الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
هل الموسيقى بدون غناء حرام
هل الموسيقى بدون غناء حرام
- تساءل الكثيرون عما إذا كانت الموسيقى بدون غناء حرام
- حيث يعتبر سماع الأغاني من المسائل المثيرة للجدل بين العلماء والفقهاء، فمنهم من أجاز ذلك بشروط، ومنهم من حرمه بشكل قاطع.
- ولكن ماذا عن استماع الموسيقى بدون كلمات فقط؟ هل هذا حلال أم حرام؟
- فهناك العديد من المسلسلات والأفلام التي تحتوي على مقاطع موسيقية بدون كلمات، بما في ذلك المقاطع الحزينة أو السعيدة أو المضحكة أو الرومانسية.
- هناك أيضا من يستمتع بسماع الموسيقى الهادئة للترفيه عن النفس أو كونها تسلية أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
هل الموسيقى حرام
- وتمنع بعض العلماء سماع الموسيقى حتى لو كانت بدون كلمات، بسبب تحريم آلات الترفيه والموسيقى شرعا.
- وتمت الاستناد إلى قوة الله تعالى في سورة لقمان في ذلك: “ومن الناس من يشتري الحديث الفارغ ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذه هزوا فأولئك لهم عذاب مهين”.
- بالنسبة للهو، قال ابن عباس رضي الله عنهما إنه يشير إلى الغناء، وقال مجاهد رحمه الله إنه يشير إلى الطبل، وفسر الحسن البصري هذه الآية بأنها تعني الغناء والمزامير.
- كما قال ابن القيم رحمه الله : ويكفي أن تفسير الصحابة والتابعين يعتبرون الحديث كونه الغناء، وقد أكد ذلك ابن عباس وابن مسعود، وقال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: “ومن الناس من يشتري لهو الحديث”، فقال: والله الذي لا إله غيره، هو الغناء – وكررها ثلاث مرات
- إن الموسيقى من المفسدين للقلوب ومسببات أمراضها، ولذا فقد أمر الله تعالى بتركها.
- لا يجوز الاستماع إلى أي نوع من المعازف، مثل العود والكمان والناي والمزامير وغيرها، لأنها مكروهة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعض أفراد أمتي سيستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف” ورد في صحيح البخاري.
- كما قال صلى الله عليه وسلم: صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: صفير عند النعمة، وصوت عند المصيبة. رواه البزار بسند حسن.
- أما الفريق العلمي الآخر، فقد وافق على الاستماع إلى الموسيقى شرط ألا ترافقها أفعال مشينة مثل شرب الخمور وتعاطي المخدرات والتطلع إلى العورات.
لماذا حرم الله الموسيقى
- يرغب كثيرون في معرفة الحكمة في تحريم الله استماع الموسيقى، سواء كانت منفردة أو مصحوبة بكلمات.
- بسبب أن الموسيقى تفسد القلب، وتحجب عن الصلاة وذكر الله، يصبح المستمع للموسيقى مشغولا بها.
- وقال عن ذلك ابن القيم: الاستماع يسبب النفاق في بعض الناس، والعناد في بعض الناس، والتكذيب في بعض الناس، والفجور في بعض الناس، والتراخي في بعض الناس، وأكثر ما يسبب عشق الصور، وتحسين الفواحش، والإدمان يثقل القرآن على القلب، ويجعله يكره حتى الاستماع إليه بالسماع، وإن لم يكن هذا نفاقا فما هو نفاق حقيقي.
- ووصف ابن القيم الموسيقى بأنها قرآن الشيطان، وهي غير قادرة على أن تتواجد في القلب مع القرآن الذي أنزله الله تعالى.
- كما يمكن وصف الشخص الذي يستمع إلى الموسيقى والأغاني بأنه منافق، حيث يظهر رغبته في طاعة الله ولكن قلبه مليء بالشهوات، وهو يحب آلات الموسيقى وأصواتها على الرغم من أنه يعلم أنها مكروهة عند الله ورسوله.
- وقال ابن عباس :الحديث الزائف والغناء هما ألعاب تسلية، وقد ذكر بعض الصحابة هذا وقد ذكر الآخرون ذلك، وبعضهم جمع بينهما، والغناء هو أكثر لعبة تسلية وأكبر ضررا من أحاديث الملوك وأخبارهم، فإنه يروج للزنا وينشر النفاق ويساهم في عبادة الشيطان ويعبث بعقول الناس.
حكم الموسيقى الشعراوي
- أوضح الإمام محمد متولي الشعراوي حكم الاستماع إلى الموسيقى.
- وقد اعتبر الشعراوي أنه مسموح بالاستماع إلى الموسيقى ولكن بشروط، وهي أن لا تكون سببا في التشتت عن ذكر الله والصلاة، وأن لا تثير غرائز الإنسان.
- إذا كانت الموسيقى مصحوبة بكلمات، يجب عدم وصف الكلمات بأنها مغرية للمرأة، ويجب أن لا يكون الأداء الموسيقي مبتذلا ويخرج عن الأدب.
- قال الإمام الشعراوي إن العلماء يرون أنه يجوز الاستعانة بالأغاني في الأفراح لكي يشعر الناس بالسعادة بها، وهذا ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأعياد. ويجوز أيضا الاستعانة بالأغاني أثناء القيام بالأعمال الشاقة، حيث يساعد الاستماع لها في تخفيف متاعب العمل والتشتت عنه.
- رأى الشعراوي أن الاستماع إلى الموسيقى مقبول أيضا فيما يتعلق بالاستعانة بها في الحروب من خلال سماع الأناشيد الحماسية، وكذلك الأغاني التي تهمس بها الأم لطفلها لتساعده على النوم.
حكم سماع الموسيقى للاسترخاء
- لم يختلف العلماء في رأيهم بشأن حكم الاستماع للموسيقى بجميع أنواعها سواء كانت هادئة أو صاخبة.
- فالفريق الذي يسمح بالاستماع للموسيقى يرون أنه لا مشكلة في الاستماع إلى النوع الهادئ منها للاسترخاء إذا لم تكن مرتبطة بشيء محظور.
- فريق منع الاستماع إليها يرون أن الآلات الموسيقية وكل ما يصدر منها يعتبر معازف محظورة من قبل الله ورسوله.
- فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هناك صوتان مؤذيان: صوت يحدث عند حدوث كدمات وجرح في الوجوه وتمزيق جيوب، وصوت يحدث عند سماع نغمة للعب والمرح ومزامير شيطان.
- كما قال عليه الصلاة والسلام: يشرب بعض الناس من أمتي الخمر، يطلقون عليها اسما آخر، يضربون رؤوسهم بالآلات الموسيقية والأوتار، يهلكهم الله بالزلازل، ويجعلهم الله قردة وخنازير.
- وفي حديث آخر: يحرم الله الخمر والميسر والكوبة وكل نوع من المسكر.
- وعن نافع رحمه الله قال : سمع ابن عمر صوت مزمار، قام ووضع إصبعيه على أذنيه وابتعد عن الطريق، وقال لي: يا نافع، هل تسمع شيئا؟ فقلت: لا، فرفع إصبعيه من أذنيه وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وسمعت مثل هذا الصوت، ففعلت مثل هذا.” صحيح أبو داود.
هل الموسيقى الحزينة حرام
- كما ذكرنا سابقا، فإن قوانين الاستماع إلى الموسيقى، سواء بجوازها بشروط معينة أو بتحريمها، تنطبق على جميع أنواع الموسيقى سواء كانت هادئة أو صاخبة أو حزينة أو مضحكة.
الآلات الموسيقية المباحة
اتفق العلماء على وجود أنواع مسموحة من الآلات الموسيقية للاستخدام، وهي:
- الدف: بعدما سمح العلماء باستخدام الدفوف في الأعراس، جاء النبي صلى الله عليه وسلم ودخل حي بني علي، وجلس على فراشي مثلما تجلس من جلساتك. ثم قمت بأنشودة لنا، حيث ضربتنا بالدف ونحن نندب من أبائنا الذين قتلوا في يوم بدر. قالت إحدانا: “وفينا نبي يعلم ما سيحدث في المستقبل”. فقال لها: “دعي هذا، وقولي ما تقولين.
- أباح بعض العلماء ضرب الدف في مناسبات أخرى مثل شفاء المرضى والاحتفالات والولادة، بهدف إظهار الفرح. فعن بريد بن حصيب الأسلمي – رضي الله عنه – قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض معاركه، وعندما عاد جاءت جارية سوداء فقالت: يا رسول الله، نذرت إن رد الله عليك سالما أن أضرب بالدف وأغني، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا).
- الطبول: العلماء سمحوا باستخدام الطبل ذو الوجهين في بعض المناسبات مثل وصول القوافل وإعلان الحرب.
المراجع