، حيث يسعى كل طرف فيها لشرح وجهة نظره ومحاولة إثبات صحتها، من خلال تقديم الأدلة والبراهين التي تدعم رأيه.
  • عندما يتعرض أحد الأطراف لنقد واعتراضات بشأن وجهة نظره، يقوم بتحليلها ويوضح له ما كان غامضا من الأمور، ثم يعدل عن وجهة نظره أو يتمسك بها.
  • وهناك أطراف أخرى لا تحلل أي اعتراضات، فتتمسك بوجهة نظرها ولا تستجيب لأي نقاش.
  • لكي تكون المجادلة ناجحة، يجب أن تؤدي إلى الوصول إلى الحقيقة.
  • المجادلة هي أسلوب دعوي، وأمر الله سبحانه وتعالى باتباعها بالحسنى، وعدم إنتاج أي شيء يجعل هدفها يذهب هباء مثل الخصام والنزاع، فهدفها الوحيد هو أن يهتدي الناس إلى الحق.
  • ولقد ظهر ذلك في قول الله تعالى في سورة النحل: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بأحسن الأساليب، فربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين.
  • هناك نوعان من الجدال، النوع الأول هو الجدال المشروع، وفيه يتم الدعوة إلى الدين بأحسن الأساليب، والنوع الثاني هو الجدال الذميم، وفيه يجادل أحد الأطراف بدون علم أو يدعم الباطل حتى بعد بيان الحق. من الجدال الذميم ما يتجاوز الدين ويستحق العقاب، ومنه ما يؤدي إلى قطع العلاقات وزعزعة النفوس، ويؤدي إلى ظهور الغرور في شخصية صاحبه.

آداب المجادلة في الإسلام

هناك مجموعة من القواعد التي يجب اتباعها أثناء المناقشة بأفضل طريقة ممكنة

  • يجب أن يكون هدف المناظرة هو دعوة لدين الله ودعم الحق، ويجب تجنب النفاق، ولا ينبغي أن يكون هدفها السعي للشهرة.
  • يجب الاعتماد على المعرفة الصحيحة المأخوذة من القرآن الكريم والسنة النبوية، والاعتماد على المصادر الموثوقة وليس على تخمينات العقل.
  • تجنب التعصب وأن يكون هدف المناقشة هو التمسك بالحق والبحث عنه عندما يظهر.
  • خلال الجدال يجب أن يتصف المجادل بالأخلاق الحسنة التي حث عليها الإسلام، فلا يقول إلا ما هو طيب، ويتجنب الاستهزاء بالآخرين والسخرية من وجهات نظرهم المختلفة، كما يجب عدم إلحاق الأذى بالطرف الآخر.
  • تجنب المشاركة في الجدل السيئ الذي لا يؤدي إلى أي فوائد أو نتائج إيجابية، بل على العكس من ذلك يثير الكراهية في النفوس، لذا يجب اتباع أسلوب الجدل الحسن لتحقيق النجاح في المناقشة.
  • عند وجود أدلة مؤثرة ومقنعة يجب على الأطراف قبول النتائج التي تدعمها تلك الأدلة، وكذلك يجب الاتفاق على النقاط الأساسية التي لا تختلف عليها الأطراف أو الأطراف في الحوار.
  • يجب أن يكون الاستدلال في الجدل مبنيا على الصراحة والوضوح والطرق المنطقية السليمة، والابتعاد عن الخرافات والأكاذيب والروايات غير الموثوقة.
  • يجب عدم الطعن في براهين الطرف الآخر إلا في سياق مبني على منهج صحيح.
  • إذا كانت المناقشة ستؤدي إلى الفساد والفتنة أو إحداث ضرر في الدعوة، فمن الأفضل تجنبها.

حكم الجدال في الإسلام

للجدال خمسة أحكام تكليفية أوضحها العلماء وهي على النحو التالي:

  • الجدال الواجب، وإذا تركه العبد يؤثم عليه.
  • الجدال المستحب.
  • الجدال المباح.
  • الجدال المكروه.
  • الجدال المُحرم.

وقد قال الإمام العلامة الكرماني: الجدل هو الخصام، ويمكن أن يكون جيدا أو سيئا، فإذا كان يتعلق بالواجبات فإنه يكون جيدا، وإذا كان يتعلق بالمستحبات فإنه يكون جيدا أيضا، وإذا كان لأمور أخرى فإنه يكون سيئا.

تحدد قرار كل جدل حسب موضوعه وأطرافه وأهدافه، وكيفية إدارته.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، حيث أجبنا على سؤال ما هي نتائج المجادلة الناجحة، وأوضحنا أنواع المجادلة وآدابها وحكمها في الإسلام، لا تفوتوا قراءة المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى