تدريبوظائف و تعليم

لماذا يحتاج النجاح الى كفاح

لماذا يحتاج النجاح إلى كفاح؟ ولماذا يعيش الإنسان في كبد ولا يرى السعادة الحقيقية في الدنيا؟ وما مفهوم السعادة في الأساس وهل يمكن الوصول لها؟ كل تلك تساؤلات تدور داخل الذهن الحائر الذي غيمت عليه الحياة بشقائها فيبحث عن المفر والملاذ، لهذا سنحاول من خلال موقع موسوعة تقديم إجابات عن لماذا يحتاج النجاح إلى كفاح.

لماذا يحتاج النجاح الى كفاح

يولد الإنسان في الحياة ومعه يولد مفهوم السعي وراء النجاح كوسيلة لبلوغ السعادة، فنجد أنفسنا محاصرين في دوامة لا نهائية من البحث والعمل والكفاح، مع اعتقادنا أننا في طريقنا للوصول إلى السعادة! بينما قد يعيش الإنسان ويموت دون أن يحقق السعادة الحقيقية.

  • نتذكر هُنا قصة “الملك والمتسول” عن مفهوم السعادة: يُحكى أن هناك ملك كان يطوف بلدته ليرى راعيته وأحوالهم، وكلما مر بأحد وقف لهُ تبجيلًا واحترامًا .. حتى مر بمتسول مستلقي على الرصيف، فرأه المتسول ولم يُبالي به!
    • غضب الملك وقال له: قف يا رجل ألا تعرف من أنا؟!
    • قال المتسول (ساخرًا): من تكون؟
    • قال الملك (بفخر): ملك البلد.
    • قال المتسول: وبعد ذلك ماذا ستكون؟
    • قال الملك: ملك البلاد المجاورة لنا.
    • قال المتسول: وبعد ذلك؟
    • قال الملك: ملك القارة بأكملها.
    • قال المتسول: وبعد ذلك.
    • قال الملك: ملك كل العالم.
    • قال المتسول: وبعد ذلك؟
    • صمت الملك قليلًا وقال منكسرًا: سأكون لا شيء! (بمعنى أنه سيفقد قيمته ولن يكون له قيمة).
    • فضحك المتسول وقال: أنا الآن لا شيء.. لذا يجب عليه احترام الآخر! من وصل إلى نهاية المطاف؟ أم من لا يزال في بدايته؟
  • الشاهد من القصة: الحياة تعني النجاح بدون هدف، ويجب علينا أن نفهم معنى النجاح ولماذا يحتاج إلى كفاح. قد نبحث عن النجاح طوال حياتنا ونستنفد طاقتنا في سبيله، ولكنه قد يكون مجرد سراب وهمي. لذلك، يجب أن نحدد معنى النجاح والكفاح قبل أن نبحث عنه

تعريف النجاح

أول خطوات توجيه وإدارة الذات والرد على أسئلتها – مثل لماذا يحتاج النجاح إلى كفاح – هي “إعطاء المسميات الصحيحة” وتعريف الأشياء التي نسعى إليها بشكل صحيح، لذا يجب أن نعرف تعريف النجاح.

  • النجاح هو: الحالة الشرطية المصاحبة لتحقيق مجموعة من التوقعات المحددة مسبقا، قد تكون تلك التوقعات محددة من خلال الشخص نفسه أو من خلال جهة خارجية-رقيب- قد يكون فردا أو نظاما كاملا، يحدد النجاح والفشل وفقا لمعايير تتغير بناء على السياق الذي يتم فيه ضبطها، حيث قد يكون الشخص ناجحا في مكان معين ولكنه يعتبر فاشلا في مكان آخر.

ما هو النجاح؟

من خلال التعريف السابق للنجاح، يصبح واضحا لنا عدة مفاهيم تتعلق بالنجاح وتفسر لنا لماذا يحتاج النجاح إلى كفاح. من مفاهيم النجاح:

  • نجاح التوقعات: يتعلق النجاح بالدرجة الأولى بالتوقعات -سواء كانت ذاتية أو خارجية- فكلما كانت التوقعات أكبر كان تحقيقها أصعب، فبالتابعية كان وصول للنجاح يحتاج كفاح أكثر.
    • فقد يكون الشخص محقق لإنجازات ونجاحات عديدة لكننها لا تصل لسقف توقعته، فبالتالي لا يعرف ذاته على إنه ناجح.
    • إذًا: “النجاح = التوقعات الواقعية + تحقيق التوقعات”، ويشكل ضبط التوقعات المنطقية والعمل على تحقيقها جزءا كبيرا من الوصول للنجاح.
  • تعريف النجاح في العمل: قد يكون الشخص ينتمي لشركة أو مؤسسة أو جامعة أو أي منظومة ما لها معايير محددة، تقييم من خلالها الشخص على إنه ناجح أم لا.
    • مثال: النجاح في الكلية محدد من خلال الجامعة بالحصول على درجة محددة في الامتحان، من تجاوزها فهو ناجح، ومن لم يتجاوزها يصبح فاشل وفقًا لمعايير المنظومة.
  • معايير النجاح: يرتبط النجاح بالسياق العام الذي يوضع فيه، فقد تقبل نفس النتيجة أن تعتبر ناجحة وفاشلة إن تم تغير معايير السياق الذي وضعت فيه.
    • مثال: عند نزول فيلم جديد للسينما فيكون له عدة محددات للنجاح منها (النجاح الجمهوري، النجاح النقدي، النجاح التجاري) ففي الأغلب لا ينجح الفيلم على كل الأصعدة، فقد ينجح الفيلم تجاريًا نجاح باهر، لكنه فشل وفقًا للمعايير النقدية.
    • كما هو الحال في كل شيء في الحياة، يتم قبول النجاح والفشل وفقا لتغير سياق المعايير الموضوعة، لذلك نعود إلى المحدد الأول للنجاح وهو “التوقعات الذاتية”، فما الذي كان يعمل عليه صانع الفيلم؟ وهل تحقق ذلك فعلا؟
  • بذلك يكون لدينا منهجية خاصة للوصول للنجاح ومعرفة ما هو النجاح في الحياة من خلال:
    1. ضبط توقعاتنا الذاتية.
    2. يجب العمل وفقا للمعايير الخارجية للنظام الذي ننتمي إليه، إذا كانت تتفق مع مبادئنا.
    3. نؤمن بتغير معايير النجاح، لذلك لا نفقد فرحتنا بالنجاح بسبب اعتبار فئة ما أنها فشلت.

مفهوم النجاح في الإسلام

لقد ذكرنا في تعريف النجاح أن النجاح يرتبط بالتوقعات والسياق العام للمعايير، فإذا تركنا تلك المحددات عمومية دون رابط أو مركزية ذات معايير ثابتة، سنظل نتأرجح في الهاوية بين لذة النجاح – المؤقتة وسريعة الزوال – وحصرة الفشل، لذلك جاء الدين ليكون مرجعنا الأول ومركزيتنا التي تحدد لنا معايير النجاح وفقا لقواعد راسخة وأسس ثابتة، ويكون بوصلتنا للوصول إلى النجاح بالإسلام.

  • لذلك، بعد أن توقفنا عند تعريف النجاح، سنحلل أركانه ونتعرف على إمكانية تحقيق النجاح الحقيقي، وسنتعرض لتعريف الكفاح لنجاوب على السؤال الرئيسي لماذا يحتاج النجاح إلى كفاح، من خلال أهمية الإرادة.

تعريف الكفاح

بعد أن أجرينا تحليلا منهجيا للسؤال الشائع حول سبب احتياج النجاح إلى الكفاح، تعرفنا على معنى النجاح وكيفية تحقيقها نظريا. الآن سوف نكمل المنهجية التحليلية للوصول إلى تعريف الكفاح، وهو الجزء الثاني من السؤال

  • مرادفات الكفاح: الكفاح يحتوي على مفاهيم مثل (الجهاد، المحاربة، النضال، المقاومة)، وكل هذه التعريفات تشمل الكفاح.
  • ما هو الكفاح: الكفاح هو مجابهة المصاعب ومقاومة الإنسان للعقبات التي يواجها للوصول للشيء.
    • مثلًا: الكفاح من اجل الاستقلال، هو مواجهة مجموعة من الشعب مصاعب الاحتلال على بلاده، وتحمل عقبات ذلك من أجل النجاح في تحرير وطنه.

ما هو الكفاح في الإسلام

يجب أن يحمل الكفاح معنى وهدفا ساميا، يسعى الشخص لتحقيقه ومستعدا لبذل الجهد للوصول إليه.. يجب أن يكون المكافح مدركا بأن النجاح ليس مضمونا، فالشخص ليس ملزما بالوصول إليه ولكن بمواصلة السعي، لذلك قال الله تعالى في صورة النجم:

(15419)” “ويعتقد أن الإنسان ليس له سوى ما يسعى له (39) ويوجد أن سعيه سيرى (40) ثم سيجزى بأفضل الجزاء (41)” حقا صدق الله العظيم

  • نستخلص من الآيات الكريمة معاني الإسلام في الرد على سؤال لماذا يحتاج النجاح إلى كفاح، فالنجاح في الإسلام ليس فقط بالوصول إلى الهدف وإنما النجاح في قيمة الكفاح نفسه، فليس لك إلا السعي، والله -عز وجل- ليس كمثل البشر، لا يرى إلا النجاح في العمل، بل يرى السعي والكفاح، ويجازي عليه بأفضل الثواب.. فالنجاح لا يحتاج إلى كفاح لأن النجاح هو الكفاح.

اقرأ أيضًا: هل يمكن التوفيق بين الفلسفة والدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى