الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل يجوز صيام 5 أيام من شوال

يتطلع الكثير من المسلمين لزيادة أجرهم عند الله – عز وجل – والاقتراب منه من خلال أداء النوافل، ويعتبر الصيام واحدة من أفضل العبادات التي يقرب بها المسلم من ربه، وبعد انتهاء شهر رمضان المبارك، يحتفل المسلمون بعيد الفطر في شهر شوال، وهناك من يسارع في صيام ستة أيام من شهر شوال، وهناك من ينتظر انتهاء أيام العيد، لذلك من الأهمية بمكان أن نقدم لك رأي الشرع في هذه المسألة، عزيزي القارئ.

  • أوضح علماء الإسلام أن بداية صيام الست من شهر شوال يكون مع بداية اليوم الثاني من عيد الفطر، وأشاروا أيضا إلى أن صيام أول أيام العيد غير جائز شرعا.
  • يتفق فقهاء الأمة على أن المسلم يمكنه أن يصوم تلك الأيام متتابعة إذا أراد، أو يصومها متفرقة على مدار شهر شوال، وهذا هو تسهيل الإسلام الذي اعتدنا عليه.
  • تحثنا عبادة الصوم في شهر شوال على الاستمرار في العبادات والتقرب إلى الله – سبحانه وتعالى – من هذا الجانب العظيم، فقد أمن الله لنا ثواب الصوم لأجل جلال أجره، ولم يخبرنا عن حجم الثواب الذي ينتظرنا في الآخرة.
  • وقد قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: “قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به” وذلك وفقا لرواية أبي هريرة -رضي الله عنه-.

جدول المحتويات

اختلاف العلماء في صيام ست من شوال

تتفاوت آراء علماء الأمة حول حكم الصيام في شهر شوال، وهذا ما سنناقشه بشكل مفصل في النقاط التالية:

  • اتفق الإمام الشافعي والإمام ابن المبارك على استحباب صيام ستة أيام من شهر شوال، واستدلوا على ذلك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه-
  • من صام ستة أيام متتابعة بعد الفطر، فكأنما صام السنة كلها”، وأضاف الإمام النووي أنه من المستحب أن يصوم المسلم تلك الأيام في الأيام الأولى من شهر شوال، وليس هناك مانع إن أراد تأخيرها أو تفريقها.
  • ذكر من قبل بعض العلماء، بمن فيهم معمر وعبد الرزاق، أن صيام الستة أيام من شوال لا يتم بعد يوم الفطر، والسبب في ذلك هو أن تلك الأيام جعلها الله لعباده كمكافأة لهم على صيامهم في رمضان.
  • ويعتقدون بناء على ذلك أن الأفضل تبدأ الصوم في تلك الأيام إما قبل أيام البيض أو بعدها، ولكن الأغلبية العظيمة من العلماء اتفقوا على أن صوم الستة من شوال بداية اليوم الثاني لعيد الفطر المبارك ليس مكروها.
  • ومع ذلك، كان للإمام مالك رأي مختلف، حيث كره صيام الستة أيام من شهر شوال بعد عيد الفطر، وقد أرجع السبب في ذلك إلى أنه لم يتوصل أحد من الأجيال السابقة الصالحة إلى فعل ذلك.
  • بالإضافة إلى ذلك، يجعل صيام الست من شوال بعد عيد الفطر بعض الناس يعتقدون أن تلك الأيام متعلقة بشهر رمضان وأنه يجب صومها مثل فرض صيام رمضان، وهذا يؤدي إلى انتشار هذه البدعة.

فضل صيام الست من شوال

بعد أن شرحنا لك عزيزي القارئ حكم صيام الست من شوال، يجب علينا أن نحيطك علما بفضل صيام تلك الأيام من خلال السطور التالية

  • قد جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن هذه الأيام لها فضل عظيم وأجر عظيم لمن يحرص على صيامها، فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:
  • من صام رمضان ثم أتبعه بستة أيام من شوال، فإنه كأنما صام الدهر.
  • يوضح لنا الحديث النبوي أن المسلم الذي يصوم في شهر رمضان، ولا يتردد في صيام ستة أيام من شوال، فإنه سيحصل على أجر الصيام لمدة عام كامل، وهذا مكافأة عظيمة لكل مسلم يستغل هذه الفرصة الثمينة.
  • أشار علماء الدين إلى أن صيام تلك الأيام يعوض أي نقص أو تقصير قد حدث في شهر رمضان، ويكون بمثابة تعويض لأي ذنب أو خطيئة قد ارتكبها الشخص ويخشى عدم قبول صومه.
  • تعتبر النوافل أفضل دعم للمسلم في يوم القيامة، حيث تعوض أي نقص قد يحدث في الفرائض، فعندما يحاسب المسلم في يوم القيامة ويكون هناك تقصير في الفريضة، تأتي النوافل للشفاعة والنجاة.

نية صيام الست من شوال

تعد النية من أهم الأسس التي تقوم عليها أي عبادة في ديننا الحنيف، لذلك من الضروري جدا أن نوضح نية صيام الست من شوال من خلال ما يلي:

  • يرى علماء الإسلام أن المقصود بالنية هو القلب، وأن النية للصيام هي واجبة، ولكنهم أوضحوا أنه ليس هناك مانع إذا أراد أحدهم أن ينوي صيام الست من شوال بعد طلوع النهار.
  • ومع ذلك، يشترطون أن ينوي المسلم الصيام نهارا ليكون صومه كاملا وغير منقوص، فالنية في الصيام شرط أساسي.
  • ومن هذا المنطلق، إذا أراد أخي المسلم أو أختي المسلمة أن يصوم ستة أيام من شوال ولم ينوي ذلك من الليل أو نسيه، فلا بأس أن يعقد النية في النهار ويكمل الصيام.

هل يجوز الجمع بين صيام القضاء والست من شوال

هذا السؤال يعتبر واحدا من الأسئلة الشائعة في هذا الصدد، ونحن سنستعرض بشكل مفصل آراء العلماء في هذه المسألة

  • هناك اختلاف بين العلماء حول إمكانية صيام أيام القضاء، وبين صيام ستة أيام من شهر شوال بنية واحدة. فمنهم من يجيز ذلك، ومنهم من يحرمه.
  • بعض العلماء يرون أنه يمكن للمسلم أن يجمع صيام القضاء مع صيام ستة أيام من شوال بنية واحدة، ولكنهم قالوا إن الثواب العظيم والأجر الكامل في صيامهم بشكل منفرد، ويجب تفصيل بينهما.
  • صيام الست من شوال لا يغني تماما عن صيام أيام القضاء التي هي فريضة بحد ذاتها، ومن خلاله تكتمل عدة رمضان.
  • بينما الصوم في ستة من أيام شوال هو سنة مستحبة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فمن أستطاع أداؤها فإنه مأجور، ومن لم يستطع فإنه غير مذنب.
  • وبناء على ذلك، يستطيع المسلم الذي يجد صعوبة في صيام الأيام الفائتة من رمضان المبارك، ويرغب في قضاء تلك الأيام في شهر شوال، أن يتعهد بالنية بصيام القضاء وصيام الستة أيام من شوال.
  • يمكن أيضا أن تكتفي بصيام القضاء فقط، وهو ركن أساسي لقبول شهر رمضان، دون صيام الست من شوال، وهي نافلة.
  • يجب أيضا أن نشير إلى أن أيام القضاء يمكن صيامها في أي يوم من الأيام على مدار العام، ولا يشترط أن تقضى في شهر شوال.
  • قيل أن أم المؤمنين السيدة عائشة – رضي الله عنها – كانت تقضي أيام رمضان في شهر شعبان، كما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم.
  • لذلك، إذا كنت ترغب في الحصول على أجر صيام الست من شوال وكان عليك أيام قضاء من رمضان، فيمكنك أن تصوم الست من شوال إذا كانت لديك القدرة على ذلك، ثم تقضي الأيام المفتقدة من رمضان في أي وقت خلال السنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى