التعليموظائف و تعليم

مقدمة بحث عن القراءة

الآباء والأمهات يتساءلون دائما، كيف نجعل أبناءنا يحبون القراءة؟ نعلم أن لها فوائد كبيرة، ولكن في هذا العصر، مع انتشار التكنولوجيا والتطبيقات كبديل للقراءة، هل لا تزال القراءة مفيدة كما كانت؟ في هذا المقال، سأقدم لكم مقدمة بحث عن القراءة وبعض فوائدها المختلفة، ربما نتوصل سويا إلى حل لتشجيع أبنائنا على القراءة مرة أخرى.

مقدمة بحث عن القراءة

منذ بداية التاريخ، كان الإنسان يخشى على تطور واكتشافات مجتمعه المختلفة وكانت هناك العديد من الحضارات التي تختفي دون أن يتركوا أثرا، على الرغم من تطورها واكتشافاتها، ولكن بدون أن تكون لها فائدة للأجيال القادمة. ولكي يحقق الإنسان التطور لجنسه، كان عليه نقل تلك المعرفة والعلوم للأجيال اللاحقة، حتى تبدأ الأجيال القادمة من نقطة انتهاء أجدادهم الأولى. لذا ابتكر الإنسان الكتابة والقراءة، لكي لا تضيع جهوده، ودعا الناس إلى الالتزام بها إذا أرادوا التطور والتقدم .

وأولت الأديان السماوية اهتماما بالحفاظ على شرائعها وشرائعها ولكي تصل إلينا هذه الشرائع والأديان، اضطر أجدادنا للكتابة وحثونا على القراءة بشكل مستمر لنتمكن من تناقل الأديان واستمرارها. في دين الإسلام، كانت أول آية هي “اقرأ” ودعانا الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- في العديد من أحاديثه إلى القراءة وطلب العلم، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- “طلب العلم فريضة”، وجعل الرسول منزلة العالم في فائدته لمجتمعه أعلى من منزلة العابد، كما قال -صلى الله عليه وسلم- “فضل العالم على العابد، كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب”، وأولى خطوات طلب العلم -بلا شك- هي القراءة.

فوائد القراءة

القراءة لها فوائد عدة للفرد على المستوى الشخصي، وللمجتمع بشكل عام، وفيما يلي سأعرض لكم بعضا من فوائد هذا السلوك العظيم:

أهمية القراءة للفرد:

كثير منا يشكو من القراءة ويبتعد عنها، يعتقد أنها مجهدة ويمكن استبدالها بالتكنولوجيا الحديثة، هذا اعتقاد بعض الناس ولكن دعني أعرض عليك بعض فوائد القراءة لك، وسأترك لك الحرية في اتخاذ قرارك إذا كانت مفيدة أم لا.

  1. زيادة التركيز: هل تساءلت يوما كيف يعمل عقلك أثناء عملية القراءة؟ دعني أجيبك، يقوم المخ بعدة عمليات أثناء القراءة، مثل التفكير والتخيل والتأمل، بالإضافة إلى ربط الأفكار والمفاهيم، وهذه العملية تلعب دورا كبيرا في تطوير القدرة على التأمل والكتابة، وتعزز القدرة التحليلية للشخص، مما يؤدي إلى زيادة القدرة على التركيز.
  1. تقوية الوصلات العصبية: هل تدرك مدى أهمية قراءة على عقل طفلك؟ في كل عقل بشري، هناك العديد من الروابط العصبية التي تنقل المعلومات من وإلى العقل، وهناك العديد من السلوكيات التي تساعد في تطوير هذا الجانب، خاصة في العقل لتطوير القدرات التواصلية وتعزيز القدرات التحليلية، ومن أهم هذه السلوكيات هي القراءة.
  1. تنشيط الذاكرة: الاستمرار في القراءة بانتظام وبشكل متكرر يعمل على تنشيط الذاكرة بشكل قوي، حيث أظهرت الدراسات أن القراءة المنتظمة تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، نظرا لتعزيزها المستمر وتحفيزها بشكل منتظم.
  1. توسيع المدارك: يجب أن نذكر أنه لا يوجد حدود للقراءة، فهي تحتوي على جميع المواضيع والعلوم، فعندما ترغب في قراءة ما تحب، ستجده هناك، وستجد أيضا العديد من المواضيع والآراء المختلفة، مما يساعدك على اكتساب معرفة في مجالات مختلفة وتطوير ثقافة قوية متنوعة. القراءة هي السبيل الأول لتوسيع المدارك وتعزيز التنوع الثقافي.
  1. التعلم الذاتي: تولي العديد من المؤسسات والأنظمة المختلفة اهتماما كبيرا لتعزيز مبدأ التعلم الذاتي، وهو مبدأ يبدو بسيطا في البداية، فليس من الصعب علي أن أتعلم معلومة جديدة تفيدني، ولكن كيف يمكنني تحقيق ذلك؟ هذا هو السؤال الذي يشغل العالم حاليا، فمن يرغب في مواكبة التطور يجب عليه أن يطور نفسه بالقراءة والتعلم أولا.
  1. مقاومة الاكتئاب: هناك طريقة مبتكرة اعتمدت عليها علماء النفس للحد من الاكتئاب والتوتر والقلق، وهي القراءة، فالقراءة تشغل العقل عن الأفكار السلبية والضغوط الحياتية، مما يقلل من الاكتئاب ويعزز المزاج والحالة النفسية للشخص.
  1. تقوية الشخصية: من لا يرغب في أن يشعر بالاهتمام والاحترام من الآخرين وسماع آرائهم في العديد من المواضيع؟ وكيف يمكننا جذب انتباه الآخرين وجعلهم يطلبون رأينا ويعتمدون عليه في العمل؟ وبالتأكيد، بقراءتك تكتسب كل تلك المزايا والمميزات كقارئ متفوق عن الآخرين الذين لا يقرؤون، فقراءتك تجعلك ملما بكل المواضيع، ذكيا ومثقفا، ولديك ذاكرة قوية، وبالتالي تتمتع بكل الصفات التي تخولك لطرح أسئلتك .

أهمية القراءة للدول:

تهتم الدول والمؤسسات العالمية بتعزيز الوعي بأهمية القراءة والتشجيع عليها، فلماذا كل هذا؟

  1. أهمية سياسية: إن وجود مجتمع ثقافي ومطلع على مختلف العلوم، حتى لو كانت معرفته بسيطة، يجعل الدولة قوة لا يجب التهاون بها. فالمجتمع الثقافي ينتج حكومات قوية وأنظمة رقابية قوية، مما يجعل من الصعب فشل تلك الأنظمة.
  1. أهمية مجتمعية: من الصعب أن تنتشر العادات والتقاليد الضارة والأساطير في المجتمع المثقف، وعلى العكس تماما مع العادات المفيدة والمعتقدات السليمة.

كيف نشجع أبناءنا على القراءة؟

تعاني مجتمعاتنا العربية بوضوح من ترك الشباب والأطفال للقراءة، وهم يتجاهلون الفوائد الكبيرة التي تأتي منها، فكيف يمكننا تشجيعهم على القراءة؟

توفير مصادر للقراءة البسيطة:

لتسهيل تعلم القراءة لأطفالنا، يجب علينا أولا توفير مصادر للقراءة، مثل توفير قصص قصيرة أو مجلات للأطفال تكون مسلية لهم، أو قراءة القرآن الكريم معهم.

تخصيص وقت يومي للقراءة

يجب علينا تنظيم حياة أطفالنا كأولوية، وعلينا تنظيم يومهم بما يكفي ليسمح لهم بالاستفادة القصوى منه، وخصص وقتا محددا للقراءة، ويفضل أن نجلس للقراءة معهم، فهذا يعزز حبهم للقراءة والتنافس فيها.

استخدام أنشطة مختلفة للقراءة

اجعل من حياة طفلك مجالا للقراءة بالكامل، واجعله يقرأ في جميع الأوقات، كأنك تسير معه في الشارع وتطلب منه قراءة لافتات المحلات، أو عندما تكونوا في مطعم وتطلب منه قراءة قائمة الطعام واختيارها لك، وهكذا… فهذا السلوك سيجعل طفلك مستعدا للقراءة في جميع الأوقات.

استخدام التكنولوجيا

يوجد العديد من الأجهزة التكنولوجية التي تساعد طفلك في القراءة، من خلال حل أي مشكلة يواجهها، مثل تكبير الخط، وتقليل عدد الكلمات، وتوضيح المعنى باستخدام الصور.

اجعل لهم ذوق قرائي

من السهل أن نجبر أبنائنا على قراءة أشياء نودهم أن يقرؤوها، ولكن ذلك سيجعلهم يكرهون القراءة، وهذا ما نخشاه، دعهم يختارون ما يرغبون في قراءته؛ لينمو حبهم للقراءة مع مرور الوقت.

كن لهم قدوة

نحن فعلا نرغب في تربية أبنائنا بتربية صحيحة، ولكن لا أحد ينكر أن هناك العديد من التغيرات في سلوكنا بسبب هذه التجربة الفريدة، ولا ننكر أننا قدوة لأولادنا، فهل يمكن لهم أن يحبوا القراءة بمفردهم دون أن يجدوا فينا قدوة يقتدون بها؟ بالطبع يجب علينا أن نقرأ لهم ونقرأ معهم، فهم أغلى ما لدينا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى