الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

يكون الابتلاء بالتكاليف بلأمر والنهي لينظر هل يطاع الله أم يعصى

يكون الابتلاء بالتكاليف بلأمر والنهي لينظر هل يطاع الله أم يعصى

  • نعم، العبارة صحيحة.
  • الله خلق هذه الدنيا وجعلها مكان اختبار للإنسان، يبتليه بالخير والشر، ليكفر عن ذنوبه ويختبره ويميز بين الصادقين والكاذبين من عباده، وقد قال الله في سورة البقرة: “سنبتليكم بالخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات، وبشرى للصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وهم المهتدون”.
  • كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الثواب العظيم يأتي مع البلاء العظيم، وإذا أحب الله قوما، فإنه يبتليهم. فمن رضي فله الرضا، ومن غضب فله الغضب.
  • قد يمتحن الله عبده في ماله، أو في أهله، أو في صحته، أو في ولده، وأعظم الابتلاء هو الذي يؤثر على دينه.
  • يمكن للعبد أن يعتقد أن ابتلاء الله له هو نتيجة لسخطه عليه، ولكنه لا يدرك الحكمة التي يكمن وراء هذا الابتلاء، فالابتلاء له فوائد عديدة، فهو وسيلة التكفير عن الذنوب ومحو السيئات، وسبب لرفع المنزلة في الحياة الآخرة، وفي قلب الابتلاء يظهر انكسار العبد أمام الله، وهو فرصة عظيمة يمنحها الله للعبد المبتلى للتوبة عن أخطائه، وتقوية علاقته بربه، فعندما يبتلي الله عبده، يظهر له حقيقة الدنيا، ويزيد إيمان العبد بقضاء الله وقدره، وأنه هو الضار النافع الوحيد، ويشعر المبتلي بآلام المبتلين الآخرين.
  • وعندما يبتلي الله عباده، هناك من يغضب ويظن بسوء الله، فتحرمه الله من الخير. وهناك من يحسن الظن بخالقه ويصبر على مصيبته، فتنعمه الله بالتوفيق فيها. وهناك من يرضى بمصيبته ويشكر الله عليها، وهذه هي درجة الرضا التي تعتبر أعلى من درجة الصبر على المحنة.
  • وبغض النظر عن الظروف، في الشدائد يكون الخير لمن يستطيع التحمل، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم “ما أمر المؤمن إلا خير، إذا أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإذا أصابته ضراء صبر فكان خيرا له”.
  • إن الله اختص بلاء المؤمنين ليعجل في عقابهم في الحياة الدنيا، سواء لمسح ذنوبهم أو لرفع منزلتهم.
  • وهناك من يرى الكافرين والظالمين يعيشون حياتهم بدون عقاب، فيعتقدون أن الله راض عنهم أو أنهم نجوا من العقاب، لكن في الحقيقة يمنع الله عنهم البلاء في الدنيا ليؤخروا عقوبتهم في الآخرة.

مقدار ابتلاء الله للعبد على قدر فإن إيمانه كان فيه صلابه زيد في بلائه.

  • نعم، العبارة صحيحة.
  • من بين العباد الذين يبتليهم الله هم المؤمنون، يبتليهم ليختبر صبرهم ويستجيب لدعائهم وتضرعهم إليه.
  • أصعب الناس محنة هم الأكثر إيمانا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    يعتبر اختبار الإنسان بالبلاء بمثابة أشد اختبار للأنبياء، ثم الأبرار، ثم الأمثل والأفضل، حيث يتم اختبار الشخص وفقا لدينه، فإذا كان متمسكا بدينه بشدة، سيزداد اختباره بالبلاء، وإذا كان متدينا بلطف، سيختبر وفقا لمستوى دينه، إذ لا يتوقف البلاء عن المرء حتى يتركه يسير على الأرض بدون أي خطيئة.

قد يكون من الابتلاء: بكثرة النعم .

  • نعم، فكما يعد حرمان النعم ابتلاء، فإن زيادتها أيضا ابتلاء.
  • فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأنبياء: “كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون”.
  • حيث يختبر الله عبده بكثرة النعم، ليعرف من بينهم من يشكره عليها ومن يكفر بها، فقد قال الله تعالى في سورة الفجر: “إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن. وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن”.
  • ليست جميع النعم التي يمنحها الله لعباده هي نتيجة للكرم، بل في بعض الأحيان يكونون اختبارا لهم، وليس ضيق الرزق في جميع الأحوال إهانة من الله لعبده.
  • سيدنا سليمان عليه السلام كان من أولئك الذين أنعم الله عليهم بالنعم الكثيرة ولكنه شكر الله عليها. فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة النمل: “فتبسم ضاحكا من قولها وقال: رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين”.
  • نعمة الله التي يرزق بها عباده كثيرة، وتكون وسيلة لاختبارهم. فعندما يرزق الله عبده بالصحة والقوة، يرى إن كان سيتجبر بها على الآخرين بلا حق. وعندما يرزقه المال، يتم اختباره في كيفية استخدامه لا في المعاصي والخطايا. وعندما يرزق المرأة بالجمال، يتم اختبارها في كيفية استخدامها لإغواء الرجال وإثارة فتنتهم. وعندما يرزقه الله بالولاية، يتم اختباره في كيفية استخدامها بعدل تجاه الناس
  • فالمال والصحة والأولاد والولاية والجمال، يمكن أن تكون جميعها نعمة من الله لعباده وفي الوقت نفسه قد تكون ابتلاءات.
  • فالنعم الكثيرة في كثير من الأحيان تكون ابتلاء من الله لعباده، ليميز بين المشكورين منهم والكافرين.
  • لذلك، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من يشكر الله عز وجل على نعمه، فكلما حدث شيء يسره، كان يسجد شكرا لله.

الصبر، والاحتساب مما يعين على الابتلاء وهي علامة من علامات الإيمان.

  • نعم، العبارة صحيحة.
  • من صفات إيمان العبد صبره واحتسابه عند ابتلائه.
  • كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أفضل قدوة لمن ابتلي الله به في أهله وماله وولده، فكان أحسن من تصور بربه، فصبر واحتسب، ورضا بما كتبه الله عليه.
  • لذلك، عندما يتعرض العبد للابتلاء، عليه أن يستغفر ربه عن الذنوب التي ارتكبها، وأن يتأمل حكمة ربه في هذا البلاء، وأن لا يغضب على ما كتب عليه من قبل الله وأن لا يلوم الدهر، وأن يسلم أمره لله وأن يكون واثقا بأن هذا الابتلاء قد جاء من عند ربه.
  • ليتحمل العبد ابتلاءه، يجب أن يفهم تفاصيل هذا الابتلاء، منها أن يكون على يقين أن بلاءه مكتوب له بالضرورة، وأنه لا يوجد عبد لم يتبتله الله ولكن بلاء كل عبد مختلف عن الآخر ومن يتفكر ببلاء الآخرين يصغر بلاؤه، وأن أعظم محنة تصيب الأمة الإسلامية هي وفاة رسول الله وانتشار الفتن وانقطاع الوحي بوفاته.
  • كما يجب أن يعلم أن الله عز وجل سيكافئه بأفضل الجزاء إذا صبر في بداية المصيبة، ومن الممكن أن يكون هذا الاختبار بداية لاختبار أكبر، فليكن تعامل الله معه واختباره بمصيبة أخف.
  • وعلى كل عبد أن يعلم أن في هذا التحدي فرصة عظيمة منحها الله له ليصبر ويرجوه وينتظر الفرج، وكل ذلك عبادة.
  • العبد الذي يحبه الله ويغفل عنه، يقصر في حقه، ويتجاهل ذكره، فالله يريد أن يبتليه ليوقظه من غفلته ويعيده إلى الطريق الصحيح.
  • إذا كان الشخص يتأمل حكمة الله ومعاني الابتلاء، فسيعتبر هذا الابتلاء نعمة بنظره، وسيجد الملجأ والأمان بالله، وسيشعر بضعفه وذله وانكساره أمامه، مما يزيد إيمانه به وبأنه لا يمكن لغير الله أن يرفع هذا الحزن، وتتعمق علاقته بالله.
  • توجه المؤمن إلى الله بالدعاء يعينه على بلائه، وحفظ صلاة الفروض والسنن وإكثار الصدقة تطفئ غضب الرب، وتلاوة القرآن تعينه أيضا.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى