الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

زكاة الفطر هل تجوز نقدا

زكاة الفطر هل تجوز نقدا

في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، عند فرض الزكاة على المسلمين، كان يتم تخريج الطعام وخاصة السلع الغذائية الرئيسية المعينة لأهل البلاد ليستفيد منها المساكين والفقراء، وتختلف آراء العلماء من عالم إلى آخر حول مسألة زكاة الفطر وحكم تخريج الزكاة نقدا، وقد اقترحوا في هذا الموضوع ثلاثة أقسام، وسنستعرض هذه الأقسام في السطور التالية

القسم الأول من العلماء

  • قال الأئمة الثلاثة، إمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد، أن المال لا يمكن أن يحل محل الطعام الذي يجب توفيره لسكان البلد التي يقيمون فيها، وأكدوا أن مقدار الزكاة هو الوزن الذي يستخدم لقياس العناصر الأساسية لهؤلاء السكان.
  • وأكدوا أن الزكاة لا يجوز أن تكون بدون طعام، وذكر في حديث ابن عمر -رضي الله عنه-: (فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر صاعا من تمر، أو صاعا من شعير على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بأن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة)، (حديث صحيح).

القسم الثاني من العلماء

  • رأى أبو حنيفة النعمان وبعض الأئمة السلف أنه يجوز إخراج الزكاة في عيد الفطر على شكل نقود إذا كان الفقير بحاجة أكثر للمال من الطعام.
  • اتفق العلماء على أنه يجب دفع الزكاة على شكل نقود للمندوب الذي يتولى شراء الطعام بها وتوزيعه على الفقراء والمحتاجين.
  • وفقا لهم، الهدف الأساسي من صدقة الفطر هو إشباع الفقراء والمحتاجين وتحسين وضعهم المادي وتلبية احتياجاتهم، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تقديم الأموال.

القسم الثالث من العلماء

  • اعتقد ابن تيمية -رحمه الله- أنه يسمح بإخراج الزكاة نقدا عند الحاجة والضرورة لذلك.
  • والسبب في هذا أن الأصل في إخراجها الإطعام فيجب ألا يتغير عن ذلك الأصل إلا عند الضرورة أو الحاجة إليه، وإخراج الزكاة طعاما يؤدي إلى تحمل أي مشقة.

متى تخرج زكاة الفطر وكم مقدارها

تم فرض الزكاة على كل مسلم قادر عاقل بالغ، إذ هي الركن الثالث من أركان الدين الإسلامي، فإذا توفرت فيه هذه الصفات، يجب عليه أن:

  • يعتبر صاع من الطعام الأساسي في البلاد، حيث يمكن أن يكون هذا الصاع من التمر أو الزبيب أو القمح أو الأرز أو الشعير وغيرها، وذلك بسبب التغيرات الزمنية واختلاف المجتمعات وتقلبات قيمة الأغذية، حيث تعتبر هذه الأطعمة الأساسية داخل المجتمع.
  • القمح هو المحصول الأساسي للعديد من الدول حول العالم في هذا الوقت. وبناء على ذلك، تتبرع المؤسسات المختصة بالزكاة بكمية محددة من القمح بناء على صاع الزكاة.
  • الصاع هو المقدار الذي حدده النبي -صلى الله عليه وسلم- ويعادل اثنين ونصف لتر من الشيء، ولكن في الوقت الحالي لم يعد الصاع من الوحدات المقبولة والمستخدمة، ولكنه كان مستخدما في السابق في عهد النبي، حيث استخدمه جميع أهل المدينة.
  • عند تحديد مقدار الزكاة، يحرصون على الاعتماد على أشياء يمكن تخزينها، ولا يمكن أن تتعفن بسرعة، فبإمكان الإنسان أن يخرج زكاته من العدس أو القمح أو الأرز؛ لأن هذه السلع قابلة للحفظ والتخزين
  • بينما لا يمكن إخراج الزكاة على شكل خبز بسبب سرعة تلفه وعدم إمكانية تخزينه، على الرغم من كون الخبز أكثر عملية، إلا أن الحكمة من الزكاة تكمن في تقديم الطعام الذي يعود بالنفع على الآخرين بشكل كبير.
  • وينبغي على كل مسلم عندما يخرج زكاته أن يختار الشيء الذي يخرجه لله تعالى، حيث عليه أن يختار أفضل وأحسن الأنواع التي تخص الحنطة، وأن يبتعد عن الحنطة التي تحتوي على السوس.

ما هو وقت إخراج زكاة الفطر

  • كثير من أهل العلم اختلفوا في وقت إخراجها، فمنهم من يفضل إخراجها مبكرا ومنهم من يفضل تأخيرها، ويكون التوقيت بعد انتهاء مغرب آخر ليلة من شهر رمضان الكريم، وتخرج قبل طلوع شمس اليوم التالي أي قبل وقت صلاة العيد، وهكذا كان يفعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سنته النبوية وحياته.
  • يعتقد أهل العلم والفقهاء أنه من الممكن للمسلم أن يخرج زكاته باكرا قبل يوم أو يومين من نهاية رمضان، خوفا من أن يفوته موعد إخراجها أو أن ينسى ذلك، ويستدلون على ذلك من تصرف الصحابة في هذا الأمر.
  • بينما يعتقد بعض العلماء أنه يجوز دفع الزكاة في أول أيام شهر رمضان خشية من عدم أدائها من قبل المسلم.
  • وقت إخراج الزكاة الواجبة على المسلم هو بعد مغرب آخر يوم في رمضان وقبل صلاة العيد. يمكن إخراجها أيضا في بداية رمضان، ولكن ليس قبل ذلك الوقت.

شروط زكاة الفطر

يحتاج المسلم إلى بعض الشروط التي تجعل زكاته واجبة لإخراجها، وسنعرض تلك الشروط في الجمل التالية

  • عند إخراجها يجب أن يكون الشخص مؤمن بالله ومؤمن برسوله، لا يجوز أن يخرجها كافرا، ولا تقبل منه، ولا يحصل له فائدة منها لأنه ليس على دين الإسلام.
  • كما يجب على المسلم أن يقوم بتقديم أفضل أنواع الطعام؛ لأنه يفعل ذلك لكي يرضي الله تعالى.
  • لا يجب فرض الزكاة على العبد أو الشخص الذي يكون تحت الولاية، لأن ما يملكونه من مال ومدخرات يعود إلى وليهم وليس لهم، ولكن يجب فرضها على المسلم الحر.
  • يجب على المسلم أن يكون قادرا، بحيث يكون لديه ما يكفي له ولأسرته، ويكون له عمل ومنزل، وقد يكون لديه ما يكفي من الملابس والطعام، في هذه الحالة يجب عليهم إعطاء الزكاة.
  • وفي حالة أن المسلم يواجه ضيقا في وقت خروج الزكاة، فلا يجب عليه دفع الزكاة، بل ينبغي أن يطلب من الله أن يخرجه من هذا الضيق إلى السعة، وإذا كان أحدكم ملتزما بالإسلام وكانت عليه زكاة، ولكن توفي في آخر أيام رمضان، فعليه أن يخرج هذه الزكاة عن طريق شخص آخر ينوب عنه.

ما حكم من تأخر في إخراج زكاة الفطر

يجب على كل فرد مسلم أن يؤدي فرض الزكاة بالكامل. فإن الزكاة تعتبر من الفروض التي فرضت على المسلمين. ولكن عندما يتأخر في إخراجها، وذلك بعد آخر أيام رمضان وقبل صلاة العيد، فهذا يعني أن:

  • يجب على المسلم أن يؤدي زكاته وأنه يجب عليه أن يستغفر ويتوب حتى يغفر الله له، وأن هذا التأخير لا يجعل إخراج الزكاة باطلا.
  • ولكن ينبغي على كل مسلم أن يعلم أن هذا يعتبر إثما، لذلك يجب عليه أن يستغفر من الله تعالى ويتوب، وأن لا يقوم بهذا الفعل مرة أخرى.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر في غير بلد الإقامة

  • يقول العلماء أن الأولوية تكون للأقرباء، لذا من الأفضل أن يبحث الشخص في البلد الذي يعيش فيه عن أولئك الذين يجب عليهم إخراج الزكاة لهم ويستفيد من ذلك.
  • يمكن للشخص أن ينقل المال إلى بلد آخر إذا كانت تستحقه وإذا لم يكن هناك حاجة لأهل البلد، وقد يكون من الأفضل إخراج النقود بدلا من الطعام أثناء السفر بسبب صعوبة الحفاظ على الطعام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى