الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

حكم التلبية في الحج والعمرة

تعريف التلبية في اللغة والشرع 

  • تعريف التلبية في اللغة: تأتي من الفعل “لبى” وتعني الاستجابة للنداء، ويشير هذا المصطلح إلى الإقامة على الطاعة 
  • التلبية اصطلاحا: تعني قول الشخص بعد الدخول في إحرام الحج أو العمرة: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك؛ إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك” 
  • التلبية شرعًا: المقصود بكلمة “تلبية” هو رفع الصوت بذكر اسم الله سبحانه وتعالى وقول المحرم: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك؛ إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك 

حكم التلبية في الحج والعمرة 

  • اتفق الفقهاء على أن حكم التلبية في الحج والعمرة هو سنة في الإحرام، ومن بين الفقهاء الذين اتفقوا على هذا الرأي: المذهب الحنبلي، الشافعي، والشيخ الجليل ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله 
  • هناك من يقول أنها ركن من أركان الإحرام وذلك حسب مذهب الأحناف وبعض أهل العلم، ولكن المرجح أنها سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • كما اتفقت جميع المشايخ على أن زيادة التلبية في الحج والعمرة أمر مستحب، واستدل على ذلك من السنة النبوية والأحاديث التالية: 

عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: 

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا الله، أنا هنا لخدمتك، لا يوجد شريك لك، أنا هنا لخدمتك، كل الشكر والنعمة والملك لك، لا يوجد شريك لك، لا يوجد شيء يزيد على هذه الكلمات. وكان عبد الله بن عمر يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين عند مسجد ذي الحليفة، ثم يقول هذه الكلمات. وكان عمر بن الخطاب يقول: كان عمر بن الخطاب يقول هذه الكلمات عند استقبال رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة، ويقول: يا الله، أنا هنا لخدمتك، لا يوجد شريك لك، أنا هنا لخدمتك، كل الخير في يديك، أنا هنا لخدمتك، وأرجو رضاك والعمل”. أخرجه البخاري بتفصيل بسيط 

والحديث الذي رواه عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال:

أن عبد الله قد استجاب عندما طلب منه الخروج من الجمعة، وقيل له: هل أنت عربي؟ فقال عبد الله: هل نسيت الناس أم ضللوا؟! سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة يقول في هذا المكان: إنني هنا يا الله، إنني هنا يا الله

أقوال العلماء في حكم التلبية 

هناك العديد من الأقوال التي ذكرها العلماء في حكم التلبية في الحج والعمرة ومن أبرز ما ذكروه ما يلي: 

قول الشيخ ابن عثيمين:

  • “التلبية سنة للرجال والنساء وهي: نحن هنا، يا الله، نحن هنا، لا يوجد شريك لك، نحن هنا، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا يوجد شريك لك. وعند ذكر نسكه إذا كان يعتزم العمرة أو الحج، فإنه يقول مع التلبية: نحن هنا لأداء العمرة إذا كان يعتزم العمرة، أو نحن هنا لأداء الحج إذا كان يعتزم الحج، أو نحن هنا لأداء العمرة والحج إذا كان يعتزم الحج بناء على القرآن. ويجب على الرجل أن يرفع صوته أثناء ذلك، أما المرأة فلا ترفع صوتها خوفا من الفتنة

قول الشيخ ابن باز:

  • إذا كان الشخص نوى العمرة عند إحرامه ولكن نسي التلبية وهو في حالة العمرة، فإن حكمه يكون مثل حكم الشخص الذي أدى التلبية، فيقوم بالطواف والسعي ويقصر ويتحلل، ويجوز له أداء التلبية أثناء الطريق، وإذا لم يؤدي التلبية فلا يكون عليه شيء، لأن التلبية هي سنة مؤكدة

قول الحافظ بن حجر:

  • “فيها مَذَاهِبُ أَرْبَعَةٌ يُمْكِنُ تَوْصِيلُهَا إِلَى عَشْرَةٍ الْأَوَّلُ: هذه سنة لا ينبغي تجاهلها، وهذا هو رأي الشافعي وأحمد. والثانية: واجبة ويجب تجاهلها، كما ذكره الماوردي عن ابن أبي هريرة من الشافعية، وقد وجد الشافعي دليلا عليها، وذكره ابن قدامة عن بعض المالكية والخطابي عن مالك وأبي حنيفة

ما هو حكم الدعاء بعد التلبية في الحج والعمرة 

حكم الدعاء بعد التلبية في الحج والعمرة هو سنة عن رسول الله، وهو أمر مستحب كما كان يفعل رسول الله. يفضل أن تدعو الله للجنة وتستعيذ به من النار بعد التلبية. وقد ذكر في الصحيح أن النبي كان يسأل الله الرضوان والمغفرة ويستعيذ من النار بعد تلبيته. وقد قال ابن قدامة في المغني: “عندما تنتهي من التلبية، صل على النبي وادع ما تحب من خير الدنيا والآخرة”. والله أعلم 

إضافة إلى الحديث النبوي الذي رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “جعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فظل واقفا حتى غربت الشمس” 

حكم تأخير التلبية بعد الإحرام 

القول المقبول عند الفقهاء هو أنه ليس هناك مانع عند المسلم في تأخير الإجابة بعد الإحرام، حيث أنها سنة وليست فرضا، أي أنه إذا أحرم المسلم ونوى الحج أو العمرة، فمن الشرع أن يجيب كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا لم يجب أو أخر التلبية، لا يوجد مانع أو ضرر، وأفضل وقت للبدء في الإجابة هو بعد ركوب الدابة والإعلان عن الذهاب إلى الحرم، والنية الأساسية هي في القلب والله أعلم

حكم التلبية في غير الحج 

توافق جميع الفقهاء والعلماء على أن التلبية خارج أوقات الحج والعمرة غير جائزة، فهي جزء من الشعائر الدينية المرتبطة بموسم الحج والعمرة، ولا يشرع التلبية إلا في هذا الوقت، أما الدعاء فهو مستحب في أي وقت 

تقوم هذه العبادة في يوم عرفة وأيام الحج والعمرة. وقد فسروا أهل العلم التلبية بأنها إجابة لدعوة نبي الله إبراهيم الخليل عندما أمر الناس بأداء الحج. لذلك، فإن هذه العبادة مشروعة في وقت معين فقط، وهو وقت التلبية في الحج والعمرة. والدعاء في هذه الأيام مستحب للحجاج وغيرهم، وإجابته مرهونة برضا الله وتوفيقه. والله أعلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى