الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

من هو الذي جهز جيش العسرة

يحوي التاريخ الإسلامي العديد من الغزوات التي قادها الرسول -صلى الله عليه وسلم-. قام الرسول بتنفيذ هذه الغزوات بعد أن أذن الله -عز وجل- له بالقيام بها ومواجهة المشركين. ومن بين هذه الغزوات، تم تجهيز جيش العسرة لإقامة غزوة معينة. سنجيب في هذا المقال عن من قام بتجهيز جيش العسرة وعن باقي الصحابة الذين ساعدوا في تجهيز معسكر العسرة، وسبب تسمية الجيش بهذا الاسم، وتكلفة تجهيزه، ونتائج غزوة تبوك. سنوضح كل هذه المعلومات من خلال موقع موسوعة المعلومات .

من هو الذي جهز جيش العسرة

  • كانت الغزوات هي السبيل الوحيد لمحاربة المشركين بالله -عز وجل- ونشر الدعوة الإسلامية. فقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحفيز الصحابة على الإنفاق وتجهيز جيش العسرة استعدادا لغزوة تبوك.
  • وذلك بسبب الضيق الكبير والإفلاس الذي حدث بعد غزوة الطائف، وفي هذا السياق، سنجيب عن من قام بتجهيز جيش العسرة، والجواب هو أن الصحابي عثمان بن عفان – رضي الله عنه – هو الأكثر تساهما في تجهيز جيش العسرة.
  • عندما قدم إلى رسول الله وأعطاه ألف دينار ووضعها في حجرة، نظر النبي إليه وقال له (لا يضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين). وكرر الرسول ذلك مرتين. وكان هذا المبلغ من المال كافيا لتجهيز ثلث تكلفة الجيش.
  • بعد ذلك، قام عثمان بن عفان بتجهيز جيش العسرة وحفر بئر روما، ويعتبر عثمان بن عفان الخليفة الثالث للمسلمين بعد أبي بكر الصديق، ويعتبر أيضا من بين العشرة المبشرين بالجنة والذين سبقوا في الدخول إلى الإسلام.
  • وهو كان يسهر للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد تزوج من بناته الاثنين، أم كلثوم ورقية. وأطلق عليه لقب ذي النورين. ويعتبر أيضا عثمان بن عفان هو أول من هاجر إلى الحبشة لحفظ الإسلام. وعين أيضا خليفة بعد قتل الخليفة عمر بن الخطاب في سنة ٦٤٤ م. وقد حدثت في عهده فتنة أدت لقتله، وذلك في عام ٦٥٦ م

من هم باقي الصحابة الذين ساعدوا في تجهيز جيش العسرة

دعا رسولنا الكريم الصحابة لتجهيز بيت الحسرة، وأول من شارك في تجهيزه هو الصحابي عثمان بن عفان، حيث شارك أيضا عدد كبير من الصحابة في تجهيز جيش العسرة وأنفقوا الكثير من أموالهم في سبيل الله وهؤلاء الصحابة هم:

  • عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه: عمر بن الخطاب قدم إلى رسول الله وأخبره أن عبد الرحمن بن عوف قد شارك بمئتي أوقية من أمواله، وليس له مال متبقي لأهله. فأرسل رسول الله لعبد الرحمن بن عوف وسأله إذا كان قد ترك لأهله أموالا أم لا. وأجابه عبد الرحمن بن عوف قائلا: نعم يا رسول الله، لقد تركت لهم ما هو أكثر مما أنفقت. ثم سأله رسول الله كم تركت لهم، فأجابه عبد الرحمن بما وعد الله ورسوله من الرزق والخير.
  • عاصم الأنصاري -رضي الله عنه—: شارك بتسعين وسقا من التمر.
  • عمرو بن الخطاب -رضي الله عنه—: شارك بمئة أوقية.
  • أبو بكر الصديق -رضي الله عنه—: أبو بكر الصديق شارك بمبلغ أربعة آلاف درهم، وقال عمرو بن الخطاب (أتيت بنصف مالي، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لم تبق شيئا لأهلك؟ فقلت: بقي مثله، وجاء أبو بكر بكل ما عنده، فقال: يا أبا بكر، لم تبق شيئا لأهلك؟ فقال: بقيت لهم الله ورسوله. قلت: لا أسبقه إلى شيء أبدا)
  • أبو عقيل -رضي الله عنه-: عندما جاء أبو عقيل لرسول الله، قدم له صاعا من التمر وشارك في صنعه، وكان يشعر بالخجل تجاه رسول الله من ما قدمه، لذلك قدم لرسول الله صاعا وترك لأهله صاعا.

لماذا سمي جيش العسرة بهذا الاسم

  • سمي جيش العسرة بهذا الاسم؛ لأن حال المسلمين في هذه الغزوة كانت عسيرة، حيث قال الله تعالى: “لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم، ثم تاب عليهم ۚ إنه بهم”، والمقصود هنا غزوة تبوك.
  • كانت حالة المسلمين في هذه الغزوة معاناة فقر شديدة، وكانوا يعانون من نقص في عدد الدواب التي يستخدمونها، حيث كان كل عشرة من الصحابة يتناوبون على ركوب دابة واحدة
  • بالإضافة إلى قلة الطعام، كان الصحابة يتقاسمون تمرة واحدة كل يوم اثنين، وكان المناخ في هذا الوقت حارا جدا، مما أدى إلى الجفاف ونقص المياه بين الصحابة.
  • وقت غزوة تبوك كان وقت نضج الثمار ووقت حصادها، فترك المسلمون الحصاد وخرجوا للمشاركة في غزوة تبوك.

ما هو بئر روما

  • أطلق على البئر التي حفرها عثمان بن عفان اسم بئر روما، وهذه البئر هي إحدى آبار المدينة المنورة، وسميت بئر روما تيمنا بروما الغفاري الكناني من بني غفار.
  • يقع هذا البئر في منطقة الزراعة، وذكر في صحيح البخاري أنه عند هجرة المسلمين إلى المدينة كان هناك ينابيع ماء تعود لرجل من بني غفار، وكان يبيع الماء للمسلمين. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: تبيعها بعين في الجنة؟ فأجابه أنه ليس لديه غيرها ولا يستطيع ذلك.
  • عندما علم عثمان بن عفان بهذا الأمر، اشترى البئر بمبلغ 35 ألف درهم وقال له رسول الله: هل تعطيني مثل الذي أعطيته عينا في الجنة لشرائها؟ فأجاب عثمان بن عفان: لقد اشتريتها وجعلتها للمسلمين، ومنذ ذلك الحين أطلق عليها اسم بئر عثمان

تكلفة تجهيز جيش العسرة

  • دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصحابة لتجهيز جيش العسرة والإنفاق عليه.
  • ويعتبر أبو بكر الصديق هو أول من تصدق عليه حيث تبرع بجميع أمواله في سبيل الله -عز وجل.
  • ثم بعد ذلك قام عمرو بن الخطاب بالتبرع بنصف أمواله، وقام أيضا العديد من الصحابة بالتبرع
  • وأيضا عثمان ابن عفان هو الذي شارك بثلث تكلفة الجيش بمفرده، حيث جلب عدد 950 بعير وعدد 50 فرسا.
  • وقد روى ابن إسحاق أن عثمان -رضي الله عنه- قد أنفق مبلغا لم ينفقه أحد آخر، حيث أتى إلى رسول الله وأعطاه ألف دينار لتجهيز الجيش

نتائج غزوة تبوك

دعا الله تعالى المسلمين للمشاركة في غزوة تبوك، ومن تخلف عن الخروج في غزوة تبوك سينزل عليه عقاب شديد، حيث قال الله تعالى في سورة التوبة: انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله، ذلك أفضل لكم إن كنتم تعلمون. وكانت هذه الآية الشريفة بمناسبة غزوة تبوك، ومن أهم نتائج غزوة تبوك هي ما يلي:

  • في غزوة تبوك، انهزم جيش الروم وهرب من المسلمين، وانتصر المسلمون فيها.
  • تحالف حلفاء الروم من العرب مع المسلمين وثورتهم على الروم.
  • ازدياد قوة الدولة الإسلامية.
  • توقيع المعاهدات مع الدول النصرانية، حيث كتب فيها رسول الله العديد من الاتفاقيات المتعلقة بحقوقهم وواجباتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى