ما هو أثر سعر الفائدة على النمو الاقتصادي

ما هو أثر سعر الفائدة على النمو الاقتصادي

أثار قرار المجلس الاحتياطي الأمريكي الأخير جدلا واسعا في جميع أنحاء العالم، والكثير منا لا يعرف الآثار الإيجابية والسلبية لهذا القرار، حيث قامت الفيدرالية بزيادة سعر الفائدة بنسبة تصل إلى 0.5٪، لذلك نقدم لكم تحليلا اقتصاديا دقيقا لهذا الوضع الاقتصادي الحساس الذي سيؤثر بالتأكيد على العالم بأسره.

• يتم قياس تأثير الفائدة على النمو الاقتصادي بناء على القرار الذي يتخذه البنك المركزي، أي أن ارتفاع سعر الفائدة سيؤدي إلى حدوث ركود في النمو الاقتصادي.
• إذا انخفض سعر الفائدة حسب البنك المركزي، فإن ذلك سيؤدي إلى تحفيز الاقتصاد وزيادة معدل الطلب، وبالتالي تعزيز النشاط الاقتصادي.
• وإذا كنا نريد أن نشرح الصورة بشكل أوسع للجمهور، فإننا نعني أن زيادة سعر الفائدة ستؤدي إلى انخفاض أسعار السلع والمنتجات بشكل كبير.
• لكن في حالة انخفاض أسعار الفائدة، ستؤثر ذلك على أسعار السوق، حيث ستشهد الأسواق ارتفاعا كبيرا في أسعار المنتجات بشكل عام.
• كل هذا يتعلق بالقرار الذي سيقره البنك المركزي، وعلى هذا الأساس سنتمكن حينها من دراسة الوضع الاقتصادي المتوقع بشكل أدق، وتحديد معدل التضخم.

مفهوم سعر الفائدة

نستعرض مفهوم سعر الفائدة بشكل مبسط من خلال ما يلي:

• يعنى بسعر الفائدة السعر الذي يتم تحديده من قبل البنك المركزي، ويتم دفعه من خلال إيداعات البنوك التجارية، ويشمل جميع الاستثمارات بغض النظر عن مدتها الزمنية سواء كانت ليوم واحد أو شهر أو أكثر.
• تتعهد البنوك التجارية بالالتزام بسعر الفائدة الخاص بالبنك المركزي، ويمكن لسعر الفائدة للبنك المركزي التحكم في العرض النقدي المتداول من خلال إجراء تغيير في هذا السعر سواء بالارتفاع أو الانخفاض.
• يمثل سعر الفائدة العائد الذي يحصل عليه المستثمر من قبل البنك التجاري، ويكون نتيجة لتنازله عن التصرف في أمواله لفترة زمنية معينة.
• يتم تحديد سعر الفائدة بناء على معدل العرض والطلب، وبمعنى آخر، عندما يزيد الطلب على المال المتاح، سيزيد سعر الفائدة.
• تحدث زيادة في معدل سعر الفائدة نتيجة للنمو الاقتصادي وزيادة النشاط الاقتصادي، ويعود السبب في ذلك إلى زيادة معدل الإنتاج وبالتالي زيادة الطلب على رؤوس الأموال.

تأثير رفع سعر الفائدة على الدولار

هناك علاقة وثيقة بين سعر الفائدة وسعر الدولار الأمريكي، وسنتناول ذلك بشكل مفصل في النقاط التالية:

• هناك صلة بين زيادة سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية وارتفاع أسعار الفائدة في جوانب الاقتصاد المختلفة، حيث يؤدي العائد العالي إلى زيادة الاستثمارات الأجنبية.
• يزداد قوة الدولار نتيجة وصول المستثمرين الأجانب وبيعهم لاستثماراتهم بعملاتهم المحلية، حتى يتمكنوا من الاستفادة من استثمارات أخرى تتعامل بالدولار الأمريكي.
• عندما تزيد قيمة الدولار الأمريكي، يقوم الدول الأخرى بالاستثمار في الولايات المتحدة الأمريكية، مما يؤدي إلى تدفق كبير للأموال، وبالتالي يزيد قوة الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ.

ماذا يعني رفع الفائدة الأمريكية

نجيب عن هذا السؤال الشائع من خلال النقاط التالية:

• أعلن البنك المركزي يوم الأربعاء الماضي عن زيادة معدل سعر الفائدة بنسبة كبيرة، حيث لم يتخذ تلك النسبة منذ أكثر من عقدين.
• يبلغ متوسط سعر الفائدة، حسب إعلان مجلس الاحتياطي الفدرالي مؤخرا، حوالي نصف نقطة مئوية، ويهدف البنك المركزي من خلال ذلك إلى التحكم في زيادة الأسعار وخفض معدل التضخم.
• يقدر معدل التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية بحوالي 8.5% في شهر مارس الماضي، وهذا كان أعلى معدل سنوي في تاريخها منذ عام 1981م.
• أشار العديد من رجال الاقتصاد إلى أن ردة فعل مجلس الاحتياطي الفيدرالي تأخرت، حيث تعاني الولايات المتحدة من تفاقم الوضع الاقتصادي وارتفاع أسعار الغذاء والطاقة على حد سواء منذ فترة.
• أوضح المحللون الاقتصاديون حول العالم أن أزمة الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة عدة عوامل، أبرزها انتشار جائحة كورونا ونقص الإمدادات.
• بالإضافة إلى ذلك، قامت روسيا بإعلان الحرب على أوكرانيا، مما أثر سلبا على أسواق الطاقة فيها، وقد قامت الحكومة الأمريكية بإنفاق أموال ضخمة منذ انتشار جائحة كورونا.

أضرار رفع سعر الفائدة

نعرض لك أبرز الأضرار والسلبيات التي تنتج عن رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة على النحو التالي:

• سيؤدي هذا القرار إلى تراجع الاقتراض وزيادة الودائع، وسيؤثر ذلك سلبا على النمو الاقتصادي حيث ستنخفض حركة الاستثمار ويقل الإنفاق.
• يجب أن نذكر أن القطاعات الأكثر تأثرا سلبيا من رفع سعر الفائدة هي قطاع التوظيف والإنتاج، بالإضافة إلى ارتفاع معدل البطالة وضعف القوة الشرائية.
• من الممكن أن تستفيد البنوك والشركات والمؤسسات المتخصصة في السياحة وتقديم الخدمات من زيادة معدل الفائدة.
• سيشهد قطاع الطاقة زيادة كبيرة في سعر الوقود، وستزيد البنوك قيمة الخدمات المصرفية التي تقدمها لعملائها، وأهمها خدمة القروض.