ماذا يرى الإنسان قبل الموت بأيام
الموت حق، والمسلم يعلم بالتأكيد أن داره ومنزله ليست في الدنيا، بل في الآخرة. ولذلك، يعمل الإنسان المسلم بالأعمال الصالحة ليصل إلى دار الحق. ويتساءل الكثيرون عن ما يراه الإنسان قبل الموت بأيام وهل هناك علامات تنذر بقرب الموت؟ وسنوضح هذا بالتفصيل في هذا المقال بالاستناد إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.
ماذا يرى الإنسان قبل الموت بأيام
دائما كانت هناك علامات استفهام كثيرة حول الموت، وتكاثرت الأقوال حول هذه المسألة الشائكة، فهل بالفعل من الممكن أن يشعر الشخص بقرب نهايته!
قال الله تعالى في سورة لقمان: إن الله عنده علم الساعة وينزل المطر ويعلم ما في الأرحام، ولا تعلم نفس ماذا ستكسب غدا، ولا تعلم نفس في أي أرض ستموت، إن الله عليم خبير
- الله هو الذي يحدد الموت والحياة، وكل شيء مكتوب ومسجل، ومصائر العباد بيده العزيز الحكيم.
- لا يعلم أحد من سيموت غدا، وإن الأعمار كلها في علم الغيب.
- الموت والحياة بعد الموت كلها من الأمور الغيبية، فمعرفتنا عنها قليلة جدا، ويجب على المسلم الاعتماد في معرفته على القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، والأدلة الشرعية، والابتعاد تماما عن الخرافات.
- فالحقيقة الوحيدة في هذه الحياة هي أن الموت حق، وسيأتي يوما بالتأكيد وسنموت.
- قال الله تعالى في سورة آل عمران “كل نفس ذائقة الموت (185)”.
- يجب على المسلم أن يستعد جيدا لهذا اليوم، حتى يتقي الله ويتوب ويستغفر كثيرا ليشمله الله برحمته وعطفه.
- لا يذكر ديننا الحنيف أن الإنسان يرى شيئا قبل وفاته ينذره بقرب الموت.
- لكن هناك بعض الإشارات التي قد تشير إلى انتهاء الحياة، ومن بينها الرؤى.
- الرؤية تشبه الحلم في الحلم، ولكنها خاصة فقط بالأتقياء والصالحين، ومن الممكن أن تنذر الرؤية بقرب الموت.
- تحوي التراث الإسلامي الكثير من الفقهاء والصالحين الذين شهدوا رؤى تشير إلى قرب وفاتهم.
- ومن الممكن أن تأتي الرؤى بأشكال مختلفة، مثل رؤية أحدهم أشخاصا قد توفوا بالفعل ينادونه.
- أو يعتقد بأنه فقد شخصا غاليا عليه وتوفي قبله مرافقا له في أحلامه لفترة طويلة.
- عموما، المسلم لا يعرف متى سيحين وقته، وإذا عرف أو توقع، فلا يكون الأمر مؤكدا.
- ويمكن أن يكون هذا الشعور نعمة من الله تعالى له، حتى يستعد لملاقاته، ويتوب إليه ويتقرب منه بالأعمال الصالحة.
ماذا يرى الإنسان قبل الموت بأربعين يوم
لم يتم ذكر في ديننا الحنيف دلالة شرعية واضحة تشير إلى وجود علامات قوية تنبه لاقتراب الموت قبل وفاة المسلم.
- هناك قصص وأحداث فردية وليست ثابتة تشير إلى وجود بعض العلامات التي تظهر على المتوفى قبل موته بأربعين يوما.
- ومع ذلك، هذه العلامات ليست قطعية على الإطلاق وقد تكون معرضة للخطأ، إذ هي مجرد تفسيرات لم تذكر في القرآن الكريم أو السنة النبوية.
- ومن أشهر العلامات:
- عندما يموت الشخص، تظل ذاكرته قوية وحاضرة للغاية، وخاصة للأحداث البعيدة، حيث يتذكر أمورا من طفولته وشبابه كما لو كان يراها أمام عينيه الآن.
- يحب الانعزال كثيرا ويسعى للابتعاد عن الأماكن المزدحمة، ويرغب فقط في أن يكون بجانب الأشخاص الذين يقربهم منه، سواء كانوا من أفراد عائلته أو أصدقائه.
- من الممكن أن يعاني من هشاشة وضعف عام في الجسم.
- صعوبة التحدث واتخاذ القرارات، فالعقل في فترة ما قبل الموت يتذبذب بشكل كبير.
- إذا شعر المؤمن بقرب موعد وفاته، يجب عليه أن يتوب بتوبة صادقة ويستغفر الله كثيرا.
- يتصدق على الفقراء والمحتاجين ويتضرع إلى الله سبحانه وتعالى كما كان يرحم عباده.
- ويندم المسلم على كل ذنب أرتكبه في الحياة، ويخشى الله دائما.
- ويدعو الله أن يثبت قلبه على الإيمان والحق.
قال الله تعالى في سورة آل عمران “يا ربنا، لا تحرك قلوبنا بعدما هديتنا، وامنحنا من عندك رحمة، إنك أنت الجواد (8).
ثلاث علامات يرسلها الله قبل الموت
كما أشرنا سابقا، الموت من الأمور الغيبية، ولا يستطيع أي شخص أن يعرف بالتحديد متى وأين سيموت.
- عندما يموت أحدهم، يبتعد عن الحياة المادية وتكشف له الله عن عالم مخفي عنا تماما.
قال الله تعالى في سورة ق، “لقد كنت في غفلة عن هذا، فكشفنا عنك غطاءك، فبصرك اليوم حديدا (22)”.
- المؤمن يتمتع بالبصر الحر، حيث يستطيع رؤية عالم آخر قبل أن تنتهي رؤيته.
- يستطيع رؤية الملائكة المحيطة به، والله أعلم.
- وذكر أن الشيطان يأتي إلى المؤمن في لحظاته الأخيرة قبل الموت، مستغلا لحظات الضعف الشديد والألم القاسي.
- ويسعى الشيطان لزرع الكفر في قلب المؤمن، وإغواءه في دينه، ويثبت الله فقط المؤمن الصالح الحقيقي.
- لذلك ندعو الله دائما ألا ينحرف قلوبنا، وأن يجعلنا قادرين على مواجهة التجارب والانحرافات.
- فمن كان قريبا من الله عز وجل في حياته، نجح في أن يثبت ويكون من المؤمنين الصادقين، ولا يستمع إلى أقوال الشيطان.
- أما من كانت حياته للعب واللهو، فسيواجه فتنة شديدة للغاية.
- والمحيطون به لا يدركون هذه الأمور، فالميت يرى ما لا يراه غيره، وهو غير قادر على التحدث أو حتى الإشارة.
- إذا كان هناك صعوبات في التنفس وضربات القلب مذبذبة بشكل كبير، فيجب أن يتم توقف القلب تماما.
هل يرى الإنسان ملك الموت قبل موته
لا يوجد توجيه واضح في الشرع يشير إلى أن الميت يمكنه رؤية ملك الموت، فالله هو الأعلى والأعلم وهناك الكثير في علم الغيب لا نعرفه.
- ولكن الله عز وجل يطمئن قلوب المؤمنين، فسيرسل الله بشرى لهم أثناء استلام أرواحهم، لكي لا يخافوا ويترقبوا النعيم والسكينة والراحة بإذن الله.
قال الله تعالى في سورة فصلت: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ينزل عليهم الملائكة، فلا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهون أنفسكم ولكم فيها ما تدعون.
- الملائكة ستحيط بالمؤمن وتبشره بنعيم الله عز وجل، وذلك لمن يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولمن يستمع لتعاليم وتوجيهات الدين الإسلامي الحنيف.
- وفي هذا المكان، يزيل الله الخوف من قلب المؤمن، ويظهر له مكانته وموقعه في الجنة، وأن الله سيمنحه كل ما يتمناه، فلا ألم ولا حزن.
- وتكن الملائكة بعد ذلك خير أنيسة للمؤمن في قبره، فتبعد الوحدة عنه.
- عندما يرى المؤمن وهو يحتضر، يشعر بالسعادة الكبيرة والفرح والشوق للذهاب إلى جوار الله والاستمتاع بجنة ونعيمها.
- أما الكافر، فإنه إذا حانت ساعة احتضاره فإنها ساعة صعبة جدا.
- يشاهدون العذاب ومكانهم في النار، ويسيطر عليهم الخوف والرعب، ولا يستطيعون الهرب من مصيرهم، وليس لديهم القدرة على طلب النجاة أو المساعدة من أي شخص.
في سورة الأنفال ، قال الله تعالى “ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا ، الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق (50).
رائحة الإنسان قبل الموت
يقول بعض الناس أن الموت له رائحة مميزة، ومن خلال الدراسات العلمية الحديثة تم إثبات صحة هذا القول، ولكن لا توجد حتى الآن نظريات مؤكدة.
- لاحظ العلماء أن الشخص ينبعث منه رائحة مركب تسمى بيتروسين ومركب الكادافيرين قبل وفاته.
- من الممكن أن يشم أحدهم رائحة غريبة في الهواء، ولا يستطيع تحديد طبيعتها، ويطلق على هذه الرائحة اسم رائحة الموت.
- ومع ذلك، لا تزال هذه الدراسات في مرحلة البحث والتدقيق، ولم يتم التوصل إلى نتيجة نهائية معترف بها.
وهكذا قد أجبنا على سؤال ما يراه الإنسان قبل الموت بضعة أيام وأوضحنا علامات الموت التي تظهر على الإنسان في أيامه الأخيرة قبل الموت.