الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما الاثار المترتبة على منع الاغنياء للزكاة

ما الاثار المترتبة على منع الاغنياء للزكاة

قال الله تعالى: (وأقيموا الصلاة وأدوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون) (سورة النور:56)

كما ورد من ذكر الله تعالى: (الذين إذا مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة) (سورة الحج: 41).

قال تعالى: (وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله) (سورة الأحزاب: 33).

توجد آثار كثيرة تنتج عن عدم دفع الزكاة، حيث إنها الركن الثالث من أركان الإسلام ودونها لا يكتمل الدين، حيث أمر الله بدفعها مع الصلاة في العديد من الآيات التي ذكرناها سابقا.

بالإضافة إلى دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لأداء زكاة الأموال ، فقد قال: “أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤدوا الزكاة. إذا فعلوا ذلك ، فهم محميون مني بأرواحهم وأموالهم ، إلا في حالة الإسلام وحسابهم على الله

ومن الآثار المترتبة عند منع الزكاة ما يلي ذكره:

  • انتشار البخل وعبودية المال: يعتبر ذلك من أكبر الآثار المترتبة عند منع الأغنياء الزكاة، ينتشر البخل في كل مكان، حيث يعتبر من أخطر الأمراض النفسية التي تتسبب في تعاسة الإنسان في حياته وحتى وفاته، وقد استند الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك على قوله: “تعس عبد الدرهم،…” ورواه البخاري.
  • انتشار الفقر والفقراء والبعد عن الواجبات الاجتماعية: منع الزكاة عن الفقير يجعله يتخلف عن أداء الواجبات الاجتماعية، بالإضافة إلى ضعف قدرته على الحصول على أبسط الاحتياجات الحياتية مثل الطعام والملابس والشراب.
  • انتشار الحسد والبغضاء: منع الزكاة يؤدي إلى انتشار البغض والحسد، حيث يشعر الفقير بالحسد تجاه الغني وحياته السعيدة، ومن هنا ينشأ الكراهية والكراهية، حيث لا يتمتع بالمساعدة.
  • وجود فوارق كبيرة بين الطبقات الاجتماعية: الإسلام يعترف عموما بالاختلاف في الرزق، ولكن منع الزكاة من قبل الأثرياء للفقراء يؤدي إلى وجود فجوة كبيرة بين طبقتين، مما يؤدي إلى وجود طبقة غنية جدا وطبقة فقيرة جدا.
  • انتشار ظهارة التسول: عندما يجد الفقراء صعوبة في تأمين معيشتهم ويجدون ضيقا حولهم ولا يوجد أحد يساعدهم، فإنهم سيتجهون إلى التسول للحصول على احتياجاتهم الأساسية في الحياة.

حكم ترك الأغنياء للزكاة

تتعدى ترك الزكاة إلى أحد الكبائر التي يعاقب عليها الله عز وجل، فإذا أنكر المؤمنون الموحدون وجوب إخراج الزكاة من أموالهم، يعتبر ذلك كفرا بإجماع المسلمين، فإن إنكار شيء معروف من الدين يعتبر أمرا مكروها.

  • الله تعالى وعد بشدة العذاب وجميع أنواع العقاب في الدنيا والآخرة، بالإضافة إلى الشقاء والخسارة الدائمة، قال تعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله، فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمى عليها في نار جهنم فتتمسك بهم جباههم وجنوبهم وظهورهم، هذا ما كنزتم لأنفسكم، فذوقوا ما كنتم تكنزون) (سورة التوبة: 34-35)
  • إذا كان المؤمن متأكد من وجوبها، ولكنه لا يقوم بإخراجها فهو يعتبر بخيلا، ولكنه ليس كافرا عند أهل العلم، ويجب توجيهه ونصحه للسلوك الصحيح.

ما عقاب ترك الزكاة ؟

الزكاة هي ركن من أركان الإسلام، ومن دونها يفقد المؤمن إيمانه، ومن يتركها سيكون له جزاء كبير من الله في الدنيا والآخرة، ومن العقوبات التي تكتب عند ترك الزكاة ما يلي:

  • محق المال وتلفه: تجاهل الزكاة يؤدي إلى هدر المال وضياعه، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بسبب تجاهل الزكاة” ورد ذلك في رواية الطبراني.
  • التعرض للعنة الله والطرد من رحمته: التوعد ليس في الدنيا فقط بل في الدنيا والآخرة، وسوف يتعرض للعقاب في أسرع وقت ممكن، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لعن آكل الربا والمؤكل له والشاهدين عليه والكاتب له والواشم والمستوشم ومنع الصدقة”.
  • الحرمان من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم: يمنع تارك الزكاة من أن يستعين بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “ولا يأتين أحدكم يوم القيامة وعلى رقبته جمل يصهل”.
  • الابتلاء بمنع المطر والأخذ بالسنين:  عن بريدة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لم يمنع قوما من إخراج الزكاة إلا أذهبهم الفقر”، وروي أيضا “ولم يمنع قوما من إخراج الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر”.
  • العقوبة في الآخرة: سيتم معاقبة من يترك زكاته في الدنيا والآخرة، وبناء على ذلك، قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من أتاه الله مالا ولم يؤد زكاته، سيواجه مثلا له يوم القيامة، حيث سيكون لديه زبيبتان محكمتان عنقه يوم القيامة، ثم سيأخذ بلهزميه – أي: ماله – وسيقول: “أنا مالك”. ثم تلا النبي هذه الآية: “ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير” (سورة آل عمران: 180)، وقد روى أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ولا يؤدي صاحب الإبل حقها، ومن حقها أن يحلبها يوم يعود بها، إلا إذا كان في يوم القيامة سيتم رد أمورها، حتى يصبح لها بقاع قرقر أكثر مما كانت عليه، ولن يفقد منها أي جزء، ستدوسهبأخفافها وتعضه بأفواهها، وكلما مرت به أولاها، ستعود وتدوسه مرة أخرى، في يوم مدته خمسين ألف سنة، حتى يحكم بين العباد، وسيرون طريقهم إما إلى الجنة وإما إلى النار”، وقد رواه البخاري ومسلم.
  • التوعد بنار جهنم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من لديه كنز ولم يؤد زكاته، سيحرق في نار جهنم، وستصنع صفائح من نار تطلى بها جنبه وجبينه، حتى يقضي الله بين عباده في يوم يعاد فيه الحساب بعد خمسين ألف سنة.” وفي رواية أخرى ورد: “من لديه ذهب أو فضة ولم يؤد حقها، فسيصنع له صفائح من نار، يطلى بها جنبه وجبينه وظهره. كلما بردت، ستعاد له، في يوم مدته خمسين ألف سنة، حتى يقضي الله بين عباده ويظهر طريقه، إما إلى الجنة وإما إلى النار.” وتأكيدا لهذا الحديث عن دخول النار، قال الله تعالى: “الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله، فبشروهم بعذاب أليم. يوم يحمى عليهم في نار جهنم، تطلى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم. هذا ما كنزتم لأنفسكم، فذوقوا ما كنتم تكنزون.” (سورة التوبة: 34-35)
  • تشبيه تارك الزكاة بالمشرك: تشبه الله تعالى ترك الزكاة بالمشرك، وذلك ما يقال في قوله تعالى: (وويل للمشركين * الذين لا يؤدون الزكاة وهم كافرون) (فصلت: 6-7)
  • تشبيه تارك الزكاة بالمنافق: قال الله تعالى: “ولا ينفقون إلا وهم كارهون” (سورة التوبة: 54). واستنادا إلى ذلك، يقول الله تعالى: “المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم” (سورة التوبة: 67-68).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى