الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل صوت المرأه يجرح الصيام

الإسلام كرم المرأة ورفع من شأنها ومكانتها، وضمن لها حقوقها. يحث القرآن الكريم والأحاديث الشريفة على معاملة المرأة بعدل ورفق. هناك العديد من الناس الذين يتساءلون عن تأثير صوت المرأة على الصيام في شهر رمضان المبارك. في هذا المقال، سنجيب عن سؤال هل صوت المرأة يجرح الصيام؟ وهل يجوز سماع صوت المرأة وبعض الأسئلة الأخرى.

هل صوت المرأه يجرح الصيام

صوت المرأة لا يفسد الصيام لبعض الأسباب التي سيتم ذكرها في السطور التالية

  • سمح الله للنساء بالتحدث، ولم يذكر في القرآن الكريم ولا في الأحاديث الشريفة أن صوت المرأة عورة مثل باقي أجزاء جسمها، ولا أن صوت المرأة يلغي أو يقلل من أجر الصيام.
  • بسبب إمكانية تفادي أي رجل لسماع صوت المرأة سواء في الشارع أو المنزل أو في وسائل الإعلام أو الإذاعة، وغيرها.
  • ولكن إذا وجد الرجل أنه يشعر بإعجاب تجاه صوتها ويثير شهوته بسببه، فينبغي عليه أن يتجنبها ويمتنع عن الاستماع إليها، بينما إذا كان يرغب في الاستماع إلى الحديث المفيد الذي يمكن أن يكون له فائدة، فلا يوجد مانع عنده من سماعه، لأنه لا يؤثر على دين الإسلام.
  • عندما تتحدث المرأة بصوت به تغنج وتنغيم وتليين وتمطيط، يصبح صوتها عورة، ويظهر ذلك في الإعلانات التجارية التي تعرض على شاشات التلفاز، وقد ذكر بعض النساء المؤمنات أنهن كانوا يضعن أيديهن على أفواههن عندما يتحدثن مع الرجال، حتى لا يظهر الرقة في أصواتهن بدون قصد.

هل يجوز سماع صوت المرأة

  • يعتبر صوت المرأة ليس بعورة، حيث كانت جميع النساء يتحدثن مع الرسول ويسألنه عن الأمور المتعلقة بدينهم وكان الصحابة حاضرين، فلم يمنع الرسول ذلك أمامهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: (يا نساء، تصدقن وتكثرن من الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقالت امرأة منهن بجرأة: وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن الأرحام).
  • بنفس الطريقة التي كانت نساء النبي صلى الله عليه وسلم يتحدثن مع الصحابة للتعرف واستفسار عن أمور الدين وتلبية حوائجهن، كان الصحابة يسلمون على المرأة العجوز وترد عليهم. وقد ذكر في حديث بن مالك رضي الله عنه قال: (قال أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: اذهب معنا لزيارة أم أيمن، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها).
  • وقد قال الله تعالى في كتابه: يا نساء النبي، لستن كأحد النساء، فإذا كنتن تتقين الله فلا تتكلمن بصوت مغرض حتى لا يترغب الذي في قلبه مرض وقولن قولا حسنا، وتوضح لنا الآية الكريمة أن الله فرض على نساء الرسول قيودا في جميع جوانب حياتهن، لأنهن يكونن قدوة لجميع نساء المسلمين، وأجاز الله لهن التحدث بدون مشكلة، وهذا يعني أن صوت المرأة ليس عيبا
  • لا يجوز سماع صوت المرأة من قبل الغرباء، وإذا كانت الحاجة للضرورة القصوى فيجوز ذلك، ولكن الحديث يكون من وراء الحجاب، وسوف نعرض خلال السطور التالية الأدلة على ذلك.
    • قال الله تعالى في كتابه: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}، والمقصود بالمتاع هو الحاجة من الأساس وغيره.
    • وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا نابكم في صلاتكم شيء فليسبح الرجال ولتصفق النساء)،
  • في حالة الخوف من حدوث فتنة بسبب سماع صوت المرأة وكلامها، يجب تجنب الاستماع لها.
  • عندما تدعو المرأة أثناء طوافها حول الكعبة، من الأفضل أن تخفض صوتها، لأنه من الممكن أن يكون صوتها هشا، ومن المحتمل أيضا أن يعجب الرجال بها، ويجوز للمرأة التحدث مع من حولها بصوت عادي، ولكن ليس بدرجة تثير اهتمام الناس بها.

هل صوت المرأة عورة دار الإفتاء

  • أوضحت دار الإفتاء أن صوت المرأة وحده لا يعتبر عورة، وأن قراءتها للقرآن أمام الرجال الغرباء عن البيت جائزة، لأنها تعتبر من جنس الكلام.
  • وقد ذكرت النصوص الشرعية ذلك، وروى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: “قالت النساء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم إن الرجال قد غلبونا عليك، فاجعل لنا يوما من وقتك، فوعدهن بأنه سيقابلهن في يوم محدد، ووعظهن وأمرهن…” وروي هذا الحديث في صحيح البخاري.
  • من الأدلة التي تشير إلى أن سماع صوت المرأة ليس بعورة هو أن النبي كان يستمع للنساء عندما يسألنه عن أمور الدين، ولو كان السماع عورة ما كان يسمح لأصحابه بسماعهن.
  • فأضافت دار الإفتاء ردا على حكم تلاوة القرآن الكريم عند وجود الغرباء، أو تسجيل تلاوتها ونشرها.
  • يجب مراعاة أحكام التجويد والتمهل أثناء قراءة القرآن، حتى لا نقع في الممنوع والمنهي. فقد قال الله تعالى في كتابه: “فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا”.

حكم سماع الرجل صوت المرأة

عند تلاوة القرآن

  • يجب على المرأة تجنب مخالطة الرجال الغرباء، سواء في العمل أو الدراسة أو غيرهم، لكي لا تتعرض للفتن والمفاسد.
  • عندما تقوم المرأة بتلاوة القرآن الكريم أمام الرجل، يجب أن تكون القراءة صحيحة وعادية من دون تلحين أو خفض الصوت، لتجنب الفتنة.
  • ويقول في الموسوعة الفقهية أن مصدر الأصوات هو الإنسان، ويكون هذا الصوت مغن أو غير مغن، وعندما يكون غير مغن فإنه يكون لرجل أو امرأة، وإذا كان هذا الصوت للرجل فلا تحريم في سماعه، أما إذا كان الصوت لامرأة وكان الشخص الذي يسمعه يستمتع به ويخشى الإغواء به، فقد تم حرمانه من استمرار سماعه.
  • إذا لم يشعر بالتلذذ أو لم يخش من الفتنة، فلا مانع عنده من سماعه، ويحرم على المرأة تنغيم صوتها، وتنعيمه، وتليينه.
  • ونبه الشيخ بن عثيمين رحمه الله عندما سألوه عن حكم تحسين الصوت أثناء تلاوة القرآن الكريم للطالبات ، وأشار إلى أنه ليس من الواجب على الطالبة تحسين صوتها أثناء تلاوتها للقرآن الكريم ، بل يجب عليها قراءته بطريقة عادية وسليمة.

عند التحدث عبر الهاتف

  • من غير جائز للرجال التحدث مع النساء أثناء الصيام، وذلك ليس بسبب أن صوت المرأة يعتبر عورة، ولكن لأن الحديث بين الرجل والمرأة عموما محرم.
  • إذا كان الحديث بين الرجل والمرأة لطلب فائدة أو للتعاون أو بسبب وجود خطبة بينهم، فإنه جائز التحدث معهم.
  • وعندما يتحدث الرجل مع المرأة في نهار رمضان، فإن ذلك سيقلل من أجر صيامه وثوابه ولكنه لا يفطر، لأن الله الذي يعلم ذلك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: (الصيام ليس في الأكل والشرب، إنما في اللغو والرفث، فإن سبك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم، إني صائم)، وهذا الحديث يدل على أن هدف الصيام هو أن يتقرب الإنسان إلى الله ويصلح نفسه، وأن يتجنب كل ما يؤدي إلى معصية الله، وخاصة في نهار رمضان حتى لا يقلل من ثواب صيامه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى