الحالات المرضيةصحة

المصطلح العلمي للتوحد

المصطلح العلمي للتوحد

انتشر مرض التوحد بشكل كبير ومخيف في العصر الحالي نتيجة لعدة أسباب، ولكن الكثير لا يعرف تعريف التوحد العلمي. يعود وجوده إلى العصور القديمة ولكن العديد منا لا يعلم ذلك. لذا، سنشرح مفهوم التوحد وأسبابه وطرق علاجه ومعلومات أخرى قد لا يفهمها الكثير من الناس. فهو حقا مرض مختلف عن الأمراض الأخرى

تعريف التوحد حسب منظمة الصحة العالمية

تم التعرف على التوحد من قبل العلماء كاضطراب في النمو العصبي يؤدي إلى تقليل القدرة على التفاعل في الحياة الاجتماعية العادية والعالم الخارجي، بالإضافة إلى أن الأطفال الذين يعانون من التوحد ليس لديهم أي قدرات لتنفيذ مهام محددة مثل الأطفال العاديين الآخرين، حيث لا يمكن للطفل المصاب بالتوحد أن يقوم بأي نشاط، لكنه يتحرك وفقا لأنماط سلوكية محدودة ومتكررة.

تشخيص التوحد

يؤثر التوحد على قدرات الطفل بحيث لا يستطيع معالجة المعلومات والتفكير فيها بالشكل الصحيح، مما يفقده مهارة التفكير، وبخاصة التفكير المنطقي، ومع تقدمه في السن لن يحدث تغيير حتى يحدث تغيير بسيط جدا في القدرات، وستلاحظ أن هناك شيء مختلف مقارنة بأقرانه الأطفال العاديين، ومعروف أن التوحد نوع من أمراض الوراثة، ولكن ليس في جميع الحالات، وفي حين أن الأسباب الأخرى للتوحد غير معروفة حتى الآن، يعتقد العلماء أن هناك العديد من الأسباب لحدوثه، وهذا ما يؤدي إلى حدوث تغيرات كبيرة في بنية الدماغ، والأطفال الذين يعانون من مضاعفات منذ الولادة هم أكثر عرضة لتطوير التوحد.

ما هي أعراض التوحد

هناك مجموعة من أعراض التوحد التي يمكن أن يلاحظها الوالدين في سن مبكرة من حياة الطفل، ولكن قد لا تكون واضحة للجميع، ولكن سنتعرف هنا على بعض تلك الأعراض:

  • يخشى رؤية الآخرين وأن ينظروا له وقد لا يستجيب لمن ينطق باسمه
  • طفلك لا يعبر عن مشاعره سواء كان سعيدا أو حزينا أو غاضبا
  • لا يتم لاحظ عندما يتأذى الآخرون أو ينزعجون بعمر 24 شهرا
  • لا يتفاعل مع الآخرين ولا يشعر بالجذب لألعابهم العادية ولا يهتم بأي فعل يقوم به الآخرون
  • يستخدم القليل من الإيماءات وقد تختفي عند الانتهاء.
  • لا يعني أنه سيظهر لك شيئا مثيرا للاهتمام في عمر 18 شهرا
  • لا يلاحظ الأطفال الآخرين وينضموا إليهم في اللعب عندما يكونون عمرهم 36 شهرا
  • لا تظهر نفسك كشخص آخر مثل الأطفال العاديين، حتى لا يعتقدوا أنك خارق مثل سبايدر مان أو أي شخصية أخرى أثناء اللعب عند عمر 48 شهرا

أعراض التوحد عند البالغين

قد يفاجئ البعض حدوث التوحد لدى الكبار، ولكنه يحدث بسبب أسباب معينة، وسنشرح لكم أعراضها عندهم على النحو التالي:

  • قد يشعر برغبة في العزلة الكاملة عن الآخرين ولا يتواصل أو يتصل بهم بأي شكل من الأشكال
  • تستولي عليه مشاعر الخوف والقلق وتفكير دائم بلا توقف
  • الشخص الروتيني لا يحب التغيير أو تجربة ما هو جديد، حتى إذا كانت وجبة جديدة
  • قد يتوقف عن الكلام ويعتمد على التواصل بالإشارات إذا كان لا يعرف كيف يعبر عن رغباته واحتياجاته
  • الشعور بالضعف أو عدم القدرة على التواصل البصري أثناء التحدث مع الآخرين.

أنواع التوحد

هناك العديد من أنواع التوحد التي قد تصيب الأطفال، وتنقسم إلى عدة أنواع وهي كالتالي:

  • تعاني متلازمة أسبرجرد من انتشار واسع بين الأطفال، حيث لا يعانون من ضعف القدرات العقلية واللغوية، ولكن المشكلة تكمن في عدم القدرة على التواصل مع الآخرين.
  • يصنف الأطفال المصابون بالتوحد الكامل ضمن فئة المتخلفين عقليا، حيث يلاحظ تأخرهم في العديد من القدرات، سواء كانت بصرية أو حركية أو عقلية أو اجتماعية، ويتميزون بسلوك غريب يصل في بعض الحالات إلى العنف والعدوان.
  • متلازمة كانر هي نوع معروف من التوحد ولكن أعراضها ظاهرة بشكل كبير للآخرين، وتظهر بداية من شهرين وهي مشتتة.
  • متلازمة ريت تظهر فقط على الإناث، وفقا للدراسات والأبحاث الطبية الحديثة، وتبدأ هذه الحالة من التوحد في الشهر الثامن عندما يتوقف نمو المخ.

أسباب التوحد

  • أسباب التوحد متنوعة ولم تثبت حتى الآن ، ولم تقدم مراكز البحوث والدراسات الطبية أي أسباب قاطعة وحاسمة لهذا المرض.
  • هناك أسباب بيولوجية تؤثر في جينات الجنين خلال فترة حمل الأم، وتشمل أي مشكلة أو خلل في نمو وتطور الدماغ والجهاز العصبي.
  • قد تحتوي بعض الجينات الوراثية على حمض الدي إن إي الذي قد يسبب تشوهات في تطور الجهاز العصبي للجنين .
  • إذا أصيبت الأم بفيروس الحصبة الألماني أثناء الحمل، فقد يؤدي ذلك إلى إصابة الجنين بالتوحد، وهو السبب الأكثر شهرة والذي يؤثر سلبا على الطفل.
  • يجب تجنب تغذية الحامل غير الآمنة، بمعنى أنه يجب تجنبها بعد الولادة وأثناء فترة الرضاعة، لذلك يجب على كل أم أن تبتعد عن أي أدوية قد تؤثر على كيمياء الجينات
  • قد يؤثر الإصابة بأورام الدماغ بشكل سلبي على المخ ويؤدي إلى الإصابة بالتوحد، وتؤكد الأبحاث العلمية هذا الأمر ويؤكده العديد من الخبراء.

طرق لعلاج التوحد

حتى الآن لم يتم العثور على علاج دوائي صريح يشفي من التوحد، ولكن يقوم كل طبيب معالج بوصف بعض الأدوية المناسبة لكل حالة، مثل أدوية الاكتئاب، أو أدوية لتعزيز الاتصال، وأدوية للسيطرة على النشاط العصبي في الدماغ وتحسين القدرات العصبية. هناك أيضا بعض العلاجات البديلة التي ظهرت مؤخرا وبدأت في الترويج لها من قبل العديد من الأشخاص والأطباء، مثل العلاج بالطاقة، ولكن حتى الآن لم تظهر أي نتائج واقعية في شفاء التوحد أو التعافي من أي أمراض أخرى التي تم علاجها بهذه الطريقة.

العلاج النفسي

العلاج النفسي هو نوع فعال من العلاج حيث يهدف إلى تعزيز الدافع النفسي للأشخاص المصابين بالتوحد، ومن الضروري مشاركة أفراد أسرة الطفل التوحدي لتحقيق نتائج إيجابية وفعالة بشكل سريع. يعتمد العلاج السلوكي على تحسين مهارات السلوك والتواصل لدى المصاب، ويتم ذلك من خلال برنامج سلوكي تم تطويره بواسطة المعالج ويشتمل على مشاركة مع أفراد أسرة الطفل، حيث يتم تنفيذ برامج متنوعة لتطوير مهارات المصاب بالتوحد، بما في ذلك الاندماج بين المصاب والمجتمع الخارجي. يجب أن يشارك المصاب في العديد من الأنشطة التي تبرز شخصيته وتعزز مهاراته، ويسهم الاستمرار في قدرة المصاب بالتوحد على التعلم في عملية العلاج.

برنامج  ABA

برنامج ABA للعلاج انتشر بشكل واسع باستخدامه، حيث حقق نتائج إيجابية كبيرة على سلوك الأطفال ونجح في تعديل سلوكياتهم. ولا يقتصر تأثيره على الأطفال المصابين بالتوحد فقط، بل ينطبق أيضا على جميع الأشخاص الذين يعانون من إعاقة ما. وقد تمت دراسة وتأكيد تأثيره الناجح في تعديل سلوك الحالات وتطوير مهاراتهم المختلفة، سواء كانت اجتماعية أو لغوية أو تربوية. استطاع هذا البرنامج التغلب على العديد من المشاكل التي قد تواجه الأطفال المصابين بالتوحد، وذلك من خلال دراسة كل جانب يتعلق بالطفل أولا ومحاولة التحكم في سلوكياته. وقد سهل هذا البرنامج الكثير على الأطفال وسهل التعامل مع جميع المهارات الحياتية، مما يساعد في تحسين أدائهم وتطويرهم. ويتولى تطبيقه مع الأطفال، وبمرور الوقت يتطلب تنويع الأنشطة والأماكن والأشخاص.

ندرك أن إصابة طفلك بالتوحد مؤلمة للوالدين، ولكن بمعرفة المزيد عن المصطلح العلمي للتوحد، ستتمكن الوالدين من التعامل بإيجابية وترحاب ولا داعي للقلق. مع مرور الوقت، ستصبح الأمور بسيطة ونأمل أن نكون قد قدمنا لك الكثير من المعلومات والطرق المعروفة لعلاجه في مجال الطب. كن صبورا قدر الإمكان وركز على تقدم طفلك، حتى لو كان طفيفا، بدلا من التركيز على اختلافه عن الأطفال الآخرين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى