من هي جدة العرب

يتساءل الكثيرون عن هوية جدة العرب، وهذا السؤال من الأسئلة الهامة التي يتم طرحها، ولها قصة عظيمة ومشهورة وذكرت في كتاب الله، وتحدث عنها النبي، لذا سنوضح في هذا المقال من تلك المرأة وسبب لقبها بجدة العرب وأهم التحديات التي واجهتها والدروس المستفادة من قصتها.

من هي جدة العرب

في هذه الفقرة سنجيبك على هذا السؤال.

• إن أم العرب هي السيدة هاجر أم إسماعيل عليها السلام، وسيدنا إسماعيل هو معروف بأبو العرب
• وأوصى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بأهل مصر بالخير في قوله “إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها بالخير، فإن لهم ذمة ورحمة”.
• ومن الحديث السابق يتضح لنا أن هناك صلة نسب بين السيدة هاجر والرسول عليه الصلاة والسلام.
• هاجر، رضي الله عنها، كانت أم النبي إسماعيل عليه السلام وهو أكبر أبناء سيدنا إبراهيم.
• وهي من نسل النبي محمد بن عبد الله، وقد قال أحد الروائيين والمؤلفين أنها كانت ابنة ملك مصر.
• وكانت ستكن في مدينة منف عاصمة مصر القديمة، فغلب أبوها ملك آخر وسبى ابنته ووهبها لسارة.
• ثم هبتها سارة لإبراهيم وتزوجها، ثم ولد لهما سيدنا إسماعيل.
• هاجر إبراهيم وإسماعيل وأمه إلى مكة، والله عز وجل أنقذهم هناك عندما خرج لهم ماء زمزم.
• لذلك، السيدة هاجر ليست جارية بل هي ابنة ملك مصر.
• كانت السيدة هاجر قدوة للمرأة الصالحة التي تعتمد دائما على الله وتسلم أمرها له.
• وكانت لها من الصفات القوة والعطف واشتهرت بقوتها في مواجهة الصعاب ورضاها بقضاء الله وقدره, فكانت إحدى النساء الرائعات اللاتي أعتقدن بالله العزيز الجليل.
• وهي لم تفقد الأمل في الابتلاءات التي تعرضت لها هي وابنها، عندما أمر الله عز وجل النبي إبراهيم بذبح ابنها، ثبتت واحتملت ذلك، وكانت مطيعة لله عز وجل وكانت قدوة لكل المؤمنين.

لماذا لقبت هاجر بجدة العرب

سنجيب عن هذا السؤال في هذه الفقرة.

• هاجر، أم النبي إسماعيل عليه السلام، هي نسل إسماعيل وجاء العرب منهم.
• في الماضي، كان العرب يعرفون بـ “بنو ماء السماء” لأنهم كانوا يعيشون في الصحاري وتعتمد مياههم بشكل كبير على الأمطار.
• وقد أطلق عليها لقب جدة العرب لأنها سبقت الكثير من النساء في الأمور، فكانت أول من طالت ثوبها وسارت بذيلها.
• كانت قدوة مثالية للنساء المسلمات، وهي أول امرأة تسعى بين الصفا والمروة، وأول من ثقبت أذنها.
• عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ، قَالَ: سمعت أبا ذر، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستفتحون أرضا يتم ذكر القيراط فيها“، – أي ستفتحون مصر – “فاستوصوا بأهلها بالخير، فإن لهم ذمة ورحمة، فإذا رأيتم رجلين يتقاتلان في مكان لبنة، اخرجوا منها»، قال: تجاوز ربيعة، وعبد الرحمن، ابني شرحبيل ابن حسنة، يتنازعان في مكان لبنة، اخرج منها.
• المقصود هنا بالرحم هو السيدة هاجر، رضوان الله عليها، أم سيدنا إسماعيل عليه السلام.

صبر السيدة هاجر على الابتلاء

احتمال السيدة هاجر على ابتلاء كان صعبا على أي شخص أن يتحمله، وستوضح لكم هذه الفقرة التفاصيل.

• السيدة هاجر رضي الله عنها كانت مثالا للمرأة، ذات القدوة الحسنة في طاعة الزوج.
• حملت مع زوجها عبء السفر والانتقال إلى بلد آخر، وتحملت كافة الصعوبات الأخرى.
• عندما غادرت مصر وذهبت إلى الشام، استقرت في مكان يسمى السبع وهو في فلسطين.
• حفر نبي الله إبراهيم بئرا، وأقام فيها مسجدا يحمل اسم بئر السبع.
• كانت أرض فلسطين غنية بالخيرات في هذا الوقت، ولكنها لم تظل كذلك لفترة طويلة.
• انتقلت مرة أخرى مع ابنها إسماعيل من أرض الخيرات وهي فلسطين إلى صحراء قاحلة.
• لا تحتوي على أي نبات أو زرع، وتركها النبي إبراهيم عليه السلام هناك وانصرف، فسارت السيدة هاجر وراءه وقالت له “إلى من نتكل عليه؟” ولم يجب عليها، فقالت له “الله أمرك” فأجاب “نعم”، فقالت “إذا لن يضيعنا”.
• إن هذا يعكس إيمان المرأة وتفانيها في خدمة الله تعالى ورضاها عن مكانته العظيمة.
• وداعى نبي الله إبراهيم بالدعاء المذكور في سورة إبراهيم الآية ٣٧: “ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة، فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون”.

الابتلاءات التي تعرضت لها هاجر

هاجر تعرضت للعديد من الابتلاءات مثل البقاء في الصحراء وابتلاء الذبح، وقد ذكرت هذه الروايات والابتلاءات في القرآن الكريم

المكوث في الصحراء

• بسبب عدم امتلاك السيدة هاجر للماء، وجاءت معها طفل صغير يعاني من العطش.
• لذلك صعدت إلى الصفا الذي كان جبلا واعرا جدا، عسى أن أجد الماء هناك.
• إذا سمعت أي صوت أو رأيت أي شخص ولم تجد أحدا، فعليك العودة والصعود إلى جبل المروة، والسعي بين الصفا والمروة. وقد أصبح ذلك جزءا من فريضة الحج.
• في ضوء تلك الظروف القاسية والعطش والحرارة التي تعرضت لها، هي وطفلها الصغير، حتى تنبع من تحت قدم نبي الله إسماعيل ماء.
• ثم قامت بجمع الماء من يديها خوفا من أن يضيع، وكانت تقول زم… زم… زم، لذلك سميت هذه البئر بئر زمزم.
• وتبقى السيدة هاجر مع ابنها وحدهما حتى يأتي مجموعة من القادمين من الشام يطلبون إذن السيدة هاجر للبقاء بجانبها.
• وافقت وأخذت منهم أجر الماء وأنفقته على ابنها وقامت بتربيته وتغذيته.

ابتلاء الذبح

• إن السيدة هاجر تعرضت لأنواع شديدة من التجارب الصعبة التي يمكن أن تعانيها أي أم، وهي تجربة قتل ابنها أمام عينيها.
• وكان الإيمان في قلب السيدة هاجر، ورغم كل الابتلاءات والصعوبات التي تعرضت لها، استطاعت أن تتخلص من جميع الوساوس الشيطانية.
• واصبر على ما لا يستطيع أحد تحمله وارض بقضاء الله، فهذا كان واحدا من أعظم الأسباب التي أدت إلى رفع البلاء عن ابنها إسماعيل وفدائه بذبح عظيم من السماء.
• كان هذا الموقف درسا لجميع المؤمنين في جميع العصور لكي يتعلموا قبول قضاء الله والتسليم لقدره.

تربية النبي إسماعيل لوحدها

• عاشت السيدة هاجر رضي الله عنها مع النبي إسماعيل.
• وكان  سيدنا إبراهيم يزورهم مرة أو مرتين.
• عندما أصبح سيدنا إسماعيل شابا، كانت السيدة هاجر قد نجحت في تربيته بشكل جيد، حتى استطاع أن يتقدم بلا حاجة لمساعدة من أحد، وهذا كان تحديا صعبا.

دروس من السيدة هاجر

هناك العديد من الفوائد التي يمكن استخلاصها من سرد قصة السيدة هاجر، وتتضمن تلك الفوائد:

• من الضروري أن نثق بالله في كل شيء ونرضى بقضاءه وقدره، حيث قال الله تعالى في كتابه ومن يتوكل على الله فهو كفيل به.
• وأهمية تحمل التحديات المختلفة والإيمان بالله لا تمنعنا الشيطان من الرضا بقضاء الله.
• نحن لا نتأثر بوسواسه، حيث حاول الشيطان أن يوسوس للسيدة هاجر كثيرا، ولكنها تمسكت بإيمانها بقضاء الله.

وبهذا الوصف، نتعرف على جدة العرب وصعوباتها الرئيسية، بالإضافة إلى سرد قصتها وكيفية تحملها لكل تلك التحديات، وندرك أهمية رضاها على مشيئة الله وقدره.