الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل يجوز الزواج من أخت الزوجة بعد طلاقها ؟

هل يجوز الزواج من أخت الزوجة بعد طلاقها ؟

  • أوضح الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه في حالة طلاق الرجل من زوجته وانتهاء العدة، لا يوجد أي مانع شرعي لزواج الأخت بطليق أختها، ولكن يجب مراعاة الأثر النفسي في الأسرة والضرر الذي قد يحدث بين الأختين. كما يجب مراعاة عدم وجود خلل في الأسرة، لأن ذلك أمر غير لائق وغير جائز شرعا. ويجب أيضا مراعاة العرف الاجتماعي في هذه المسائل، وقد صرح بذلك خلال برنامج “فتاوى الناس” على قناة البث الفضائي الناس.
  • سئل الإمام ابن باز في هذا السياق عن سؤال كهذا، رجل تزوج من فتاة ثم طلقها، وتزوجت طليقته بآخر، ويرغب الآن في الزواج من أخت طليقته، وبعض الأشخاص قالوا له إن هذا الفعل محرم، فهل هو جائز؟ فأجاب الإمام ابن باز موضحا، إذا طلب الشخص امرأة وانتهت فترة عدتها، فإنه يجوز له أن يتزوج أختها وخالتها وعمتها، ولكن بعد انتهاء فترة العدة وليس قبل ذلك، فإذا لم يكن هناك منع شرعي بينهما، فإنه يجوز لهذا الرجل أن يتزوج أختها.
  • قدم الشيخ أحمد شريف النعسان بعض التفاصيل في هذا الوضع ونفى آراء الأئمة الأربعة. وأقر بأن الجمهور من الفقهاء يحرم الزواج بين الأختين إذا كانت إحداهن في عصمتها. وفي حالة طلاق الزوج لزوجته، يرون الحنفية والحنابلة أنه لا يجوز الزواج من أخت الزوجة المطلقة حتى ينتهي عدتها، سواء كان الطلاق رجعيا أو بائنا. وذكر الشافعية والمالكية أن الزواج من أخت الزوجة المطلقة طلاقا رجعيا مقبول شرعا حتى ينتهي عدتها. أما إذا كان الطلاق بائنا، فللزوج حق الزواج من أخت طليقته حتى قبل نهاية عدتها.
  • بناء على ما سبق، يجوز للرجل أن يتزوج أخت زوجته المطلقة مباشرة إذا لم يكن هناك خلوة شرعية صحيحة، وإذا كانت هناك خلوة شرعية صحيحة، فلا يجوز له الزواج بأخت طليقته حتى تنتهي عدتها.

هل يجوز زواج الرجل من أخت زوجته بعد وفاتها ؟

أجاب الشيخ محمد عبد السميع على هذا السؤال موضحا أنه يجوز للأرملة أن تتزوج من أخت زوجها المتوفى، إذا لم يكن هناك مانع شرعي لزواجها منه.

أجاب الإمام ابن باز في هذا السياق، موضحا أنه في حالة وفاة الزوجة، يجوز للزوج أن يتزوج أختها أو عمتها أو خالتها على الفور، حتى لو كان بعد يوم أو يومين من وفاتها، وأوضح أن الزواج ينتهي بالموت، وبالتالي لا يوجد مانع للزوج للزواج من شقيقة زوجته المتوفاة أو عمتها أو خالتها مباشرة بعد الوفاة.

لماذا حرم الله زواج أخت الزوجة ؟

حظر الله الزواج بين أختين لأنه مهما كانت العلاقة المحبة والأخوية بينهما، دائما سيكون هناك شعور بالغيرة بينهما، والأساس في الزواج هو الاستقرار والمحبة والألفة، وطبيعة المرأة تجعلها ترغب في أن يكون زوجها لها فقط، ولا تقبل فكرة وجود شريك آخر في حياتها الزوجية، وسيكون الأمر صعبا إذا كانت الشريكة الزوجية هي أختها.

من المتوقع حدوث انقطاع بين الأختين، مع وقوع العديد من الاشتباكات والصراعات وما شابه ذلك، مما قد يجعل حياة الزواج تتحول إلى جحيم وتتلاشى المودة بينهما، وستنشأ العديد من المشاكل والفتن في الأسرة الواحدة، ولذلك حظر الله القرابة بين الأختين تجنبا لكل هذه المشاكل والانقطاع.

دليل على تحريم أخت الزوجة

الله- جل في علاه- حرم الجمع بين الأختين بطريقة صريحة، ولا يوجد خلاف في هذا الحرمان. وقد ذكر ذلك في قوله- تعالى- 🙁حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما سبق ذكره ۗ إن الله غفور).” (سورة النساء الآية 23)

هل يجوز الزواج من أخت الزوجة بعد طلاقها عند الشيعة ؟

قال السيد علي الحسيني السيستاني، أعلى مرجع ديني للشيعة، إنه يحرم بشدة جمع الأختين معا، فإذا تزوج الرجل إحداهن، يكون الزواج محظورا على الأخرى طالما أن الأولى لا تزال متزوجة وملتزمة بعقدها الزوجي. وإذا تمت عقود الزواج على الأختين في نفس الوقت، بوجود نفس الرجل، يلغى الزواج ولا يوجد فرق بين الزواج الدائم والمؤقت في هذا الأمر.

وفي حالة طلق الرجل زوجته رجعيا، يحظر عليه أن يتزوج أختها خلال فترة العدة، أما إذا كان الطلاق بائنا فهو مسموح له بذلك دون الانتظار للعدة

حكم من زنى بأخت زوجته

يجيب الإمام ابن باز على هذا الموضوع ويقدم لنا العديد من الآراء ويوضح ما يلي.

في حالة جهل الرجل بزوجته وعقد القران بينهما، وإدخال أختها عليه دون قدرة العريس على معرفة زوجته، فإن العريس يظن أنها هي، وبالتالي يكون الحكم كالتالي.

  • إذا حصلت حادثة تجعل الزوجة تظن أنها نفسها التي تعاقد عليها، فلا إثم على الزوج، وإذا حملت أخت الزوجة في تلك الحالة، فإن المولود يعتبر ابن أبيه، لأن الزوج قام بهذا الفعل بشبهة، وهو مبرر في ذلك، ويشير الإمام إلى الحكم لأولئك الذين يدخلون أختهم على زوج أختهم، فإذا كان ذلك بالخطأ، فلا إثم عليهم، وفي حالة نية متعمدة لذلك، فعليهم الإثم، ويجب عقابهم على ذلك، وفي هذه الحالة، الزوج مخير فيما يشاء، إما أن يطلق أخته ويتزوج الزوجة الأولى التي عقد عليها، وفي هذه الحالة، الزوجة الأولى غير ملتزمة، أو أن يطلق الزوجة الأولى ويتزوج أختها التي أدخلت عليه، وإذا شاء ترك الزوجة التي دخل بها لأنها غير زوجة، ويبقى الزوجة الأولى التي عقد عليها، وليس للزوج في الزوجة التي دخل بها أي حق، لأنها موطوءة بشبهة، وليست عمدا.
  • أما بالنسبة للدخول إلى زوج أختها قبلها، فإن حكمها هو حكم الزانية، وتعاقب عليها بحد الزنا، ويعتبر الرجل معذورا بسبب جهله والتباسه.

هل يجوز الجمع بين المرأة وابنة أخيها

أقرت الإفتاء المصرية أنه غير جائز أن تتزوج المرأة بابن أخيها، وتم إشارة ذلك إلى كتاب “التنوير” و”شرحه” بسبب حظر الزواج بين المحارم، وذلك حتى بعد طلاق نهائي.

المحارم على كل رجل وامرأة

ذكر القرآن الكريم المحارم بين النساء والرجال، وذكر محارم النساء من الرجال كما صرح الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – حيث قسم محارم المرأة بالرجل إلى ثلاثة أنواع، وهي النسب والرضاع والمصاهرة، وسنذكرها لكم على النحو التالي.

  • محارم المرأة من النسب هم: الأب والابن والأخ والعم وابن الأخ وابن الأخت والخال.
  • محارم المرأة من الرضاع هم: الأخ المرضع والعم المرضع والخال المرضع وابن الأخ المرضع وابن الأخت المرضع.
  • محارم المرأة من المصاهرة هم: أبو زوج المرأة وابن زوج المرأة وزوج أم المرأة وزوج بنت المرأة.

كما ذكر القرآن بوضوح – كما ذكرنا في آية سورة النساء – محارم الرجل من النساء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى