الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

لماذا سمي اليوم الثامن بيوم الترويه

لماذا سمي اليوم الثامن بيوم الترويه

يعرف يوم التروية بأنه اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وفي هذا اليوم يقوم الحجاج بالذهاب إلى منى لقضاء الليلة هناك، وهناك عدة أسباب مختلفة لتسمية هذا اليوم بيوم التروية.

  • يعتقد أن هذا اليوم يسمى بذلك الاسم لأن الحجاج كانوا يشربون الكثير من الماء في هذا اليوم للتحضير ليوم عرفة، وكانوا يتزودون بالماء من مكة إلى عرفات. بالإضافة إلى ذلك، كانوا يروون الهدي الخاص بهم ويشربون ويطلبون المطر في هذا اليوم.
  • يقال أيضا أن سبب تسمية هذا اليوم هو سفر الحجاج من مكة إلى منى، ولهذا السبب يعرف هذا اليوم أيضا بيوم النقلة.
  • أشيع أيضا أن يوم التروية يحمل هذا الاسم لأن سيدنا إبراهيم – عليه السلام – رأى في حلمه أنه في هذا اليوم سوف يذبح ابنه سيدنا إسماعيل – عليه السلام – وفي هذا اليوم قرر سيدنا إبراهيم أن يتأنى ليعرف إن كان حلمه أم رؤية من الله تعالى.

يوم التروية

يوم التروية هو أحد أفضل أيام شهر ذي الحجة، وهو اليوم الثامن، كما أنه اليوم السابق ليوم عرفة، ويصادف هذا اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، ولكلمة التروية معنى لغوي وشرعي أيضا.

  • فكلمة تروية في اللغة مشتقة من كلمة رواء، وتأتي هذه الكلمة بمعنى الشرب الكامل حتى الرطوبة، أي شرب الماء بكثرة حتى يزول العطش، كما تأتي بمعنى الشرب حتى الشبع، كما تعني أيضا التزود بالماء أو استسقاء الماء.
  • في الشرع، تعني هذه العبارة اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، والذي يعتبر جزءا من أيام الحج. وبالإضافة إلى ذلك، يطلق على هذا اليوم أيضا اسم “يوم النقلة”، لأنه يوم انتقال الحجاج إلى مشعر منى في هذا اليوم بالتحديد.
  • حيث يتجمع جميع الحجاج في مشعر منى لأداء مناسك الحج من يوم عرفة حتى يوم النحر، أي يوم عيد الأضحى، ويبيتون في منى في هذا اليوم وفقا لسنة النبي الشريفة.

فضل يوم التروية

يعتبر يوم التروية من أعظم أيام الحج، حيث يقع ضمن الأيام العشرة لشهر ذي الحجة، ولهذه الأيام فضل عظيم، وتم الاستدلال على هذا الفضل من خلال ما ورد في القرآن الكريم والشريعة الإسلامية والأحاديث النبوية الشريفة.

  • وقد نقل عبد الله بن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:

“في أيام عشر ذي الحجة، ماذا يمكن أن نفعل؟ قالوا: يا رسول الله! أليس الجهاد في سبيل الله؟ قال: لا، لا الجهاد في سبيل الله، إلا للشخص الذي يخرج بنفسه وماله في سبيل الله، ثم لا يعود بشيء.

  • وفي رواية أخرى للحديث، يروي عبد الله بن عباس أن الرسول قال

“ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، وقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء.

  • وفقا لهذا الحديث، جميع أيام شهر ذي الحجة هي من أعظم الأيام، بما في ذلك يوم التروية، بالإضافة إلى ذلك، يعتبر هذا اليوم مهما بسبب استعداد الحجاج ليوم عرفة.
  • بالإضافة إلى ذلك، الله سبحانه وتعالى قد أقسم بتلك الأيام العشر في سورة الفجر، حيث قال الله في الآيات رقم 1 و 2 من سورة الفجر:

“وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ”.

  • لذلك فإن هذا اليوم له فضل عظيم نظرا لكونه أحد تلك الأيام العشر، ومن أجل زيادة فضل هذا اليوم يتم زيادة التحميد والتسبيح والتهليل.

أعمال اليوم الثامن من ذي الحجة

هناك العديد من الأعمال المستحبة المختلفة التي يمكن القيام بها في اليوم الثامن من ذي الحجة ، المعروف بيوم التروية ، وتساهم هذه الأعمال في زيادة الفضل والثواب ، بالإضافة إلى عدة أعمال تعتبر من السنن التي كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يقوم بها ، لذا ينصح للحجاج بالقيام بالعديد من هذه الأعمال تقليدا للنبي ولكسب أكبر قدر من الفضل والثواب من الله تعالى ، وتشمل أعمال يوم التروية الثامن من ذي الحجة ما يلي:

  • في هذا اليوم، ينتقل الحجاج إلى مشعر منى بعد طلوع الفجر، ويصلون صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء في أوقاتها المحددة دون تجميع أي صلاة منها.
  • يؤدي الحجاج أيضا صلاة الفجر في ليلة اليوم التاسع من ذي الحجة، أي يوم عرفة، وتم الاستدلال على ذلك من خلال ما روى عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنه، حيث قال:

“عندما حان يوم التروية، توجهوا إلى منى وأهلوا بالحج، وركب النبي صلى الله عليه وسلم، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم انتظر قليلا حتى طلعت الشمس، وأمر ببناء قبة من شعر تضرب له بنمرة.

  • تم التأكيد على أهمية أداء جميع الصلوات في هذا اليوم في منى في أوقاتها المحددة دون جمع، بل يجب أن تكون مقصورة أيضا، وذلك استنادا إلى ما ذكر عبد الله بن عمر رضي الله عنه

“صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منى ركعتين وأبو بكر، وعمر، وعثمان كانوا جنبه في خلافته.

  • أما عن ما ورد حول أهل مكة في أمر قصر الصلوات في مِنى، فقد ورد قولان:
    • القول الأول:
  • تنص هذه العبارة على أن أهل مكة يمكنهم تقصير مناسكهم في منى مثل باقي الحجاج، وهذا هو مذهب المالكية الذي اختاره ابن تميمة وابن باز أيضا، واستدلوا على ذلك بما ذكر عن عبد الله بن عمر في:

“رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين في منى، وأبو بكر وعمر وعثمان صلى ركعتين من خلافته.

  • وتم الاستدلال أيضًا بما ورد عن عبد الله بن مسعود:

“عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قام بأداء أربع ركعات في منى، ثم أكد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين في منى، وصلى مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه ركعتين في منى، وصلى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ركعتين في منى، فكان له نصيب من الأربع ركعات ركعتان مقبولتان.

  • وهذا الأمر يبين أن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ صلى بأهل مكة وبغيرهم من الحجاج في مِنى وعرفة والمزدلفة قصرًا، ولم يقم بأمر أهل مكة بالإتمام، ولم يقم بإلزامهم بهذا الأمر.
    • القول الثاني:
  • يؤكد هذا القول على أن أهل مكة يؤدون الصلاة في منى، وهذا هو مذهب الشافعية والحنفية والحنابلة، وتم استدلال صحة هذا القول بما روي عن عبد الله بن عمر في:

“أدى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة ركعتين في منى، ثم أدى أبو بكر بعده، وبعده أدى عمر، وأدى عثمان بعده كلهم صلاة ركعتين، ثم أدى عثمان صلاة أربع ركعات.

  • هذا يدل على أن عثمان بن عفان قام بالإتمام في منى ولم يكن في سفر، فصلى صلاة المقيم، مما يشير إلى أن أهل مكة يؤدون الإتمام في منى بشكل كامل.
  • تثبت صحة هذا القول والرأي بوجود الشخص المكي غير المسافر، وبالتالي فهو يختلف عن بقية الحجاج المسافرين القادمين من مختلف أنحاء العالم، وبالتالي يجب على الشخص المكي أن يقوم بأحكام المقيم، وبالتالي يقوم بأداء الصلاة كاملة ولا يقصرها كما يفعل المسافرين.
  • على الحجاج في يوم التروية أن يحافظوا على أداء الصلاة جماعة وراء الإمام في جميع الصلوات، وأن لا يفوتوا تكبيرة الإحرام، كما أنه من الضروري عدم تفويت صلاة الوتر أيضا.
  • ومن الأمور المستحبة كذلك أن يبدأ الإحرام في هذا اليوم، ويرصد هلال الحج أيضا، وهذا الأمر متفق عليه في المذهب الحنفي والشافعي والحنبلي أيضا، واستدل على صحة ذلك من قول جابر بن عبد الله:

“عندما حان يوم التروية ، توجهوا إلى منى واستقبلوا الحجاج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى