هل يجوز ان اوتر مرتين

هل يجوز ان اوتر مرتين

الكثير من المسلمين يهتمون في هذه الأيام الكريمة – وهي العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم – بالسنن والصلوات السننية، ومن بين تلك الصلوات هو قيام الليل بسبب فضلها العظيم، فيهتم المسلمون بأداء صلاة التراويح والتهجد، وصلوات السنن الأخرى لكل صلاة مفروضة، وكما حثنا رسولنا الكريم على أداء قيام الليل – سواء في رمضان أو في غيرها من الليالي – أن نؤدي صلاة الوتر بعد قيام الليل، فما هي صلاة الوتر وهل يمكن أداءها مرتين؟ عندما سئل الإمام ابن باز هذا السؤال، أجاب بأن صلاة الوتر تؤدي مرة واحدة في الليل، فإذا أدتها بعد صلاة التراويح مثلا واستطعت أن تكمل قيام الليل بعدها، فيمكنك أن تصلي ركعتين إضافيتين من دون أن تؤدي صلاة الوتر.

ما هي صلاة الوتر

تعتبر صلاة الوتر من النوافل التي يجب أداؤها في الليل، وتتألف من ركعة واحدة تكون ختاما لصلاة الليل، وبذلك يصبح إجمالي عدد ركعات السنن التي تصليها ليلا فرديا وليس زوجيا، وقد يؤدى هذا الصلاة بعد ركعة إضافية في بعض الآراء، وقد حثنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على أداء صلاة الوتر بعد قيام الليل، وأهل القرآن هم من يجب عليهم أداء هذه الصلاة بشكل خاص، لأنها تعد فضيلة إضافية لهم، ومن يرغب في الاستمتاع بهذه الفضيلة عليه بتلاوة القرآن الكريم، وهذا ما ذكره النبي – صلى الله عليه وسلم – في قوله: “الوتر ليس بحتم كصلاة المكتوبة، ولكنه سنة، فإن الله يحب الوتر، فأوتروا، يا أهل القرآن” (حديث حسن).

حكم صلاة الوتر

الرأي الأول

العلماء اختلفوا في حكم صلاة الوتر. يعتقد الجمهور أن صلاة الوتر سنة مؤكدة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وليست واجبة. وقد استدلوا بهذا الرأي بقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “خمس صلوات كتبهن الله عز وجل على العباد فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد. إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة”

الرأي الثاني

يعتقد الإمام أبو حنيفة أن الوتر واجب مثل الفريضة، لكن الدلائل التي استندت إليها شيوخ الحنفية في حكمهم حول هذا الأمر هي أحاديث ضعيفة في سندها، ولا يؤخذ بالأحاديث الضعيفة عند الجمهور من العلماء. وهذا الحديث الضعيف هو: (الوتر حق، فمن لم يوتر فليس منا) (حديث ضعيف)

وقت قضاء صلاة الوتر

توافق العلماء وأئمة الأمة الإسلامية على أن وقت صلاة الوتر يبدأ بعد صلاة العشاء ويستمر حتى آذان الفجر، وأوضح العلماء أن الوقت المثالي لأداء هذه الصلاة هو وقت السحر، أو بالأدق في الثلث الأخير من الليل، وهناك شهادة من رسول الله ﷺ تؤكد ذلك: (من خاف ألا يقوم في آخر الليل فليوتر أوله، ومن تطلع إلى أن يقوم في آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك هو الأفضل. وقال أبو معاوية: وفي رواية: محضورة) (حديث صحيح)

عدد ركعات صلاة الوتر

هناك اختلاف في وجهات نظر علماء المذاهب الأربعة فيما يتعلق بعدد ركعات صلاة الوتر، وتحديدا فيما يتعلق بأقل عدد ركعات. يرون المالكية والشافعية والحنابلة أنه يمكن الصلاة بركعة واحدة، بينما لا يجوز للحنفية الصلاة بركعة واحدة. وفيما يتعلق بالعدد الأكبر للوتر، يرون الشافعية والحنابلة أنه يجب صلاة إحدى عشرة ركعة، أما الشافعية فتقترح ثلاث عشرة ركعة. ومع ذلك، اتفق الجميع على أن أقل عدد ركعات لصلاة الوتر المثالية هو ثلاث ركعات.

السور التي يتم قراءتها في صلاة الوتر

العلماء جميعا اتفقوا على أن المصلي يبدأ ركعته بقراءة الفاتحة في كل ركعة من الوتر وسورة، والأفضل أن يقرأ الوتر بالسور الثلاث، حيث يقرأ المصلي في الركعة الأولى سورة الأعلى، وفي الركعة الثانية يصلي بسورة الكافرون، وفي الركعة الثالثة يصلي بسورة الإخلاص.

دعاء الوتر

معروف عن رسول الله- ﷺ- أنه كان يدعو ربه في صلاة الوتر، وبعض صحابته عرفوا ذلك الدعاء، فقد علمني الحسن بن علي بن أبي طالب قال: (علمني رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عبارة أقولها في صلاة الوتر: يا الله اهدني فيمن هديت، واشفني فيمن شفيت، ووفقني فيمن وفقت، وبارك لي فيما أعطيت، واحمني من شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت)

فضل صلاة الوتر

تعد صلاة الوتر واحدة من أحب الصلوات إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث كان يحرص على أدائها حتى أثناء السفر، ويقال أنها أفضل من سنن الصلوات النهارية كالظهر والمغرب والعشاء.