أسأل الخبراءالمراجع

صحة حديث في يوم عرفة ينزل الله الى السماء الدنيا

صحة حديث في يوم عرفة ينزل الله الى السماء الدنيا

يعتقد المدققون والمختصون في علم الأحاديث، وأصحاب الرأي في هذه العلوم، أن حديث ينزل الله إلى السماء الدنيا في يوم عرفة هو حديث ضعيف، وذلك بسبب أنه تم نقله بصيغ غير صحيحة عن النبي – صلى الله عليه وسلم.

متى ينزل الله إلى السماء الدنيا

من الأحاديث الصحيحة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن المولى – عز وجل – ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، وينادي في أهل الأرض هل من مؤمن يدعو الله فيستجيب له، وهل من شخص يطلب منه شيئا فيعطيه، وهل هناك من يستغفر فيغفر الله له، وكما جاء في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه فقد قال: إذا كان الثلث الأخير من الليل أو نصفه ينزلالله إلى سماء الدنيا فيقول هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأستجب له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له حتى يطلع الفجر؟ (حديث صحيح).

في الثلث الأخير من الليل، يقوم الفرد بحساب الساعات بين المغرب والفجر، وهذا هو فترة الليل بأكملها. ثم يتم تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء، والثلث الأخير من الليل هو الوقت الذي ينزل فيه المولى -عز وجل-. هذا الرأي مدعوم بقوله تعالى: “الله لا إله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، له ما في السماوات وما في الأرض. من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه؟ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء. وسع كرسيه السماوات والأرض، ولا يئوده حفظهما، وهو العلي العظيم” (سورة البقرة الآية 255). إذا، المولى -عز وجل- يعلم كل شيء عنا، ونحن لا نملك أي علم إلا بإذنه.

كيف ينزل الله إلى السماء الدنيا

بعد أن أوضحنا أن الله ينزل إلى السماء الدنيا في كل يوم، بدأ العديد من الناس يتساءلون كيف يحدث ذلك في حالة أن الليل في بلادهم هو نهار في بلاد أخرى والليل يطوف الأرض بلا توقف. العلماء يشرحون أن الله هو الخالق، ولا يمكن مقارنة أعمال الخالق بأعمال المخلوق. إذا، عندما ينزل الله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، ليس ذلك بالشكل الذي نعرفه، بل هو نزول يتناسب مع عظمة الله.

وقد ذكر أهل العلم أن الجنة تحتوي على ما لا يمكن للعين أن تراه أو الأذن أن تسمعه أو العقل أن يتصوره، والجنة هي مخلوقة، ونحن غير قادرون على تصور مخلوق، فكيف بالتصور الخالق، ويرون العلماء أن المولى هو أعظم وأفضل من أي صورة يمكن للبشر أن يتخيلوها.

فضل يوم عرفة

تشرق شمس عرفة مع بداية حجاج بيت الله الحرام في التوجه للوقوف بعرفة، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو أداء ركن الحج الأعظم، وفي هذا اليوم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (الحج عرفة، فمن أدرك عرفة فقد أدرك الحج) (حديث صحيح)، ولهذا اليوم فضائل كثيرة، ومن بين فضل يوم عرفة ما يأتي.

  • حكى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن يوم عرفة، يذكر فيه أياما من أنه أفضل أيام الدنيا، فهو اليوم الذي يتفاخر فيه الله -عز وجل- بحجاج أهل الأرض أمام أهل السماء.
  • يوم عرفة هو يوم عظيم للمسلمين للمغفرة، إذ يوم نزل فيه قول الله -عز وجل-: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ۚ فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم ۙ فإن الله غفور رحيم) (سورة المائدة الآية 3)، وقد تم اكتمال الإسلام في هذا اليوم، حيث تمكن المسلمون لأول مرة في التاريخ من أداء الحج في بيت الله، وقد أتم الله نعمته علينا بمنحنا المغفرة.
  • صيام يوم عرفة يكفر عن سنتين، السنة الماضية والسنة المقبلة.
  • يوم عرفة هو يوم مغفرة للذنوب وعتق من النار، وكما ذكرنا أن الله يفتخر بحجاج السماء، فإن المولى عز وجل لا يفتخر بالمذنبين، بل يفتخر بالمغفور لهم والتائبين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى