متى يكون الجهاد فرض عين على كل مسلم

متى يكون الجهاد فرض عين على كل مسلم

متى يكون الجهاد واجبا فرضيا على كل مسلم، يمكن التعرف على ذلك من خلال ما يلي:

• الجهاد في الشريعة الإسلامية يصنف فرض كفاية، وهذا يعني أنه إذا قام أحد المسلمين بأدائه، فإنه لن يكون على الآخرين القيام به، ولكن هناك بعض الحالات التي يكون الجهاد واجبا فرديا على كل مسلم.
• يكون الجهاد واجبا عندما يكون الشخص متواجدا في ساحة المعركة ولا يمكنه الانسحاب أو التراجع. وبالتالي، يجب عليه المقاتلة ولا يمكنه التخاذل أو ترك القتال.
• إذا كانت بلدته تتعرض لغزو من قبل جيش أو جماعة تحاول الإضرار بها، فيجب على كل مسلم قادر وقادر على حمل السلاح أن يقاتل ويعمل على حماية حرمات وممتلكات المسلمين وكرامتهم، ولا يمكن التنازل عن ذلك أو الاستسلام، بل يجب السعي في سبيل الله والدفاع عن البلد والدين.
• عندما يحتاج المسلمون إليه في القتال أو الدفاع عن بلدهم ودينهم، أو عندما يطلبه الحاكم للقتال، يمكن أن يتنازلوا عن هذا الحق ويقدموا أرواحهم للجهاد في سبيل الله عز وجل.
• حيث قدم الله الجهاد والقتال للعمل على تعظيم كلمة الحق والتوحيد بالله، والسعي لدعم الإسلام والقضاء على الكفار والمشركين، والفوز بالنصر عليهم في كل وقت ومكان.
• القتال هو اختبار من الله للمسلم لاختبار قوة إيمانه وتوكله على الله وتوحيده. الجهاد له أهمية ومكانة كبيرة في الشريعة الإسلامية ويعتبر من أهم العبادات. يعتبره العلماء والفقهاء ورجال الدين الركن السادس من أركان الإسلام.

أنواع الجهاد

الجهاد يكون فرضا عينا على كل مسلم قادر على الجهاد، بهدف إعلاء كلمة الحق والتوحيد والدفاع عن الدين الإسلامي الحنيف. ولكن الجهاد ليس نوعا واحدا فقط، بل يتنوع ويشمل العديد من الأشكال والأنواع التي يمكن توضيحها وشرحها لك على النحو التالي:

• عندما يكون هناك جهاد بالنفس، أو جهاد بالمال، أو جهاد عبر اللسان، والذي يتضمن دعوة الناس إلى الإسلام ونشر دعوة الله تعالى بين الناس حتى يكون الدين لله وحده، فهذا هو الجهاد كما قام به أنبياء ورسل الله عز وجل.
• هناك نوع آخر من الجهاد، وهو الجهاد في سبيل الله، حيث يتخلى المسلم عن نفسه وماله من أجل تعظيم كلمة الله، ونشر الحق، ولكي لا يحدث فتنة، ويكون الجهاد بالسيف للدفاع عن الدين الإسلامي الحنيف.
• كما يوجد جهاد الدفاع ويكون هذا الدفاع في حالة هجوم العدو على أرض المسلمين بشكل مفاجئ، وفي تلك الحالة يحاولون بكل الطرق الحفاظ على أراضيهم وأموالهم وكرامتهم حتى لو كلفهم ذلك أنفسهم، ويجاهدون في سبيل الله حتى يستسلم العدو لهم.
• هناك نوع آخر من الجهاد، وهو جهاد الطلب، وهو الجهاد الذي يعمل به المسلمون على غزو بلاد الكفار حتى يجبروهم على دفع الجزية. ومن أمثلة ذلك حماية المقدسات والأوطان الإسلامية من النهب والإهانة والتحقير، والدفاع عنها بكل الوسائل المتاحة. لا يمكن للكفار الإضعاف من حرم الله، وهذا ما فعله الخلفاء الراشدين مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب. يمكن توضيح أنواع الجهاد بشكل أفضل من خلال الجدول التالي

الحكمة من مشروعيّة الجهاد في سبيل الله

يمكن التعرف على حكمة الله سبحانه وتعالى من خلال تأكيده على أهمية الجهاد والسعي في سبيل الله، ويمكن أن تعرف ذلك وتوضيحه لك من خلال ما يلي:

• للتخلص من عبادة الأصنام والحيوانات، والاتجاه نحو عبادة الله سبحانه وتعالى، حيث أن الله هو الوحيد الذي لا إله إلا هو، ولا يوجد شريك له، وهو الخالق والمبدع للكون، ولا يحدث أي شيء بدون إرادة الله تعالى.
• العمل على تحرير الناس من الظلم والاستبداد الذي كانوا يعانون منه من قبل الحكام، ومنح الناس حياة كريمة خالية من الظلم، بل تتمتع بالعدل والعدالة
• معاقبة أهل الكفر والشرك والنفاق والزل، والانتقام منهم ومعاقبتهم على أفعالهم.

آيات الجهاد في القرآن الكريم

يمكن تعرف على الآيات التي ذكر الله الجهاد فيها في القرآن الكريم، لتأكيد أهمية القتال والاستبسال في سبيل الله وإعلاء كلمة الحق، ويمكن تعرف على ذلك من خلال ما يلي:

• قال الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة: انطلقوا بخفة وثقة وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله، فهذا هو الخير بالنسبة لكم إذا كنتم تعلمون. لو كان العرض قريبا والسفر واضح الهدف، لكنهم بعدوا عن هذه الفرصة. وسيقسمون بالله أنهم لو استطاعوا لكانوا ينضمون إليكم ويقاتلون ويهلكون أنفسهم. ولكن الله سامحك لم تأذن لهم حتى تتضح لك من هم الصادقون ومن هم الكاذبون. لا يحتاج المؤمنون في الله واليوم الآخر إلى إذنكم ليجاهدوا بأموالهم وأنفسهم. والله عليم بالمتقين.
• قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال: إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا، هؤلاء بعضهم أولياء بعض، والذين آمنوا ولم يهاجروا، فلا يكون لكم أي ولاية عليهم حتى يهاجروا، وإن استنصروكم في الدين، فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم اتفاق، والله بما تعملون بصير، والذين كفروا بعضهم أولياء بعض، فإن تفعلوه تكون فتنة في الأرض وفساد كبير، والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا، هؤلاء هم المؤمنون حقا، لهم مغفرة ورزق كريم، والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم، فأولئك منكم، وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله، إن الله بكل شيء عليم.
• قال الله تعالى في سورة البقرة: وقاتل في سبيل الله الذين يقاتلونك ولا تتجاوز، إن الله لا يحب المعتدين. واقتلهم حيث تجدوهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم. والفتنة أشد من القتل. ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه، فإن هاجموكم فاقتلوهم، هذا هو جزاء الكافرين. فإن توقفوا فإن الله غفور رحيم. وقاتلوهم حتى لا تكون هناك فتنة ويكون الدين لله، فإن توقفوا فلا يجوز العدوان إلا على الظالمين.