هل يجب رفع اليدين عند الدعاء
هل يجب رفع اليدين عند الدعاء
رفع الأيدي في الدعاء هو أحد أسباب استجابة الدعاء في أي مكان، ويرجع ذلك إلى حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين قال: (إن الله حي كريم يستحي إذا رفع الرجل إلى الله يديه أن يردهما صفرا خائبتين) (حديث صحيح). لذا فإن رفع الأيدي في الدعاء هو أحد أسباب استجابة الدعاء، ما لم يرفع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يديه في بعض المواضع التي لم يدع فيها، ومن بين تلك المواضع التالية.
مواضع منع رفع اليدين في الدعاء
- عندما يستسقي رسول الله- ﷺ- لا يرفع يديه.
- إذا دعا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بين السجدتين لم يرفع يديه.
- إذا دعا قبل السلام في آخر التشهد، لا يرفع يديه -صلى الله عليه وسلم-.
- عندما كان يتذكر الأذكار الشرعية بعد الصلوات الخمس لم يرفع يديه.
يجب علينا أن نرفع أيدينا في الدعاء في المواضع التي ذكر فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يرفع يديه فيها، ويمكننا أيضا رفع الأيدي كوسيلة لاستجابة الدعاء، إذا لم يثبت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما إذا كان يرفع يده في تلك المواضع أم لا.
كيفية رفع الكفين في الدعاء
يتم رفع اليدين في الدعاء ، وذلك عن طريق جمع الكفين أمام الوجه عند النطق بصيغة الدعاء ، وتنص سنة رسول الله – ﷺ – على رفع الكفين سواء كانت منفصلة أو ملتصقة ، أو حتى إذا كانت أصابع اليد أعلى من راحتها ، أو إذا كانت متساوية ، والأهم من ذلك أن يقوم المسلم بتوجيه بطون يديه (راحة اليد) نحو السماء ، وأن يجعل ظهر يده نحو الأرض.
- يمكن جمع اليدين معا أو فصلهما، سواء كان الوجه قريبا أو بعيدا، وذلك لغرض الانتهاء من الدعاء، ثم يتم مسح الوجه براحة اليدين بكاملهما.
- يمكن تقبيل اليدين بعد الانتهاء من الدعاء ومسح أكبر جزء ممكن من الجسم براحة اليدين، وهذا يعد سنة عن رسول الله- ﷺ- وذكرت أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع كفيه وينفث فيهما ويقرأ فيهما سورتي الإخلاص والفلق والناس ثم يمسح بهما جسده ثلاث مرات.
- يمكن أيضا رفع اليدين مع الساعدين والذراعين إلى السماء، حتى يظهر الإبط، وهذا ما ذكرته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
- لقد ثبت أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يتوجه نحو القبلة عند الدعاء، وكان يمد يديه وذراعيه نحو السماء، وذلك وفقا لحديث ابن عباس – رضي الله عنه – عن عمر بن الخطار – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، حيث كان يدعو في غزوة بدر أن ينصر الإسلام والمسلمين، وكان يرفع يديه متجها نحو القبلة، وكان يرفع يديه حتى يسقط رداؤه عن كتفيه.
رفع السبابة في الدعاء
يذكر في بعض المواضع أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يرفع إصبعه السبابة في يده اليمنى عند الدعاء، وتم ذكر ذلك في صحيح الأثر. أفاد حصن بن عبد الرحمن السلمي بأن بشر بن مروان رفع يديه يوم الجمعة على المنبر، فسبه عمارة بن روبية الثقفي وقال: “لم يزد عن هذا رسول الله” وأشار بإصبعه السبابة. (سند صحيح).
- كما أن رسول الله- ﷺ- نهى عن رفع أصبعين خلال الدعاء- أي سبابة اليد اليمنى وسبابة اليد اليسرى-، وجاء ذلك في حديث عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: (إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رأى رَجُلًا يَدعو هكذا بإصبَعَيْهِ يُشيرُ، فقال: أَحِّدْ أَحِّدْ.) (حديث صحيح).
- إذا كان من الصعب استخدام الإصبع الأوسط الأيمن – وهو الأفضل – فمن المقبول رفع إصبع اليد اليسرى، المهم أن يتم استخدام إصبع واحد فقط.
- كما أنه لا يجب على المسلم أن يحرك إصبعه السبابة أثناء رفعها في الدعاء، وذلك كما ذكره عبد الله بن الزبير- رضي الله عنهما- حيث قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يشير بإصبعه عند الدعاء، ولكنها لا تتحرك) (حديث صحيح).
الرفع ببطن أو ظهر الكفين في الدعاء
سبق أن ذكرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستقبل القبلة ويرفع راحة يده إلى السماء واليد تظهر للأرض، ولكن هل يجوز للمسلم أن يرفع ظهر كفيه في الدعاء؟ والجواب عن هذا السؤال مذكور في حديث صحيح للمسلم، حيث ذكر أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “إن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى، فأشار بظهر كفيه إلى السماء” (حديث صحيح).
- وفي شرح هذا الحديث، ذكر الإمام النووي – رحمه الله – أن السنة في كل دعاء يهدف إلى رفع البلاء مثل القحط ومحوه هو رفع اليدين وجعل ظهر كفي اليدين إلى السماء، وأنه عندما يدعو الرسول الله – صلى الله عليه وسلم – لطلب شيء وتحقيقه، يضع راحة اليد إلى السماء.
مواضع رفع اليدين في الدعاء
تم ذكر العديد من المواضع عن النبي- ﷺ- بأنه كان يرفع يديه أثناء الدعاء، ويجب علينا أن نتبع هديه- ﷺ- وأن نقوم بالقيام بسنته كما جاءت عنه، والأفضلية لنا في رفع أيدينا أثناء الدعاء في هذه المواضع، ومن بينها ما يلي.
رفع اليدين بالدعاء عند زيارة المقابر
عندما يذهب رسول الله – ﷺ – إلى البقيع، يرفع يديه في الدعاء للمسلمين، وذلك وفقا لحديث أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – حين تحدثت عن ذهاب رسول الله – ﷺ – إلى البقيع للدعاء لأرواح المسلمين المتواجدين هناك، وكان يرفع يديه وذراعيه إلى السماء.
رفع اليدين بالدعاء عند صلاة الاستسقاء
ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يرفع اليدين في الدعاء أثناء صلاة الاستسقاء، وعندما يكون الإمام، ولم ينه المصلين عن ذلك، لذلك يجوز رفع اليدين في الدعاء أثناء صلاة الاستسقاء، وذكر ذلك في رواية أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (جاء رجل عربي من أهل البادية إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الجمعة، فقال: يا رسول الله، تهلك الماشية، تهلك العائلات، تهلك الناس، فرفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يديه في الدعاء، ورفع الناس أيضا أيديهم في الدعاء، ولم نخرج من المسجد حتى أمطرنا) (حديث صحيح).
رفع اليدين بالدعاء في خطبة الجمعة
كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يرفع سبابته اليمنى أثناء الدعاء في خطبة الجمعة على المنبر. ذكرت ذلك في حديث عن عمارة بن رويبة – رضي الله عنه – الذي قال: “رأيت بشر بن مروان يرفع يديه على المنبر، فقال: قبح الله هاتين اليدين! لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا، وأشار بإصبعه المسبحة.” (حديث صحيح).