الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل النجاة في الآخرة تكون بسبب الإخلاص لله تعالى

هل النجاة في الآخرة تكون بسبب الإخلاص لله تعالى

قال الله تعالى: (ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا ۗ واتخذ الله إبراهيم خليلا) (سورة النساء).

  • الإخلاص هو سبب النجاة في الحياة الآخرة، ويجب على كل مسلم أن يدرك أهمية الإخلاص لله -عز وجل- وأنه يعتبر النجاة والهدف النهائي لتحقيق الأهداف في الدنيا والآخرة، ويجب أن يبذل الجهد والتفاني في العمل قبله وبعده وأثناءه.
  • من الأمور المهمة التي يجب أن يواجهها المسلم، ويفكر فيها هي الإخلاص في العمل لوجه الله تعالى، حيث إن أهم صفات المخلصين هي أنهم يحبون عملهم، ويعملون من أجل الله وحده وجميع أقوالهم التي تخرج منهم هي لله.
  • عطايا المسلم وأعماله يجب أن تكون نيتهم صادقة لله، والزكاة التي يخرجونها للمساكين والفقراء يجب أن تكون خالصة لله دون أن يتوقعوا مكافأة، وعندما يتجنبون محرما يكون السبب أنهم يقربون من الله ويبتعدون عن البغض والكراهية ويزدادون حبا لله.
  • المسلمون المخلصون لله -عز وجل- يبتعدون تماما عن النفاق في أي معاملة يقومون بها سواء كانت ظاهرة أم خفية، فجميع المعاملات يتم تنفيذها لوجه الله -عز وجل-، حيث لا ينتظرون سوى الثواب من الله -عز وجل- ولا يريدون أي شكر من غيرهم أو أي اقتراب لأجل السمعة أو العمل.
  • المسلم المخلص لا يتوقع الثناء من غيره، فهو يعلم أنه لا يوجد أحد يمكنه أن يؤذيه أو ينفعه سوى الله -عز وجل- فإنه قادر على كل شيء.
  • يجب على المسلم أن يكون مدركا تماما أن المسلم الحق لا يقول أو يفعل أي شيء إلا وهو خالص لوجه الله، لذلك يجب أن نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في جميع أحوالنا في الدنيا، وأن يبعد عنا الكبر والنفاق، ونعمل وفقا للحديث النبوي الشريف حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال لا إله إلا الله بصدق من قلبه يدخل الجنة”
  • عندما يتم الإشارة إلى الإخلاص لوجه الله، فإن ذلك يعني أنه تم اختيار أنبل وأنقى الصفات التي يمكن أن يتحلى بها الإنسان. الشخص المنافق الذي يظهر أعماله بشيء يدعو للتفاخر، فإنه سيتعرض لعذاب شديد من الله لأن الله لا يحب المتكبرين والمتفاخرين.
  • قال الله تعالى: إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين” (سورة الزمر: 2)، هذه الآية توضح الحديث بين الله والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يكون الكتاب المنزل هو القرآن الكريم وهو الحق العادل الذي نزل من عند الله.

ما هو الإخلاص ؟

الإخلاص هو انتماء حقيقي ومقصود من قبل صاحبه، بالإضافة إلى أن الإخلاص يعني أن تكون النية صادقة لله تعالى، وأن تبتعد عن الخلق والاعتقادات الخاطئة، وأن يكون القلب والنية مخلصين لله تعالى.

  • ذكر الله عز وجل في كتابه، قال تعالى: في ذلك اللبن الخالص، بين الفرث والدم للشاربين (سورة النحل: 66). الإخلاص هو اللبن الذي لا يحتوي على فرث أو دم، ولذلك سماه الله تعالى خالصا. اللبن يكون نقيا وخاليا من الشوائب.
  • في معان أخرى يعتبر الإخلاص هو سكون المسلم وحركاته كلها تكون لله عز وجل، كما قيل أن الإخلاص هو المساواة والتوازن بين الأعمال التي يقدمها كل عبد مسلم سواء كانت ظاهرة أو مخفية.
  • بالإضافة إلى ذلك، يمكن تفسير الإخلاص على أنه توجيه جميع الأعمال إلى الله عز وجل وعدم وجود نية للنفاق أو الرياء، وهذا يجعل للشخص سمعة طيبة تذكر في حياته وبعد مماته.
  • يجب أن تكون جميع الأعمال الدينية صادقة لوجه الله وأن لا تحمل أي تصنع أو نفاق، حتى يتمتع الشخص برضا وثواب من الله عز وجل.

كيفية تحقيق الإخلاص لله ؟

يمكنك أن تحقق الإخلاص لوجه الله تعالى من خلال القيام بعدة أشياء، من بينها ما يلي:

  • محاسبة النفس: محاسبة النفس باستمرار هي أمر هام يساعد المسلم على عدم الوقوع في الخطأ مرتين، حتى ينظر العبد إلى الأسباب والنتائج قبل إتمام العمل.
  • تربية النفس: تحقق تربية النفس عن طريق أداء العبادات سرا، حيث تكون الأعمال خالصة لله دون علم أحد، وتجنب الحديث عنها مع الآخرين لكي لا يفقد ثوابها.
  • اليقين بالعجز عن إيفاء ما يستحقّه الله من العبادة: كل أعمال وطاعات وعبادات العبد لله لا يمكن تقديرها بجانب النعم التي يمنحها الله عز وجل لعباده.
  • وجود يقين تام أن الحياة زائلة: الحياة ليست دائمة، فهناك يوم الحساب والبعث في الآخرة، ويجري الحصول على الثواب والعقاب على كل ما قدمته في الدنيا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كانت الدنيا همه، فسيجعل الله أمره مشتتا ويجعل فقره بين عينيه ولن يأتيه في الدنيا إلا ما كتب له.” كما توجد عواقب في الدنيا والآخرة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “من يقوم في الدنيا مقاما يسعى للشهرة والتميز، فإن الله سيجعل صوته يسمع به في يوم القيامة على رؤوس الخلائق.
  • التفكير في الموت وسكراته: تذكر الموت يجعل الإنسان يسعى دائما لإرضاء الله عز وجل.
  • خوف النفس من الرياء: الخوف هو ما يدفع الإنسان للابتعاد عن المعاصي وضمان عدم الوقوع في الأخطاء الخطيرة.
  • مرافقة المخلصين: يتأثر العبد دائما بمن حوله، لذا كن حريصا على اختيار الرفيق قبل اختيار الطريق.
  • الشعور بعظمة الله عز وجل: وجود الله معنا في كل وقت هو أمر مطمئن ويجعل الإنسان مخلصا في أداء جميع واجباته.
  • الدعاء لله والاستعانة به: كن دائما ملتمسا للهداية من الله في طريق الصواب.
  • الشعور بمراقبة الله في جميع الأحوال سراً وعلناً: قال الله تعالى: (وإن كنت تنطق بالقول بصوت عال، فإنه يعلم السر ويعلم المخفي) (سورة طه: 7).
  • اليقين بأن الله عز وجل مطلع على جميع الأعمال: إن الله تعالى يكلف الملائكة بتسجيل جميع الأعمال والأقوال في سجلاتهم، لأنه سيحاسب عليها جميعا يوم القيامة، وقال تعالى: (وإن عليكم لحافظين – كراما كاتبين – يعلمون ما تفعلون) (سورة الانفطار: 10-12).
  • ذكر الله الدائم والحرص عليه: قال الله تعالى: (ذكروني أذكركم) (سورة البقرة: 152).

صفات الإنسان المخلص

يعتبر المخلص من أفضل الشخصيات التي يمكن التعامل معها أو التعرف عليها، إذ يتمتع بعدة صفات ومنها ما يلي:

  • الصدق: من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الشخص المخلص هي الصدق في آرائه.
  • الدعم: يفضل الشخص المخلص دائما أن يدعم من معه بشكل مستمر وأن يكون بجانبه في الأوقات الصعبة.
  • احترام الحدود: لا يحاول أن يتجاوز حدوده مع من يتعامل معه، لأن احترام الحدود هو أمر مقدس وهو ما يبنى عليه الشخصية.
  • النظر بشكل إيجابي إلى الحياة: ينظر دائما برضا شديد وثقة تامة أن كل ما هو خير يأتي من الله عز وجل.
  • الاعتماد عليه: الشخص المخلص هو الشخص الذي يحظى بثقة الجميع، ويمكن الاعتماد عليه في العديد من الأمور عند الحاجة أو في الأوقات الصعبة.

أهمية الإخلاص

يعتبر الإخلاص من أهم الأعمال التي نقدمها لله عز وجل وأقربها إليه، وله أهمية كبيرة بسبب القيم التي يحملها في داخله ومن أهم ما يقدمه لنا الإخلاص في حياتنا ما يلي:

  • تحقيق السعادة في الحياة الدنيا والآخرة.
  • يعتبر الإخلاص من أهم شروط صحة العمل.
  • الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واتباع سنته النبوية الشريفة.
  • تتحول الأعمال الصادقة إلى عبادة، حيث يحصل العبد على أجره وثوابه من الله عز وجل، فالنية الصادقة تحول الأعمال إلى عبادة.
  • السلامة من جميع أمراض القلب مثل الحقد والحسد والبغض.
  • الإخلاص يرفع منزلة العبد عند الله عز وجل.
  • يجعل العبد يبتعد عن الوقوع في الأوهام والوسواس.
  • يخفف الكرب والهم، ويزرع الطمأنينة والسكينة في القلوب.
  • يمنع العبد من عبادة غير الله تعالى.
  • يعمل على تقوية الإيمان في القلب.
  • الحصول على الأمان والهدايا من الله في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى