الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

حكم من نوى الاضحية ولم يضحي

حكم من نوى الاضحية ولم يضحي

تعتبر الأضحية سنة مؤكدة عند نبي الله صلى الله عليه وسلم، فهي ركيزة أساسية من ركائز الدين الإسلامي الحنيف. قال العديد من العلماء والفقهاء وأهل العلم إن الأضحية واجبة على كل مسلم يمتلك القدرة المالية ويستطيع تلبية شروط الأضحية.

  • عندما ينوي شخص أن يضحي، ولكن حدثت بعض التغيرات والظروف التي منعته من تنفيذ الأضحية، ففي مثل هذه الحالة لا يتوجب عليه فعل أي شيء عند الرجوع عن قراره
  • إذا قام المسلم بتحديد واختيار ضحية ونوى ذبحها، فيجب عليه أن يقوم بذبحها ولا يمكنه التراجع عن ذلك مهما كانت الظروف تتطلبها.
  • إذا اشترى المسلم الأضحية من البهيمة، أو البقرة، أو الغنم، أو الضأن، ولكن لم يقم بتعيينها أضحية، انتشرت الأقوال حول ما إذا كان واجبا عليه ذبح تلك الأضحية أم لا، ولكن من المتفق عليه أنه يجب ذبحها.
  • إذا اكتفى الشخص بالنية فقط ولم يقم بشراء الأضحية، أو إذا حدثت بعض الظروف التي عاقته عن ذلك، فليس عليه أي ذنب.

حكم من ترك الأضحية وهو قادر عليها

تختلف الكثير من الآراء والأقوال حول حكم ترك الأضحية، ويمكن توضيح ذلك على النحو التالي:

  • يقول بعض العلماء ورجال الدين إن الأضحية هي سنة مستحبة عند الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولكنها ليست واجبة على المسلمين، ويقولون إن من ترك الأضحية وهو قادر عليها لا يتحمل إثما أو ذنبا، ولا يجب القيام بالقضاء.
  • قال البعض الآخر ومنهم النخعي: من واجب المسلم القادر والذي لديه ما يكفي من المال أن يقوم بالأضحية.
  • يؤكد الإمام الشافعي أن الأضحية هي سنة وليست واجبة على المسلمين، ويستدل على ذلك بالكثير من الأحاديث التي نقلت عن الرسول الكريم.
  • ذكر في بعض الأحاديث أن بعض الصحابة مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب – رضي الله عنهما – لم يقموا بالأضحية، وذلك لتأكيد أنها ليست واجبة وخوفا من أن يعتقد الناس أنها واجبة عليهم.
  • فالذين لا يضحون بأضحية ليس عليهم إثم أو فداء.
  • اتفق العديد من العلماء والفقهاء على أن الأضحية تعد سنة مؤكدة وليست واجبة، ولكن الكثير منهم يرون أن ترك الأضحية في حالة القدرة على القيام بها مكروه.
  • إذا كان الشخص ثريا ولديه ما يكفي من المال، حيث لا يتسبب ذبح الأضحية في ضيقه المادي أو يعوقه، فهذا أمر مكروه.
  • إذا لم يقم بذبح الأضحية المفروضة عليه في الحج، يصبح ذلك دينا عليه ويجب عليه أن يقوم بها ويجب عليه أن يقضيها.

هل تجزئ الأضحية عن المضحي وأهل بيته

يجب أن يقسم الأضحية بين صاحبها وعائلته بما في ذلك زوجته وأبنائه الذكور والإناث غير المتزوجين الذين يعيشون معه في نفس المنزل، وذكر في الحديث الشريف عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قائلا:

  • (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بذبح كبش معين ذو قرون سوداء، وتوزيعه في أهل البيت، وهذا هو دليل قاطع على أن الأضحية تكون ملكا لصاحبها ولأهل بيته، وليس من الضرورة أن يشارك أفراد الأسرة في الأضحية، فإذا كان يمتلكها، فإنه يضحي بها لنفسه ولأهل بيته.
  • الاشتراك في الأضحية من أهل البيت بما في ذلك الزوجة والأبناء ليس واجبا، ولم يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  • قال الإمام مالك في هذا الصدد: إذا اشترى الرجل أضحيته بنفسه أو من ماله وذبحها نيابة عن نفسه وأفراد أسرته الذين يعيشون معه في نفس المنزل، فإن هذا الأمر جائز.
  • تحدث العديد من العلماء عن هذا الموضوع بأنه يجوز للرجل أن يضحي عن أهل بيته ونفسه، وليس من الواجب أن يشارك أهل البيت في تلك الأضحية، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.

شروط صحة الأضحية

الأضحية هي الحيوان الذي يقوم الإنسان بذبحه في يوم النحر، ويشير يوم النحر إلى عيد الأضحى المبارك. ثم يأتي ثلاثة أيام من أيام التشريق، يتم فيها ذبح الأنعام للتقرب من الله تعالى واتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. هناك بعض الشروط والأحكام التي يمكن أن تكون على النحو التالي:

امتلاك المضحي للأضحية

  • من الضروري أن يكون هناك شخص يضحي بالأضحية، ولكن يجب أن تكون الأضحية غير مسروقة ولا يجب أن يتم شراؤها بأموال حرام، ولا يجب أن يكون الشخص قد امتلكها بعقد غير صحيح، فإنها لا تصح، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”.
  • يجب الحذر الكبير في اختيار الأضحية الصحيحة، لأن الهدف الأساسي لهذا العمل هو التقرب من الله عز وجل، لذلك يجب على المسلم تقديم الأضحية وفقا للشروط التي تم تحديدها بشكل شرعي.

النية عند الذبح

  • تعتبر النية شرطا أساسيا عند ذبح الأضحية، حيث تؤكد النية ما إذا كان الذبح للقرب ورضا الله -عز وجل- أم لأسباب أخرى.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الأعمال بنياتها، ولكل إنسان ما نوى).
  • اتفق علماء الحنابلة والشافعية والمالكية على أن الأضحية يجب ذبحها، ولكن الحنفية تخالفهم وتقول أنه يجب شراء الأضحية بنية الذبح.
  • يعتقد الشافعية والحنابلة أنه يجب على المضحي أن يتعهد بالتضحية بقلبه ولسانه، حيث تتم التعهدات بالقلب بشكل أساسي، ويكون اللسان دليلا على هذه النية.
  • يفضل على المضحي أن يمتنع عن قص شعره أو أظافره في عشر ذي الحجة، حتى ينتهي من التضحية، ولكن هذا ليس شرطا أو واجبا، بل هو مستحب.

ما يجزئ في الأضحية

  • في حالة الأغنام والإبل والبقر، يمكن تقسيم الثنية، وقد ذكر ذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: “لا تذبحوا إلا مسنة، إلا إذا كان ذلك صعبا عليكم، فتذبحوا جذعة من الضأن”. ومن الممكن أن يشترك عدد من الأشخاص في أضحية واحدة فقط، وهذا مسموح في حالة البقر والإبل، حيث يمكن أن تكون كافية لسبعة أفراد، كما ذكر جابر بن عبدالله رضي الله عنه: “خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجتنا: فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نشترك في الإبل والبقر، حيث يشترك سبعة منا في بدنة واحدة.
  • الشاه لا تجوز إلا لشخص واحد فقط، ويمكن لأحد آخر أن يشترك في ثوبها، وهذا ما فعله نبي الله صلى الله عليه وسلم عندما ضحى بكبشين وقال: “اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد، ثم ضحى به.

السلامة من العيوب

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يجوز للضحايا: العوراء أن تظهر عورتها، والعرجاء أن تظهر عرجها، والمريضة أن تظهر مرضها، والعجفاء التي لا تنقي)”. هناك العديد من العيوب التي ذكرها العلماء، وفي هذه الحالة، لا يجوز التضحية بها، ومن هذه العيوب:

  • أن تصاب بمرض يؤثر على لحمها أو يضعفها، في هذه الحالة يكون لا يمكن تقسيمها.
  • إذا كنت مصابا بالجرب أو تعاني من الجرب بأي شكل من الأشكال، سواء كان ذلك بشكل طفيف أو شديد، فإنه لن يجزئ.
  • أن تكون الأضحية عمياء أو عوراء، أو تكون عجفاء وفقدت عقلها، أو الثولاء وهي مجنونة، أو المقطوعة أذنها، أو المأكولة جزئيا، أو المولودة ولادتها تعسرت واستفاقت وذهب الخطر عنها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى