الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ماذا كان يعمل زكريا عليه السلام

ماذا كان يعمل زكريا عليه السلام

كان سيدنا زكريا -عليه السلام- يعمل كنجار ويتخصص في نجارة الخشب، وقد أفاد النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان نجارا.

  • كان سيدنا زكريا -عليه السلام- يكسب رزقه بعمل يده، وكان يحب العمل بيده ويسعى فيه، وهذا ما كان يفعله جميع أنبياء الله ورسله.
  • وهذا يدل ويؤكد على أن الاجتهاد في العمل وإتقان المهن والعمل باليد والاجتهاد لا يؤثر على أحد ولا يقلل من أحد.
  • كان زكريا يعمل ويحصل على أجره مقابل هذا العمل، ليكسب معيشته اليومية، وهذا أفضل من التوسل إلى الناس وطلب المال.
  • العمل هو فضيلة أخلاقية عظيمة، تدل على العفة واستصغار الرضا بالذل والهوان، أو التخضع للآخرين من أجل المال، فمن الأفضل أن يكون لديك دخل يومي من العمل والاجتهاد والسعي.

زكريا عليه السلام

هناك تباين في نسبة النبي زكريا عليه السلام، وانتشرت الشائعات حول نسبته، ويمكن معرفة ذلك من خلال الأسطر القادمة

  • يقال إنها زكريا بن برخيا، وزكريا بن دان، ويقال أيضا زكريا بن لدن بن مسلم بن صدوق بن حشيان.
  • نسب سيدنا زكريا -عليه السلام- يعود إلى نبي الله سليمان -عليه السلام- ابن داود -عليه السلام-، وهو من أنبياء بني إسرائيل، وهو والد النبي يحيى -عليه السلام-.
  • رزق الله سيدنا زكريا -عليه السلام- بطفل بعد أن بلغ من العمر، حيث كانت زوجته عاقرة وكانت كبيرة في السن.
  • أمر الله – سبحانه وتعالى – أن نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – يروي قصة سيدنا زكريا، وكان الهدف الأساسي من ذلك هو تحفيز الناس على عدم اليأس من رحمة الله – سبحانه وتعالى – وكرمه وفضله علينا، حيث يعلم الله تعالى كل ما يخفى وما يعلن، فإن الله سبحانه وتعالى بصير حكيم.
  • يجدر بالذكر أن سيدنا زكريا هو زوج خالة مريم بنت عمران، إذ قام بتبنيها وتزويجها بعد وفاة والدها عندما كانت صغيرة.
  • كان الله جل وعلا يعتني بها حيث كان يمدها بما لا تحتسب، ويبارك في رزقها. فقد دخل أحد عليها ووجدت لديها الكثير من الطعام، فسألها من أين لك هذا الطعام، فأجابته قائلة إنها تتلقى رزقها من الله تعالى

ما قيل عند وفاة زكريا عليه السلام

كان هناك اختلاف بين علماء الدين والفقهاء حول سبب وفاة سيدنا زكريا عليه السلام، وكانت هناك آراء وأقوال مختلفة يمكن تلخيصها على النحو التالي:

  • قيل عند وفاة سيدنا زكريا -عليه السلام- أن وفاتها كانت طبيعية، ولا يوجد بها مكائد أو تخطيط.
  • رأى بعض العلماء أن سيدنا زكريا -عليه السلام- توفي بسبب القتل، ويمكن الاستدلال على ذلك من القرآن الكريم في أكثر من موضع حيث ذكر أن بني إسرائيل قتلوا بعض الأنبياء.
  • يقول بعض علماء التاريخ أن سبب فساد قوم بني إسرائيل الأول هو قتلهم سيدنا زكريا عليه السلام، وسبب فسادهم الثاني هو قتلهم لابنه سيدنا يحيى عليه السلام.
  • وقيل في هذا السياق أن سيدنا زكريا هرب منهم، بمجرد أن علم بمؤامرتهم وحقدهم عليه، فتحت له شجرة ودخل فيها ثم أغلقت الشجرة نفسها.
  • قام الشيطان بسحب جزء من ثوبه حتى ظهر لليهود، وعملوا على نشر الخبر وتقطيع الشجرة، مما أدى إلى قطع زكريا في داخلها، ولكن لا يوجد دليل قاطع على ذلك.

ما هي مهن الأنبياء

كان لك نبي يمتهن مهنته الخاصة به، حيث أن العمل والجد والاجتهاد هي من الصفات النبيلة والمقدرة، لكسب قوت اليوم وعدم الحاجة لأحد ويمكن عرض مهن الأنبياء على النحو التالي:

الأنبياء الذين رعو الغنم

هناك العديد من الأنبياء الذين قاموا برعى الغنم ومنهم:

  • سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- برعي الغنم، وذلك كان في بداية حياته، وكان يعمل برفقة عمه أبي طالب.
    • وكانت الحكمة من رعى الغنم للكثير من الأنبياء، وذلك قبل النبوة، حيث كان ذلك يعتبر تدريب لما سوف يكلفهم به الله -سبحانه- وتعالى، وكان ذلك يعتبر من الشفقة والرحمة والصبر عندما يقومون برعي الغنم.
    • الغنم تعتبر مصدر شك وتنوع في عقول الناس، فالغنم أكثر ضعفا من غيرها، ويسهل اصطيادها واستغلال تعبها لصالح الشخص الآخر.
    • يدل ذلك على تواضع الأنبياء واعتبارهم قدوة لنا.
  • سيدنا موسى عليه السلام: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تم بعث موسى وهو راعي غنم”، وتم ذكر ذلك في القرآن الكريم. فكان سيدنا موسى يرعى الغنم لسنوات عديدة وكان يرعاها عند العبد الصالح مقابل أن يتزوج ابنته.
  • سيدنا شعيب عليه السلام: روى ابن عباس رضي الله عنه أن سيدنا شعيب -عليه السلام- كان يعمل راعي غنم.

الأنبياء الذين عملوا بالتجارة

  • سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: بعد أن كان سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- يعمل كراعي غنم، بدأ يعمل في التجارة بناء على طلبه من عمه أبي طالب أن يرافقه في تجارته إلى بلاد الشام عندما كان في الثانية عشرة من عمره، وخلال هذه التجارة التقى بالهراب بحيرا الذي أخبر أبا طالب أن محمد -صلى الله عليه وسلم- سيحظى بمكانة عظيمة، وكانت رحلته الثانية إلى بلاد الشام تجارة للسيدة خديجة رضي الله عنها، وكان يرافقها الغلام ميسرة.
  • سيدنا موسى عليه السلام: كان سيدنا موسى -عليه السلام- يعمل في التجارة إلى جانب عمله كراعي غنم، وهذا يدل على تقدير الأنبياء للعمل، وكان سيدنا موسى يكتب، حيث كان يكتب التوراة بيده.

الأنبياء الذين عملوا بالأشغل الصناعية والحرفية

  • سيدنا نوح عليه السلام: كان سيدنا نوح يعمل كنجار، حيث عمل على بناء سفينته بأعيننا ووحينا، وكان يحذر من التحدث إليه فيما يتعلق بالظالمين، فإنهم سيغرقون. وهو يقوم بصناعة السفينة.
  • إبراهيم ولوط عليهما السلام: وفقا لابن عباس -رضي الله عنه-، كان كل من سيدنا إبراهيم وسيدنا لوط يعملان في الزراعة، وكان سيدنا إبراهيم يعمل في البناء، حيث بنى الكعبة مع سيدنا إسماعيل، وقال الله تعالى: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم).
  • سيدنا داود عليه السلام: كان سيدنا داود -عليه السلام- كان يعمل حداداً حيث قال الله -سبحانه- وتعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ* أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، وكان يقوم بصناعة الدروع التي كانوا يستخدمونها في الحروب، وكان من خلال هذا العمل ينفق على نفسه وأهله ويتصدق منها، حيث قال الله -سبحانه- وتعالى: (وَعَلَّمناهُ صَنعَةَ لَبوسٍ لَكُم).
    • خصه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: (ما أكَلَ أحَدٌ طَعامًا قَطُّ، خَيْرًا مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وإنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ عليه السَّلامُ، كانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ)، حيث خصه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذكر على الرغم من أن العديد من الأنبياء كانوا يعملون، ولكن سيدنا دواود كان ملكاً، ونبياً وصانعاً في الوقت ذاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى