الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل يجوز ذبح الأضحية بالدين

هل يجوز ذبح الأضحية بالدين

دار الإفتاء المصرية أوضحت الإجابة على بعض الأسئلة المهمة المتعلقة بأحكام وشروط الأضحية، ومن أهم هذه الأسئلة هو سؤال هل يجوز ذبح الأضحية بواسطة الدين، حيث قالت:

  • من المعروف أن تقديم الأضحية هو سنة للمستطيع عليها، ويعتبر ذلك رأي معظم العلماء، وقد قال الإمام النووي رحمه الله عليه: “إن مذهبنا هو أنها سنة مؤكدة في حق الغني وليست واجبة عليه”، وهذا رأي أكثر العلماء، وأبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وبلال وأبو مسعود البدري وسعيد بن المسيب وعطاء وعلقمة والأسود ومالك وأحمد وأبو يوسف وإسحاق وأبو ثور والمزني وداود وابن المنذر
  • إذا لم يمتلك الشخص مبلغا يزيد عن احتياجاته ونفقات أبنائه، فلا يمكنه أن يضحي، ومن الأفضل عدم الاقتراض لإتمام الضحية.
  • ذلك لأنه يحمل نفسه فوق طاقته ويخشى ألا يتمكن من السداد بسبب المرض أو الموت.
  • ذكرت سلمى بنت الأكوع رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بجنازة ليصلي عليها، وسأل: هل للميت دين؟ فقالوا: لا، فصلى عليه. ثم جاء بجنازة أخرى وسأل: هل للميت دين؟ فقالوا: نعم، فقال: صلوا على صاحبكم. وقال أبو قتادة عن دينه يا رسول الله، فصلى عليه
  • في جميع الأحوال، إذا قام المسلم بأضحية مقبولة شرعا وأتم جميع الشروط، فإنها ستكون مقبولة عند الله تعالى، حتى إذا استدان المسلم لشرائها وأرهق نفسه بما لا يستطيع. والله تعالى أعلم بذلك.

حكم من ضحى وعليه دين

أجاب الشيخ أحمد وسام أمين دار الإفتاء المصرية على سؤال متعلق بجواز ذبح الأضحية عندما يكون الشخص مدينا. وأشار إلى أنه إذا كانت تكلفة الأضحية تؤثر سلبا على سداد الدين، فإن الأفضل هو سداد الدين أولا، لأنه واجب فرضي، بينما الأضحية هي سنة مؤكدة. وأضاف الشيخ أحمد وسام أنه إذا لم يؤثر شراء الأضحية على سداد الدين، أو كان الدين مقسطا، فلا مانع من القيام بالأضحية والوفاء بها.

تعريف الأضحية

أوضحت دار الإفتاء المصرية معنى الأضحية وفقا لما ورد في اللغة العربية وعند الفقهاء، وذلك على النحو التالي:

تعريف الاضحية في لغة العرب

  • تم ذكر الإمام اللغوي الأصمعي في اللغة العربية، حيث يتم جمع كلمة أضحية بكلمة أضحيه لتكوين الجمع “أضاحي” و”ضحية” على الفعلية، ويتم جمع “ضحايا.
  • وبوضوحه وتسمى الجمع أضحى وذلك كما يقال أرطاة وأرطي، ويسمى عيد الأضحى بناء على الأضحية، حيث يقدم في ذلك اليوم التضحية من قبل المسلمين.
  • أما اللغويون فقد عرفوا الأضحية بتعريفين، فالتعريف الأول بأنها الشاة التي تذبح ضحوة، أي تذبح في وقت ارتفاع النهار أو الوقت الذي يليه، أما التعريف الثاني فهي الشاة التي تذبح يوم الضحى

تعريف الأضحية عند الفقهاء

  • يعرف الفقهاء الأضحية بأنها ما يذبح من الأنعام تقربا إلى الله عز وجل،وذلك في أيام العيد وحتى آخر أيام التشريق وذلك وفق بعض الشروط المحددة.
  • وبناء على ذلك، فلا يكون من الأضاحي ما يذبح لغير التقرب إلى الله عز وجل، أو كمكافأة، أو للقرآن في المناسك.
  • أو كفارة ترك واجب أو فعل من الأعمال المحظورة في العبادة، أو أن يحرم المسلم بنية الهدي، وذلك استنادا إلى ما تم ذكره من قبل دار الإفتاء المصرية عبر البوابة الإلكترونية الرسمية الخاصة بها.

حكم الأضحية في الإسلام

اجتمعت المذاهب المالكية والحنبلية والشافعية على أن الأضحية سنة مؤكدة من قبل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. أما المذهب الحنفي فإنه يروج لفكرة أن الأضحية من الأمور الواجبة في الإسلام. مهم أيضا أن المضحي يجب أن يثاب نتيجة لتضحيته، ولكن لا يتم معاقبة من لا يضحي

  • فقد قال الله عز وجل في القرآن الكريم في سورة الكوثر: “إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر، إن شانئك هو الأبتر”. ومن المعروف أن ذبح الأضحية هو من مظاهر فرحة عيد الأضحى، وهو ذبح البهيمة.
  • وهناك من يثبت أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يضحي ويقوم بذبح أضحيته بنفسه، فقد قال ابن مالك رضي الله عنه: “ذبح النبي صلى الله عليه وسلم كبشين ممتازين، وذبحهما بيده، وأطلق عليهما اسماء وأكبر، ووضع قدمه على صفيحتهما”
  • وقد أفادت السيدة عائشة رضي الله عنها بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بذبح كبش محدد الصفات، وذلك ليتم استخدامه في الطقوس الدينية والاحتفالات، وقد قامت بتحضير الكبش وقطعه حسب توجيهاته، ثم تم ذبحه بنية التقرب إلى الله

ما هي الأحكام الخاصة بالمضحي؟

بعض الأحكام الخاصة التي يجب أن يتوفرها في المضحي هي أنه يجب عليه عدم قص أظافره وشعره إذا كان يرغب في أن يضحي. قالت أم سلمى رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من لديه ذبحة ليذبحها، فعندما يحل هلال ذي الحجة، فلا يأخذ شيئا من شعره ولا من أظافره حتى يضحي”. يجب على المضحي عدم نزع أي جزء من شعره أو أظافره من بداية شهر ذي الحجة حتى يأتي عيد الأضحى.

حكم من أخذ من شعره أو أظافره ناسيا

لقد ذكر في كتاب الأضحية والزكاة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في حكم من يأخذ من شعره أو أظافره دون قصد أو جهل، فلا حرج ولا آثم عليه.

حكم من أخذ من شعرة أو أظافره متعمداً

صرح الشيخ ابن عثيمين بأنه إذا أخذ شخص يرغب في الضحية شيئا من شعره أو أظافره، فيجب عليه أن يتوب إلى الله عز وجل، ولا يعود لذلك فلا كفارة له ولا يعتبر ذلك الفعل عائقا أمام الأضحية كما يعتقد البعض من الناس.

حكم ما أخذ من شعرة أو ظهره وهو لا ينوي أن يضحي إلا بعد دخول عشر ذي الحجة

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بخصوص أخذ شعرة أو ظهره بدون نية الأضحية، فإنه لا يوجد عليه مانع أن يأخذها ولا يعتبر مذنبا، بل يعتبر هذا العمل مشروعا قبل نية الأضحية.

ما هي الشروط الواجب توافرها في الأضحية؟

هناك مجموعة من الشروط التي يجب توفرها في الأضحية، حتى تكون سليمة، ويجب على المضحي أن يكون على دراية بهذه الشروط الهامة التي تعتبر أساسية لجواز الأضحية، وذلك لكي يحصل المسلم على الأجر والثواب الكامل. وتتضمن هذه الشروط ما يلي:

أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام

يجب أن تكون الأضحية من البقر أو الإبل أو الأغنام أو الماعز، وذلك استنادا إلى ما جاء في القرآن الكريم في سورة الحج حيث قيل: (ولكل أمة جعلنا مناسك ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من حيوانات الأنعام)

أن يكون عمر الأضحية مناسب للذبح

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تذبحوا إلا مسنة، إلا إذا كان ذلك صعبا عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن”، وهذا يعني أن الأضحية يجب أن تكون بالسن المحددة شرعا وهي جذعة من الضأن وثنية من غير الضأن، ويجب أن نذكر أن الأضحية لا تكون صحيحة إذا كانت أقل من الثني، سواء كانت من الإبل أو البقر أو الماعز، ولا تكون صحيحة إذا كانت أقل من نصف عام للضأن، وسنشرح ذلك فيما يلي:

  • الثني من الإبل: ما تم خمس سنوات.
  • الثني من البقي: ما تم سنتان.
  • الثني من الغنم ما تم سنة.
  • الجذع: ما تم نصف سنة.

أن تكون الأضحية خالية من العيوب

قال النبي عليه الصلاة والسلام عندما سئل عن ما يتقي من الضحايا: العرجاء تحت ظلعها، والعوراء تحت عورتها، والمريضة تحت مرضها، والعجوز التي لا تتنقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى