الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

متى يمتنع المضحي عن قص شعره

متى يمتنع المضحي عن قص شعره

نهى النبي صلى الله عليه وسلم المضحي عن قص شعره وأظافره، ويجب على المسلمين الامتثال لجميع أوامر النبي صلى الله عليه وسلم.

  • سبب عدم قص الشعر والأظافر للمضحي هو توجيهات النبي -صلى الله عليه وسلم- للمسلمين، حيث نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قص الشعر والأظافر منذ ظهور هلال ذي الحجة، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من كان له ذبح يذبحه، فإذا أهل هلال ذي الحجة، فلا يأخذن من شعره، ولا من أظفاره شيئا، حتى يضحي).
  • لذلك، بعد أن يضحي المرء، يجوز له أن يحلق شعره ويقص أظافره دون أي قيد أو كراهية، ودون أن يقع عليه إثم، وهذا ما أكدته الفقهاء والعلماء وأهل الدين.

الحكمة من عدم قص الأظافر للمضحي

يجب على جميع المسلمين الاستسلام لأوامر الله عز وجل، واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء كانوا يعرفون الحكمة أم لا، وسيكون لهم أجرهم عند الله سبحانه وتعالى.

  • يجب على المسلم أن يطيع ربه ويستسلم لأمر الله عز وجل، وليس من واجبه أن يعرف الحكمة وراء ذلك، حيث قال الله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى اللـه ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم).
  • توصل العلماء لحكمتين أساسيتين من عدم قص الشعر والأظافر للمضحي، والتي يمكن معرفتها على النحو التالي:
    • أولاً: أن يبقي المضحي بكامل جسده، وذلك حتى يعتق الله -سبحانه وتعالى- جسده كله من النار، حيث يقوم المسلم بعمل الأضحية لتكفير الذنوب، وأن تضحي عنه وعن أهله وتعتقه من النار.
    • ثانياً: لكي يعمل على التشبه بالمحرم الحاج.

حكم الأخذ من الشعر للمضحي

هناك العديد من الآراء والأقوال من العلماء والفقهاء ورجال الدين حول حكم قص الشعر والأظافر للمضحي ويمكن عرضها على النحو التالي:

كراهة الأخذ من الشهر للمضحي

  • إذا كان أحد ينوي أن يضحي، فيفضل عليه أن يقص شعره أو أظافره لأداء الأضحية بشكل صحيح، وهذا هو رأي الشافعية والمالكية.
  • يقول جمهور الحنابلة إن أضحية المسلم ستكون سليمة وصحيحة ومقبولة بغض النظر عما إذا كان قد قص شعره أم لم يفعل ذلك بإذن الله.
  • ترى الحنفية أنه لا يوجد كراهية في أخذ شعر أو أظافر المضحي، ولا يحرم المضحي من اللباس أو الجماع.

حرمة الأخذ من الشعر للمضحي

  • يوافق العديد من العلماء والفقهاء من المذهب الحنبلي والشافعي، وبعض السلف مثل ابن حزم وابن القيم، على أنه يحرم على من ينوي أن يضحي بعد رؤية هلال ذي الحجة أن يحلق شعره أو يقص أظافره حتى يقوم بالأضحية.
  • قال ابن قدامة إن من قص شعره بعد هلال شهر ذي الحجة وقبل أن يضحي، فإنه لا يلزمه فدية، سواء قام بذلك عن عمد أو نسيان.

الشروط التي يجب توفرها في المضحي

هناك العديد من الشروط التي يجب أن تتوفر في الشخص الذي يقوم بالتضحية والتي يمكن معرفتها من خلال السطور القادمة:

  • يجب أن يكون المضحي مسلما، فلا يمكن للمضحي أن يكون كافرا أو مشركا بالله سبحانه وتعالى، فهذا هو الشرط الأساسي للمضحي.
  • لا بد من أن يقدم المضحي نية للأضحية، حيث لا يمكن أن يكون هناك أضحية بدون نية، لأن الذبح يمكن أن يتم لأغراض أخرى غير الأضحية، لذلك يجب على المسلم أن يقدم نية للأضحية.
  • يجب أن يكون المضحي حرا، وليس عبدا أو مستبدا أحدا أن يكون مسلما يتمتع بكامل حريته.
  • يجب أن يكون المضحي بالغا، ولكن تنتشر الشائعات في هذا الشأن حيث يرون الشافعية والحنابلة أنه لا يمكن أن تكون الأضحية في مال الصغير، ولكن الحنفية والمالكية يرون أنه من المستحب أن تكون الأضحية من مال الصغير.
  • يجب أن يكون لدى المضحي القدرة المادية الكافية التي تمكنه من إجراء الأضحية، ولا ينبغي أن يكون هذا المال مخصصا لأغراض أخرى، وإذا كان الشخص فقيرا فليس عليه واجب أن يضحي.

شروط إباحة الأكل من الأضحية

اتفقت المذاهب الحنفية والحنبلية والمالكية على أنه يجب ذكر اسم الله عند ذبح الحيوان، حيث ذكر الله تعالى في قوله: (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه، وإنه لفسق)

  • لا يجب أن يتم استهلاك الأضحية دون تسميتها، ومن الممكن أن يتم تركها بسهو، حيث أن المسلم لا يعاقب على السهو والنسيان، فهو أمر من عند الله -سبحانه وتعالى-، ولكن يعتقد الشافعية أن التسمية هي سنة عند ذبح الأضحية.
  • يمكن استدلال ذلك من خلال الحديث الذي رواه ابن عمر رضي الله عنه، وقد جاء فيه أن جارية لكعب بن مالك كانت ترعى غنمه في الجبيل الواقع في السوق، وهو يمتلك سلعا، وأصابت شاة فكسرت حجرا وذبحتها به، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فأمرهم بأكلها.
  • ذهب الإمام ابن تيمية إلى أن التسمية على الذبيحة شرط أساسي لأكلها، ولا يمكن تجاوزها سواء بالسهو أو الجهل أو القصد.

ما يجزئ في الأضحية

يمكن أن تجزئ الأضحية في بهيمة الأنعام: تشمل الإبل والغنم والبقر، ويمكن أن تذبح الجذعة من الضأن، وتختلف حسب نوع الحيوان.

  • الجذعة تختلف عن الغنم، فالجذعة تكمل أربع سنوات وتدخل السنة الخامسة، أما الغنم فتنتهي بعد ستة أشهر وتدخل الشهر السابع، أما البقرة فتكمل سنتين وتدخل السنة الثالثة.
  • ومع ذلك، في حالة الماعز والبقر والإبل، يسمح بتقسيم الثنية، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تذبحوا إلا مسنة، إلا إذا كان ذلك صعبا عليكم، فتذبحوا جذعة من الضأن).
  • إذا رغبت مجموعة من الأشخاص في المشاركة في ذبحة واحدة، فإن ذلك مسموح في حال الإبل والبقر، حيث يمكن تجزئتها إلى سبعة أشخاص. وقد قال جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-: “خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مهلين للحج، فأمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نشترك في الإبل والبقر، حيث يشترك سبعة منا في ذبحة واحدة.
  • يمكن تجزئة الشاة لشخص واحد فقط، ولكن يمكن لأشخاص آخرين أن يشتركوا في ثيابها، كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما قام بالتضحية بكبشين، حيث قال: “اللهم تقبل من محمد، وآل محمد، ومن أمة محمد، ثم ضحى به”.
  • قام العلماء بمقارنة جميع أنواع الأضاحي، حيث اعتبر كل من المذاهب الشافعية والحنفية والحنابلة أن أفضل أنواع الأضاحي هي البدنة، ثم البقرة، وثم الشاة، ويمكن للأشخاص أن يشتركوا في جزء من البقرة.
  • يمكن استنتاج أن البدنة هي أفضل نوع من الأضاحي، حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم البدنة هي الأفضل في حديثه عن فضل يوم الجمعة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح، فكأنما قد قرب بدنة).
  • تعتبر هي واحدة من أثمن الأضاحي، وأفضلها في اللحم. ولكن حسب المذهب المالكي، الأفضل لديهم هو ذكور الغنم، ويشمل الضأن والماعز. وقد ذهب المليكة إلى أن الضأن هو الأفضل للاضحية بين الضأن والماعز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى