الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما هو تحقيق التوحيد المستحب

ما هو تحقيق التوحيد المستحب

درجة التوحيد المستحب تعد أعلى في التوحيد، وهي الرغبة في التقرب إلى المولى – عز وجل – بكل الجوارح وكل إرادة القلب، وعدم الوقوع حتى في ارتكاب المكروهات. هناك بعض العلماء يعتقدون أنه لا يوجد توحيد مستحب وتوحيد مفروض، بل أن التوحيد واحد، ويجب أن نعبد الله فقط بإيمان بأنه الإله الحقيقي الذي لا يستحق أحدا سواه، ويجب أن نخلص في جميع أعمالنا.

يذكر البعض أن السبيل لتحقيق التوحيد المستحب هو التسبيح والاستغفار وذكر الله بكثرة سرا وعلانية، فالتوحيد المستحب يتجسد في قول (لا إله إلا الله)، والإنسان الموحد لله هو الذي يذكر الله في جميع التفاصيل مثل الأفعال والسلوك والنظر والأعضاء.

دليل تحقيق التوحيد المستحب

هناك العديد من الدلائل التي تشير إلى مدى تحقيق التوحيد المستحب، وتلك الدلائل هي كما يلي.

  1. التسبيح: يقوم الإنسان بتسبيح الله – عز وجل – بعد الانتهاء من الصلاة، وذلك بقول “سبحان الله” 33 مرة ثم “الحمد لله” 33 مرة ثم “الله أكبر” 33 مرة، ثم يختم هذا الذكر بقول “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير”، ولا يشترط ذكر الله بعد الصلاة فقط، بل يمكنك ذكره في أي وقت.
  2. تكبيرات العيد: تكبيرات العيد تعتبر من أعظم الدلائل على تحقيق التوحيد المستحب، وذلك عندما يكرر المسلم التكبيرات بصوت عال قبل صلاة العيد، وهي تقول: “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، نصر عبده، وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، لا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون).
  3. الآذان: يعد الآذان من أهم علامات تحقيق التوحيد، وتحديدا بوجود صوت المؤذن في أوقات الآذان المختلفة على مدار اليوم في المساجد.
  4. يضاف إلى ذلك بعض الأفعال التي يقوم بها الإنسان لربه، لابتغاء مرضاة الله، ومن بينها ما يلي.
    1. الإقبال على فعل المستحبات والسنن.
    2. الابتعاد عن المحرمات بأشكالها.
    3. الابتعاد عن ارتكاب المعاصي.
    4. يتجاوز تجنب الأشياء المكروهة ليشمل أيضا الأفعال الرحيمة.
    5. أن يكون القلب متعلقا بتقوى الله فقط، وأن يكون عامرا بالإيمان.
    6. إخلاص النية في كل شيء، والإقبال على كل الأفعال مستحضرا النية لله.

من المعروض يتبين لنا أن درجة التوحيد المستحبة تشمل كل أعمال الإنسان، سواء كانت كلاما أو أفعالا أو حتى أفكارا.

شروط تحقيق التوحيد في القلب

يعتمد التوحيد على 5 أركان رئيسية، وهذه الأركان هي كالتالي.

  1. حب الله: قال تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ۖ والذين آمنوا أشد حبا لله ۗ ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب) (سورة البقرة الآية: 165)، فإظهار الحب الشديد لله، وأنه لا يوجد حب سوى لله وحده، دون شريك أو حب آخر، هو ما يحبه عباده الصالحون.
  2. الانصياع أو الامتثال لله: وقال الله تعالى: عندما يقال لهم لا إله إلا الله كانوا يتكبرون. من آية 35 من سورة الصافات. فالطاعة لأوامر الله والامتثال لها يعتبر دليلا قويا على إيمان النفس بعبادة الله. فالإنسان لا يطيع من يكرهه، أو من يجهله، أو حتى من يستضعفه. ونعمل جاهدين لنحنذر الله من أن نكون من هؤلاء، لذلك يجب علينا أن نطيع أوامر الله.
  3. الاقتناع والإخلاص لله: قال الله تعالى: “وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. وذلك هو الدين الحق.” (سورة البينة الآية: 5). فالإخلاص لله في جميع الأعمال والتوكل عليه في جميع الأمور هو جزء من توحيد الله.
  4. العقيدة: قال الله- تبارك وتعالى-: (أجعل الآلهة إلٰها واحدا ۖ إن هٰذا لشيء عجاب) (سورة ص الآية 5)، فالإيمان الكامل بالله والتصديق واليقين بما قاله الله- جل في علاه- ورسوله الكريم- صلى الله عليه وسلم- هي أحد أهم أسس التوحيد.
  5. العلم: قال تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ۗ والله يعلم متقلبكم ومثواكم) (سورة محمد الآية: 19) ، فالعلم له أهمية كبيرة لكي تفهم ما هو التوحيد وتصبح موحدا لله ، وكيفية تحقيق التوحيد وأنت تعرف قدرة الله وأنه حقا لا إله إلا هو ، وهذه هي قدرته وعلمه ، فلماذا يجب علينا أن نعبده؟ لذلك ، لكي يكون لديك توحيد صحيح يقوم على أسس واضحة ، يجب عليك أن تتعلم وتفهم المعنى الحقيقي وراء عبارة “لا إله إلا الله”.

أقسام التوحيد الثلاثة

يقول شيوخنا أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام، فما هي هذه الأقسام الثلاثة؟

  • توحيد الألوهية: يعرف توحيد الألوهية على أنه الانصراف لعبادة الله وحده لا شريك له، فما عليك إلا أن تقوم بإفراد بعض العبادات، التي لا يمكنك القيام بها لغير الله، ومن تلك العبادات على سبيل المثال ما يلي.
    • إفراد المولى- عز وجل- بعبادة السجود، ولا يمكن السجود لغيره.
    • تكفي الاستعانة بالله العزيز وحده، وعدم الاعتماد على غيره والاستغاثة به.
    • اختصص في الدعاء للمولى – تبارك وتعالى – ولا تدعو لغيره.
    • الصيام هو عبادة مخصصة للمولى العز والجل، ونحن نقرب منه ونتقرب بها، ولا نتقرب بها من غيره أو نشرك فيها.
  • توحيد الربوبية: يعرف توحيد الربوبية بأنه الاعتراف والإقرار بأن الله- عز وجل- هو رب كل شيء، وأنه- سبحانه وتعالى- هو المتصرف الوحيد في هذا الكون، وهو الخالق والمالك والمحي والمميت والرازق لكل ما في الكون، ومن أمثلة توحيد الربوبية ما يلي.
    • الإيمان بأن المولى- عز وجل- هو الرازق الوحيد، ولا يوجد له شريك في ذلك، وهو من يرزق كل الكائنات، ما نعلمها وما لا نعلمها.
    • الإيمان بأن المولى – تبارك وتعالى – هو الخالق لكل شيء، وأنه ليس له شريك في ذلك أبدا.
    • الإيمان بأن الله هو الذي يملك الموت والحياة، دون أن يشرك أحدا معه في ذلك.
    • الإيمان بأن الله تعالى هو الذي يقدر على النفع والضرر، ينفع من يشاء ويضر من يشاء، وهذا أمره الخاص ولا يشرك فيه أحد.
  • توحيد الذات والصفات: يعرف توحيد الذات على أنه، الإيمان بأن الله واحد في ذاته، وقد جعل بعض العلماء هذا التوحيد هو قسم من أقسام التوحيد المختلف في ذاته، ولكن بشكل عام لجأ الجمهور إلى وضع تعريف توحيد الذات مع توحيد الصفات، واعتبارهما قسماً واحداً، أما فيما يخص توحيد الصفات، فيعرف على أنه إيمان لما وصف به الله نفسه في القرآن الكريم، وما جاء به على ألسنة رسله، وأنه وحده صاحب تلك الصفات، ولا مثيل له فيها، ومن بين الأمثلة على توحيد الذات والصفات ما يلي.
    • إفراد المولى- سبحانه وتعالى- بالقدرة المطلقة وحده، حيث أن القدرة في ذاتها من الصفات الثابتة للمولى عز وجل.
    • تفرد المولى تبارك وتعالى بأنه هو الإله الوحيد، وأنه إله واحد ليس له شريك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى