من فضل الصوم أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك
قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا، قد كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم، لعلكم تتقون. فرض الله على جميع المؤمنين الصوم، وفيهذه الآية الكريمة وفقا لما ورد عن النبي في أركان الإسلام الخمسة، صيام رمضان. والمولى لا يفرض فرضا على عباده إلا وفيه خير لهم. فما هو الصيام؟ وما هي فوائده الصحية للمسلمين؟ وما هو فضل الصيام؟ وهل فعلا من فضل الصيام أن رائحة فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك؟ سنجيب على كل هذه الأسئلة في مقالتنا على موقع الموسوعة العربية الشاملة.
من فضل الصوم أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك
صوم رمضان له فضل كبير على المسلمين في الجوانب الصحية والنفسية والدينية، والله – سبحانه وتعالى – جعل الصوم فريضة مميزة ومكرمة لديه، فهو وحده يحاسب عليها بمقدار مناسب لديه، وليس كباقي الفرائض والأعمال، حتى جعل الله رائحة فم الصائم أفضل من رائحة المسك.
وفي قول النبي – صلى الله عليه وسلم – (كل عمل ابن آدم يتضاعف، الحسنة عشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم؛ فإنه لي، وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي. للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقائه ربه. ولخلوفه فيه أطيب عند الله من ريح المسك) (حديث صحيح).
من المعروف أن لدى الصائم رائحة غير مرغوب فيها قد تنبعث من فمه، وذلك بسبب جفاف الحلق أو نقص الماء في الجسم نتيجة الصيام، فجعل الله لهذه الرائحة فضلا وثوابا ليدل على أهمية الصوم وفضله.
تعريف الصوم
كلمتا الصوم والصيام هما كلمتان عربيتان الأصل، فما معناهما في اللغة العربية؟ وما معناهما اصطلاحا؟
معنى الصوم لغةً
كما ذكرنا سابقا، تعود كلمتا الصوم والصيام إلى جذر (ص-و-م) وفعلها صام، وتعني عدم القيام بشيء معين، مثل:
- صامت الريح: توقفت الرياح عن الحركة.
- صامت الخيل: قامت بدون أن تأخذ طعامها من العلف.
- صمت عن الكلام: توقفت عن الكلام.
معنى الصوم اصطلاحاً
صيام المسلم هو أن يمتنع عن تناول الطعام والشراب وممارسة الجماع منذ أذان الفجر حتى أذان المغرب مع النية، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام والفريضة الواجبة على كل مسلم في شهر رمضان الكريم.
فضل الصوم
فرض الله الصوم على المسلمين بسبب الفوائد الصحية والاجتماعية والنفسية والدينية، وسنعرض لكم بعض هذه الفوائد فيما يلي:
فضل الصيام صحياً
- تنظيم الكوليسترول الضار في الجسم: أكدت العديد من الدراسات أن الجسم أثناء الصيام يقلل نسبة الكوليسترول في الدم، مما يساعد على تدفق الدم في الشرايين والأوردة بشكل أفضل، مما يحول دون حدوث أي نوبات قلبية أو جلطات أو سكتات دماغية.
- تقليل الشهية: تنظيم الأكل وتقليل حجمه أثناء الصيام يساعد على تقليل حجم المعدة تدريجيا وتخفيف الضغط على الجهاز الهضمي، ولتحقيق أقصى استفادة للجهاز الهضمي في هذه الفترة، يجب اتباع نظام غذائي صحي في رمضان.
- التخلص من السموم خلال الشهر: عادة، يحتاج الجسم في الحالات العادية إلى حرق الطعام داخله لتحويله إلى طاقة للجسم، أما عند الصيام فإن الجسم يبدأ في حرق الدهون المخزنة لتوفير الطاقة والتخلص من السموم الدهنية.
- تقليل الالتهابات: أثناء الصيام، يقوم الجسم بحرق الدهون المتراكمة فيه بدلا من السكر، وذلك يساهم في تقليل التهاب الخلايا.
- تقليل السكر في الدم: مع تناول الطعام، يزداد نسبة السكر في الدم، لذلك أثناء الصيام تنخفض نسبة السكر تدريجيا، ولكي لا يصل نقص الدم إلى مستوى خطر على الجسم، يبدأ الجسم في إنتاج الجلوكوز للحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم عند المعدل الطبيعي.
فضل الصيام نفسياً
- السيطرة على النفس البشرية: تظهر قوة المسلم عندما يتحكم في نفسه، فلا يأكل ولا يشرب ولا يرتكب ذنبا صغيرا حتى يحصل على ثواب الصيام بالكامل، بالإضافة إلى ترك التدخين والإدمان على أي شيء يتعاطاه طوال فترة الصيام؛ مما يؤثر على النفس بقدرتها على التحمل والمضي قدما نحو التخلص من تلك العادات السيئة.
- تحسين الصحة المزاجية: أظهرت الدراسات العلمية أن الصيام له تأثير كبير في زيادة نشاط الدماغ وتقويته للتحمل والتأقلم مع الصيام. خلال الصيام، يقل امتصاص الجلوكوز في المخ، لذا يقوم المخ بتعويض هذا النقص من خلال آليات عصبية تزيد من فاعلية الدماغ، مما يحسن المزاج والقدرة على التعلم.
فضل الصيام اجتماعيا
- زيادة صلة الرحم: واحدة من العادات الجميلة في رمضان هي تجمع الأسرة والعائلة على المائدة لتناول وجبة الإفطار والسحور، مما يخلق جوا من الألفة والتراحم بين أفراد الأسرة والعائلة.
- الشعور بالمحتاجين والفقراء: يبدأ الإنسان في التفكير في أولئك الذين يصومون طوال العام بشكل إلزامي؛ بسبب فقرهم واحتياجاتهم، مما يدفعه إلى مساعدة الآخرين بشكل إيجابي في تلك الأيام.
- تعويد الأمة الإسلامية على النظام والاتحاد: يأكل المسلمون جميعا في نفس الوقت ويتعاونون معا في أداء الصلوات مثل التراويح والتهجد.
- حل الخصامات وتوحيد الأفراد: في شهر رمضان، يسود المسلمين الروح السمحة والمسامحة كتعبير عن التقرب إلى الله، وتزداد المصالحات والروح الطيبة بين أفراد المجتمع.
- انخفاض نسبة الجريمة: فالصيام يحسن النفس ويجمل الخلق، وقد أثبتت الإحصائيات أن معدل الجرائم ينخفض بشكل ملحوظ خلال الشهر الكريم.
- كثرة أعمال الخير: يسارع الجميع في التصدق وأداء الصلوات وإعادة الحقوق لأصحابها للتقرب من الله وكسب ثواب رمضان.
فضل الصيام دينياً
وفي هذا الجزء، هناك العديد من الفوائد غير المحصورة، ولكننا سنحاول تقديم بعضها لكم للاستفادة القصوى من الشهر الكريم كما يلي:
- في الجنة باب للصائمين: جعل الله في جنته بابا خاصا يدخل منه الصائمون فقط، للدلالة من الله – عز وجل – على أهمية الصيام ومدى حب الله – تبارك وتعالى – للصائمين
- الفوز بمغفرة من الله: الله يغفر ذنوب الصائمين، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه)
- يستجيب الله لدعاء الصائم: لقد أعطى الله صائما ميزة، وهي أن دعوته قابلة للإجابة، فما بالك إن كان يدعو وهو يصوم!
- يزيد قدرة المسلم على جهاد نفسه: يبدأ الإنسان في تحدي نفسه بوضوح، فمجرد منعه من الحلال والابتعاد عن المحرمات يزيد من إرادته وعزيمته للتوبة عن أي عادة سيئة أو ذنب.
- الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة: الصوم يصاحب الصائم في يوم القيامة ويشفع له عند الله، فلا ينال عذابا ولا يصيبه خوف في هذا المكان العظيم.
- تخلص الإنسان من وسوسة الشيطان له: يتعرض الإنسان في حياته إلى أنواع عدة من خبيث وسوسة الشياطين، ولكن يأتي الله في شهر رمضان بحبس كل الشياطين، مما يتيح للبشر الفرصة للتوبة وأداء الطاعات بدون تأثير من الشياطين.
- الإحساس بحلاوة الإيمان: الاستمرار في أداء الطاعات يجعل الإنسان يشعر بالسعادة والحب للإيمان وحب الله ورغبته في الوصول إلى الجنة.