المناهج التعليمية

ماذا يسمى من يُظهر الإيمان ويبطن الكفر

ماذا يسمى من يُظهر الإيمان ويبطن الكفر

نقدم لكم الإجابة على سؤال مهم ومتداول في المناهج التربوية في المملكة العربية السعودية، وبالأخص في مادة التربية الإسلامية والتلاوة، وهذا السؤال هو من يسمى بمظهر الإيمان والكفر الخفي.

  • والإجابة تكمن في أن من يظهر الإيمان ويخفي الكفر هو المنافق، وتعريف النفاق في الشرع هو ظهور الإسلام وإخفاء الشر والكفر
  • ويمكن تقسيم النفاق إلى نوعين وهما النفاق الاعتقادي والنفاق العملي، وذكر الله تعالى في كتابه بعض الآيات التي تتحدث عن هذا الموضوع، حيث قال: “ألا تتحذرون؟ وإذا سألتهم قالوا إنما كنا نلعب ونخوض، قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم، إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين، المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويتقبضون أيديهم، نسوا الله فنسيهم، إن المنافقين هم الفاسقون، وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها، هي مأواهم ولعنهم الله وعذابهم مستمر

تعريف النفاق الاعتقادي

النفاق الاعتقادي هو النفاق الأكبر، حيث يظهر الشخص إسلامه ويخفي الكفر بداخله، يجب أن نذكر أن هذا النوع من النفاق لا يعتبر جزءا من الدين بشكل كامل، مثل الكفر والاستهزاء بالدين والسخرية من أهله وميله لأعداء الدين وعدم الإيمان، يجب أن لا يتهم أحد بهذا النفاق إلا إذا شهد عليه الوحي، لأنه من أعمال القلوب التي لا يعلمها إلا الله.

النفاق العملي

وهذا النوع من النفاق هو الكفر الأصغر، وهو أن يمارس الإنسان بعض الأعمال التي تعتبر من أعمال المنافقين، وذلك بالرغم من وجود الإيمان في قلبه، مثل الخيانة وترك الصلاة رغم أنها مفروضة، وعدم الوفاء بالوعد، ولكن هذا النوع من النفاق لا يؤدي إلى الخروج من الدين، حيث يجتمع في الإنسان صفات متناقضة في آن واحد، فتتجمع الإيمان والنفاق والمعصية والطاعة في قلبه، والشخص الذي يمارس هذا النوع من النفاق يستحق العقاب، ولكنه لن يبقى في النار إلى الأبد إذا دخلها، فإن المؤمن ينقص من إيمانه في هذا النوع من النفاق ولكن يبقى لديه أصل الإيمان.

صفات المنافقين

بعد أن ذكرنا لكم الإجابة على ماذا يسمى من يظهر الإيمان ويبطن الكفر، سنذكر أيضا صفات المنافقين، ومن المعروف أن النفاق من أكبر المخاطر التي واجهت الأمة الإسلامية عبر الزمن، ولذا فإن الله عز وجل وعدهم بالعذاب العسير في يوم القيامة، وسيكونون في أدنى درجات النار، وذلك لأنهم أشر من الكافر الصريح، ولأنهم لا يظهرون ما في قلوبهم، بل يتعاملون في الخفاء، ويلبسون الأقنعة بمظهر الأصدقاء والإخوة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف “إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان”، وتتمثل صفات المنافقين فيما يلي:

الصفة الأولى: يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام

إن الله عز وجل قال في كتابه العزيز في سورة البقرة: “ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين”. يمكن أن نعتقد أن المنافقين هم من المؤمنين بسبب تصرفاتهم، ولكن الله كشف حقيقتهم ووضح موقفهم من الإسلام وقال: “وما هم بمؤمنين”. فالحقيقة أنهم كافرون ويكرهون الدين الإسلامي. هذه الآية الكريمة هي دليل قاطع على كذبهم فيما يدعون. وأيضا ذكر الله عز وجل دليلا على تكذيب المنافقين في سورة المنافقين حيث قال تعالى: “إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون”

الصفة الثانية: المكر والمخادعة

قال الله عز وجل من سورة البقرة:: المنافقون يخدعون الله والمؤمنين وأنفسهم، إنهم يظهرون الإيمان ويخفون كفرهم. يعتقدون أنهم يخدعون الله بسبب جهلهم، ويعتقدون أن ذلك سينفعهم في الدنيا. الله تعالى ذكر المنافقين أيضا في سورة المجادلة، حيث قال: “يوم يبعثهم الله جميعا سيحلفون له كما يحلفون لكم ويظنون أنهم على شيء، ولكنهم الكاذبون.

الصفة الثالث: قلوبهم مريضة

وصف الله عز وجل قلوب المنافقين بالمرض، فقد قال الله عز وجل في سورة البقرة “في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون” ويمكن أن يتجسد هذا المرض في الشك بمصداقية الدين الإسلامي وصلاحيته في الدنيا، وقد فسر ابن العباس الآية السابقة وقال إن في قلوبهم مرضا يعني الشك، وبعض المفسرين يرون أن في قلوبهم مرضا يعني الرياء، وتفسيرهم للآية يشير إلى عذاب أليم سيصيب أجسادهم وقلوبهم بسبب أفعالهم من الخداع والكذب على الناس

من صفات المنافقين التثاقل عن الصلاة وخاصة صلاتي

من صفات المنافقين أيضا التثاقل عن صلاة الفجر وصلاة العشاء. وقد أنزل الله تعالى آيات كثيرة توضح صفات المنافقين. وقد قال الله تعالى في سورة المائدة: “يا أيها الذين آمنوا، لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء، واتقوا الله إن كنتم مؤمنين. وإذا ناديتم إلى الصلاة، يتخذوها هزوا ولعبا، وذلك بسبب أنهم قوم لا يعقلون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى