الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل النميمة تبطل الصيام

مع حلول شهر رمضان المبارك، يتساءل المسلمون عما إذا كانت النميمة تبطل الصيام. فشهر رمضان هو شهر التطهر من الذنوب والابتعاد عن المنكرات. وهناك أمور تؤدي إلى بطلان الصيام. فهل تعتبر الغيبة أو النميمة سببا لإفساد صوم المسلم في رمضان؟ فالغيبة والنميمة هما من أسوأ الصفات التي يمكن أن يتصف بها الفرد، وقد نهى عنهما الإسلام. وفي هذه المقالة، سنوضح لكم حكم ذلك.

جدول المحتويات

هل النميمة تبطل الصيام

إن الصيام في رمضان لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب من طلوع الفجر حتى الغروب فقط، بل هو أيضا امتناع حسي وروحي عن كل ما يغضب الله ويضر المسلمين، ويعتبر الكذب والغيبة ونشر الأكاذيب من الأفعال المكروهة والمحرمة للمسلمين.

  • إن الغيبة والنميمة عزيزي القارئ ليست من المفطرات، لكنها تخفض بشكل كبير من أجر الصائم وتقلل من ثوابه
  • إن الصيام للمسلم الذي ينميم ويغتاب ليس صياما كاملا، بل يكون أجره ناقصا، وذلك استنادا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال:
  • «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يتجادل ولا يرفع صوته، فإن سبه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم».
  • وقد قال الرسول أيضا، «من لا يترك قول الكذب والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يترك طعامه وشرابه».
  • وقد قال تعالى في كتابه العزيز-: {يا أيها الذين آمنوا! كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}.
  • وبناء على ذلك، يجب على المسلم استغلال وقته في ذكر الله عز وجل، وترطيب لسانه بالدعاء والذكر، وقراءة كتاب الله عز وجل، والاعتكاف في المساجد، لأن هذا الشهر يجب على المسلم قضائه بالعبادة والعلم، وليس بتضييع الوقت في أشياء غير مفيدة.
  • إن الغيبة والنميمة بشكل عام تعتبر من الأعمال الكبيرة، لذلك يجب على الإنسان أن يبتعد عن الجلوس مع الأشخاص الذين يغتابون الآخرين لكي لا يفقد أجر صيامه.

حكم من اغتاب وهو صائم

إن من اغتاب إنسانا وهو صائم فصومه صحيح عند جميع علماء الدين، وقال النووي إن صيام هذا المسلم لم يبطل، وقد اتفق معه مالك وأبو حنيفة وأحمد وجميع العلماء ما عدا الأوزاعي حيث يرى أن الصيام يبطل بالغيبة.

  • ثم بعد ذلك، يعتبر المسلم الذي يغتاب الآخرين أنه يعصي الله عز وجل، وقد ارتكب خطيئة كبيرة لأن الغيبة محرمة، سواء كان المسلم صائما أو لا.
  • وتعد الغيبة من أكثر الأمور التي حرمها الإسلام، والجدير بالذكر أن ذنب الغيبة يزداد في شهر الصيام، حيث يجب على المسلم أن يسعى للتخلص من الخطايا ويستدل بقول الله تعالى
  • وقد قال الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا، الصيام قد وجب عليكم كما وجب على الأمم السابقة، لعلكم تتقون.” [البقرة:183].
  • وقال صلى الله عليه وسلم: من لم يترك قول الكذب والعمل به، فليس لله حاجة في أن يترك طعامه وشرابه.
  • الراوي : أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري.

مبطلات الصيام

اتفق جميع العلماء على بعض الأعمال التي إذا قام بها المسلم سوف يبطل صيامه، وفيما يلي سنوضح أهم الأمور التي تؤدي إلى إبطال الصيام

  • الجماع: اتفق جمهور العلماء على حرمة ممارسة الجماع في صباح شهر رمضان المبارك، وقد قال الله تعالى في كتابه (يحل لكم الليلة الصيام الرفث إلى نسائكم).
  • الاستقاءة: والمقصود بها هي محاولة التقيؤ بشكل متعمد، أي أن المسلم يقوم بإخراج محتويات معدته بواسطة وضع إصبعه في فمه، والدليل على ذلك هو قول الرسول عليه الصلاة والسلام (من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدا فليقض).
  • الأكل والشرب عمداً: اتفق أهل العلم والفقه على أن الصيام يعتمد على الامتناع عن الأكل أو الشرب في نهار رمضان، وأنه من المبطلات للصيام.
  • ومن شرب أو أكل سهوا، فعليه أن يكمل صيامه وفقا لقول الرسول: “نسي وهو صائم، فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”.
  • الحيض والنفاس والولادة: تعتبر جميعها من المبطلات الخاصة بصيام النساء، حيث يبطل الصيام بدم الحيض أو النفاس، حتى لو نزل قبل غروب الشمس بلحظات.
  • وينبغي عليها أن تفطر وتقضي بعد تطهير نفسها، ولا يوجد أي عائق يمنعها من الإفطار، ولا يوجد عليها ذنب لأنها حدثت لها هذه الحالة عن طريق الخطأ، ويمكننا الاستناد إلى قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
  • : (ما بال الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة. فقالت: أحرورية أنت؟ قلت: لست بحرورية، ولكني أسأل. قالت: كان يصيبنا ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة).

أركان الصيام

هناك عدة أركان للصيام التي يجب تحقيقها لكي يكون الصيام صحيحا وسليما، ويعتبر الصيام واحدا من العبادات الواجبة على المسلمين، وفي هذه الفقرة سنوضح بعض تلك الأركان.

النية

  • يجب على المسلم أن ينوي الصيام، وتكون النية في القلب، وتعتبر النية أهم ركن للصيام.
  • وفيما يتعلق بالنية، قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام (من لم يبتدئ الصيام قبل الفجر، فلا صيام له).

الإمساك عن المفطرات

  • يجب على المسلم أن يمتنع عن تناول المفطرات، مثل الشراب والطعام وممارسة الجنس من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، وقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز:
  • (وكلوا واشربوا حتى تتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل).
  • تفسير الآيات يشير إلى أن المقصود بالخيط الأبيض هو بياض النهار.
  • أما بالنسبة للخيط الأسود، فإنه يمثل سواد الليل.

من مستحبات الصيام

في شهر رمضان هناك الكثير من الأعمال المستحبة التي يفضل أن يقوم بها المسلم، وفي هذه الفقرة سنوضح لكم بعض الأمور والتصرفات المستحبة في شهر رمضان المبارك ومنها:

  • تسحر بناء على قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم “تسحروا فإن في السحور بركة”.
  • من الأفضل للمسلمين تأخير وقت السحور، وفقا لقول زيد بن ثابت رضي الله عنه
  • أصحاب السحور مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يقم بالصلاة. سألته: كم من الوقت بين الأذان والسحور؟ أجاب: حوالي خمسين آية.
  • يجب على المسلمين تأجيل إفطارهم في هذا الشهر وفقا لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم “الناس سيظلون في خير ما عجلوا الإفطار”.
  • من الأفضل للمسلم أن يدعو عند الإفطار أثناء صيامه، بناء على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • هناك ثلاثة أشخاص لا يتم رفض دعوتهم، الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم التي يرفعها الله فوق السحاب وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب بعزتي سأنصرنك ولو بعد حين.
  • من الأفضل للمسلم أن يقول الدعاء الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوله عند الإفطار وهو “ذهب الظمأ ، وانتعشت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله.
  • من الأفضل تناول الإفطار على التمر أو الرطبات، وإذا لم يكن متوفرا، فإن شرب الماء يعد بديلا مناسبا، وهذا يستند إلى حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
  • كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على التمر قبل الصلاة، وإذا لم يكن التمر متوفرا، يفطر على التمرات، وإذا لم يكن هناك التمرات، يفطر على قدر من الماء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى